أيها اللبنانيون يا شعب المقاومة والحرية،
أيتها الطوائف الكريمة رأسمال لبنان ومصدر غناه، وينابيع محبته وتسامحه.
يا
شباب لبنان، اغراس الأمل لمستقبل افضل، يا كل القوى السياسية والنقابات ومؤسسات
المجتمع الأهلي والمنظمات الشعبية.
أيتها المرأة التي سيزهر ربيع لبنان على يديك.
يا
رجال لبنان الذين تكدحون من اجل العيش الحلال.
يا
أهل لبنان
أيها المقيمون المحرومون في وطنكم، والمغتربون المحرومون من وطنكم.
يا
بيروت المدينة العاصمة، الحافظة لنفسها وللوطن
يا
الجنوب، أيها الصابر الصامد المرابط.
يا
الشمال، أيها الحافظ لمجد الأرز.
يا
الجبل، يا ملاك لبنان الحارس
يا
البقاع يا أيها السهل الممتنع
بعد
التحية، أتوجه إليكم باسمي وباسم حركة أمل، وأدعوكم للمشاركة في يوم الوفاء للإمام
المغيب السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورفيقيه فضيلة الشيخ
محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الذين غيبوا أثناء زيارة رسمية إلى ليبيا في
نهاية آب عام 1978، أي قبل اكثر من ربع قرن.
إن
هذا التغييب هو مسؤولية رسمية يتحملها النظام الليبي، وهو أمر لا يقبل البحث أو
الجدل أو التأويل.
إن
لبنان الذي كان هذا العام شاهدا" على استعادة عناصر هامة في وحدته – إن لبنان لن
تكتمل صورته في أعين أبنائه وعيون العالم قبل استعادة رمز التعايش الوطني والمقاومة
سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه.
إن
أحداً في لبنان، في هذا البلد الذي ادهش العالم بعشقه للحرية، لن يقبل بعد الآن أن
يبقى الإمام الصدر رهينة ومجهول المصير.
إن
الإمام الصدر يمثل حقيقة لبنان كضرورة لبنانية وعربية ودولية، وكحاجة لنظام منطقته
وللعالم، وكأنموذج للقرية الكونية الذي تتعايش فيه الحضارات والأديان والأفكار.
إن
الإمام الصدر يمثل لبنان كرسالة محبة وتسامح، ويمثل روح لبنان الجنوبي، هذا الجزء
العزيز الذي قدم منذ فجر التاريخ وحتى اليوم للبنان وللعالم اشرف الخدمات وارفع
الأمجاد وأعلى المساهمات.
إن
الإمام الصدر يمثل مشروع حوار الأديان في تأسيسه وفي انطلاقته، وفي جعل لبنان عاصمة
لهذا الحوار.
إن
الإمام الصدر يمثل حقيقة مشاعر المغتربين والمنتشرين اللبنانيين في العالم، الذين
يمثلون احتياط لبنان الإنساني، والذين يجب أن لا تبقى طاقاتهم وإمكانياتهم مجمدة.
إن
الإمام الصدر يمثل ضمير المواطن اللبناني في مطالبته ببناء الدولة على قاعدة
العدالة والديموقراطية، وبناء الثقة بالدولة على قاعدة انتظام عمل المؤسسات بالتزام
القوانين، واعتماد مبدأ الكفاءات في الوظائف.
إن
الشعب اللبناني الذي يقف اليوم أمام فرصة دقيقة لعلها من أدق اللحظات الحاسمة في
تاريخه، فرصة لا يمكن ولا يجوز إهمالها من اجل الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة
الدولة وبناء الثقة بالدولة.
إن
هذا الشعب يحتاج في هذه اللحظة التاريخية إلى قائد كان يشكل الجامع المشترك بين
اللبنانيين، قائد كان يعط في الكنيسة كما في المسجد وكان يعيش وسط شعبه متنقلا" من
مكان إلى آخر على طول وعرض حدود الوطن وحدود المجتمع، من اجل وضع الأسس الفكرية
لمشروع الدولة العصرية في لبنان وازدهار الإنسان في لبنان، ولمشروع المقاومة
ولمجتمع المقاومة بمواجهة عدوانية إسرائيل.
إننا من اجل تأكيد التزامنا بنهج وخط أمام التعايش والوحدة الوطنية والمقاومة.
ومن
اجل رفع معنويات مواطنينا بالتأكيد أن لبنان يستطيع النهوض بمسؤولياته، وانه لن
يسقط بمواجهة الوقائع الاقتصادية والاجتماعية، وإننا سوف نستعيد زمام اقتصادنا، ومن
اجل التأكيد أن المحرومين رغم آلامهم وظلم العهود لا ينسون انهم بحاجة إلى وطن عزيز
كريم.
ومن
اجل إبراز أن لبنان هو الأكثر التزاما" بقضايا أمته وبصياغة سلام عادل وشامل تحت
مظلة القرارات الدولية، يستعيد الأراضي اللبنانية والعربية المحتلة، و يحقق أماني
الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
وعاصمتها القدس.
ومن
اجل تأكيد التزام لبنان بعلاقة التاريخ والجغرافيا والمصير مع سوريا، والوفاء
لتضحياتها تجاه سلام لبنان، ووقوفها إلى جانب لبنان بمواجهة عدوانية إسرائيل.
لأجل كل ذلك ومن اجل كل ذلك :
ندعو لبنان، كل لبنان بنسائه وشيوخه ورجاله بكل طوائفه وفئاته وجهاته للمشاركة في
مهرجان الوفاء للإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، الذي يقام عند الساعة
الخامسة من مساء يوم الأربعاء الواقع فيه 31/8/2005 في ساحة المدينة الرياضية –
بيروت العاصمة.
وشكرا"