الرئيس بري واصل زيارته الرسمية للكويت


 

واصل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري السبت 19/11/2005 زيارته الرسمية إلى دولة الكويت على رأس وفد نيابي وإداري وإعلامي.

 

 لقاء رئيس الوزراء الصباح 

 

استهل الرئيس بري محادثته بلقاء رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بحضور النائبين علاء الدين ترو وهادي حبيش والسفيرين اللبناني والكويتي جودت الحجار وعلي السعيد، ثم عقد معه خلوة.

 

وبعد اللقاء قال رئيس مجلس الوزراء الكويتي:

أنا سعيد أن التقى مع أخي نبيه بري وإخوانه النواب وأتمنى لهم إقامة طيبة في الكويت، وأود أن أؤكد أن العلاقة بين لبنان والكويت هي علاقة أخوية طيبة وليست جديدة وهي متشابهة بنفس المشاكل وبنفس الأمور التي تمر علينا.

ورداً على سؤال حول مستقبل التعاون بين البلدين قال: سنستمر في هذا التعاون ويعرف أخي نبيه بأن الكويت ليست منه على لبنان، عندما نتعاون نعتبر هذا التعاون واجباً علينا كأخوة لذلك نتعاون مع بعضنا البعض.

 

وقال الرئيس بري: "تشرفنا اليوم بلقاء سمو الشيخ رئيس مجلس الوزراء في هذا الظرف الدقيق الذي تمر فيه المنطقة من العراق إلى لبنان فسوريا وفلسطين، وكان لا بد وهو صاحب الرؤية والتجربة الواسعة والطويلة كوزير للخارجية قبل أن يتسلم رئاسة مجلس الوزراء، أيضاً كانت مناسبة لتوجيه الشكر بإسم مجلس النواب اللبناني، وبإسم أهلنا في الجنوب للدعم اللامتناهي إبان الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا، ولا ننسى أبداً إعادة اعمار القرى. ولا ننسى أيضاً تبني مشروع الليطاني والمباشرة به وهو المشروع الذي كانت دائماً تحلم به إسرائيل من خلال أطماعها بالجنوب ومياهه، والذي كان يسعى إليه اللبنانيون من أجل الإنماء وتثبيت الجنوبيين في أرضهم طبعاً كان هناك تشاور في هذا الموضوع.

وتطرقت أيضاً إلى العلاقات الأخوية التي كانت ولا تزال قائمة بين الكويت ولبنان، والى ما يتعلق أيضاً بموضوع الإقامة للبنانيين الذين يأتون إلى هنا. وقد قال سموه أن المبدأ الذي يستقر عليه الوضع هو في كل مرة يأتي لبنان ويكون هناك شراكة حسب الأصول، لا مشكلة أبداً للبناني، والكويت دائماً مفتوحة للبنانيين والعكس صحيح.

وتطرقنا أيضاً إلى أمور تتعلق بالأوضاع الراهنة وشكرته على الاتفاق الكويتي- اللبناني المتعلق بالنفط هو الاتفاق الأول من دولة إلى دولة. إنني اطمئن اللبنانيين كلهم هنا وفي لبنان أيضاً ان لبنان يستطيع ان يعتمد على أصدقائه وعلى إخوانه وفي المقدمة الكويت.

 

لقاء رئيس مجلس الأمة الخرافي

 

وزار الرئيس بري والوفد المرافق مجلس الأمة الكويتي حيث استقبله عند مدخل المبنى رئيس المجلس جاسم الخرافي وعدد من أعضاء المكتب ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية- اللبنانية الذي رافقه في الزيارة النائب مرزوق الحبيني.

 

وجال الرئيسان بري والخرافي على القاعة العامة وبعض مكاتب المجلس بعد أن عقدا جلسة محادثات موسعة حضرها الوفد اللبناني المرافق وعدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي وسفير الكويت في لبنان علي السعيد وسفير لبنان في الكويت جودت الحاج.

 

وفي مستهل الجلسة رحب رئيس مجلس الأمة الكويتي بالرئيس بري والوفد المرافق.

 مشيداً بالزيارة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها منطقتنا...

