الرئيس بري التقى أمير الكويت ورئيس مجلس الامة أولم تكريماً له كما التقى ابناء الجالية اللبنانية في حفل عشاء حاشد

ووصل مساء الى قطر للقاء اميرها وكبار المسؤولين وإلقاء محاضرة


 

توج رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، زيارته الرسمية للكويت بلقاء امير الدولة الشيخ صباح احمد الجابر الصباح، في حضور رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي، وقد لقي حفاوة خاصة من جانب الامير الذي خصص له وللوفد المرافق طائرة خاصة للانتقال الى قطر بعد ظهر اليوم.
 

وشكر الرئيس بري امير الدولة والقيادة والمسؤولين الكويتيين على هذه الحفاوة والدعم الذي تقدمه الكويت دائماً الى لبنان، وقال مخاطبا الامير الشيخ صباح الاحمد: "انني اقول دائما ان اهلنا في الكويت يحبون لبنان اكثر من اللبنانيين".


ورد امير الكويت مؤكدا "بأننا لم ولن نتخلى عنكم فأنتم ذاتنا".


وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة وللعلاقات الثنائية.

الرئيس بري
وبعد اللقاء قال الرئيس بري: "يوم الختام يوم المسك، كما البداية تماما تشرفت بلقاء سمو امير الكويت هذا الصباح الذي كان يحمل هموم لبنان وشجون وآمال لبنان وآلام لبنان في قلبه وفي عقله. وتطرقنا الى الوضع السياسي العربي وضرورة تحسين الظروف العربية خصوصا ازاء ما يحصل في المنطقة وفي العالم، وكنت صريحا بضرورة التقارب والعودة الى معادلة ال س.س كما كنت اقول، بمعنى آخر لا بد ان يكون هناك تقارب سوري سعودي خصوصا في هذه الفترة، وطبعا ايضا مع بقية البلدان العربية الاخرى. كذلك تحدثنا عن موضوع الالغام التي سبق واثرتها مع سمو ولي العهد وكان اللقاء طيبا ومفيدا ومثمرا على شتى الميادين".

سئل: هل يمكن للبنان والكويت ان يلعبا دورا في تقريب معادلة ال س.س "السعودية - سورية؟
اجاب: "ان الذي يمكن ان يلعب دورا هو امير الكويت بالتحديد".

غداء تكريمي
الى ذلك، أقام رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي بعد ظهر اليوم، في مجلس الأمة مأدبة غداء حاشدة تكريما للرئيس بري في ختام زيارته الرسمية للكويت، حضرها رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح وعدد كبير من الوزراء والنواب.

وخلال المأدبة ألقى الخرافي كلمة رحب فيها بالرئيس بري، مشيدا بموقفه وموقف لبنان تجاه الكويت الذي تجلى إبان الغزو العراقي لها.

وقال: "ان هناك تشابها كثيرا سلبيا وإيجابيا بين لبنان والكويت، ولكن الحمد لله تبقى الإيجابيات أكثر من السلبيات في هذا التشابه".

ونوه بما قام به الرئيس بري "وحكماء لبنان أثناء الأزمة التي مر بها لبنان، وتمكنهم من الخروج من هذه الأزمة أشد تماسكاً وأكثر محبة".

الرئيس بري
ثم ألقى الرئيس بري كلمة شكر فيها الكويت أميرا ومجلساً وحكومة وشعباً وقال: "بداية أود ان أنقل إليكم وبكل ثقة ان لبنان قام كما قام طائر الفينيق وانتصر على أزماته وعلى مؤامرات الفتن التي لم تترك بابا إلا وطرقته، التي لم تلق عند طوائف لبنان مذاهبه سوى جواب المصالحة والمصارحة والوحدة والحوار. وهذا الأمر ما كان ليتم لولا أن انتصر لنا الأشقاء والأصدقاء، وفي الطليعة الكويت وقطر، فكان اجتماع الدوحة وكان الإتفاق الذي ننجز تنفيذه على التوالي. وقد انتخبنا الرئيس التوافقي للجمهورية العماد ميشال سليمان، وشكلنا حكومة الوحدة الوطنية، وشرعنا قانونا للانتخابات وفق التقسيمات التي اعتمدت في الدوحة، وانطلق قطار الحوار مجددا حول الاستراتيجية الدفاعية.

