أقيم
الاثنين 6/6/2005 في المصيلح لقاء حاشد لأعضاء لائحة "المقاومة والتحرير والتنمية"
الفائزين في دائرتي الجنوب مع ممثلي وسائل الإعلام بحضور الرئيس بري والنائب محمد
رعد وقيادتي حزب الله وحركة أمل وأعضاء الماكينات الانتخابية.
في البدء، هنأ الرئيس بري المرشحين بالفوز الكامل بصقه الأهل في الجنوب وشكر أعضاء
الماكينات الانتخابية.
وألقى الرئيس بري كلمة هذا نصها:
الزملاء النواب أعضاء لائحة المقاومة والتنمية والتحرير في دائرتي الجنوب الأولى
والثانية
الأخوة المجاهدون في قيادتي حركة أمل وحزب الله في الجنوب
الحضور الكريم
أبدأ
أولاً بتقديم التهاني إلى أعضاء لائحة المقاومة والتنمية والتحرير في الدائرتين
الأولى والثانية على الفوز الكامل بثقة أهلهم في الجنوب، وهي ثقة غالية ترتب
مسؤوليات كثيرة سنعرض لها في سياق الكلام.
وأبدأ
كذلك بتقديم الشكر إلى قيادتي حركة أمل وحزب الله في الجنوب، والى الإدارة المركزية
للعملية الانتخابية والماكينة الانتخابية في حركة أمل وحزب الله، اللتين عملتا طيلة
أشهر وسهرتا على التنظيم الدقيق للعملية الانتخابية في كل مدينة وبلدة وقرية ودسكرة
إلى أن أتمتا واجبهما عبر النجاح الساحق في الامتحان ـ الاستحقاق للانتخابات
النيابية على مساحة الجنوب.
وأبدأ
كذلك باسم قيادتي حركة أمل وحزب الله بتوجيه الشكر إلى الماكينة الانتخابية للزميلة
النائب السيدة بهية الحريري، التي أكدت التزامها الحازم والحاسم بالجنوب وبتاريخه
وحاضره ومستقبله، والى الماكينة الانتخابية للزميل النائب أسامة سعد والتنظيم
الشعبي الناصري، والى الماكينة الانتخابية للزميلين سمير عازار وبيار سرحال في
منطقة جزين، والى أعضاء الماكينة الانتخابية للزملاء النواب في حاصبيا والعرقوب
ومرجعيون وشبعا وشرق صيدا ومغدوشة.
وبداية وباسم الزملاء وباسم القوى السياسية التي احتشدت خلف هذه اللائحة والنتائج
التي تحققت، أتقدم بالشكر إلى وسائل الإعلام التي واكبت العملية الانتخابية في
الجنوب، وكانت حاضرة ناظرة في هذا الموقع الوطني المتقدم ديموقراطياً وجهادياً منذ
أسابيع طويلة، وكانت العين الحارسة والمراقبة لحسن سير العملية الانتخابية ونزاهتها
وشفافيتها.
الزملاء الأعزاء،
الأخوة المجاهدون في قيادتي أمل وحزب الله في الجنوب،
كعادته وكما يرسم الجنوب قواعد اللعبة على حدود الوطن كقلعة للمقاومة، فإن الجنوب
هو الذي يرسم قواعد اللعبة الديموقراطية داخل حدود المجتمع اللبناني، ويثبت انحيازه
الكامل للنظام البرلماني الديموقراطي وللدولة وضرورتها، وبناء الثقة بها وبأدوارها
تحت سقف الدستور والمؤسسات الدستورية وفي إطار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء.
وكعادته يثبت الجنوب دائماً انه على حق في تأكيد حقيقته كجغرافية بشرية مقاومة ليس
باختيارها فحسب، وليس إثباتاً لانتمائه ولتاريخه وتراثه وعقيدته الإسلامية
والمسيحية فحسب، وليس كذلك لأنه يشكل خط تماس الجغرافيا والتاريخ مع قضية المنطقة
(قضية فلسطين)، بل أيضاً لأن المقاومة هي النتيجة الطبيعية لعدوانية إسرائيل
ولحروبها ضد لبنان ومجازرها، والدمار الذي ألحقته ببلدنا، والذي تجاوز الجنوب
والبقاع الغربي إلى العاصمة البطلة بيروت والى البقاع وطرابلس وبحمدون وصوفر.
