قال رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري خلال استقباله ظهراً في عين التينة السلك القنصلي في لبنان برئاسة عميده جوزف حبيس "إن الفترة التي نعيشها اليوم هي أفضل نقطة مضيئة وصلنا اليها منذ سنوات عديدة"، داعيا الى "الإفادة منها لتعزيز الوفاق والتوافق بين اللبنانيين".
وأضاف: "عندما شعرنا بأننا في حاجة الى مساعدة من الخارج كان لا بد من الإستعانة بصديق أو شقيق، ولذلك طرحت موضوع ال "س-س" أي السوري-السعودي، وقد حصل هذا الأمر، ولكن إذا ساعدك صديق أو شقيق فإن ذلك لا يعني أن تستمر في الإعتماد عليه دائما، بل عليك أن تبادر الى الإعتماد على نفسك والإنطلاق في كل ما يعني لبنان في سبيل وحدة حقيقية لبنانية".
ورأى أنه "إذا كان هناك جناحان للقضاء هما القضاة والمحامون فإن هناك جناحين أيضا للسلك الديبلوماسي هما السفراء والقناصل". ولفت الى "أن اللبناني أينما حل وارتحل يبقى في الطليعة، وفي رأيي أنه عندما يتحرر من القيود الطائفية ينطلق في كل المجالات".
ونوه الرئيس بري بالوحدة الوطنية ودورها في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام 2006، مكررا "أن أهم أساليب مقاومة العدو، الوحدة الوطنية الداخلية".
وإذ عرض للوضع في المنطقة قال:"ان لبنان ليس جزيرة بل نحن في محيط يشهد تطورات كثيرة ومتلاحقة، وعلينا أن نكون حذرين وأن نستفيد من الفرصة القائمة، إن على صعيد تعزيز الوفاق أو على صعيد الوضع الإقتصادي والإستثمار"، مكررا القول "إن الأمن والاستثمار هما كالربيع والسنونو، فالأمن يجلب الاستثمار والربيع يأتي بالسنونو".
وأضاف: "هناك فرصة للتوافق على كثير من الأمور، ومن هنا انطلقت بدعوتي الى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وهي ليست جديدة، فقد بدأتها كما ذكرت في مؤتمري الصحافي أمس منذ عام 1992، وهي ليست خيارا بل التزام بالدستور وبنص المادة 95 منه".
وفي معرض شرحه لهذا الموضوع قال: "أصبح في لبنان 18 طائفة مضاعفة ثلاث مرات على الأقل، لأنه يا للأسف، بدلا من أن تحزب الاحزاب الطوائف فإن الطوائف طيفت الأحزاب".
وشدد الرئيس بري على رسالة لبنان وتضامن اللبنانيين، داعيا السلك القنصلي والإغتراب الى توحيد اللبنانيين في الخارج "لأنه على الأقل لدينا هناك لبنانيون وليس مذاهب وطائفيات".
وشدد على "أن يكون ارتباطنا بالدولة هو ارتباط المواطنية العابرة للطوائف"، متمنيا على السلك القنصلي العمل والمساعدة على توفير الدعم والمساعدة للبنان من أجل استكمال برنامج نزع الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها الإحتلال والعدوان الإسرائيليين، ومشيرا الى "أن هذه الألغام والقنابل لا تزال منتشرة على 11 مليون متر مربع في الجنوب والبقاع الغربي".
وكان حبيس تحدث في بداية اللقاء، فتمنى للرئيس بري في العام الجديد الخير والبركة، مشيدا "بالجهود التي يبذلها في سبيل لبنان".
وأشاد بالمصالحات الجارية، وقال: "لقد كنت يا دولة الرئيس دائما الداعي والمرشد لها، وإذا كنا مطمئنين الى الوضع والاستقرار في لبنان فإن ذلك يعود الى وجود رجال ومسؤولين من أمثالك يا دولة الرئيس".
وتمنى حبيس أن تتحرر كل الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي هذا العام، وقال: "لقد حملت يا دولة الرئيس هذه الراية دائما".
وحضر اللقاء المسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة "أمل" الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الإعلامي علي حمدان.
وبعد الاجتماع، قال حبيس: "قدمنا التهاني لمناسبة السنة الجديدة وعرضنا مع دولته المناخ الذي أشاعته المصالحات بين القيادات السياسية وانعكاسها استقرارا أمنيا وسياسيا. وأثنينا على جهوده المستمرة على المستويين البرلماني والسياسي وأشدنا بانفتاحه على الحوار وسهره الدائم على الجنوب وسكانه والدفاع عنه من أجل تحرير ما تبقى من أرض محتلة".

ولاحقا، استقبل الرئيس بري السفير الاماراتي رحمة حسين الزعابي وعرضا الاوضاع والعلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين