-
لنبدأ من الطاولة، هل تعتقد ان مؤتمر الحوار، هو حوار تأسيسي للجمهورية الثالثة،
على اعتبار ان الجمهورية الثانية تنازع؟
-
لا اعتقد ذلك، ان مؤتمر الحوار، ليس مؤتمرا تأسيسيا، بل على العكس، هذا الحوار، هو
لكيفية معالجة أمور كان يجب ان تعالج منذ زمن بعيد، والتي كانت سببا لمشكلات كبيرة
وحروب وفتنة للبنان، علما بأن هناك أموراً اخرى لم يشملها جدول أعمال الحوار، وكانت
أيضاً سببا لحروب وفتنة.
ماذا تعني بالأمور الأخرى؟
الطائفية السياسية.
-
كم
تأخر انعقاد طاولة الحوار؟
-
اعتقد أنها تأخرت الى حدود استقلال لبنان. وإذا أردنا ان نأخذ مثالا، فالبند الذي
نحن بصدده في الحوار، أي الاستراتيجية الدفاعية، كان يجب ان يناقش منذ 50 سنة.
-
وهل
كان في المكان ان تعقد طاولة حوار قبل 50 سنة؟
-
لمَ لا وما المانع، منذ 50 سنة، ألم يكن هناك خطر، الخطر بدأ منذ العام 1948. أنا
أعطي الاستراتيجية الدفاعية مثالا.. ولنعد الى المرحوم العميد ريمون اده، كلنا نعرف
انه منذ عشرات السنين، كان يقول " أعطوني حذاءً لجندي إسرائيلي".. كان الخطر
الاسرائيلي قائما. واكتشفنا على طاولة الحوار انه قبل تأسيس الكيان الصهيوني، أي
قبل العام 1948، كانت الحركة الصهيونية تعمل لتملك مزارع شبعا. وأنا شخصيا أعددت
مقارنة، وأحضرت أحكاماً صادرة عن المحكمة السنية العليا، وعن محكمة التمييز
اللبنانية، في العام 1945، أي قبل تأسيس الكيان الصهيوني. كل هذه الأمور كانت
معلومة، والخطر الاسرائيلي قائم منذ ما قبل وجود الكيان الاسرائيلي، فكيف بالحري
بعد العام 1948. ومع ذلك، كانوا يقولون ان قوة لبنان في ضعفه، ليهربوا من وضع
استراتيجية دفاعية.
-
لبنان كان مقصرا بدوره، أو بفهمه للصراع
العربي الاسرائيلي؟
-
ربما. هل تريد ان أقول كلاما جارحا بالنسبة الى اللبنانيين.. وليس للبنان. أقول
لعلنا أخذنا استقلالنا باكرا. حتى الآن لم نعرف قيمة استقلالنا. هذا الكلام جارح
للبناني، وليس للبنان، فلا تظن ولو بنسبة واحد على مليون، أنه ضعف مني بالتمسك
بسيادة لبنان واستقلاله، بالعكس، أنا كلي اندفاع لهذا الموضوع، بل كلي إيمان، ولكن
عندما ترى ان كل من هم حولنا، طبعا باستثناء إسرائيل، كم يحبون لبنان، وترى في
الوقت ذاته اللبنانيين كيف هم متمسكون بلبنان على أساس انه قرص جبنة، تظن أننا
أخذنا استقلالنا " بكير".
الحوار فرض نفسه
-
لنعد
الى المؤتمر، كثيرون اعتبروا ان هذا الحوار رمية، أو مناورة، ثم فوجئوا بانعقاده.
وصار الكل جالسا معكم الى الطاولة، حتى السفراء. هل كان لديك تقدير مسبق بأن الكل
بحاجة الى هذا الحوار، وان الدعوة إليه ستنجح؟
-
.. وهل يمكن ان يكون أمر من هذا النوع مرتجلا. أنا شخصيا عملت لهذا المؤتمر لفترة
ثلاثة اشهر قبل انعقاده تحضيرا له، ولم يكن أي أمر مخبأ. الدافع الى هذا الحوار، هو
أنني رأيت الشارع، رأيت 8 آذار، ورأيت 14 آذار، رأيت الانقسام والشرخ الداخليين،
رأيت الزلزال الحاصل في البلد. ورأيت الفتنة، ليس بين الطوائف فقط، بل بين المذاهب.
ورأيت التشظي العراقي كما ينعكس على الوضع اللبناني، ورأيت حجم التباعد السوري
اللبناني، حتى بدا ان مقولة أننا شعب واحد في دولتين مستقلتين، صارت كأنها أكذوبة.
رأيت هذه الأمور واضحة، ولا تحتاج الى ذكاء. كانت هذه الأمور بحاجة فقط الى من له
عينان سياسيتان ليراها.
بدأت أتحرك، وأنا اعرف تماما ان هذا
الموضوع لا يتم هكذا، كأنه وليد صدفة. كان لا بد لي من ان أتحرك، ولكن ضمن بوتقتي،
التي هي العرب والعروبة. ومن هنا كانت جولتي العربية، وخاصة بعدما لمست الصد الذي
وُوجه به الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والتباعد حتى عن المملكة
العربية السعودية، وحتى عن مصر. تحركت، ووقفت في الجامعة العربية ودافعت عن تحرك
الأمين العام للجامعة، ثم زرت كل الدول العربية تقريبا. ولمست ان الحوار احتل
الأولوية، وصرت ألمس تجاوبا وتشجيعا. وعدت الى هنا، وأكملت مع السفراء غير العرب
الموجودين هنا في لبنان. اذكر ان السفير الاميركي في لبنان هو من طلب الاستفسار عن
الحوار، وكذلك الأمر بالنسبة الى السفيرين الفرنسي والبريطاني والاتحاد الأوروبي.
وفي الخلاصة ان التأييد الذي أحيط بالحوار، اعتقد انه تم على طريقة صاحبك مرغم لا
بطل، ولا سيما بعد التظاهرة التي تمت في 5 شباط ( التظاهرة نحو الأشرفية وما رافقها
من تخريب وتكسير وشحن مذهبي). ومن هنا بادرت الى تحديد موعد الحوار بأسرع وقت ممكن،
أي في 2 آذار، علما بأنني لم أكن قد وجهت الدعوات الى المشاركين، إضافة الى انه كان
لا بد من ان تشكل حضنا للحوار، من قبل إطراف وقوى سياسية، خارج المشاركين على
الطاولة الحوارية، وذلك كي لا تنأى بالحوار عن هجوم وانتقاد هؤلاء. لذلك، الحوار في
النتيجة، فرض نفسه.
-
قيل
ان إصرارك على الحوار، هو هروب الى الأمام للحفاظ على موقع، ودور، والإبقاء على صلة
للطائفة الشيعية في الملف السياسي، مقابل "الطحشة" السنية في الملف الاقتصادي؟ يعني
هل يفهم من ان إدارتك للحوار تعني دورا للشيعة بالإدارة السياسية؟
-
لا.. أولاً اذكر انه في انتخابات رئاسة المجلس النيابي، كان الاميركي والفرنسي
والبريطاني والكثير من الدول العربية سرا، كلهم كانوا ضد انتخابي رئيسا للمجلس
النيابي، واذكر أنني في تلك الأثناء، صرحت لجريدة "السفير" وقلت أنني لست مرشحا في
الكونغرس الاميركي أو في الجمعية الوطنية الفرنسية.. هذا أولاً. أما في ما خص
الدور، فلا السُّنة آخذون الاقتصاد، ولا الشيعة آخذون السياسة، هذا البلد إما ان
يشتغلوا كلهم مع بعضهم البعض، وإما لا يمشي شيء. لم أؤمن في يوم من الأيام
بالثنائية، فكيف بالحري بالنسبة الى الأحادية. والتجربة على مر الزمن أثبتت فشلها،
وكان هذا الكلام يقال في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الرئيس الحريري بقوته، لم
يستطع ان يقيم ثنائيات أو أحاديات في الاقتصاد، فلا اعتقد ان غيره يستطيع ذلك. وإذا
أردت ان أعطي مثالا آخر لدحض هذه الفكرة، فأشير الى "باريس 2"، حيث كان الرئيس
الشهيد الحريري قد قال لي "لا اريد بقدري، اريد ان أقول بعدي مباشرة يأتي المجلس
النيابي برئاستك عمل على تهيئة كل القوانين اللازمة، والتشريعات لأجل تسهيل هذا
الموضوع". وهذا أمر معلوم حتى من قبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
-
هذا
يؤكد توزيع الأدوار؟
-
لا، لا، لا.
-
لقد عملتم بثلاثية، أي الترويكا؟
-
إشتغلنا في الترويكا، في ما يتعلق بموضوع الوظائف، وفي موضوع تسيير البلد. عندما
وجدت انه لم يكن بالإمكان ان نستمر فيها، أعلنت دفن الترويكا.