 كما أكد على تطابق وجهات النظر بين البلدين حول القضية الفلسطينية، وما يجري في العراق وقال نحن متفقون على أهمية الاستقرار في العراق. وحريصون أيضاً على استقلال لبنان وحسن علاقته مع سوريا، ومعالجة كل ما هنالك من مواضيع بالحكمة ومن دون أن يكون هناك أي تطور سلبي قد يسيء إلى طرف من الأطراف.

وأكد على معالجة الإرهاب بشكل شامل، مشيداً بتطور العلاقات اللبنانية_ الكويتية على كل المستويات. وقال أن الزيارة هي فرصة للتنسيق في ما بيننا في ما يتعلق بالإتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي وما سيطرح في شأن البرلمان العربي.

 

وشكر الرئيس بري رئيس مجلس الأمة على الدعوة وقال:

"في كل مرة أزور الكويت اشعر أني أودعه، وفي كل مرة أودعه اشعر أني التقيه. لقاء الأحبة وداع ووداع الأعداء لقاء، وكلما التقيكم أحس بلوعة الوداع".

واقترح توقيع تفاهم بين مجلسي البلدين ليشكل نموذجاً للدبلوماسية البرلمانية التي يمكن أن يهتدي إليها الآخرون. وجدد القول الذي كان قاله سابقاً في مجلس الأمة الكويتي سابقاً انه لو دفعنا واحداً على عشرة في سبيل تعزيز الديموقراطية مما دفعناه ثمن الأسلحة لما استطاع صدام حسين أن يغزو الكويت، وعندما تمادينا في هذا الأمر أضاع صدام البوصلة نحو إيران ثم كسر البوصلة عندما دخل الكويت.

 

 وقال الرئيس بري:"ان ما يحصل الآن ومنها في لبنان وسوريا هو في تشظيات هذا النظام"، محذراً من هذا التشظي. وبعد ان تناول التنسيق بين مجلسي البلدين في شأن مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي في الأردن في نهاية أو أوائل آذار المقبل، أو في شأن اجتماع البرلمان العربي التمهيدي في نهاية هذا العام في القاهرة في مقر الجامعة العربية. ومؤتمر مجالس الدول الإسلامية في اسطنبول، تحدث عن سعيه من خلال الجولات التي يقوم بها لبنان، مبنى البرلمان العربي ومساهمة الدول الأعضاء فيه بحصصهم من أجل ترجمة هذه الخطوة بعد أن أنجزت الدراسات اللازمة.

 

 وتناول الرئيس بري التعاون اللبناني – الكويتي مؤكداً على تعزيز الاستثمارات المتبادلة. وأكد أيضاً على التوافق على دعم العراق في حماية وحدته. ثم تحدث عن لبنان فأشار إلى خسارة الرئيس رفيق الحريري هي خسارة كبيرة جداً، وقال أن الذي اغتاله عرف كيف يختار الزمان والمكان والشخص.

أضاف:" نحن حريصون على وحدة لبنان الذي لم يكن بإمكانه أن ينتصر على إسرائيل وعلى الفتنة إلا بوحدته، مجدداً القول أن الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري هي علاقة جمع للبنانيين، كما وأن محاولة استغلال هذا الأمر من أجل حصار سوريا ظلم للبنانيين وللسوريين، وأن الهجمة على سوريا بدأت قبل اغتيال الرئيس الحريري والقرار 1559 فقد صدرت قرارات عن الكونغرس الأميركي حول حصار سوريا قبل ذلك بكثير. أضاف: "ان لبنان لا ناقة له ولا جمل في إختيار "المونتيفردي" ونحن بريئون من هذا الأمر، وان محاصرة سوريا هي خطر على العلاقات العربية - العربية. وعندها نطالب بمعرفة قتلة الرئيس الحريري إذا كانوا لبنانيين أم غير لبنانيين فيجب أن يسلموا أو يحاكموا، ولكن هذا لا يعني تعريض العلاقات اللبنانية – السورية للخطر لأننا نريد الحقيقة، هذا أمر خطير وخاطىء، وحسناً فعل الرئيس السنيورة عندما قال لا مانع لدينا على الإطلاق من التحقيق في الخارج.

