مؤتمر برلماني أوروبي عن "مستقبل المسيحيين في الشرق(18-19/11/2011)

 

نظم عدد من نواب البرلمان الاوروبي، من تيارات سياسية مختلفة، مؤتمرا برلمانيا عن "مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط"، شارك فيه عدد من الشخصيات في حرم جامعة الروح القدس الكسليك، برعاية رئيس المفوضية الاوروبية السيد جوزيه مانويل بوروزو، رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة مار بشاره بطرس الراعي، بالتعاون مع البرلمان اللبناني وبعض نواب بلدان الشرق الاوسط وبدعم من اللجنة الأسقفية للمؤتمرات للاتحاد الأوروبي والكنائس الشرقية.

 

حضر الافتتاح سبعمائة مشترك تقدمهم البطاركة ومندوبوهم الذين لبوا دعوة اللجنة، ووفود مهمة من العراق ومصر ولبنان. تألف الوفد الاوروبي الى المؤتمر من تسع نواب من برلمان الاتحاد الاوروبي وثلاث نواب من الجمعية الوطنية الفرنسية والبرلمان الالماني والروسي، بالاضافة الى عدد من ممثلي المؤسسات الاوروبية.

 

وشاركت مجموعة من عشرين شخصية تألفت من سفراء يعملون في لبنان وبرلمانيين لبنانيين.

 

وعقد المشاركون حلقات حوارية لدراسة مسألة "مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط"، من زوايا مختلفة. كما تم التطرق الى مسائل التنوعية والعيش المشترك والمواطنة والديموقراطية والكرامة والحق الانساني في بلدان الشرق الاوسط. كما تم البحث في الظروف الانسانية والاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة.


وقد تبين للبرلمانيين ان مصير مسيحيي الشرق لا ينفصل عن مصير شركائهم في الاوطان، بيد أن العذابات والمخاطر الجمة التي يتكبدها اولئك في حقبات التغييرات الكبرى والفترات الانتقالية تتطلب في المرتبة الاولى اعطاء اهتمام متزايد لضمان الامن والحرية. ثم العمل في المدى المتوسط على تحفيز بناء دولة الحقوق القادرة على تأمين الديمقراطية والحقوق للجميع.


ودعوا الى "ضرورة الاستثمار في التربية المدرسية والجامعية والعملية من اجل تأهيل الافراد وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة في الحياة العملية. وفي هذا الاطار يمكن للسلطات الدينية ان تلعب دورا هاما وذلك عبر ترسيخ الحوار ما بين الجماعات المختلفة من اجل ارساء قواعد جديدة لمجتمعات لكثر حرية وعدالة. كما نوه المؤتمرون بالجهود التي تبذل في الشرق من اجل تفعيل المواطنة والديمقراطية وصون الكرامة والحق الانساني وبخاصة الحق في ممارسة الحرية الدينية في ظل دولة مدنية، ضامنة لحقوق الجميع. كما تعهدوا دعم الجهود الرامية الى تنشئة الاطفال في كل الجماعات كي يتمكنوا من ان يصبحوا مواطنيين ناشطين في المستقبل".


اما بالنسبة لهذا المؤتمر، فقد تمنى البرلمانيون الاوروبيون ان "يتواصل الحوار حول مسألة مستقبل مسيحيي الشرق من خلال الاطر الحالية المرتكزة على اللجان البرلمانية ومجموعات الصداقة ما بين دول الشرق الاوسط ودول اوروبا. وأشاروا إلى أنهم سيعمدون الى الاستماع الى آراء زملائهم في دول الشرق الاوسط بغية كتابة تقرير حول الموضوع يوجه الى الوفود البرلمانية وسائر الشخصيات التي شاركت في المؤتمر حول "مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط".


وقد رأى البرلمانيون الاوروبيون بأن لا ضرورة حالية لنشر اي توصيات او تشكيل اي لجنة تنسيق في هذا الاطار. كما قرروا بالاجماع استكمال جهودهم مع ضمان مشاركة اكبر من مختلف المرجعيات السياسية وممثلي المجموعات.


وقد زارت لجنة من المؤتمر كل من: البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ممثلا بولده المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان حيث تم عرض النقاط الاساسية للمؤتمر.