إنني أيها الأشقاء في الكويت، الأكثر إحساساً وتحسساً بلبنان، أؤكد لكم ان بلدنا سلك طريقا سريعا للخلاص، حيث انطلق قطار التشريع ونحن اليوم نعوض ما فاتنا أيام الأزمة السياسية التي ضغطت على بلدنا، وقد حدث مجلس النواب قانون المجلس الدستوري بما يختص في مجالات متعددة. وكذلك، شرعنا بداية قرارات تخص الثقافة، ذلك لأن لبنان الثقافي هو لبنان الأكثر حضوراً في نظامه العربي والإقليمي.

دولة الرئيس، دولة رئيس مجلس الوزراء، أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم،
إننا ومن على منبر مجلس الأمة، نؤكد لصاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إننا نلتزم مشورته ودعوته للتلاقي والحوار، ويسعدني أن أزف إليه البشرى بأن هناك بابا واسعا الآن لكل المصالحات، وإن الجميع في لبنان باتوا يعرفون أن مصلحتهم تكمن في التلاقي والحوار ليس من أجل إنسانه فقط، وإنما من أجل أشقائهم العرب وحتى يكون موئلا لهم.

إننا إذ نثني ونشكر منطلقات صاحب السمو بخصوص لبنان التي تؤكد ان لبنان ضرورة عربية ودولية كما هو ضرورة لأبنائه، فإننا نؤكد لسموه ولأشقائنا في الكويت، وفي مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الخليج وعلى ساحة العرب، أن ربيع لبنان سيستمر وسيعود لبنان ليكون منبرهم وكتابهم ومسرحهم وريشتهم وقصيدتهم وحديقتهم.

إلا أننا في لبنان كما في فلسطين، حيث تحاصر إسرائيل حق الحياة في غزة، وحيث تقيم جدار الفصل العنصري حول الضفة، وتستكمل الأطواق الإستيطانية حول القدس، فإننا لا زلنا نتوجس من محاولة تقوم بها إسرائيل للهرب من أزماتها، وفي الطليعة الحكومية عبر تصعيد عملياتها ضد المناطق الفلسطينية وخصوصا غزة وضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

في نفس الإطار، فإننا نوجه عناية إشقائنا العرب من على منبر الكويت، هذا البلد الذي يعرف معنى الغزو والتنكيل، وتعذب جراء وحشية نظام العدوان البائد في العراق- أوجه عنايتهم- الى المناورات الإسرائيلية الهيكلية الكبرى التي جرى قبل أيام، وكانت الثانية من نوعها على الجبهة الشمالية، وفي جنوب جنوب لبنان، والتي كانت تمرينا لغزو لبنان وسورية. وأدعو الى أخذ الدروس والعبر من ذلك واتخاذ الأهمية لمواجهة أي تحد محتمل.

كما وإني بالمناسبة أوجه عناية الأشقاء العرب الى ضرورة بناء الثقة في العلاقات العربية-العربية، خصوصا بعد الذي حصل من تطورات سياسية ساء عبر الإنتخابات الرئاسية الأميركية أو بعد الأزمة المالية العالمية، من ضرورة بناء الثقة في العلاقات العربية-العربية، خصوصا العلاقات السورية- السعودية، وزيادة أوجه التعاون لمواجهة التحديات التي سترافق مستقبل السياسات الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما التي نأمل أن نشهد بعض التغيير في أيامه، وأن يتحقق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط تحت مظلة القرارات الدولية بحيث يحقق الأشقاء الفلسطينيون أمانيهم الوطنية في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، وتستعيد سورية الجولان العربي حتى حدود الرابع من حزيران، ويستكمل لبنان تحرير أرضه فيستعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.

