الرئيس بري عرض الاوضاع مع أعضاء السلك القنصلي والسفير اللبناني في بروكسيل عدنان منصور ونايف حواتمه


 

أكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري "أن لبنان معني مباشرة بما يجري في غزة من جراء الحرب التي تشنها إسرائيل عليها، وانه معني على الصعيد القومي وعلى الصعيد الديني، فالقدس جزء من مسؤوليتنا، وسواء كنا مسلمين او مسيحيين، نحن معنيون بالقدس".

وقال خلال استقباله ظهر اليوم في عين التينة أعضاء السلك القنصلي في لبنان برئاسه عميده جوزف حبيس، وفي حضور النائب علي بزي: "إن الأطماع الإسرائيلية لا تقتصر على فلسطين، وهي تطول لبنان ومياهه، وإن إسرائيل استفادت من فرصة نادرة سنحت لها للانقضاض على غزة، وهي استفادت من انقسام فلسطيني وانقسام عربي والتناقض في المواقف السياسية بين المعلن والمضمر، بين ما يصرح به في الخارج وما يدور ضمن الغرف".

وأضاف مخاطبا السلك القنصلي: "عليكم مهمة أساسية، فما يحصل في المنطقة ليس بعيدا عنا، ولبنان معني مباشرة على صعيد قومي وديني، فالقدس جزء من مسؤوليتنا، وكذلك علينا التحرك في كل إطار إلا إذا كانت القدس لا تعنينا والتوطين لا يعنينا، وتأكدوا انه عندما تسقط بندقية المقاومة والممانعة فإن التوطين عندئذ يصبح أمرا واقعا، إذ كيف يعقل ان ترفض وزيرة الخارجية الأميركية (كوندوليزا رايس) لقاء بعض الوزراء العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية كما قيل، فيما يلتقيها الباقون؟".

وتابع: "واضح للعيان من امتناع السيدة رايس عن التصويت أن قرار مجلس الأمن الدولي صدر كي لا ينفذ، وهو غطاء لتغطية ماء الوجه، ورايس نفسها قالت قبل أسابيع إنها ندمت ساعة لم توافق على وقف إطلاق النار في حرب تموز، لعلها تستفيد من انه لم يعد لديها وقت للندم".

وفي الشق الداخلي اللبناني، أكد الرئيس بري "ضرورة التضامن، وان لبنان في طريق التعافي رغم بطء السلحفاة الذي يسير به العمل الحكومي".

وبعد اللقاء صرح حبيس: "قدمنا التهاني بالأعياد وأثنينا على دور دولته الوطني والوفاقي والبرلماني بما يؤسس بتعاونه مع الفاعليات السياسية الأخرى، لاستقرار البلاد على أسس قوية ومتينة ترسخ الأمن والهدوء وتنشرالازدهار.وعرض دولته للوفد الوضع الراهن اللبناني والإقليمي والدولي، خصوصا الوضع في غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي عليها وعلى الشعب الفلسطيني. وشدد على القناصل أن ينقلوا الصورة الحقيقية للوضع الذي تمر به المنطقة، وخصوصا الوضع الخطير في غزة".

وكان الرئيس بري استقبل السفير اللبناني في بروكسيل عدنان منصور.

حواتمه
وبعد الظهر، زاره الامين العام ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمه على رأس وفد من الجبهة، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك والنواب: علي حسن خليل وعلي بزي وعلي خريس، وعضو المكتب السياسي للحركة محمد جباوي.

وأدلى حواتمه بعد اللقاء بتصريح قال فيه:" تمتعنا وتباركنا بلقاء دولة الرئيس بري رجل العقل والحكمة والوحدة الوطنية اللبنانية، والمناضل من أجل وحدة وطنية فلسطينية ووحدة الموقف العربي. وأشكر لدولة الرئيس بري دعوته لنا لزيارة لبنان الكريم والمضياف، واستقبلنا في هذا اللقاء، الى جانبه، حشد كبير من قادة "أمل". فنحن و"أمل" في الجبهة الديموقراطية وفي الثورة الفلسطينية معا عشرات السنين ضد العدو الإسرائيلي التوسعي الصهيوني، ومنعه في تحقيق مزيد من التوسع في الأراضي اللبنانية والعربية، فضلا عن الأراضي الفلسطينية، نسجل أمام الجميع العلاقة التاريخية الإستراتيجية بين الثورة الفلسطينية وحركة "امل" وبين الجبهة الديموقراطية وحركة "امل"، وكنا قد خضنا نضالات كثيرة عام 1978 وقبلها وبعدها وخلال الغزو الشامل العدواني للبنان عام 1982. كنا معا في إطار قيادة موحدة مشتركة فلسطينية - لبنانية، وفي مقدمها الأخ والصديق الاستاذ نبيه بري زعيم حركة "امل".

اضاف :"أقول نحن الآن في غزة في حالة صمود ومقاومة على الأرض وفي الميدان تشمل الأجنحة العسكرية الخمسة للمقاومة الفلسطينية: كتائب المقاومة الوطنية الذراع المسلح للجبهة الديموقراطية، القسام لحماس، القدس للجهاد الإسلامي، وابو علي للشعبية وشهداء الأقصى لفتح، والتنسيق قائم بيننا على جبهات القتال، لكن تطور الأحداث وعنف عدوان العدو وشراسته الوحشيته تستدعي منا تطوير موقفنا على الأرض وفي الميدان من التنسيق الى بناء جبهة مقاومة متحدة، أدعو كل الفصائل لها، على أن تكون غرفة عمليات مشتركة وقيادة سياسية وعسكرية تدير كل عمليات الصراع في قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي من أجل وقف العدوان ووقف إطلاق النار والموت على جماهير شعبنا العزل، من أجل انسحاب قوات العدو من أراضي قطاع غزة، من أجل غزة حرة كريمة بفعل نضالات أبنائها. وندعو من هذا الموقع ومن دروس تجربة لبنان في حرب تموز العدوانية الى إعلان كل الفصائل الفلسطينية إعلانا سياسيا بإنهاء الإنقسام والعودة الى الوحدة الوطنية والمؤسسة السياسية الفلسطينية، بتشكيل قيادة سياسية موحدة للجميع نتعاطى فيها بلا استثناء لأحد، مع كل التداعيات الجارية من أجل تصليب أوضاعنا السياسية على الأرض وفي الميدان، لإرغام العدو على الرحيل والانكفاء، ومن أجل حقنا في الحياة الكريمة. وإستخلاصا لهذه الدروس نقول نحن نؤمن إيمانا عميقا بأن الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية يمكن حلها بعد دحر العدوان على طاولة حوار وطني فلسطيني شامل، ونأمل أن يكون لدولة الرئيس بري دور في تنظيم طاولة الحوار الوطني الشامل الفلسطيني بحكم موقعه وحكمته ودوره التوحيدي".

وتابع :" ونقول لشعب لبنان الكريم والمضياف ان أبناء شعبنا في المخيمات الفلسطينية ضيوف موقتون على الأرض اللبنانية الكريمة على طريق العودة الى فلسطين، والطريق الأقصر في العودة هي حماية المخيمات ووحدتها على طريق العودة بدلا من نزاعات تدعو الى التفكيك والتوطين والتهجير، فالتوطين والتهجير يعنيان اللاعودة، بينما صراعنا يدور مع العدو الإسرائيلي على حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وبدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس العربية، وبعودة اللاجئين الى ديارهم وفقا للقرار الأممي 194 وللحق التاريخي".

وختم محييا "مخيمات شعبنا وفي المقدمة مخيم نهر البارد، والدعوة الى ضرورة إعادة بنائه، فالبديل منه هو البارد نفسه، والمخيمات الفلسطينية لن تكون إلا تحت سيادة القانون اللبناني، وأدعو الى حوار لبناني-فلسطيني برعاية الأخوة المسؤولين اللبنانيين وفي المقدمة الرئيس ميشال سليمان ودولة الرئيس بري ودولة الرئيس السنيورة، من اجل إدارة حوار فلسطيني-لبناني يضع حلولا لكل القضايا الإجتماعية وحقوق الإنسان في المخيمات. فالمخيمات ستكون دائما تحت سلطة القانون اللبناني، ولن نسمح لأحد أن يتلاعب في أي مخيم، وندين أي محاولة من أي عناصر فلسطينية خارجة عن الإجماع الوطني الفلسطيني ، لبنان لا احد يزايد عليه في الصمود والمقاومة والممانعة".