لذلك
ليس غريباً أن يعلن الجنوب بهذه الصراحة وأمام كل المراقبين الدوليين وبإجماع كامل،
انتماء المقاومة إليه كجهة وكفكرة وكتاريخ وكحاضر وكمستقبل.
وأقول
بإجماع كامل، لأن المنافسين وفي الطليعة الرفاق في الحزب الشيوعي هم مقاومون، ولم
يكن تنافسهم معنا على قاعدة معارضتهم لمشروع المقاومة.
وأقول
بإجماع كامل لأننا عندما نقول أن نسب الاقتراع في هذه المدينة أو تلك البلدة أو
سواهما من القرى هي كذا، فلا يعني ان بقية النسبة المئوية من غير المقترعين هي من
المستنكفين أو المقاطعين أو غير المهتمين بالعملية الانتخابية، بل لأن هؤلاء وبسبب
الحرمان في لبنان من فرص العمل لاحظوا أن الحرمان من الوطن عبر الهجرة أهون من
الحرمان في الوطن.
إننا
متأكدون أن الجنوبيين المنتشرين والمغتربين على مسافة العالم لو أفسح المجال أمامهم
للإدلاء بأصواتهم لكان الجنوب أدهش العالم بإجماعه واجتماعه.
إنني
انطلاقا من ذلك، وتأكيداً وتجديداً لكلام قلناه، فإنني وفي إطار قانون الانتخابات
الجديد لا بد وأن نلحظ إمكانية إدلاء اللبنانيين المغتربين بأصواتهم، لأن لبنان لن
يحلق إلا بجناحيه المقيم والمغترب.
الزملاء الأعزاء،
أحدثكم أمام قيادتي الجنوب في حركة أمل وحزب الله وأمام وسائل الإعلام أي أمام أعين
الناس، الذين جددت القول لهم بالأمس أننا مسؤولون أمامهم لا عنهم، لأقول أن الثقة
الغالية التي منحنا إياها هذا الجنوب البطل، جبل الشهادة والشهداء، هذا الشاهد في
المكان والزمان، هذه الثقة أمانة ومسؤولية وذلك:
أولاً:
لأن
الجنوب انتخب الخط والنهج الذي رشحنا وليس الأسماء مع احترامي لكل اسم.
ثانياً:
لأن
الجنوب يرى في حركة أمل وحزب الله أنهما معاً في تحالفهما السياسي الاستراتيجي
تمكنا في السابق وسيستكملان معاً:
-
دحر الاحتلال الإسرائيلي عن كامل أرضنا اللبنانية وتحرير سمائنا ومياهنا الإقليمية
من كل عبث لأسلحة العدو، وكذلك تحرير مياه أنهارنا ومياهنا الجوفية من الضغوط.
-
رد أي عدوان وردع أي نوايا عدوانية إسرائيلية محتملة.
-
إزالة الحرمان من على هذه المساحة الغالية من أرض لبنان.
-
تعزيز مشاركة الجنوب في عملية صنع وبناء الدولة.
ثالثاً:
لأن
الجنوب أراد أن يمنح لهذا التحـالف الواسع مع من سينضم إليه من القوى الحية الفرصة
والوقت، من أجل إثبات أن لبنان التعايش ولبنان الرسالة، رسالة المحبة والتسامح يصلح
لأن يكون الأنموذج لحوار الحضارات والأديان، ويصلح لأن يكون أنموذجاً لحل الكثير من
المشكلات الإقليمية والدولية.
رابعاً:
لأن
الجنوب القوي بتحالف قواه الأساسية هو صخرة منيعة بوجه إسرائيل وهوقوة للبنان، ليس
قوة مقاومة فحسب على حدود الجغرافيا الإقليمية، بل هو قوة مقاومة اقتصادية هائلة
بفعل ما يمثله أبناؤه في كل الدنيا، وهو قوة مقاومة إنسانية بفعل حضور أبنائه
السياسي على مساحة القارات الخمس.
لذلك
فأنتم تحملون أمانة ومسؤولية الجنوب في:
أ
ـ مواجهة كل محاولة للدفع باتجاه سحب سلاح المقاومة والتمسك بالعمل على حث
المجتمع الدولي على سحب سلاح العدوان.
