الرئيس بري يدرج موقفه من المستجدات وفق المعطيات منتظراً رد رئيس الأكثرية النائب الحريري على مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله


 

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري الجمعة 9/5/2008 أنه لا يزال ينتظر رد النائب سعد الحريري على مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال الرئيس بري إنه لا حل خارج هذه التسوية. وأدرج موقفه وفق المعطيات الآتية:
1ـ  لا يزال متمسكاً بدعوته إلى الحوار الوطني وفق البندين اللذين سبق أن اقترحهما وهما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب. وإذا رفضت الحكومة وقوى 14 آذار استجابة الدعوة، فإنّ الإضراب العام سيستمر، وسيتحوّل تدريجاً الى عصيان مدني، الأمر الذي يوجب على الغالبية ملاقاة المعارضة في الحوار إذا كانت تريد إخراج البلاد من المأزق.
2ـ   ليس في الوارد استغلال ما حدث في الساعات الأخيرة سياسياً، وقال الرئيس بري إنه لم يُدخل أي تعديل أو شروط جديدة على مبادرته للحوار، ورفض مطالبة بعض أفرقاء المعارضة بدعوة السنيورة إلى الاستقالة، لأن المطروح حالياً هو التراجع عن القرارات الأخيرة والذهاب إلى طاولة الحوار فوراً. وقال: "كانت قرارات خاطئة لا أكثر من ذلك، ولم يؤيّدها كل الوزراء. وكانت الحكومة تعرف أنها لن تستطيع تنفيذ قرارات كهذه. لا بد لها من إلغائها فوراً والعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل اتخاذها في ذلك الفجر ونذهب من ثم إلى الحوار".
وأوضح أن صوته بحّ في السنوات الثلاث الماضية وهو يدعو إلى الحوار ويحذر من الوصول إلى ما وصلت إليه الأوضاع في الساعات الأخيرة، و"استخدمت شتى التعابير في معرض التحذير كالشر المستطير وسواها، كي لا نصل إلى ما وصلنا إليه الآن، لكن لم يشأ أحد أن يصغي إلى أن أصبح الحوار في الشارع. فهل هذا ما يريدونه".
3ـ  أصر رئيس المجلس على انتشار الجيش في كل أحياء بيروت وسحب المسلحين من الشارع. ويتذكر النتائج الأولى التي انتهت إليها انتفاضة 6 شباط عام 1984 وحصلت يومذاك فوضى وتجاوزات حملته على القول إن بيروت "قميص وسخ" لا يريد أن يلبسه في معرض حديثه عن الأمن في بيروت. وأضاف الرئيس بري: "الظروف تغيّرت ولا بد من وضع الأمن في عهدة الجيش كي يتحمّل هو مسؤوليته، وهو مستعد لذلك".
4ـ   لم ينقطع الاتصال بين الرئيس بري والنائب جنبلاط مباشرة أو من خلال النائبين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور. ومساءً اتصل الرئيس بري بالنائب جنبلاط وسأله عن موقفه من الحوار، فرد الأخير بأنه يؤيّد دعوته إلى الحوار، فقال الرئيس بري إنه لا يزال ينتظر موقف النائب الحريري.
5ـ  تلقى الرئيس بري مساءً سلسلة اتصالات أبرزها من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، ومن وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخل موراتينوس ومن وزير الخارجية الإيطالي الجديد فرانكو فراتيني. وأبلغ الوزير الإسباني موراتينوس الرئيس بري دعمه مبادرته للحوار ورأى فيها مدخلاً مهماً للحل، قائلاً إنه سيبذل جهوداً أوروبية لتشجيع تحقيق هذه الخطوة وإنهاء الأزمة الحالية في لبنان. أما الوزير الإيطالي فراتيني فعزّى بري بالمعاون الأول في شرطة المجلس الذي قتل برصاص أنصار تيار المستقبل على منزل الرئيس بري في عين التينة، واستوضحه وضع القوة الدولية في جنوب لبنان في ضوء الحوادث الأخيرة واحتمال تعرّضها لأخطار، فرد الرئيس بري بأنه يدعم الجنود الدوليين منذ عام 1978 و"بيننا خبز وملح ودم وزواج ومصاهرة، ولا مشكلة حيالهم". كذلك شجع الوزير الإيطالي على الحوار الداخلي بين الأفرقاء اللبنانيين.
6ـ  لا يرى رئيس المجلس مصلحة في انعقاد الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة غداً وقال: "إذا كانوا سيجتمعون من أجل إدانة فريق لبناني ودعم آخر والدخول طرفاً في المشكلة فإن الجامعة العربية والدول العربية ستفقد دورها لأن المطلوب تشجيع الحوار وليس الانحياز إلى فريق دون آخر. كما أن تصرفاً كهذا سيؤدي إلى خلافات بين الدول العربية على الوضع اللبناني وعلى ما حدث أخيراً لكونه شأناً داخلياً. وعوض الاجتماع أفضّل تأليف لجنة مساع حميدة عربية على غرار اللجنة العربية السداسية واللجنة الثلاثية العربية العليا عام 1989 فتعمل بعيداً عن الأضواء من أجل مساعدة اللبنانيين على الاتفاق".