الرئيس بري التقى رئيس الجمهورية 22/7/2009
زار الرئيسس نبيه بري الاربعاء 22/7/2009 رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبعد اللقاء تحدث الرئيس بري إلى الصحافيين، فرد على سؤال عن سبب تفاؤله بأن الحكومة ستشكل قبيل آخر الشهر، سائلا: "كم بقي لآخر الشهر؟" قيل له: 10 أيام، فأجاب: "كتر الله خيركم، لقد زدتم لنا يومين إضافيين".
سئل: ألا زلتم على تفاؤلكم؟
أجاب: "وهل نغير كل يوم؟"
سئل: على ماذا يبنى هذا التفاؤل؟
أجاب: "هل ترون أي جو من أجواء التشاؤم في البلد حول هذا الموضوع؟"
سئل: ولكن يحكى عن شروط وشروط مضادة...
أجاب: "أين هي هذه الشروط والشروط المضادة؟"
سئل: يبدو أن هناك إصرارا من المعارضة على الثلث المعطل...
أجاب: "أود اليوم أن أسأل أكثر من الإجابة. أين سمعتم ذلك، وأين وجدتم إصرارا لدى المعارضة حول هذا الموضوع؟ على العكس، هنالك كلام إيجابي كله، وهو واحد وموحد سواء من رئيس الحكومة أو من المعارضة. إن الجميع يتكلم بحكومة وحدة وطنية، حكومة مشاركة حقيقية. وسأستخدم التعبير عينه الذي استخدمه الرئيس المكلف بأن ما من أحد يلوي ذراع أحد. هذا ما يحكى من كلام. فهل هكذا كلام يستدعي أن نبدأ اللطم والبكاء أم التفاؤل؟"
سئل: هل ما زلتم عند رأيكم بأن الخارج ينتظرنا وليس نحن من ينتظر الخارج؟
أجاب: "تماما، وعلى الحرف "الله وكيلكم"، وأي حرف لا يتغير في هذا الموضوع".
سئل: هل هناك تقارب سعودي-سوري متقدم؟
أجاب: "الحمد لله، هنالك تقارب وتفاهم على التفاهم".
سئل: لكن حلفاءكم يقول البعض منهم بالنسبية والبعض الآخر بالثلث المعطل، فكيف ستشكل الحكومة إذا كان كل فريق يطالب بشيء؟
أجاب: "إن كل الدروب تؤدي إلى الطاحون".
سئل: ضمن أي صيغة؟
أجاب: "المشاركة بحكومة وحدة وطنية هذه هي الصيغة".
سئل: هل يعني ذلك صيغة 3 عشرات؟
أجاب: "لماذا تريدون إدخالي في الحساب ولم أكن طوال عمري قويا كثيرا فيه؟"
سئل: هل بحثتم مع فخامة الرئيس في الوضع في الجنوب وموضوع "اليونيفيل"؟
أجاب: "هذا هو الموضوع الأساسي، لأن الأخطار والاطماع الإسرائيلية تظهر كل يوم. إن إسرائيل تحاول استغلال ما حصل في الجنوب لتوجد هوة وشرخا بين اللبنانيين واليونيفيل. وإنني في لقاءاتي مع الجنرال غراتسيانو ومبعوث الأمم المتحدة وسفراء إيطاليا واليونان وفرنسا أكدت لهم، وأؤكد الآن مرة أخرى، أن العلاقة بين قوات الأمم المتحدة واللبنانيين، وبصورة خاصة مع أهلنا في الجنوب، لا تعود إلى أيام وشهور وسنوات، بل إن عمرها بدأ تماما منذ 24 آذار 1978، ولا تزال هذه العلاقة مستمرة إلى اليوم. لقد عشنا وأكلنا واستشهدنا معا، وحصلت زيجات مختلطة، وتم شراء شقق في صور والجنوب لكثير من عناصر هذه القوات الذين أرادوا أن يقيموا في لبنان بعد انتهاء خدماتهم. من هنا، فإن هذه اللحمة الحقيقية القائمة بين قوات اليونيفيل والشعب اللبناني لا يمكن لإسرائيل أن تحاول العبث بها كما تعبث في كل ما يتعلق بفلسطين وعروبتها وحقوق أهلها. يكفي اليوم ما قرأناه في إحدى الوكالات من أن أكثر من ألفي معلم سواء كان ذلك من اسماء شوارع أو قرى أو مدن تقوم إسرائيل بتغييرها من اللغة العربية إلى العبرية بما في ذلك القدس، القدس المقدس، القدس الشريف. لذلك "فلتخيط إسرائيل بغير هذه المسلة".
إن ما حصل في خربة سلم جرت إشكالات مماثلة له، وهو عبارة عن إشكال نجم نتيجة سوء تفاهم أو سوء إدارة، وقد تمت تسويته وانتهى أمره. والجيش اللبناني على أطيب العلاقات سواء مع اليونيفيل أو مع الأهالي، وقد انتهى هذا الموضوع. أما الغريب في الامر فإن مندوبة إسرائيل في الامم المتحدة قد تقدمت بمذكرة تتجاوز الثلاث صفحات، وكأن ما حصل يعادل كل تاريخ إسرائيل ضد قوات اليونيفيل وضد الأمم المتحدة منذ مقتل الكونت برنادوت وصولا إلى مقتل قوات الطوارئ في الخيام اثناء عدوان عام 2006.
هذا ما أحببت قوله من جهة، ومن جهة ثانية هم يقومون بإحداث كل هذه الضجة لكي يخفوا ما حصل في تلال كفرشوبا وهو أمر يجب أن يتوضح. إن الخط الأزرق والفارق بين الخط الإسرائيلي وخط الانسحاب الذي تدعيه إسرائيل قد تحفظ لبنان بشأنهم عند ترسيم الخط الأزرق، وبالتالي بقيت هذه المساحة من الأرض التي تدعي إسرائيل أنها لسوريا ويؤكد لبنان حقه فيها، من دون أي إشغال. هذا يعني أن أهلنا، أصحاب الاراضي، يشاهدون أرضهم ولا يستغلونها، بحيث أنه "يرضى القتيل ولا يرضى القاتل". وها إن إسرائيل تتقدم الآن في محاولة السيطرة عليها. نحن طلبنا من أهلنا أن يتركوا هذا الأمر للدولة اللبنانية وللاتصالات الجارية ولليونيفيل التي عليها، ضمن منطوق القرار 1701، التركيز على حالة السلام الموجودة في المنطقة. ومن هذا المنطلق تركت هذه القضية في عهدة الدولة اللبنانية ومؤازرة قوات اليونيفيل، لتعود القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي انطلقت منها. هكذا فإن محاولة إثارة ما حصل في خربة سلم أكثر مما يلزم هي لإخفاء هذا الاعتداء الجديد، والقضم الجديد من إسرائيل لارضنا".
سئل: كيف تقرأون بيان قيادة الجيش اللبناني بالأمس عن توقيف شبكة من إرهابيين خططوا لضرب الجيش و"اليونيفيل"؟
أجاب: "هذا ما يؤكد حرصي على الاستعجال المدروس في تأليف الحكومة. صحيح أن كل الأجواء "رايقة" والحمد لله أن كل التصريحات والمواقف جيدة ولكننا لا نستطيع النوم على حرير أبدا. إن المؤامرات قائمة على قدم وساق من عدة جهات وهي من الممكن أن تعيدنا إلى الوراء لذلك علينا أن نخطو خطوات وإن شاء الله يكون لنا موعد قبل آخر هذا الشهر".
الجمهورية اللبنانية