طالما ان الحديث عن الحقوق، فإنني على مستوى الوقائع الفلسطينية، أدعو الأشقاء الفلسطينيين الى عدم تضييع الفرصة التي تتيحها والمساعي المصرية وإعادة صياغة تفاهمهم وإتفاقهم وتوحيد خطابهم السياسي وإدارتهم للصراع على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد سلطتهم لأنه دون ذلك فإن إسرائيل ستواصل الإستثمار على واقعهم المؤلم وتحاصر حقوقهم وصولا الى حقهم في الحياة.

ولا أدري إذا كان هذا الإقتراح من هذا المجلس الكريم يلقى آذانا صاغية، فإنني أعتقد ان قمة عربية نحو المصالح الإقتصادية بين العرب وخصوصا بعد تسونامي (الأزمة المالية) التي حصلت وتحصل الآن والتي لم يحصل في التاريخ والعالم مثلها إلا في العام 1929، ولعل هذه أخطر. إننا نقترح من منبر مجلس الامة الكويتي أن يصار الى قمة عربية طارئة تعيد على الأقل إحياء السوق العربية المشتركة. وهناك مقترحات في لبنان أيضا لعلها تناقش، أنا لا أقول انها مئة بالمئة، قد تصلح وقد لا تصلح، هناك مقترحات من لبنان في أن يكون للعرب عملة واحدة بعد الذي حصل.

دولة الرئيس، الحضور الكريم
بالعودة الى لبنان، فإني أود أن أطمئنكم الى إنكم تستيطعون الرهان على بلدنا، وقد أثبت الإقتصاد اللبناني إنه بمنأى عن تداعيات الأزمة المالية العالمية، وأن السيولة لدى البنك المركزي اللبناني تعد الأعلى في تاريخه.

دولة الرئيس، أيها الأعزاء،
لان ميتنا لا يموت، خصوصا أولئك الذين تمجدهم ذاكرة الأمة وذاكرة الذين يقفون على ثغورها مرابطين صامدين ابتداء من فلسطين الى الجنوب الأبي.

اسمحوا لي أن اعود الى لقائي الأخير مع الراحل الكبير سمو الامير جابر الأحمد الصباح، يوم حدثته حديث الليطاني وأوجاع الماء حيث أصدر توجيهاته بتفسير حلم كبير المهندسين العرب الشهيد ابراهيم العال بتمويل مراحل العمل في مشروع الليطاني.

اليوم أشكو أمرنا الى الكويت، الى صديق لبنان امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأقول أن دراسة الجدوى الإقتصادية لمشروع الليطاني قد وضعت من قبل الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية والصندوق العربي للانماء الإقتصادي والإجتماعي مع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وبتمويل كويتي، وهي بينت أهمية تنفيذ المشروع والنتائج الإجتماعية والإقتصادية التي ستؤمن ما لا يقل عن 6-7 أضعاف الدخل العائلي لمن هم ضمن نطاق المشروع. المطلوب مبادرة حكومية لبنانية هذه المرة لتتجزأ على إطلاق المشروع.

أقول هذا لأن العرب عدة مرات قرروا تنفيذ مشروع الليطاني. أول مرة عام 1956 وخصص آنذاك مبلغ 45 مليون ليرة لبنانية، لم يحصل ذلك لأنه كانت تحصل تهديدات إسرائيلية. طالما مياه لبنان لا تستغل، طالما ان إسرائيل أطماعها في لبنان دائما.

لهذا اقتضت واسطتكم مع حكومتنا، لأني أخاف أن يكون المانع ليس خيرا وليس وطنيا، وإنما إسرائيليا، وخوفا من تخريب ما يوصف بالإستقرار الهش عبر الإعتداء على مالنا وعلى حقنا في مياه الليطاني، وبالتالي إزعاج إسرائيل. لا أتهم ولكن هذا المشروع ليس أمامه أية عقبة للتنفيذ، الكويت قررت ودرست وما على لبنان الا فقط أن تجري الأمور في مجراها.