-
أليست مفارقة ان رئيس المجلس النيابي يشارك في ترويكا؟
-
مع الأسف، وحتى إشعار آخر، هناك أمر يتعلق بالتوزيع الطوائفي في البلد، الذي كرسه
الدستور. هنا اريد ان أقول انه لم يكن في يوم من الأيام خلاف بيني وبين الرئيس رفيق
الحريري، إلا عندما كنا نصل الى موضوع الوظائف، وطلعنا الحمار على المئذنة
وأنزلناه..
-
كنت تقول انه إذا كان هناك محاصصة، فأنا اريد حصتي؟
-
كنت أقول أكثر من هذا، حتى قبل ان يطل الرئيس الحريري على المسرح. إذا راجعت منذ
العام 1980، أثناء ترؤسي لحركة "أمل"، كنت أقول يا عمي أنا أقسمت يمينا خلف الإمام
موسى الصدر على إلغاء الطائفية السياسية، ولكن إذا أراد احد ما ان يأخذ حصته، فأنا
"مش فاتح كاريتاس"، وفي هذه الحالى "عـ السكين يا بطيخ". كنت أقول ذلك دائما.
-
رئيس السلطة التشريعية يجب ان يكون في موقع المبادر، من سيلغي الطائفية؟
-
هل نريد ان نتكلم في الواقع. الأئمة المعصومون عند الشيعة 12 إماماً، وليس 13، وأنا
لست إماما. وفي مسألة إلغاء الطائفية السياسية لا يستطيع احد ان يشكك بكلامي، فأنا
قاسم يميناً عليها ولا أزال أو أنني أكثر المتحمسين لإلغائها، ولكن عندما يريد غيري
ان يطبق أمراً، فأنا لدي أمر يجب ان أرعاه. أقول بصراحة. لقد حاولنا تهيئة الهيئة
الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية المنصوص عليها بوثيقة الطائف، علما بأنها لا تلغي
الطائفية، بالعكس تكرسها. ولكن مع هذا، في 1/1/1995، جمعت مكتب المجلس النيابي،
وقلنا أننا في العام الماضي انحزنا المجلس الدستوري وكان خطوة جيدة، الآن يجب ان
نهيئ الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وقررنا القيام بزيارات للمراجع، ومع
الأسف الشديد لم يأت الرفض الأول لإلغاء الطائفية السياسية من البطريرك الماروني
نصر الله صفير، او من المسيحيين، بل جاء الرفض من قبل المسلمين، جاء من الفريق
الإسلامي أولاً، وأنا اذكر أنني قلت يومها للمرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين: "نحن
المسلمين لم نكن دايرين على الحسين، كنا دايرين على الهريسة". ولنقل بصراحة، انك
وأنت تقاتل الطائفية، والدستور أعطى للطوائف، فعندها تتدخل، وأنا كنت أتدخل، ليس في
حصة الشيعة فقط، بل كنت أتدخل بأي شيء يتعلق بتمثيلي الانتخابي، وحتى الآن أتدخل..
وهذا عن سابق تصور وتصميم وقاعدة. إذا كان هناك شخص جشع ما، يريد ان يتناول كل شيء
له، فيجب التدخل كي لا تتركه يأخذ كل شيء.
طاولة الحوار
- لماذا لم يطرح هذا الأمر على طاولة
الحوار؟
-
جدول أعمال الحوار، تضمن فقط كل شيء طرأ بعد الطائف. ولم نرد من طاولة الحوار ان
تكون مؤسسة تحل محل المؤسسات، وهذا الأمر ليس واردا لا اليوم، ولا في أي يوم آخر.
مثلا تصدر دعوات اليوم لأن يوضع قانون الانتخاب على طاولة الحوار، وكذلك الأمر
بالنسبة الى الوضع الاقتصادي. هذا الأمر غير وارد أبداً. كل ما هو موجود في الطائف،
آو كل ما هو من اختصاص المجلس النيابي آو من اختصاص الحكومة، لا يمكن ان يُناقَش
على طاولة الحوار.
- ماذا تحقق من الحوار حتى الآن؟
-
تحقق الكثير. حتى هذه اللحظة تحققت عشرة بنود، كان الخلاف عليها كبيرا جدا. من
المحكمة الدولية، الى لجنة التحقيق، الى تأكيد لبنانية مزارع شبعا، الى الموضوع
الفلسطيني، الذي هو اخطر نقطة تجاوزها مؤتمر الحوار. ويجب ان ننتبه الى ان مؤتمر
الحوار لا يصوت، هناك 14 متحاورا، يعني ال14 يجب ان يُجمعوا سواء سلبا أو إيجاباً.
