أكد
الرئيس بري انه سيكون هناك حل وانتخاب لرئيس الجمهورية
بالتوافق، وقال "ان هذا التوافق، ليس كما يقولون أو كما أسمع، ضد الديموقراطية. ومن
نعم
الله علينا الآن في هذه الفترة أنه لا 8 آذار ولا 14 آذار يملكان الثلثين. فهم
بطيبة
خاطرهم، ورغما عنهم، مجبرون على أن يتفقوا".
وفي
حديث مطول الى إذاعة
"صوت
لبنان" السبت أجرته الزميلة وردة قال الرئيس بري: لست خائفاً على الإطلاق، انا
مطمئن،
لكن
ليس من دون حراك. فالحركة بركة. ولكن في الوقت نفسه، أقول أنني أركز دائما على
حكومة
وحدة وطنية الآن كي لا امرر الأشهر الثلاثة او الأربعة من دون شيء.
وأعرب
عن
اعتقاده أن الخلاف القائم الآن، ولا سيما بعدما أقرت المحكمة الدولية هو خارج
لبنان.
ورداً
على سؤال قال:
ان
سوريا أقرب الينا من أن تكون عدوة. هل تريدون
معرفة
مشكلة سوريا ولبنان؟. لها أصدقاء في لبنان أكثر من اللزوم، ولها أعداء أيضا
يتجاوزون بعدائهم كل حد أكثر مما يجب، آن الآوان أن نفهم أن لبنان لا يُحكم من
سوريا
ولا يحكم ضدها. هذه الكلمة ليست لي، انها لرفيق الحريري. ينسونها حين يريدون.
سأعطي
مثالا بسيطا. ان العراق يجاور سوريا. هل لبنان أقوى من أميركا؟، لأن هناك
جواراً مع العراق تعقد مؤتمرات. ذهبت بالتشاور مع الرئيس السنيورة، لا بل بطلب منه
الى
دمشق حيث استقبلني الرئيس بشار الأسد. قلت له: يا سيادة الرئيس يحكى كلام عن
انك
لا تستقبل رئيس وزراء لبنان إلا من ضمن جدول اعمال. لم نتعود ان تكون علاقات
لبنان
وسوريا هكذا. ان رئيس وزراء لبنان سيأتي الى هنا إن كان هناك جدول أعمال أم
لا.
اخذ هذا الكلام نقاشا، وفي النهاية أعطاني موعدا بموعدين. أي أنه إن لم يكن
قادرا
في تاريخ كذا، يمكنه ان يأتي في تاريخ كذا. جئت وابلغت الى الرئيس السنيورة
الذي
كان في لندن هذا الكلام. بقي اربعة أو خمسة أيام لا يتكلم معي. ثم أتى واعتقد
ان
الشق الأول من الموعد انتهى. تناولت الغداء معه ومع السيدة بهية الحريري هنا (في
عين
التينة). وابلغت اليه الموعد الثاني ولم يذهب. مرة أخرى إبان حرب تموز وبعدها،
عندما
أتى أمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني)، نزلنا الى الضاحية ورئيس
الجمهورية وصعدنا الى القصر الجمهوري. ابلغت اليه هناك ايضا ان سوريا ترحب بتشريفك،
وان
الرئيس الأسد سيستقبلك ووعده بان يذهب ولم يذهب. أنا لست مسؤولاً.
سئل: كيف
ستتعامل كرئيس للمجلس مع الانتخاب الفرعي؟
أجاب: معلوم. انطلاقاً من فكرة شرعية
الحكومة وعدم شرعيتها، لا استطيع أن أعطي موافقة مبدئية. الآن بعد نتيجة الانتخاب
ماذا
تعني كلمة عُلم؟. ليس كأنني ديكتاتور وأتحكم. لا، الأمر بسيط. لا أتسلم مرسوماً
بنتائج الانتخاب. لو كان الموضوع يأتيني بمرسوم، لكنت رددته مع التحيات. الحقيقة
أنه
يأتيني من وزارة الداخلية كتاب بما حصل. فاقول للأمين العام لمجلس النواب
عدنان ضاهر سجل الكتاب وقل لهم عُلم.
في
الجلسة الاولى، لرئيس المجلس صلاحيات
محددة
لا يجوز أن يتجاوزها. أقول لمدير الجلسة ان يتلو كتاب وزارة الداخلية على
السادة النواب. عندما يُتلى هذا الأمر ولا يعترض أحد تصبح المسألة قانونية. ليس من
صلاحيات رئيس مجلس النواب ان يرفض نتيجة انتخاب، أتكلم في الأساس. بالشكل، إذا كانت
تأتيني مسألة غير قانونية من حكومة غير شرعية أرفضها. لكن ليس من صلاحية رئيس مجلس
النواب أن يرفض(...).