 

وتكلم الرئيس الخرافي مرة أخرى، فأكد على وضع ورقة مشتركة بين مجلسي البلدين لتبنيها في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المقبل.

 وحول لبنان قال: "لا شك أن قلوبنا معكم، وأن الكويت ليست من الدول التي تتدخل في شؤونه ولكنها تنصح، فنحن مع أي إجراء لكشف جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وهذه مسألة ليست للبنان بل للأمة العربية، ولكن أشير أيضاً إلى أن الأوضاع الدولية بالنسبة لسوريا كانت قبل اغتيال الرئيس الحريري، وهو يستخدم حكاية الذئب والحمل وشرب المياه مع سوريا.

 وتمنى الخرافي أن يكون للشعوب العربية دور أكبر والتي ليس لها الدور المطلوب داعياً إلى تشجيع المؤسسات الديموقراطية. وختم متوجهاً للرئيس بري بالقول: أؤكد لك يا دولة الرئيس أننا سنكون لك خير معين في أي اتجاه إصلاحي وأي اتجاه يوحد الكلمة على ما نعتقده بأنه حق، فتوكل على الله لنبدأ الإصلاحات الخاصة في الإتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي.

 

الصداقة البرلمانية         

 

وأقام رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية – اللبنانية النائب مرزوق الحبيني مأدبة غداء للرئيس بري والوفد المرافق حضرها أعضاء اللجنة وشدد الحبيني على متانة العلاقات بين البلدين، ورد الرئيس بري بكلمة مقتضبة نوه خلالها بالعلاقات الثنائية، معتبراً أن لجنة الصداقة هي نموذج لهذه العلاقات.

 

 تصريح الرئيس الخرافي

 

وصرح رئيس مجلس الأمة الكويتي بالآتي:

كما كنا متوقعين في ما يتعلق بالاجتماع المشترك مع دولة الرئيس، استفدنا كثيراً من خبرة رئاسته الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد الإسلامي. وكان الحوار حول تطوير هاتين المؤسستين. أيضاً كان الحوار حول البرلمان العربي وكيفية التنسيق للاجتماع المقبل. وتطرقنا إلى الموضوعات الثنائية المتعلقة بتنمية العلاقة المتميزة بين لبنان والكويت برلمانياً وحكومياً واقتصادياً. هذه الموضوعات صار اتفاق حولها بين الطرفين.

وكان هناك طرح للموضوعات السياسية المتعلقة بفلسطين والأوضاع في العراق. وكانت آراؤنا كلها واحدة حولها. نأمل المزيد من هذه اللقاءات وأن يكون هناك إكثار للزيارات المتبادلة للبلدين لما فيه مصلحة شعوبنا وبلدينا.

 

تصريح الرئيس بري

 

بدوره صرح الرئيس بري: "إن اللقاء مع دولة الرئيس ليس الأول إنما يمكنني أن أقول أن التفاهم في هذا اللقاء والتطابق كانا أكثر من أي مرة سابقة على الصعد كافة. في المستوى البرلماني تكلمنا على مذكرة تفاهم موحدة بين مجلس الأمة الكويتي والبرلمان اللبناني. ولا تتناول هذه المذكرة العلاقات البرلمانية بين البلدين إنما تطال الدبلوماسية البرلمانية وفيها البرلمان العربي الموحد الذي سينعقد في 28 و 29 كانون الأول في القاهرة، والإتحاد البرلماني العربي الموحد الذي سينعقد في عمان في شباط المقبل والبرلمان الإسلامي الذي سينعقد في اسطنبول في نيسان المقبل. كانت هناك جولة أفق حول ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية البرلمانية في سبيل حلحلة العقد وخصوصاً تلك التي تخضع إليها بعض الأنظمة العربية نتيجة ضرورات الحكم. إذا لم نقل شيئاً آخر. وأستطيع أن أقول أن قاعدة صلبة بنيت في هذا اللقاء. على الأقل بين برلمانينا، وهما ظاهرتان فريدتان تصلان إلى حد الجودة والروعة فيما يتعلق بتمثيل الديموقراطية في كل بلد من بلديهما والتي هي بالنتيجة بلد واحد. أيضاً تكلمنا على تطوير الاستثمارات ودور البرلمانات في هذا الأمر وتشجيع الحكومات على الاستثمار في هذا الميدان. كانت هناك جولة أفق سياسية تبدأ بموضوع العراق والموقف الواحد في سبيل أن تحصل وحدة العراق والعملية السياسية هناك لأن لا مصلحة أبداً من التشظي العراقي، لا بل أن الأخطار كثيرة وكثيرة جداً. بدأت أكثر المشكلات أصلاً في العراق منذ أن فقدت الديموقراطية التي أدت إلى غزو الكويت، وأدت قبلها إلى الحرب مع إيران حتى وما نزال إلى الآن ندفع الأثمان الباهظة. إن الوضع في فلسطين ومحاولة ما يجري في لبنان وسوريا كان موضع تواكب ومواكبة واتفاق في الرؤية".

