استقبل الرئيس نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة الرئيس الجديد لجامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي ومجلس الجامعة، في حضور المسؤول عن المكتب التربوي المركزي في حركة "امل" الدكتور حسن زين الدين، وقدم الأب لبري كتاب تاريخ الجامعة ونسختين باللغتين الفرنسية والإنكليزية للكلمة التي ألقاها في رعايته احتفال افتتاح كلية اللغات في الجامعة في نيسان الماضي.

ونوه الرئيس بري بدور جامعة القديس يوسف تربويا وعلميا وثقافيا، مكررا التنويه بإنشاء كلية اللغات. وأكد دعم المؤسسات التربوية التي تساهم في تطوير وتعزيز التعليم العالي في لبنان، مشددا على تغليب الكفاءة على الطائفية والمذهبية.

وتطرق الحديث الى مشروع قانون التعليم العالي الذي درسته اللجان النيابية المشتركة تمهيدا لمناقشته وإقراره في الهيئة العامة.

وألقى الاب دكاش خلال اللقاء كلمة قال فيها: "صحيح اننا أتينا يا دولة الرئيس للقاء بكم لقاء بروتوكوليا لمناسبة انتخاب رئيس جديد لجامعة القديس يوسف يرافقه نواب الرئيس وعمداء الكليات، الا ان الصفة البروتوكولية لا تحجب مطلقا العلاقة الروحية العميقة التي تربطنا بكم وقد توطدت بين شخصكم الكريم وجامعة القديس يوسف، وقد جاء خطابكم في يوم ستة وعشرين من شهر نيسان المنصرم في احتفال إطلاق كلية اللغات فيها حدثا تربويا روحيا ثقافيا، إذ ذكرتنا فيه بأن "اللغة هي الذهاب الى الحياة وهي رؤية وحرية الإنتماء". في ذلك اليوم اطلقتم صرخة الدعوة لنصرة لغتنا العربية والتصدي لكارثة لغوية تهدد سيادة لبنان، واستحسنا نحن معشر اليسوعيين ما قلتموه فينا وفي الجامعة حين أشرتم الى المحبة التي تشع من أمكنة الآباء اليسوعيين من مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم التي كان لها دورها في صياغة النهضة الفكرية العربية ومواكبة الحداثة وزيادة الحس النقدي وتعزيز مبادىء الحرية وتنمية الحوار الإسلامي-المسيحي. وهذه كلها عبر تشكرون عليها، إلا اننا في واقعيتنا اليسوعية نعتبرها تحديات مستديمة لا بد من العمل من أجل إنجازها وتحويلها دوما الى الواقع اليومي المعيوش".

أضاف: "يقول أمير المؤمنين الإمام علي: "لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل" واعتقادي ان هاتين الجملتين تلخصان إيما تلخيص رسالة التربية ومهمة الجامعة على وجه الخصوص وقد حملت جامعتنا هذه المهمة منذ سنة 1875. وإنها وإن اصبحت بفعل العمر كالسيدة العجوز أو كالسيد العجوز، فإنها في شيبها، ماتزال شابة بالأجيال الشابة التي تغرف العلوم من معينها، العلوم بمختلف ألوانها وأشكالها الوضعية والتكنولوجية والطبية والهندسية والأدبية والفنية والدينية والما بين دينية إذ أسست الجامعة منذ خمس وثلاثين سنة مركزا ومعهدا للحوار الإسلامي-المسيحي يقوم لا على العلم النظري فقط، بل على التدريب على تطبيقية الحوار ومعالجة النزاعات ومد الجسور وبالتالي القضاء على الجهل والفقر المعنوي الذي يؤذي الإنسان ثلاث مرات في علاقاته في عقله وفي قلبه".

وتابع: "لن أطيل الكلام ولن اخرج عن التربية عندما أقول اننا نحاول صادقين ان نجعل من انتخابات الهيئات الطالبية في جامعتنا مجالا للتربية على الديموقراطية والحرية والحوار وقبول الآخر بحيث تكون هذه التربية صناعة وطنية بحق، إننا نريد أن تتحول لحظة الإنتخاب الى نهج ومناهج حياة ديموقراطية وثقافة قبول الآخر المختلف ضمن الوطن الواحد والجماعة الواحدة والمذهب الواحد، ناظرين الى أن تخرج اليسوعية طلابا يكتنزون العلم والكفايات القوية الكفوءة وكذلك الخير في ممارسة قيم المواطنية الصادقة والعيش المشترك القويم. وإننا كما بالأمس نضع دوما وأكثر من أي وقت مضى إمكانيات الجامعة التعليمية والبحثية في خدمة الخير العام، راجين أن تتكامل وان تتجدد القوانين التي تحكم مسارات الحياة الجامعية ورسالة الجامعة. فنحن وإياكم مقتنعون، بأن قيمة المرء ما يحسنه كما يقول صاحب نهج البلاغة، ومسؤوليتنا كبيرة في هذا المجال بان نعطي الطالب اللبناني والعربي القيمة العلمية والأدبية والوطنية الكبيرة فنفتخر به ويتفخر به لبنان إذ ان الموارد البشرية اللبنانية المثقفة هي بحق ثروة لبنان قبل ان تزاد عليها ثروته السياحية واليوم وغدا ثروته النفطية القابعة في عمق المحيط".

وختم: "عشتم دولة الرئيس وكنتم لنا شاهدا للحق وللعدالة في كل لبنان من بقاعه وشماله وجبله وجنوبه الصامد حيث تنتشر جامعتنا. ونحن وإياكم صامدون في قلب العاصمة حيث جامعتنا تعمل للعلم والتطور والوحدة في آن وحيث انتم مؤتمنون على هذه الوحدة وعلى مبدأ مشاركة الجميع في صنع القرار. ألا سدد الله خطاكم ووجه أعمالكم نحو النجاح وأفاض عليكم خير البركات وأثمن المكرمات".