حتى التحفظ كنت أقف عنده، ونناقش فيه كي نلين الموقف.
للحوار حرمته، ولا اريد الدخول في تفاصيله.. لذلك، الموضوع الفلسطيني هو اخطر وأدق
المواضيع على الإطلاق. بالمناسبة حاليا، هذا الموضوع هو الأخطر على الساحة. عمليا
أنجزنا عشرة بنود في الحوار، وبقي بندان، موضوع رئاسة الجمهورية وموضوع
الاستراتيجية الدفاعية، أو سلاح المقاومة. أنا منذ اليوم الأول في 2 آذار، عند
انطلاق الحوار، كانت هناك رؤية عامة وشاملة، يومها قلت أنني بحاجة الى مساعدة في
الموضوع، وعلى طريقة جورج قرداحي الاستعانة بصديق أو أصدقاء في ما يتعلق بموضوع
رئاسة الجمهورية. قلنا هذا الكلام بجميع اللغات، بالفرنسية والإنكليزية وبالعربية،
واكتشفنا في الآخر ان هذا الموضوع اتفقنا عليه سلبا. وانتقلنا حاليا الى البند
الأخير.
وبالمناسبة، في الموضوع الرئاسي، فإن كل من يدّعي أنه تكلم في هذا الموضوع مع احد
آخر، فهذا غير دقيق.
- .. كيف ذلك؟
-
أنا شخصيا سألت الرئيس السوري بشار الأسد، عما إذا كان أي طرف عربي أو دولي قد تكلم
معه في موضوع رئاسة الجمهورية، فأجاب بالنفي.
- هل يجوز ان يجري الحديث عن موضوع
رئاسة الجمهورية خارج لبنان؟
-
وهل هذا جديد علينا نحن اللبنانيين ان يُبحث موضوع رئاسة الجمهورية بهذا الشكل.
لنعد الى زمن الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس فؤاد شهاب.. رئاسة الجمهورية، دائما
تبحث بين دولة عربية ودولة اخرى. أنا أتحدث الآن ليس عن انتخاب رئيس، أنا أقول ان
هناك من كان يطالب برفع التمديد، علما بأن التمديد له ناسه الذين يدورون في فلكه.
أنا من الأساس قلت ان هذا الموضوع لا يحل على الطاولة الحوارية، فعلى هذه الطاولة 3
أو 4 مرشحين. طرحنا هل يمكن الاتفاق على رئيس الجمهورية، على نحو الاتفاق الذي تم
في خصوص انتخاب رئيس المجلس النيابي، أو رئيس الحكومة. هل يمكن ان يحصل اتفاق مسيحي
أو اتفاق ماروني على مرشح واحد، فلم نستطع.. إذاً، هذا الأمر خرج عن الطاولة وصار
يحتاج الى ضغط من خارج طاولة الحوار.
- هل كنتم تعرفون مسبقا انه لن يتم
توافق المتحاورين على موضوع رئاسة الجمهورية، ولذلك توافقتم على البنود التي تقول
أنكم أجمعتم عليها؟
-
اشكرك على هذا السؤال، لذلك أنت ترى في جدول الأعمال الذي وضعته، الموضوع الأول، أي
التحقيق الدولي له ثلاثة بنود. والموضوع الثاني أي 1559، أو " نامبر وان" على
اعتبار انك عندما تريد الكلام بالقرار 1559 يجب ان تتكلم بالإنكليزي، آو
بالأميركاني. في موضوع القرار يأتي الموضوع الرئاسي أول بند، ومن طلب أرجاء الموضوع
الرئاسي الى الآخر، الفريق المهتم بإزاحة رئيس الجمهورية، حيث فضل هذا الفريق ان
نتكلم بهذا الموضوع تحت الطاولة.. وتابعنا هذا الموضوع لأن البند الأول المتعلق
بالتحقيق أنجزناه في أول ساعة من الحوار. أما الموضوع الرئاسي، فقلنا دعونا نحاول
ان نعمل " كولسة" لعلنا نصل الى نتيجة. وعندما أنجزنا البنود العشرة، ارتأت إدارة
الجلسة ان نبدأ بمناقشة موضوع المقاومة، ونترك اكبر وقت ممكن لرئاسة الجمهورية.