أخيراً وليس آخرا، فإنني بإسمي وبإسم مجلس النواب اللبناني، وبإسم كل اللبنانيين من الناقورة الى النهر الكبير الجنوبي، بإسم اهل المدن والبلدات القرى والدساكر التي أصابها العدوان الإسرائيلي خلال حروب إسرائيل على لبنان بالموت الكثير والخراب والدمار الحريق، أتقدم من صاحب السمو، أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الاحمد الصباح، ومجلس الأمة والحكومة بالشكر الخالص على المنح الكويتية المستمرة الداعمة لخطط النهوض والإعمار، والهادفة لإزالة آثار عناقيد الموت والحقد وكرة النار الإسرائيلية منذ العام 1992 الى اليوم، وتكليف الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية إدارة المنحة الكويتية في هذا المجال والإشراف بنفسها على المشاريع الممولة.

وحيث لا يفوتني شكر الكويت على المساهمة في تعويض المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي، فإني أنوه بالمشاريع التنموية الكويتية على مساحة كل لبنان، والتي تقدم الخدمات التنموية لكل المواطنين في المجالات التربوية والثقافية والصحية والإجتماعية والمائية. وأشير هنا الى ان اليد الكويتية البيضاء كانت السباقة لإزالة ليل لبنان الأسود بعد إتفاق الطائف وإستعادة مشروع الدولة وليس لسبب ظرفي طارىء وإعتداء آثم.

دولة الرئيس، الجنوب يقف كالرمح، عين على الجليل الفلسطيني المحتل، وعين على جبل عامل وجبل الشيخ ولكنه لم ولن ينسى من دعم بنيانه وأعاد بناءه، وفضل هذا الصديق الذي هو الكويت. عشتم وعاشت الكويت، عاش لبنان".

لقاء الجالية
وكان الرئيس بري التقى مساء امس في الكويت، ابناء الجالية اللبنانية في حفل عشاء حاشد اقامه رجل الاعمال حسن حجيج تكريما له ولعقيلته السيدة رندى بري والوفد المرافق في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى الكويت.

حضر الحفل رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي، وشقيقة امير دولة الكويت الشيخة فريحة الصباح، وحشد من الوزراء والنواب الكويتيين، والنواب: وليد خوري، ياسين جابر، غسان مخيبر، اسماعيل سكرية وعبدالله حنا الذين يشاركون في مؤتمر البرلمانيين ضد الفساد، والقائم بالاعمال اللبناني غسان عبدالخالق وحشد من اعضاء السلك الديبلوماسي العربي والاجنبي في الكويت وحشد من اركان واعضاء الجالية اللبنانية في الكويت.

حجيج
والقى صاحب الدعوة حسن حجيج كلمة قال فيها: "انه لمن دواعي سرورنا يا دولة الرئيس ان نستقبلكم وان نلتقي بكم بعد ان حملتم صليب الحوار والوفاق ومشيتم طريق الجلجلة الى استعادة سلام لبنان في ما كان الجميع يجمع وسائل الاختلاف وسلاح الخلاف وكاد ان ياخذ لبنان الى الفتنة فكان لصبركم ولزاد الامل والتفاؤل بالغد المشترك الاثر الكبير في صمود اللبنانيين وفي منع التوتر السياسي والطائفي والمذهبي من التحول الى الفتنة وكان لانحياز الاشقاء العرب وفي الطليعة الكويت الى موقفكم الاثر الهام في سلوك الطريق الى الشقيقة قطر وصياغة اتفاق الدوحة".