ب
ـ
عملية
صنع القوانين في إطار مهمتكم التشريعية، وهذه عملية حاسمة وأساسية لإنتاج دولة
المؤسسات والقانون.
ج
ـ عملية المساءلة والمحاسبة على أعمال الحكومات مع توجيه عنايتكم إلى أن
الحكومات غالباً تسعى إلى تهميش المجالس أو اقتناص صلاحيات استثنائية، ومع الانتباه
إلى التزامنا بدور المؤسسة التشريعية في إطار الدستور ورفضنا لمحاولات حرف المجلس
عن دوره باتجاه النظام ألمجلسي.
د
ـ إعداد الملفات والمشروعات المتعلقة بالمناطق المحرومة، والتعاون مع أوسع
قاعدة نيابية من أجل جعل كل قانون للموازنة متضمناً ما يمكن من مشروعات التنمية
الشاملة.
ه
ـ توسيع قاعدة الضمانات الصحية والاجتماعية والائتمانات لتشمل كل شرائح الشعب
اللبناني.
أخيراً، اسمحوا لي وقبل أن استعجل مهماتكم التشريعية والسياسية المقبلة أن استدعي
أدواركم وعلاقاتكم لدعم جهود حركة أمل وحزب الله في تحالفهما مع تيار المستقبل
والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى وشخصيات صديقة، في استكمال خوض استحقاق الانتخابات
النيابية في الجبل والبقاع والشمال، من أجل قيام مجلس نيابي جديد يضم إجماعاً
نيابياً مؤمناً بضرورة الانتقال بلبنان من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة، مجلس
مراقب ومحاسب لكل محاولة للإساءة إلى استعمال القوانين أو التعسف في استعمالها أو
تجاهلها، مجلس مؤمن بجعل لبنان مجتمعاً للمقاومة لأنه إزاء التحدي الذي تمثله
إسرائيل العنصرية نقيض لبنان التعايش.
إننا
وخلال الأسبوعين القادمين أمام مهمة لكسب الوقت ولكسب السباق من اجل إنتاج مجلس
نيابي جديد، يكون قلعة الديموقراطية في لبنان، يؤكد إخلاصه لوطنه بصنع قانون
انتخابات عصري على قاعدة المحافظة على لبنان كما انتبه إلى ذلك اتفاق الطائف، وكذلك
صنع قانون للأحزاب يخرج القوى من انتمائها الطائفي أو المذهبي أو الفئوي أو الجهوي،
ويؤسس لأحزاب تصنع في لبنان وتنتمي للبنان، وتضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وتنطلق
من ان الديموقراطية تكون صناعة وطنية أو لا تكون، وتؤكد أن الغاية هي ازدهار
الإنسان في لبنان.
عشتــــم
عاش
لبنـان
حوار مع الصحافيين
وسئل
الرئيس بري رأيه في موقف البطريرك صفير من مصير رئيس الجمهورية وكذلك في " التشطيب"
الذي طاول اسمه في اللائحة، فقال:
بالنسبة إلى الشق الأول من السؤال أخذت علماً منك وماشي الحال أما بالنسبة إلى الشق
الثاني، الحقيقة، مفاجأة المفاجآت كانت في صيدا. وصيدا عاصمة المقاومة وبوابة
الجنوب وعاصمته وكان هناك خوف أو توجس نتيجة التزكية التي حصلت في صيدا من عدم وجود
حماسة أو اندفاع إلى الانتخاب وهذا شيء طبيعي"، وأشار إلى أنه كان يدعو باستمرار
إلى تحويل الاسترخاء استفتاء. وأنه كان يتابع مجريات صيدا مع النائبين أسامة سعد
وبهية الحريري وكان يأمل في نسبة اقتراع بحدود 25 إلى 30 في المئة في صيدا. ولكني
فوجئت بهذا الاندفاع والحماسة لدى الناس". ورأى أن التشطيب أمر طبيعي. إذا أردت أن
تشطب أحدهم لازم تختار واحد ومن حبك خصك" بيحبوني إليّ".