فخرج عليّ من يقول ان في هذا الموضوع كأن هناك تمييعا للموضوع الرئاسي، عندها وبناء
للطلب عدنا الى البند الرئاسي. لذلك في الجلسة الأخيرة ثمة من طرح أن نضع الموضوع
الرئاسي على جنب، فرفضت، وقلت أنكم انتم أصررتم على ان يكون الموضوع الرئاسي قبل
موضوع سلاح المقاومة، فدعونا ننته من موضوع المقاومة، ومن ثم أنتقل الى الموضوع
الأخير، وسميته البند الأخير من الحوار..
- كم سيطول النقاش فيه، وهل سيتحول
الحوار الى مؤسسة؟
-
سمعت هذا الكلام، وأقول ان هذا الحوار ينتهي عندما ينتهي بالبند المتعلق بسلاح
المقاومة، عندما ننتهي منه سواء في الجلسة المقبلة، أو في الجلسة التي قد تليها،
وهنا مع الإشارة الى انه في الجلسة الماضية، وبعدما طلب ان يبدأ السيد حسن نصر الله
بالكلام باعتباره المعني الأكبر، وبعدما طرح أطروحته، وكانت الساعة قد بلغت الثالثة
بعد الظهر، فطرحت على المتحاورين ان نأخذ استراحة ونستأنف الحوار مساء، فطلبوا هم
ان نأخذ وقتا للتفكير بهذا الكلام ونرجئ الى جلسة لاحقة. ولنفرض إننا انتهينا من
الاستراتيجية في الجلسة المقبلة، أو بوقت آخر، فبمجرد ان ننتهي من الاستراتيجية
ينتهي الحوار. وهذا لا يعني أنني ضد استمرار الاجتماعات، بالتأكيد يمكن ان نجتمع من
وقت الى آخر لمواكبة ومؤازرة ما اتفقنا عليه، وللسعي لتطبيق ما اتفقنا عليه، لان
العبرة في التنفيذ. كان لدينا استلذ اسمه يوسف جبران كان يقول لنا كمحامين انه
يمكننا ان نربح الدعوة مرتين: مرة بالحكم ومرة بالتنفيذ.
- إتفقتم على مجموعة قضايا ولكن ما هي
آلية التنفيذ؟
- إسألني
بالمفرق وليس بالجملة.
- كلهم في المطرح نفسه ومشكلتهم واحدة
بالتنفيذ، أي عند السوري؟
-ما
دام الأمر كذلك، فلماذا لا نفاوض سوريا؟ لماذا نجد المسافة الى مكان آخر اقرب من
المسافة الى سوريا؟
-
أنا
حليف استراتيجي لسوريا
-
هل هناك بوادر ايجابية من سوريا؟
-ماذا
ذهبت لأفعل في سوريا. للأسف وصلنا الى مرحلة صار الواحد يسأل لماذا هو ذاهب الى
سوريا. أنا ازور سوريا وأنا حليف استراتيجي لسوريا ولكن دائما لمصلحة لبنان والعرب
وليس لمصلحة طرف أو فئة أو فريق. هذا موقفي منذ زمن طويل ولكن هذه المرة معروف أنني
ذهبت الى سوريا. جئت الى سوريا كمحاور. وضعت الأخوة السوريين والرئيس بشار الأسد في
جو مؤتمر الحوار الوطني. ولماذا يجب ان تكون سوريا ضد الحوار ومقرراته وضد زيارة
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليها؟ ليس هناك شيء مخفي في الموضوع. لقد قلت كلاما
واضحا بالعربي ان السوري ماشي بمقررات الحوار. يمكن انه ليس مسرورا منها، هو حر
ولكن أخذت هذا الكلام وأعلنته، أي ان السوري ماشي بمقررات الحوار. أخوّة وتعاون
وتنسيق وتحالف. وعمليا هناك أمران أساسيان. فتح سفارات وترسيم حدود. قلت ان الجماعة
حاضرون وينتظرون.
- اين التقصير ؟
- هل
تتصور أنني جئت من سوريا وأتكلم هذا الكلام ولم آخذ موعدا أو شيئا معينا. العالم
تروح لعند بعضها وتحكي مع بعضها.
- لماذا تعتقد ان السنيورة متردد بإتمام
الزيارة الى دمشق؟
-عليك
ان تسأله هو وليس إنا.