وقال
بري رداً على سؤال "إن مساحة التوافق اللبناني ـ
اللبناني بدأت تضيق. والسبب أننا لسنا جزيرة في المنطقة. اريد ان أدخل هذا الباب من
الخارج وليس من الداخل. هناك خطر كبير حتى من الحلول المفخخة في المنطقة، لانه، يا
للأسف، ينعكس هذا الوضع على لبنان. عندما كان (اتفاق) كمب ديفيد، حصل الذي حصل
عندنا
في لبنان. الآن هناك حلول عسكرية موجّهة ضد الجمهورية الاسلامية في إيران.
إذا
حصل شيء منها فسينفجر الوضع في المنطقة كلها، من الخليج حتى فلسطين. الأول حلول
عسكرية، وتقديم سلاح، وتجييش، والمعركة يجب ان تكون مع الشيعة. لنقلها باللغة
العامية، لأن العدوى تسير. هناك حلول أخرى سلمية كأن يصالح العرب إسرائيل. هذه
الحلول السلمية تستثني الجولان. هل تعتقدين ان يحصل حل مع الفلسطينيين من دون
السوري؟ ان ذلك يؤدي أيضاً إلى تفجير. بإزاء هذين الأمرين، في إمكان لبنان ان يؤدي
الدور
الأكبر في المجالين. لبنان المعافى الذي يمكن ان يؤدي الى معافاة الآخرين".
وكشف
بري انه سيعلن خطة تحرك في النصف الثاني من هذا الشهر. وقال انه يحضّر لها
ولم
يقطع الأمل من محاولات أخرى. "البارحة كان وزير خارجية فرنسا (برنار) كوشنير
هنا،
ثم ذهب إلى مصر واجتمع بوزير خارجيتها (احمد) ابو الغيط، والتقى الأمير سعود
الفيصل، وتكلم على مؤتمر إقليمي للبنان يحضره عدد من الدول. لن اخفي سرا. زارني
سفير
مصر منذ ثلاثة أيام، واستمزج رأيي. فقلت له انني موافق ومستعد. وإذا كان
الاجتماع في فرنسا، او في القاهرة، او الجامعة العربية او في الأرض او في السماء
فأنا
حاضر. انا حاضر لأن المهم ان تخلّصوا البلد. هذه الأشهر الأربعة ستقرر مصير
المنطقة".
أضاف:
انا عاتب على جميع العرب الذين كانوا يتفرجون ويتركون الأمور.
كل
العرب، سمّي من تريدين وأنا موافق. كل العرب أريدهم ان يستمروا في اتصالاتهم.
الأمين العام للجامعة العربية كله اندفاع في هذا الأمر. لكن الجامعة العربية اعطوها
امكانات متواضعة جدا لتموت، بلا قياس وتشبيه. قال (رئيس الهيئة التنفيذية لحزب
القوات اللبنانية) سمير جعجع اليوم (امس) ان نبيه بري نياته طيبة. لكن ماذا يمكنه
أن
يفعل؟. يمكنني ان افعل الكثير اذا وضع يده بيدي، وكذلك الآخرون. فيد واحدة لا
تصفق.
وقال
رداً على سؤال: ان الذريعة كانت عدم قبول حكومة الوحدة الوطنية خوفاً
من
الاستقالة وتطيير المحكمة. هذا ما كان يقوله الرئيس السنيورة "أدام الله ظله"
.
وقال:
عندما تنتهي المحكمة انا اعطي 17ـ .13 وقال للرئيس الحص: اعطي 15ـ .15 اقرت
المحكمة نهار الأربعاء، وفي الليلة نفسها عقد اجتماع لقوى 14 آذار في منزل الرئيس
الحريري عند الشيخ سعد. انتظرت صدور البيان الذي سيكون ايجابيا، فصدر البيان من 3
او 4
صفحات، وفي بعض الاسطر الزبد، وملخصها ان "المحكمة امامكم والحكومة وراءكم.
نحن
مستعدون لحكومة، لكن تلي انتخابات رئاسة الجمهورية". انا حقيقة فجعت. في اليوم
الثاني حصل اتصال هاتفي بيني وبين الشيخ سعد. قلت له: قالوا لي انك اتصلت بي
هاتفياً
البارحة وأنا كنت مشــغولا بخطوبة ابنتي. اجاب: نعم اتصـلت بك لابارك لك بالخطوبة.
سئل
عن سبب عدم دعوته الى الحوار، فأجاب: "لماذا ادعو اليه؟. بعد حصول مسألة
المحكمة لم يعد الحوار قائماً. لا أقول حوار طرشان. أقول أصبح الحوار أننا نحاور من
أجل
الحوار. إذا كنت سأعد لشيء، فيجب أن يكون هناك قواعد، يجب وضع أجـندة ووضـع
جـدول
أعمال".
سئل: هل تريد ان تقول شيئا لسعد الحريري؟.
أجاب: أريد أن
أقول
له، غيّر كل خططك. قريبا لن يكون على وفاق مع فؤاد السنيورة، وليس أنا، وسيبقى
على
وفاق معي.
لماذا
سيختلف مع السنيورة؟.
قال:
هذا الكلام على مسؤوليتي.