كلمة الرئيس بري
ثم القى الرئيس بري كلمة استهلها بالقول: "للكويت من لبنان اغاني الفلاحين في موسم بذار الفرح الطيب في الارض الطيبة. للكويت من لبنان تحيات المحبة التي تشرق من عيون الشيوخ والاطفال والنساء الذين سكنوا الى منازلهم التي اعادوا بناءها بفضل الكويت. للكويت من لبنان نشيد الذاكرة وعناقيد الوفاء والضوء الانيق الذي يزدهر في اعمارنا على اسمها. للكويت ولكم ياابناء الكويت ويا ابناء لبنان تحية الصوت والصدى والوقت والمدى. ولكم من لبنان هبوب المطر الاليف وسؤال الجمر وشغف الحنين ومواعيد القمر ولكم من لبنان هديل الحمام والمودة والسلام وبعد00 يا الله 00 يا الله كيف يعيد التاريخ نفسه احيانا مرة في الاسئلة ومرة في الاجوبة.ها انني في هذه اللحظة السعيدة اتذكر عندما التقينا قبل ثلاثة اعوام في مثل هذا اليوم 17 تشرين الثاني 2005 وفي حفل عشاء مماثل اقامه مشكورا الاخ حسن حجيج اتذكر انني حملت اليكم في مطلع الكلام التحية والامل المتجدد باننا سنستطيع تجاوز كل المحن بوحدتنا الوطنية وباصرار اللبنانيين وتصميمهم على تعويض ما فاتنا في مراحل سابقة" .

اضاف: "اقول ها نحن ناتيكم وقد التزمنا الوعد : قولا وفعلا وكدنا في لحظات خطيرة نكون وعدنا ونحن نجدد الامل بقيامة لبنان في الوقت الذي فقد فيه الكثيرون الرجاء والخلاص وكنت في مراحل كثيرة اكاد اكون وحدي حتى ان الخلص الذين يقعون في دائرة المسؤولية كانوا يتهامسون احيانا ويتساءلون عن مصدر ثقتي بخلاص لبنان ولم يكن احد يريد الادراك ان الذين خططوا للفوضى البناءة وللفتنة ولابقاء لبنان في حال من التوتر السياسي والطائفي والمذهبي تجاهلوا ان الله هو في قلب لبنان كما يقول قداسة البابا وفي قلوب اللبنانيين، وان احدا في لبنان سوى بعض الذين ضللوا لا يريد اعادة انتاج اي شكل من اشكال الحرب الاهلية وان احدا في لبنان لا يريد اخراج احد او احراجه في هذه المنطقة او هذه الجهة او تلك او في العاصمة بالتحديد".

وتابع: "ثم ها نحن وقد تجاوزنا كل المحن تقريبا وكل الفتن، وها نحن وقد افشلنا قبل ذلك اهداف الحرب الاسرائيلية على بلدنا وهزمنا، نعم هزمنا اسرائيل، هزمنا بصبرنا وايماننا ولكن ايضا بوحدتنا وقد تهاوت رموز تلك الحرب الاسرائيلية على بلدنا واخرهم اولمرت الواحد بعد الاخر وها هي اسرائيل تفشل حيث استطعنا النجاح في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وها هي الاحزاب الاسرائيلية تفشل في ادارة حوار حيث نستطيع ادارة حوار حول كل شىء وها نحن وقد تمكنا بفضل ثقتنا بانفسنا وثقة اشقائنا واصدقائنا - تمكنا - من بناء وصنع اتفاقنا في الدوحة بعد اتفاق سابق في المملكة العربية السعودية، هذا الاتفاق الذي ننجز تنفيذه ونحن اكثر ثقة بالمستقبل وبان ربيع لبنان سيستمر وسيصيب ان شاء الله الاشقاء العرب بالعدوى وسيتمكنون من بناء الثقة في علاقاتهم بعضهم ببعض من اجل تاريخهم ومستقبلهم ومصالحهم ودائما من اجل فلسطين ولبنان".

وقال: "بالانتقال الى الوقائع اللبنانية الراهنة فاني وعلى المستوى الرسمي اؤكد ان مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية تقوم بعملها بانتظام وان العمل ينصب الان على زيادة الضمانات الصحية والاجتماعية وعلى ترسيخ الامن والاستقرار والعدالة كما ان هناك نقاشا وبحثا جديين يجريان على مستوى اصلاح الادارة وقوننة عمل المجالس والهيئات والمؤسسات، وعلى المستوى التشريعي فان ورشة لا تهدا على مستوى اللجان النيابية وعلى مستوى المجلس النيابي تجري لانجاز القوانين في مخلف المجالات وبروتوكولات التعاون وابرام الاتفاقيات".
"اما على المستوى السياسي فان هناك التزاما من جميع الاطراف بالسير في طريق المصالحات لتدعيم الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية".