- هل بسبب تجربته السابقة؟
-
عليك ان تسأل رئيس الحكومة، وما اعرفه انه بمجرد ان وطأت قدماي ارض لبنان، اتصلت
تلفونيا بالرئيس فؤاد السنيورة، ولم يكن قد
وصل بالطائرة الى لندن. وعندما وصل اتصل
بي وقلت له يا "دولة الرئيس"، وطبعا كنت تحدثت معه قبل توجهي الى سوريا، وقبلها كان
مطلوبا من الحوار ان يحاول كل واحد ان يساعد حيث بمقدوره ان يفعل ذلك. بنفس الجلسة،
في ناس تمنت على نبيه بري ان يتحرك، قلت للرئيس السنيورة بالتلفون ان الأمور سالكة
وآمنة والجو كتير مرتب.
- ولكن ماذا عن جدول أعمال زيارة رئيس
الحكومة؟
- هذه
ليست شغلتي أنا، ساعة تقولون لي أنت رئيس مجلس نيابي ولماذا تتدخل بوظيفة لواحد
شيعي وساعة تطالبونني بحل الأزمة. إنا شغلتي بناء طاولة الحوار، ان لقوم بأمرين،
وليس بمقدوري ان احل محل رئيس الحكومة ولا احل محله، ولا عندي كفاءته أصلاً. خلوني
أقُم بما أستطيع القيام به.
- "دولتك" عدت وتحدثت مع السنيورة وحكما
مع سعد الحريري، وأبلغتهما بالنتائج وطلبت من رئيس الحكومة ان يكمل المطلوب منه..
- إنا
تكلمت مع الرئيس السنيورة. والنائب علي حسن خليل وضع سعد الحريري بناء لطلبي في جو
زيارتي الى دمشق. الرئيس السنيورة، عاد الثلاثاء مساء من لندن وفي اليوم التالي
حصلت التظاهرة، ولم يتصل بي لسؤالي عما حصل معي، حتى نكون صادقين، واستمر ذلك حتى
نهار الاثنين في 15 أيار.
- ماذا بعد ان استمع اليك رئيس الحكومة
في اللقاء الذي جرى بينكما في عين التينة؟
-
أتحدث عما حصل معي، أما الأمور التي تكلموا هم عنها فعليكم ان تسألوهم هم عنها. أنا
تكلمت أمام الأخت بهية الحريري، وقلت لرئيس الحكومة ان الطرقات الى سوريا سالكة
وآمنة والجماعة على انم الاستعداد. بقية الأمور تسألون رئيس الحكومة عنها.
- هل توافق القائلين بان رئيس الحكومة
لا يرغب بتحسين العلاقة بين لبنان وسوريا؟
- لا
اريد التعليم على فلان وفلان، فقط اودد القول، وهذا الكلام قلته بالإعلام، ولود ان
اعبر عنه مجددا: هناك استغلال للبنان في سبيل إحكام الحصار على سوريا. هذا كلنا
ندركه.
- استغلال اميركي أو ماذا؟
- شو
رأيك بيت البري؟! هناك استغلال للبنان لحصار سوريا. العالم كله يدرك ذلك. ولكنّ
هناك أمراً آخر. هناك استغلال لسوريا للحصار على لبنان وبقية الممانعة الموجودة في
لبنان وهذا الكلام قلته للرئيس الأسد. الهدف معروف ويصب في خدمة اسرائيل، وحتى متى
ستستمر سوريا تتأثر بكل كلمة وخطاب لبناني غير محق حتى يبقى موقفها على هذا الشكل،
وحتى متى لبنان سيستمر بالركض حتى آخر الدنيا بينما القصة على قاب قوسين أو أدنى
منه؟ بالمناسبة دعوني أتوقف عند القرار 1680 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. هذا
القرار له مستند، الى مقررات مؤتمر الحوار الوطني بالإجماع والى مستند آخر هو خطاب
الرئيس السنيورة في مجلس الأمن. لأجل هذا الأمر حصلت مناشدة وتشجيع أو تصفيق بأنه
يا سوريا تفضلي وامشي بهاتين المسألتين.
أسال هنا، ان الحوار الوطني بالإجماع
نفسه، اجمع على لبنانية مزارع شبعا. وكلمة إنصاف تقال انه منذ ان حط رئيس الحكومة
قدمه في الطائرة، حتى آخر الدنيا وهو يطالب بالانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا.
وان إسرائيل يجب ان تنسحب من المزارع. هذان المستندان اللذان استند اليهما مجلس
الأمن، كانت قضية لبنانية مزارع شبعا والمطالبة بالانسحاب الاسرائيلي متوافرة فيهما
أكثر من بقية قضايا مؤتمر الحوار، لكن لماذا القرار 1680 لم يأت على ذكر ضرورة
انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا.