وسئل
ما هي أولوياتنا المجلس المقبل، فأجاب:
"عددتها الآن وبصفتنا كتلة وكلائحة جنوب أولى أولويتنا حقيقة حتى لا نقع مرة أخرى
في ما وقعنا فيه هو ضرورة إيجاد قانون عصري تحت سقف الطائف وان برنامج ذلك اليوم
كان الغاية منه التشديد عليه بعد الانتخاب لأن هناك كثيرين يعدون قبل الانتخاب ولكن
بعد الانتخاب كلام الليل يمحوه النهار. كان مرشحو زمان يمرون على المناطق المحرومة
ينزلون أعمدة الكهرباء على الطرق بالبيك آب، وبعد الانتخاب بيومين يأتي ألبيك آب
ويحمل الأعمدة ويذهب. نحن في هذا الأمر نؤكد ثوابتنا والتزام التنمية والخط بعد
النتيجة تماماً بالحرارة نفسها والمنطق إياه الذي كنا نتكلم فيه قبل الانتخابات".
وسئل رأيه في تدني نسبة الاقتراع المسيحيين وهل ذلك يدل على عدم رضى عن اللائحة أو
عن بعض أعضائها، فأجاب
"هذا الكلام تعميمي. انه كان هناك عند الأخوة المسيحيين في الجنوب تمنع أو رفض، هذا
الكلام غير دقيق. عام 1992 عندما كان هناك طلب صريح وواضح بضرورة مقاطعة
الانتخابات، جرت انتخابات الجنوب ولنعترف بأن المقاطعة فعلت فعلها آنذاك لكن الجنوب
صوت بنسبة 38%. آنذاك قلت أن مغدوشة اقترعت أكثر من بلدتي تبنين. ومرة أخرى في شرق
صيدا أو لنقل في منطقة الزهراني. في مغدوشه النسبة تجاوزت 40% يعني مثل أي منطقة
أخرى وان شهدت بعض القرى نسباً ضئيلة. ومن أسباب ذلك موضوع التزكية والدعوة الى
المقاطعة. وهذا الأمر ذكرته كيف نقاطع في مكان ونرشح في آخر. ولكن الذي يهمني
التوقف عنده هو الكلام الذي قيل حول جزين، جزين الأسيرة، حتى الندب والندب شغلتنا
نحن "شلحونا ياها". حقيقة كان الكلام أن جزين لو خيرت لأعطت غير الذي يؤتى به. عام
2000 والذي حصل اقتراع جيد وصل الى نسبة 44 %. جزين صوتت لسمير عازار ولرفيقيه
آنذاك أنطوان خوري وجورج نجم بنسبة 10161 صوتاً. أريد أن أرى نتيجة التصويت أمس بعد
المقاطعة والتزكية. أمس بلغت نسبة الاقتراع في جزين 10161 صوتاً فإذا لو كانت جزين
أو المنطقة قسمت على أساس أقضية لكان نجح نوابنا الثلاثة من دون أي تبديل أو تغيير
وهذا ما كنا نقوله. لأنه عندما كنا نرفض موضوع التقسيم الإداري أو الانتخابي على
أساس القضاء ليس لأننا نستحضر زلماً أبدا لأنه فعلاً كنا نعلم حقيقة شعور الناس
وكنا نعلم أن هؤلاء السادة النواب يمثلون فعلاً شعبهم ووقفوا مع شعبهم وشعبهم هو
الذي طالبنا بهم. وهذا الأمر ليس وفقاً على المسيحيين، بل شمل المسلمين والشيعة
والجميع دون استثناء. عدد الموارنة الذين يقترعون في جنوب لبنان 69400 صوت لهم
نائبان بينما كل 17 ألف ماروني في كسروان لهم نائب بيطلعلنا بعد نائبين وإذا كانوا
يحبون الموارنة في الجنوب فليأتوا لنا بنائبين في الجنوب". وعن الكتل النيابية
الأربع وأي دور لهذا الكتل في انتخاب رئيس مجلس النواب وحماية المقاومة، رد:"
بصراحة، نحن مع التحالف ودائماً من منطلق حماية المقاومة ووحدة لبنان، لكن ذلك لا
يعني أننا ضد الآخرين وكل من يكون تحت سقف الطائف وفي سبيل حماية المقاومة وأن قوة
لبنان ليست في ضعفه وإنما في مقاومته نحن معه وليس هو معنا".