عقد الرئيس بري مؤتمراً صحافياً بعد ظهر الاثنين 3/4/2006 عقب انتهاء جلسة الحوار
التي حضرها جميع المتحاورين والتي استمرت قرابة الأربع ساعات.
وقال الرئيس بري:
"وفي
مداخلته أشار الرئيس أمين الجميل إلى أن الرئيس لحود على استعداد أن يستقيل من
منصبه إذا جاء النائب عون رئيسا للجمهورية.
وهنا رد النائب ميشال المر قائلاً: أن هذا الكلام
كان يمكن أن يصح قبل عشرة أيام، وأنا قلت في أول جلسة أن الرئيس لحود لديه
الاستعداد لأن يستقيل إذا حصل توافق على العماد عون، هذا الكلام الذي يقوله فخامة
الرئيس يصح قبل الخرطوم. وبعد الخرطوم، أنا لم أزره.
وأخذ العماد عون الكلام، متناولاً موضوع الأكثرية
والأقلية، ومما قاله:
"أنا
لست ضد مفهوم الأكثرية والأقلية، أنا أقول أنني مع إجراء انتخابات نيابية، ينبثق
عنها مجلس نيابي جديد، هذه الانتخابات تحدد الأكثرية والأقلية، أنا لدي شك بنتائج
الانتخابات الماضية التي جرت.
"
بعد النقاش الرئاسي تم التوافق بين المتحاورين
على بت البند الرئاسي ضمن الموعد الذي سبق وتحدد في آخر نيسان، فتقرر في الثامن
والعشرين بعد استعراض ظروف وارتباطات المتحاورين. وتم الاتفاق على ان يأتي
المتحاورون لإعلان الاتفاق على هذا الموضوع أو عدم الاتفاق، يذهب بعده المتحاورون
إلى الخيارات والتحالفات التي يريدونها في هذا الإطار، على أن يبدأ في الجلسة
المقبلة البحث في بند سلاح المقاومة... وأيضاً على ان تكون الفترة الفاصلة من الآن
ولغاية 28 نيسان حاسمة بحيث تجري الاتصالات على محاور مختلفة محلية، سياسية، روحية،
مارونية مارونية، عربية عربية، عربية دولية <<فإذا استطعنا بقوتنا الذاتية المحلية
الوصول إلى توافق هذا أمر مهم، وإذا استطاعت الاتصالات العربية ان تفرض نوعا من
التوافق على اسم، كان به، والا فليتخذ كل فريق موقفه ويحدد خياراته وتحالفاته"
حسبما ذكرت مصادر مشاركة.
تضيف هذه المصادر أن سمير جعجع أثار كلام السيد
حسن نصرالله في شأن قطع يد ونزع روح من يريد أن يسحب سلاح المقاومة بالقوة. فرد
السيد نصرالله بقوله أن المقصود بكلامه أولئك الذين يريدون أن ينزعوا سلاح المقاومة
بالقوة.. فهل أنت (متوجها إلى جعجع) تريد أن تسحب السلاح بالقوة؟
وفي موضوع السلاح أيضاً تحدث وليد جنبلاط عن
استراتيجية دفاعية في إطار الجيش اللبناني.
وأثير موضوع العلاقة مع سوريا، وزيارة الرئيس
فؤاد السنيورة التي يجري التحضير لها، فتم لفت انتباه فريق الأكثرية عبر السؤال:
"كيف تطالبون بعلاقات سليمة مع سوريا وتستمرون في شتمها والحملات عليها؟."
