الرئيس بري رعى الاحتفال الذي أقامته الهيئة الصحية الإسلامية ومؤسسة الجرحى التابعة لـ«حزب الله» في الذكرى الأولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006


 

رعى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ممثلاً بالنائب علي حسن خليل الاحتفال الذي أقامته الهيئة الصحية الإسلامية ومؤسسة الجرحى التابعة لـ«حزب الله» وفي الذكرى الأولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام ,2006 وفي تضامن مع مصابي وضحايا القنابل العنقودية بعنوان «القنابل العنقودية...عدوان مستمر»، في الاونيسكو عصر الأربعاء 8/8/2007، حضره جمع من الشخصيات.
وبعد آي من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني ، قدم عماد خشمان الحفل ، ثم تمّ عرض فيلم وثائقي عن تأثير القنبلة العنقودية وانعكاساتها على المجتمع اللبناني، والإصابات التي يتعرض لها بين الحين والآخر عدد كبير من المواطنين الأبرياء.
بعدها توالى على الكلام كل من الطفل المصاب علي جمعة باسم المصابين، والدكتور فرانكلين بيلامب باسم المنظمات الحقوقية، ومدير الدفاع المدني في الهيئة الصحية عدنان المقدم، ورئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العقيد محمد فهمي.

 

ثم تحدث النائب فضل الله، فأكد ان هذه القنابل المصدرة من الولايات المتحدة الاميركية هي بمثابة الجريمة اليومية التي تستنزف حياة المدنيين أمام مرأى العالم. وسأل، ألا تستحق وحشية هذه الجريمة ومعاناة ومظلومية الشعب اللبناني ولو التفاتة من مجلس الأمن.
ودعا الى تكثيف الجهود سياسيا وقانونيا للضغط على الكيان الاسرائيلي، من أجل أن يسلم خرائط الألغام وخرائط القنابل العنقودية وأيضاً من اجل محاكمة هؤلاء المجرمين المعتدين، حكومة إسرائيلية وجيشا إسرائيلياً وداعمين لهذا العدو الاسرائيلي.
وأكد ان العدوان الذي هزمته المقاومة في الميدان بصمود مجاهديها وشعبها وجيشها تحاول الإدارة الاميركية مواصلته بأوجه مختلفة،

وقال: "ربما يتوهم الفريق الحاكم ان اعتباره جزءا من الأمن القومي الاميركي يؤمن له القدرة على الاستئثار والتفرد، وهو الفريق الذي أتقن القراءات الخاطئة وتحريف الوقائع والحقائق حتى صار من عادته ان يجعل من الهزيمة نصرا ومن النصر هزيمة. الم يفعل ذلك في عدوان تموز وبعد عدوان تموز وهو يكرر هذه المقولة، ندعوه الى الخروج من وهمه وخياراته الخاطئة والكف عن المكابرة وعدم الرهان على إدارة فاشلة، وندعو شركاءنا في الوطن ونمد أيدينا لشركائنا وندعوهم الى التعاون الى الوحدة الى العودة الى العقل الى التوافق والتفاؤل من خلال حكومة وحدة وطنية كمنطلق أساسي للشراكة والتوافق في كل الخيارات والاستحقاقات المقبلة. "
 

وألقى النائب خليل كلمة راعي الاحتفال، وقال: "لقد أثبتت كل الدراسات الدولية ان ثمانية وتسعين بالمئة من ضحايا القنابل العنقودية والذخيرة الانشطارية هم من المدنيين، وباستثناء إسرائيل والولايات المتحدة فإن العالم يندفع بصورة متزايدة نحو خطر القنابل العنقودية، وقد عبر عن هذا الأمر مؤتمر اوسلو، حيث اتفقت 46 دولة على إعلان يطالب بتوقيع معاهدة لحظر هذه القنابل بحلول عام .2008 وعلى نفس الصعيد اتفق ممثلو 70 دولة خلال اجتماع في ليما عاصمة البيرو على الالتزام بحظر تصنيع واستخدام القنابل العنقودية. "
وقال: "ان لبنان سيبقى يعاني طويلا جراء احتلال مساحات من أرضه بواسطة حقول الموت المتمثلة بالألغام التي لم تسلم إسرائيل خرائطها حتى للامم المتحدة وجراء استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا."
وأضاف: "إنني أدعو على المستوى الوطني الرسمي الى جعل هذه القضية اولوية وطنية، خصوصا بعد ان قامت إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على لبنان بإعادة تفخيخ الحياة المدنية والزراعية في جنوب لبنان والبقاع الغربي بالقنابل العنقودية، حيث تبلغ مساحة الأراضي الملوثة بالقنابل العنقودية سبعة وثلاثين مليون متر مربع. كما أدعو الى التسريع بدفع التعويضات الزراعية للمتضررين، خصوصا ان الأضرار تجاوزت المواسم الى المساحات التي باتت مليئة بالقنابل العنقودية والأجسام غير المتفجرة والتي لا يمكن الاستفادة منها، علما انه استنادا الى مصادر الجيش اللبناني فان عدد الذخائر غير المتفجرة هي احد عشر ألفاً وعدد الألغام التي ما زالت موجودة هي اربعمئة وأربعون ألفاً، سبعة وثلاثون ألفاً منها على الخط الأزرق. "
وأكد على وجوب ترسيخ مبدأ المشاركة الوطنية بما يعني مشاركة كل فئة او جماعة أو فرد في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع هو المخرج من المأزق السياسي الراهن. ونقول للجميع ان تجربة التفرد والاستئثار أدت وتؤدي الى التمرد والانتفاضة. وقال: نقول إننا نحتكم الى الدستور ولن نقبل بالتجاوز عليه، لان ذلك يعني تجاوزا على الصيغة وعلى اتفاق الوفاق الوطني.
وختم: "إننا نأمل أن يكون الاستحقاق الرئاسي بهذا المعنى الدستوري محطة لاعتراف كل منا بالآخر، وان نتفق على شخص الرئيس الذي سيكون عنوان لبنان غدا، لان الواقع الاجتماعي والاقتصادي في لبنان لم يعد يحمل حرق الوقت على النحو الجاري ولعبة الغميضة التي أوقعت الأكثرية نفسها بها، وباتت أسيرة الاستنتاجات المتعلقة بالحروب أو التسويات الإقليمية، حيث ان إخضاع لبنان لتلك النتائج سوف لا يؤدي إلا الى المساس بلبنان الكيان كضرورة لبنانية وعربية ودولية. وعسى ان نزيل العقد العنقودية التي باتت تحكم حياتنا السياسية، وهذا الأمر متوقف على تنازلات متبادلة وعلى السير خطوات متقابلة نحو لبنان."