أكد رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في حديث إلى فضائية "الجزيرة" الجمعة
28/7/2006 الموقف العربي، "الذي أرى أن فيه شيئا معلنا وشيئاً مضموراً". ودعا
الحكام العرب إلى أن ينتبهوا جميعا لما يحصل.
ان ما يحصل في جنوب لبنان هو آخر بيارق الأمل في سبيل سلام شامل في المنطقة. إذا
ضيعت هذه الفرصة، فالبديل الأكيد هو حروب متتالية في منطقة الشرق الأوسط لا بل،
انقلابات متتالية.
وقال الرئيس بري:
الموقف العربي هو "سلّم راسك واترك غيرك". تكاد لا تميز أي موقف من هذه المواقف عن
الموقف الاميركي. أقول بصراحة مثلا الذي يطرح الآن في الكواليس الداخلية العربية هل
يعاقب لبنان وجنوب لبنان. بصراحة نسأل هل نعاقب لأننا نقاتل إسرائيل أم نعاقب
لاعتبارات أخرى مذهبية وطائفية. هل هذا الأمر الذي يحصل في جنوب لبنان هو من منطلق
عربي أم من منطلق طائفي يعامل به العرب.. أنا أعتقد اننا نعاقب لأننا نقاتل
إسرائيل.
وسئل عن تصريح الرئيس حسني مبارك، فقال:
كان في الإمكان على الأقل أن يعلن موقف الاستنكار، وان يدعو إلى وقف إطلاق النار.
ورداًًً على سؤال آخر قال:
النقاش الذي دار حتى ساعة متأخرة قبل منتصف الليل في مجلس الوزراء، بصراحة أنا لا
أرى مبرراً له على الإطلاق. الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس حكومة لبنان يمثل حكومة
لبنان، يمثل لبنان، ذهب إلى روما ومما لا شك فيه انه يمثلنا جميعا. إذا كان هناك
اختلاف في رأي فهذا يناقش ضمن غرف مقفلة بين بعضنا البعض، لن نسمح لأحد بأن يخلق
شرخا في العلاقات اللبنانية اللبنانية لان هذا هو مفتاح النصر لإسرائيل.
أضاف: "كما يقولون قديما "افتح يا سمسم" بهذه الطريقة "افتح يا سمسم" بالنسبة إلى
هذا الموضوع هذا هو الباب، لذلك ذهب الرئيس فؤاد السنيورة بخطاب علني وقال بوقف
إطلاق النار. هل قبلوا معه بهذا الأمر لا؟ الرئيس السنيورة طالب بالنسبة الى قوات "اليونيفل"
بتقويتها من زيادة عديدها وعتادها، هل تم التوافق معه على هذا الأمر؟ لا، صار
الحديث عن قوات دولية متعددة، في البدء بإمرة غير الأمم المتحدة. كل الذي حصل انه
جرى نقاش ضمني على أن تكون بإدارة الأمم المتحدة إذا ما توصلوا إليها. إذا النقاش
الذي جرى البارحة في مجلس الوزراء، حتى ولو تمّ بالإجماع أو بغير الإجماع أو
بالتحفظ أو غير التحفظ، هذا الكلام أنا قلته للرئيس السنيورة قبل الجلسة، أنا أعتقد
انه لا يقدم ولا يؤخر طالما ان الموقف اللبناني واحد، وطالما أن الرئيس السنيورة
عندما ألقى كلمته تكلم باسم لبنان، ويبقى يتكلم باسم لبنان".
ورداًً على سؤال قال: المشروع الذي تقدمت به هو التالي :
أولاً: وقف إطلاق النار.
ثانياً: إذا أرادوا خلال أسبوع أو خلال يومين أو في اليوم نفسه أن يتم التبادل بين
الأسرى المعتقلين اللبنانيين والجثامين والجنديين الإسرائيليين فلبنان على أتم
الاستعداد.
ورداًً على سؤال قال ان ما يجري هو حرب مدبرة مدروسة مقابل ضغط على إيران وعلى
سوريا، إضافة إلى نوايا تتعلق بلبنان.
ورأى ان توسيع الحرب ليس لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية لان الأنظمة التي تدور
في فلكها في المنطقة العربية لن تستطيع عندها أن تتحمل. هي بالكاد تستطيع أن تتحمل
ما يحصل في لبنان، فكيف إذا تجاوزت هذا الأمر؟
وقال: "أقول بصراحة، الذي تحمله لبنان في هذه الحرب كبير وكبير جدا، وبالتالي لم
لا. لماذا نستفرد، لم لا، هل أنا العاشق الوحيد لتلقي تبعات الهوى على كتفي. نعم
هذا واجب على العرب. نحن نسأل خصوصا انه تخاض حرب ليس فقط ضد لبنان، بل تخاض ضد
الشعب اللبناني وضد الشعب الفلسطيني، هل ينتظرون لان يصل هذا الاحتراق في الثوب
اللبناني من قبل الإسرائيليين إلى أثوابهم، هل ينتظرون حتى يصل دورهم؟ ماذا يحصل في
العراق وفلسطين ولبنان إلى متى؟".
قيل له: هذه ليست صراحة هذه جرأة؟
أجاب: "لا، لا، أقول صراحة أنهم أمام أمرين: إما أن تلجموا الدولة الراعية لكم
ولإسرائيل بالعودة إلى المفاوضات العامة لحل أزمة الشرق الأوسط ككل، وإما تفضلوا
نحن منكم ولكم. هذه ليست حرب فئة من اللبنانيين هذا الذي يحصل هو ضد لبنان وليس ضد
فئة من اللبنانيين".