ثانيا، القرار الدولي الجديد تحدث عن
الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله. "كتر خيرهم"
. فؤاد السنيورة تحدث، كما مقررات الحوار، عن الاعتداءات الاسرائيلية وعن الخروقات
الاسرائيلية، حتى عندما كنا نجلس الى طاولة الحوار، طلعت الطائرات الاسرائيلية فوق
رؤوسنا في بيروت العاصمة عشرات المرات. على الأقل، كان يجب ان يذكر القرار 1680 ولو
من باب التورية، لماذا التورية؟ لأنه عندما سئل لماذا لم يأت القرار على ذكر
إسرائيل جاء الجواب من وساط الأمم المتحدة بأنه شطبنا إسرائيل كما شطبنا سوريا،
ولكن الحقيقة انهه أتوا على ذكر سوريا بالتورية، في مسألة الأمن. والنص يقول بالأمن
"يثني على حكومة لبنان لاتخاذها إجراءات ضد عمليات نقل الأسلحة الى الأراضي
اللبنانية ويهيب بحكومة سوريا ان تتخذ تدابير مماثلة في البند نفسه".
إذاً، هذا القرار يذكر سوريا تورية
ويقول لها ان السلاح يأتي من عندك. على الناقل لو وضعوا لنا بندا في القرار من نوع
الدعوة الى وقف الخروقات الاسرائيلية ولو من باب التورية، وأنا كنت أوافق على ذلك.
هذا القرار الدولي ليس تحت البند السابع، هو يناشد بوجوب الحوار بين الطرفين وصولا
الى الاتفاق على التبادل الدبلوماسي بين البلدين. هذا يعني انه يجب ان يحصل اتفاق.
إذا كان كذلك، فأنا قلت على طاولة الحوار وقبل صدور القرار، انه لو كانت هناك
علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا ونسمع الكلام الذي يصدر من لبنان على سوريا ومن
سوريا على لبنان، لكان احد البلدين سيقوم بقطع العلاقات الدبلوماسية. طيب إذا مش
مئة بالمئة من مقررات الحوار لنقل 80 أو 90 بالمئة من الأشياء لا بد من مساعدة
سوريا، وبالتالي لا بد من الحديث مع سوريا حولها. هل بهذا الأسلوب نصل الى النتيجة
المتوخاة؟
- إذا كان هذا الأسلوب لا يساعد دولة
الرئيس ولكن هناك تحسس زائد عند السوريين؟
-
أنا
أتحدث صراحة عن الأمور، هناك أخطاء تأتي من الجهة السورية ولكن هناك أخطاء تأتي من
الجهة اللبنانية. إنا الذي يحتاج، أنا احتاج لإنقاذ بلدي وعليَّ بالتالي ان أكون
أكثر ليونة وتسييساً بالأمر. أنا لا اعني طرفاً المهم هو الوصول الى نتيجة.
- حضرتك تقول إن هناك حكومة لبنانية
ذهبت الى مجلس الأمن وناقشت مقررات اتخذت بالإجماع في الحوار لاستصدار القرار 1680؟
-
انا لم أقل كذلك.
-
نحن نقول ذلك، والسؤال هو لماذا تعرض الحكومة مقررات متخذة بالإجماع على مجلس الأمن
الدولي؟ لو كان هناك خلاف لبناني نذهب الى مجلس الأمن؟
القرار 1680 لم يقدم أية إضافة على ما ورد في القرار 1559. الاستهداف هو في القرار
1559. ثانياً، حتى الأمور التي وردت في القرار 1680 أنا أقول انه نتيجة زيارتي التي
سبقت صدور القرار، السوري قال لي أنا، وأعلنت ذلك على الملأ، بأن سوريا ليست ضد
مقررات مؤتمر الحوار وعلى سبيل المثال مسألة التبادل الدبلوماسي.
حول ان سعد الحريري ليس ضد الحوار مع
سوريا
- هل تعتقد ان هناك جهات لبنانية على
طاولة الحوار مرتبطة بالتزامات دولية ما لا تستطيع الخروج منها؟
-
عندي
شكوك بذلك. نعم عندي شكوك وآمل ان تكون شكوكي مضللة أو غير صحيحة. أنا اطلب من الله
ان تكون كذلك. أهم هدف لي على طاولة الحوار ان نقرأ من كتاب واحد.