اضاف: "وعلى المستوى الاقتصادي والمالي اؤكد لكم وللمستثمرين العرب وفي الطليعة الاشقاء في الكويت ان الاقتصاد اللبناني بمناى عن ازمة الاسواق المالية وان (الامن المالي) اذا جاز التعبير مستتب بسبب المخزون الذي يملكه لبنان من الذهب والذي يمنع القانون استخدامه دون تفويض من مجلس النواب وبسبب السيولة لدى البنك المركزي التي تعد الاعلى في تاريخه الا اني لن اخفي عليكم لان مسؤولية لبنان المغترب هي كمسؤولية لبنان المقيم ،ان اقتصادنا يعاني من اختلالات بنيوية كثيرة ومزمنة منها:
اولاً - حجم الدين العام قياسا على الناتج المحلي القائم وما له من تاثير على النشاط الاقتصادي والاستقرار النقدي.
ثانياً - خدمة الدين العام التي تساوي 16 بالمئة من الناتج المحلي وهي في واقع الامر يجب الا تتجاوز 4 بالمئة.
ان لبنان المقيم والمغترب الرسمي والشعبي مدعو الى رسم السياسات العامة التي تسهم وتؤدي الى خفض العجزالتجاري ومراجعة السياسة الضريبية باتجاه سياسة ترسي العدالة الاجتماعية واصلاح مؤسسات القطاع العام وخصخصة بعضها بدءا بالكهرباء وتحديث الادارة وزيادة كفايتها ودائما ايقاف الهدر في بعض مؤسسات الدولة.
اننا مدعوون بالاتكال على الله وعلى انفسنا الى العمل لتخفيض عجز الموازنة ومعدل الدين العام بغض النظر عن قدرة وامكانية ومسؤولية اشقائنا واصدقائنا".

وتابع: "اننا، ولبنان يستعد لدخول تحديات الاستحقاق الوطني المتمثل بالانتخابات النيابية، فاننا ندعو لبنان المغترب والمنتشر- وناسف هذه المرة لعدم المشاركةالفورية في الانتخابات علما ان مجلس النواب قرر انه ستكون الانتخابات لدى الاغتراب في الدورة المقبلة- قبل لبنان المقيم الى الحضور والمشاركة في الانتخابات والانتصار الى مشروع الدولة ورفض كل انماط السلطة التي تعبر عن ازدواجية الولاء للطوائف والمذاهب والجهات والفئات قبل الوطن".

وقال: "انني ادعوكم الى رفض كل انواع العصبية والتعبئة الفئوية وانتخاب تحصين اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف دون استنسابية، وادعوكم الى انتخاب النهج المقاوم بمواجهة العدوانية الاسرائيلية مع الاشارة الى ان اسرائيل انجزت قبل عشرة ايام ثاني اكبر مناورة هيكلية في تاريخها على مستوى الاذرع العسكرية لقواتها في تجربة لاجتياح لبنان وسورية. انني هنا اكرر ما قلته لكم قبل ثلاثة اعوام من اننا وبعكس ما يجري التخطيط له لاخراج لبنان من معادلة المقاومة والممانعة، فاننا نؤكد اكثر من اي وقت مضى التزامنا بمشروع مجتمع المقاومة الذي دعا اليه امام التعايش والوحدة الوطنية الامام الصدر لاننا ازاء التحدي الذي تمثله اسرائيل لامتنا وبلدنا لابد من الاستعداد للدفاع عن انفسنا".