وحسب المشاركين فان النظرة كانت متباينة بين
أعضاء فريق الأكثرية حيال اللقاءات التي جرت مع الأمين العام للجبهة الشعبية
القيادة العامة احمد جبريل. وجرى تحفظ من قبل وليد جنبلاط حيال استقبال سعد الحريري
لجبريل. ولم يكن جعجع بعيدا عن هذا الموقف. حيث كان الاعتراض على لقائه باعتبار انه
"سوري.. لماذا تعطيه دورا؟. تقول المصادر أن الإجابة على هذا الموقف أكدت أن الحل
في شأن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يتطلب الاتصال واللقاء بأحمد جبريل وأيضاً ب
"أبو موسى". أما في داخل المخيمات فالأمر يتطلب اتصالات مع حماس، فتح والسلطة.
وحسب المصادر فان الحريري في جوابه أشار إلى أن
ليس ثمة مانع في لقاء جبريل، وليس ما يمنع أن ندق كل الأبواب.
في خلاصة حوار الأمس، ان الموضوع الرئاسي انتهى،
وثمة عبارة تجميلية أحيطت به من قبل بعض المشاركين "انه لم ينضج بعد"، وإمكانية
النضوج من الآن وحتى 28 نيسان شبه مستحيلة.
"
سئل: ماذا تعني سلباً أم إيجاباً؟
أجاب: "يعني، إما بالاتفاق حول هذا الموضوع أو
عدم الاتفاق"
ورداً على سؤال قال الرئيس بري:
"يوم
الجمعة 28 الجاري، سواء كان هناك اتفاق على موضوع رئاسة الجمهورية أو لم يكن هناك
اتفاق سنعلن انتهاء هذا الموضوع سلبا أم إيجاباً، وننتقل إلى الموضوع الأخير في
الحوار المتعلق بسلاح المقاومة".
سئل: هل تؤيد تغيير رئيس الجمهورية العماد إميل
لحود قبل انتهاء ولايته الدستورية؟
رد قائلا: "أتريد أن تنهي الحوار على حسابي
أنا؟".
وردا على سؤال عن سبب تحديد موعد الجلسة المقبلة
في 28 نيسان، قال بري:
"الحقيقة
هناك عدة غايات بالنسبة لهذه المهلة الطويلة، المسبب الأول هناك عدة أعياد ستصادف
ضمن هذه المهلة، ونستغل المناسبة لمعايدة الجميع. وسأسافر إلى الخارج لحضور
مؤتمرات، وبالنتيجة وجدنا أن اقرب موعد ممكن هو 25 الجاري، ولكن لارتباط البعض
بالسفر خارج لبنان، اتفقنا على نهار الجمعة بعد الظهر".
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان الحوار تطرق إلى تداعيات قمة الخرطوم وما حصل في
مجلسي الوزراء والنواب:
"تطرقنا
سريعا إلى هذه المواضيع، ولكن يهمني القول انه على اثر السؤال الذي وجه في جلسة
مجلس النواب والكلام الذي تفضل به الرئيس السنيورة وما أدليت به، لاحظت بعض
المزايدين الذين تحدثوا عن عدم احترام لرئاسة مجلس الوزراء أو لشخص دولة الرئيس
فؤاد السنيورة، ومن موقع احترامي لهذا الرجل ولهذا المقام وهو أمر معروف، فليخيطوا
بغير هذه المسلة.
"
وعما إذا كانت ستؤثر السلبية أم الايجابية على
تنفيذ بقية بنود الحوار التي تم الاتفاق عليها قال بري: "أبداً أبداً، فألاهم إننا
اتفقنا على طاولة الحوار سواء أكان الموقف اتفاقا أم لا، فذلك لا يؤثر على بقية
البنود. وهنا أود أن ألفت إلى انه مر شهر على الحوار، ومع تفهمي لإلحاح اللبنانيين
لناحية الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فكأننا نتحاور منذ عشرين سنة، علما إن
الحوارات في الدول وبين الشعوب تستغرق شهورا حول الطاولة، حتى أن شكل الطاولة
يستغرق بحثا لأكثر من ستة أو سبعة اشهر الخ. ثم إذا كانت بنود الحوار تتعدى ال10 أو
12 بندا، كما هو الحال لدينا، فاعتقد انه إذا توصلنا إلى حل يتجاوز الخمسة بنود،
فذلك يعتبر نجاحا للبنان وللمتحاورين. وحتى الآن نحن انحزنا كل البنود التي كانت
على جدول أعمال طاولة الحوار، ما عدا هذين البندين الباقيين المتعلقين برئاسة
الجمهورية وسلاح المقاومة، واليوم اتفقنا على انه سواء توصلنا إلى تفاهم حول بند
رئاسة الجمهورية سلباً أم إيجاباً، فلن يؤثر على باقي البنود، وبالتالي يكون هناك
اتفاق سواء أكان ايجابيا أو سلبيا، ويبقى الموضوع الأخير الذي إن شاء الله سيكون
حوله توافق، وهو سلاح المقاومة".