هناك
أشخاص يتمنون ألا تحصل انتخابات رئاسية كي يبقى الوضع على ما هو. لا، ستحصل
انتخابات رئاسة الجمهورية، وعندها سترين "دربكات" وماذا سنفعل. سألتني عن
الأميركيين. انا سألتهم لمن يوجه التحذير الأميركي؟. ليس ضدنا. برأيي انه ضد فؤاد
السنيورة. ومن الحب ما قتل. نطلب حكومة وفاق والاتفاق على رئاسة الجمهورية.
وتوجه
إلى قوى 14 آذار بالقول: ان سياسة التفاحة لا يمكن ان تنطلي علي. سياسة
التفاحة التي تقول بالانتظار كي «تستوي» وتسقط وحدها، هم يحاولون الآن كسب الوقت
والوقت والوقت، حتى يصلوا إلى اقتراب انتخابات الرئاسة الأولى في 25 أيلول، فيصبح
من
غير الضروري الحديث عن الحكومة. فمن يخسر حينها؟. ان من يخسر هو لبنان ومن يخسر
هم
الجميع. يعتقدون ان مجرد وجود حكومة وحدة وطنية يعني ان رئاسة الجمهورية "طارت"
.
أضاف:
ما اقوله وقلته للسفراء: ما الذي يخافون منه؟، ان يستقيل الوزراء؟.
سنتعهد تعهدا خطيا وعلنيا أمام الدنيا بأسرها انه ليست هناك استقالة (...). لنفترض
اننا
بقينا متخاصمين، نصل الى انتخابات رئاسة الجمهورية ولا تكون هناك انتخابات
رئاسة
، فمن يتسلم رئاسة الجمهورية عندئذ؟. الحكومة المستقيلة، فيصبح رئيس
الجمهورية فؤاد السنيورة ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة. هل الى هذه الدرجة المعارضة"
عقلها
صغير" لتسمح بأن تعطيك فوق رئاسة الحكومة رئاسة الجمهورية ايضاً؟. غير معقول
هذا
الكلام".
وإذ
شدد على انه لن يسمح بأن "يتعطل الاستحقاق الرئاسي"، قال: "لن
تتغير
جلسة 25 أيلول، وهي قائمة الا إذا حصل زلزال في 25 أيلول في لبنان. إذا نجحت
كان
به، وإذا لم انجح تتأجل إلى ما بين أسبوع و10 أيام. وإذا لم أنجح وإن اضطررت
إلى
ان أنام في المجلس كل يوم ستكون هناك جلسة حتى اصل إلى نتيجة. ليتأكدوا من اني
سأفعل
ذلك. سأنام في المجلس وأدعو الى جلسة تلو الأخرى حتى يطلع "الدبس من النمس".
وتحدث
عن "المقامات (رئيس الجمهورية اميل لحود) في هذا البلد. كفى نشرشح
أنفسنا. الا يريدون الخلاص من اميل لحود. انا سأقول لهم كيف ذلك؟. نتفق ونجري
انتخابات
".
وأكد
بري ان هناك تنسيقاً على خير ما يرام مع بكركي. "اقول لك ان
رئاسة
المجلس لن تتسامح ابداً أن لا تحصل انتخابات رئيس جمهورية. ان العراقيل كثيرة
وأعلم
ما هي النوايا وأنا أعلم ان عقارب النوايا تتحرك وتلدغ في كل مكان، ولكن لا
أعلم،
لدي إيمان بأن هذا اللبناني في النهاية بمن في ذلك هؤلاء الناس عندما يصلون
الى
ساعة الصفر سيعودون الى أصالتهم".
ونفى
أي كلام على مجلس رئاسي ومثالثة.
وقال:
"نحن في لبنان لسنا كانتونات. لدينا مصيبة الطائفية. صرّحت بأن ليس هناك
مثالثة ولا مرابعة ولا مخامسة وليس هناك شيء على الإطلاق. في لبنان هناك الطائف
وهذا
الدستور «بعجرو وبجرو» نريد تطويره نحو الدولة المدنية والعصرنة. لا بديل عن
الطائف الاّ الطائف ومن ضمن أساليب الطائف".
وقال:
لن نسمح بأن يكون رئيس لبنان
بطلب
من سوريا، ولن نقبل ان يكون بطلب من أميركا أيضاً. نريد رئيسا لبنانيا له
علاقات جيدة ومميزة مع سوريا وعلاقات طيبة مع الولايات المتحدة. انتم دولة عظمى ومع
كل
الدول. لماذا نريد قتال الاميركيين؟. نريد رئيسا لبنانياً.
عن
كابلات "حزب
الله"، قال ان"المقاومة تقاتل إسرائيل ولديها أساليب حتى الإسرائيلي لا يستطيع ان
يلتقطها. السؤال هل لبنان في حاجة إلى مقاومته ام لا ؟. نقول اننا في حاجة إلى
مقاومة، وإذا كانت غير موجودة فعلينا إيجادها ما دام هناك ربع سنتمتر من لبنان
محتلاً.ً