اضاف: "انني من الكويت العزيزة توأم لبنان ادعو الحكومة الكويتية الى اعطاء الافضلية للبنانيين في توليد فرص العمل لغير الكويتيين وادعو اللبنانيين بالمقابل الى زيادة الالتزام بالقوانين والانظمة الكويتية المرعية الاجراء حيث ان استقرار لبنان وازدهاره هو امر مواز بالتمام والكمال لاستقرار وازدهار كل قطر عربي وخصوصا الكويت التي لم تتخل يوما عن لبنان.انني في هذا المجال باسمي وباسم مجلس النواب اللبناني وباسم اللبنانيين اشكر صاحب السمو امير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي عهده ومجلس الامة بشخص الصديق جاسم الخرافي حكومة الكويت على المنح الخاصة بالمساهمة في جهود اعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف العام 2006 وتكليف الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ادارة المنحة الكويتية في هذا المجال والاشراف على تنفيذ المشاريع الممولة".

وتابع: "واني اذ انوه بالمساهمة الكويتية في مجال تعويض المتضررين في 25 بلدة وقرية واثني عشر مجمعا سكنيا في الضاحية الجنوبية فاني انوه بصفة خاصة بتنفيذ المشاريع التي تتعلق بالبنى التحتية وبترميم المؤسسات التربوية وتاهيل المتاحف وتجهيز المكتبات وشبكات الري وابار المياه ومراكز الاستشفاء والمراكز الصحية وتاهيل المراكز الخاصة بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمراكز الاجتماعية وانشاء الطرق وهي مشاريع شملت كل لبنان من الشمال الى الجنوب .كما اود ان انوه واشكر اهتمام الكويت عبر الصندوق الكويتي بعقد قروض ملحة وضرورية مع الحكومة اللبنانية في مختلف المشاريع التنموية وفي كل المناطق اللبنانية وهذا الاهتمام لم يكن استثنائيا او لسبب ظرفي طارئ وانما انطلق في البداية ومنذ مطلع التسعينات للمساهمة في مشروع النهوض والاعمار في اعقاب اتفاق الطائف وعودة لبنان الى سلامه الاهلي".

اضاف: "اني اوجه لعنايتكم الى انه كان للكويت دائما اليد البيضاء في اعمار ثماني بلدات وقرى في اعقاب الاندحار الاسرائيلي وتحرير الجنوب في ايار 2000 ومساعدات لانشاء بنى تحتية لاربع بلدات اخرى اضافة لتبني الصديق ناصر الخرافي اعمار بلدة مارون الراس. وكان للكويت الدور الملموس قبل ذلك في ازالة اثار حروب اسرائيلية في الاعوام 1993 و1996 في اعقاب مجازر قانا اضافة لتمويلها مشروع الليطاني.اننا نعلم ان الكويت وعبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ستواصل تاكيد التزامها تجاه كل اللبنانيين وكل لبنان".

وختم: "اخيرا، اجدد ماقلته قبل ثلاثة اعوام في مجلس الامة الكويتي : في كل مرة ازور الكويت اشعر اني اودعه وفي كل مرة اودعه اشعر اني التقيه لذلك سنبقى في لقاء مستمر كما في الكويت كذلك في لبنان".