وهل جرى بحث جدول زيارة الرئيس السنيورة إلى دمشق
وهل كلفتم من قبل المتحاورين ببحثها مع المسؤولين الإيرانيين؟
أجاب: "هذه المواضيع تتعلق بالحكومة، وان قرارات
الحوار صريحة وواضحة وبالتالي فان الحكومة ورئاستها تهتم بذلك، ونحن لا نتأخر في أي
تعاون يطلب منا جميعا في أي مجال، وانتم شاهدتم الذي حصل بالنسبة للبند المتعلق
بالأخوة الفلسطينيين وغيرهم، سواء أكان في زيارة الوفد الوزاري إلى المخيمات أو
لجهة التعاطي مع بعض الأطراف الفلسطينيين في سبيل إيجاد مخارج وحلول، وكل ذلك ضمن
الحوار الوطني، ونحن نساعد فيه وهذا اقل الواجب".
وردا على سؤال قال:
"لا
أستطيع أن أقول ماذا حصل على طاولة الحوار، لكن يمكن لكم الاستنتاج بأننا عندما لم
نتوصل حتى الآن إلى نتيجة، فمعنى ذلك إننا مازلنا بحاجة إلى بحث وبين ساعة وساعة
يمكن ان يأتي الفرج، فلا احد يعرف".
وردا على سؤال آخر قال:
"الحديث
عن تقطيع للوقت غير صحيح، وعندما يقال إن هناك مؤازرة أو طلبا لمؤازرة لا يعني أننا
نستمطر الحل من الخارج إطلاقاً، وكما عبرت مرارا، إذا قمنا بصناعة لبنانية فليس
معنى الاستعانة بالمواد الأولية من الخارج إنها أصبحت صناعة مستوردة، أو أن هناك ما
يفرض عليك فرضا، ومعنى ذلك إننا نستفيد من مؤازرة ومساعدات ولكن يبقى العنوان صنع
في لبنان" .
سئل: هل بحثتم في موضوع عريضة الإكراه التي وقعها
النواب، فهل فعلا شعرتم ان هناك أكراهاً في هذا الموضوع؟
أجاب: "لا أريد أن أقول شيئا في هذا الموضوع، وان
موقفي الخاص أن أي زميل من الزملاء النواب، حتى ولو شعر بالضغط أو الإكراه، ما كان
يجب ان يقول أنا تعرضت للإكراه، فكيف يمكن أن يقول ذلك وماذا يمنع ان يقول الآن انه
أيضاً يتعرض للإكراه بتوقيع هذه العريضة، فكيف بإمكانك أن تصدق ذلك، طبعا هذا
الموضوع لم يطرح أبداً على الإطلاق على طاولة الحوار".
سئل: هل صحيح انه طرح على طاولة الحوار أسماء
لموقع رئاسة الجمهورية كما قال النائب بطرس حرب وان اسمه من بينها؟
أجاب:
"هذا
السؤال يطرح على النائب حرب، فإذا كان الشيخ بطرس حرب قال ذلك، فيكون ذلك وان لم
يقل فيعني أن ذلك لم يحصل".