وسئل عن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فأجاب:

"دعني أقول شيئاً. يعتقد الكثيرون حتى في الكويت وفي بعض الإعلام الكويتي وفي لبنان أيضاً، أنه متناقض أو متباين. اللبنانيون جميع اللبنانيين يريدون كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنه من دون كشف هذه الحقيقة. حقيقة إن الوحدة اللبنانية مهددة نحن في حاجة إلى كشف الحقيقة ليس لأن رجلاً ورجلاً كبيراً وكبيراً جداً مثل رفيق الحريري اغتيل وهو رئيس حكومة لبنان، إنما أيضاً لأن هذا الأمر هو علامة جمع بين اللبنانيين ولا علاقة قسمة أو تفرقة أو طرح إنما كلنا يعلم أن سوريا كانت موضع استهداف قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقبل صدور القرار رقم 1559 اذكر بقرارات الكونغرس الأميركي حول الحصار على سوريا وغيرها. إن المحاولة الآن وكأن المطالبة بكشف الحقيقة هو ضد سوريا أو ما يحصل بجو تباين حول مكان الاستجوابات في حال ان هناك تهماً تطال بعض السوريين وكان لبنان هو خلف هذا الأمر أمر في غير محله. إن محاولة إيجاد ربط نزاع بين كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري والحصار على سوريا فيه ظلامة للبنان ولسوريا.

إن لبنان أيها الإخوة الإعلاميين، من خلالكم أقول ومن هنا من دار مجلس الأمة الكويتي يريد الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري وفي الوقت نفسه لا أريد أن يستغل هذا الموضوع لحصار سوريا. هذان أمران غير متناقضين أطلاقاً. قلت على التلفزيونات مرات عدة إن كل من تثبت إدانته سواء أكان لبنانياً أو غير لبناني، عليه أن يسلم إلى التحقيق. الآن ما يحصل حول المكان، أقول أن لبنان ليس هو أصلاً من يقترح الأمكنة.

إن رئيس مجلس وزراء لبنان فؤاد السنيورة قال: "نحن نتمنى أن يكون المكان خارج لبنان". أيضاً نحن كلبنانيين نتمنى جميعاً كمجلس نواب أن يكون هذا المكان خارج لبنان حتى لا يكون هناك أي ربط بين مكان التحقيق والحصار على سورياً.

ورداً على سؤال عن توقعه استمرار حكومة السنيورة في ظل التجاذبات الراهنة والى أي مدى يتفق مع كلام الرئيس بشار الأسد على أن الرئيس السنيورة هو "عبد مأمور لعبد مأمور"، أجاب: "إن حكومة الرئيس السنيورة تستمر طالما أنها تحظى بثقة مجلس النواب، وثقة مجلس النواب ما تزال قائمة حتى الآن".

 

عشاء فيصل الصباح على شرف الرئيس بري والوفد المرافق

 

أقام الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح مساء السبت 19/11/2005 مأدبة عشاء على شرف الرئيس نبيه بري والوفد المرافق ارتجل خلالها كلمة رحب فيها برئيس المجلس مشيداً بمواقفه على الصعيد اللبناني والعربي.