كلمةالخرافي
وألقى رئيس مجلس الامة الكويتية الخرافي كلمة استهلها بالقول: "صدقوني، مسكين الذي يتكلم بعد دولة الرئيس بري، ومسكين اكثر اذا لم يكن قد اعد كلمته، ويفاجىء مدعويه بالكلام ولكن ما يسهل هذه المهمة اني لست بحاجة للاعداد. وعندما ارحب باخي وصديقي دولة الرئيس بري لست بحاجة ان يكون هناك اعداد عندما اتكلم عن محبة اهل الكويت للبنان واهل لبنان".
وقال: "أولا باسمي وباسم زملائي اعضاء مجلس الامة الكويتي ارحب اجمل ترحيب بالصديق العزيز بين اهله واخوته وذويه واهل لبنان الموجودين في الكويت. ارحب من منطلق الحرص على ان يتواجد مثل هذا الرجل بيننا وفي هذه الظروف الصعبة التي نحتاج فيها لمثل حكمته وخبرته وحرصه على وحدة الصف العربية. نتذكر في الكويت ما مر به لبنان من احداث وكانت قلوبنا هنا تدمي لهذه الاحداث وكنا نتطلع لحكماء لبنان وكان ظننا في محله واستطاع لبنان بحكمائه ان يخرج من هذه الازمةاقوى مما كان، وما زاد فخر ليس الكويت فقط وانما الامة العربية باكملها هو ان هذا البلد الصغير استطاع ان يحقق ما لم تحققه دول اكبر واقوى واكثرامكانية. اتاح لنا الفرصة لكي نفخر ونعتز بعروبتنا ومبادئنا عندما راينا المقاومة اللبنانية الباسلة تحقق النصر في احلك الظروف وعندما كنا نسعد في هذا الانتصار لم يكن ذلك من منطلق طائفي وانما كان من منطلق قومي لشعورنا باننا حققنا وارجعنا الايمان بالنصر وامكانية العرب في المقاومة ورد العدوان بعد ان اخزانا التهاون والتردي والتراجع والهرولة. ولهذا ايها الاخوة والاخوات نسعد دائما في كل من يمثل لبنان فما بالكم بالاخ والصديق نبيه بري. هناك ايضا اعتذار وتحية، اعتذار من اخي وشقيقي ناصر عن عدم تمكنه من مشاركتنا هذا الحفل وتحية لكم جميعا وتمنياته لزيارة دولة الرئيس بري بالتوفيق والنجاح. وقد قلت له لن نحتاج ان تتمنى لها التوفيق والنجاح لقد نجحت هذه الزيارة وهو في لبنان اعني اخي وشقيقي ناصر الخرافي".

اضاف: "تكلم اخي الفاضل دولة الرئيس بري عن تقصيري في زيارة لبنان، نعم اعتذر وان شاء الله ساحقق لك هذه الدعوة في اقرب فرصة ولكن ارجو ان لا يعايرني بعدد المرات فلديك شقيقي ناصر مقيم في لبنان ويعرف دولته عندما اتكلم معه عبر الهاتف اطلب منه دائما نقل تحياتي لاخي ناصر في لبنان, لا اريد ان اطيل عليكم وخصوصا عندما تكونون في انتظار العشاء ولكن اود ان اؤكد مرة اخرى سعادتي وسعادة اخواني اعضاء مجلس الامة الكويتي لهذا الرجل لوجوده معنا واتمنى المزيد المزيد المزيد من مثل هذه الزيارات لتوثيق ودعم والتشاور في ما بيننا، وان ما يقوم به دولته من دور كبير ليس محسوبا في لبنان ولكن ايضا كسبنا هذه الخبرة لديه في الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الاسلامي والاتحاد البرلماني الدولي، فهو ذخيرة نفخر ونعتز بوجودها بين العرب.ايضا اود ان اتقدم بالشكر الجزيل للجالية اللبنانية في الكويت على ما تتمتع به من حرص وقيم واخلاقيات نعتز ونفتخر بها ونفتخر ايضا بما تقوم به من دور في اداء مهامها على الوجه الاكمل. فشكرا لكم ايها الاخوة والاخوات واتمنى لكم طيب الاقامة في بلدكم واتمنى لدولة الرئيس المزيد من مثل هذه الزيارات حتى لو قصرت انا".

قطر
وبعدما ختم الرئيس بري زيارته الى الكويت انتقل الى قطر، حيث وصل الى الدوحة مساء اليوم مع عقيلته السيدة رندة والوفد الاداري والإعلامي المرافق. وسيلتقي في خلال زيارته أمير قطر ورئيس وزرائها ووزير الخارجية وكبار المسؤولين القطريين، ويلقي غدا محاضرة في جامعة جورج تاون عن الديموقراطية التوافقية.
وكان في استقباله في المطار، رئيس مجلس الشورى القطري مبارك الخليفي والسفير اللبناني في الدوحة حسن سعد.