-
هذه القصة صعبة دولة الرئيس؟
- لا
ليست صعبة. على مسؤوليتي. سعد الحريري وهو الولي، وليّ الدم، ليس ضد الحوار مع
سوريا. بالعكس هو يطالب بذلك. وليد جنبلاط أيضاً هو الذي طلب، وأنا بالمناسبة لفتُّ
نظره، بمساعدة الرئيس السنيورة على طاولة الحوار.
- ما هو تفسيرك للتصعيد الذي يسبق
الحوار بينما العكس يحصل على الطاولة؟
-
هذه عادة ليس على طاولة الحوار بل وعلى طاولة مجلس الوزراء. ما ورد في " السفير"
الاثنين الماضي حول الغزل برئيس الجمهورية وصلني أنا، غزل وغرام ولا انتقام، لماذا
لا نتحدث بالطريقة نفسها أمام الرأي العام اللبناني حتى يكون اكسر توحداً وتماسكاً
ونتصدى لكل الأمور. ساعتئذ، الكثير من الأمور ليس فقط تتحلحل بل يمكن حلها.
القرار 1680 قرار "أبتر"
-
حول
ان وليد جنبلاط يؤكد استحالة الحوار اللبناني السوري؟
-جيد،
هذه قناعته، هو صديقي وحليفي القديم والكيمياء على قدم وساق، أسأله ان يقنعني بهذا
الأمر، أنا أقول العكس. أنا بالمناسبة أنبه، ونظرتي السياسية تقول ان لبنان قد لا
يكون في المرحلة المقبلة في أولى اهتمامات مجلس الأمن الدولي. دليلي على ذلك، وليس
معلومات إنما هو تحليل ونظرة، ان "الهم الإيراني"عند الأميركي حالياً يطغى على كل
شيء، وأود أن الفت النظر بالعودة الى القرار 1680. لو قارناه مع قرارت دولية اخرى،
نجد انه يفتقد للبند الأخير حول التنفيذ، بما معناه "ان الأمين العام للأمم المتحدة
سيتابع تنفيذ هذا القرار ويبلغ المجلس بالنتائج". في هذا القرار الجديد لا نجد هذه
الفقرة وهذا مؤشر بحد ذاته. من يدقق بالقرار يجد انه قرار أبتر. ثم ان أولي الأمر،
في الملف اللبناني، بدأوا يصابون باليأس حتى من خلافاتنا، هناك من يقول إنهم يئسوا
من جماعة الرابع عشر من آذار، ولكن أنا أقول إنهم يئسوا منا جميعاً ومن خلافاتنا
كلبنانيين. أنا فقط أنبه انه لا يحك جلدك إلا ظفرك، ولا يحن على القشر إلا عوده.
- هل تعتقد ان السوري هضم مسألة انسحابه
من لبنان بالطريقة التي حصلت فيها؟
-لا
تضعوني في موضع الدفاع عن سوريا ضد لبنان. أنا لست مع سوريا ضد لبنان ولا العكس.
أنا كل همي ان اخلّص البلد وأن تبقى علاقاتنا طيبة وجيدة مع السوريين. لا اعتقد ان
هناك كلمة سورية واحدة في موضوع العودة الى لبنان. الآن تمر سوريا بمرحلة الدفاع عن
نظامها، ومع الأسف بلبنان نقول لهم بأننا نريد إقامة علاقات معكم ونحن وأنتم أخوان
ولكن نظامكم لا نريده، ما هي علاقتي بمسألة النظام.
- نطالب بعلاقات مع الإخوان السوريين
ونأتي بالإخوان المسلمين الى لبنان؟
-
بمعزل عن هذه القضية، يكفي أن يصدر تصريح يدعو الى تغيير النظام، وللأسف فإن
الإعلام يقوم بدور سلبي في هذا الإطار عندنا وعندهم. قلت لهم في سوريا انه حتى
عندكم صار في مجلة اقتصادية تحكي كلام طالع ونازل.
- كنا نتكلم عن الكيمياء بينك وبين
النائب وليد جنبلاط.
- أنا
"عامل" كيمياء مع الجميع تقريباً والحمد لله. عندي مختبر كيمياء.
- سمير جعجع قال إن هناك تواطؤا بينك
وبينه (في حواره الأخير مع "السفير").
-لا
أعرف ما الذي عناه؟ للحقيقة جعجع كلامه منظم. عندما يأخذ الكلام يكون كلامه منظماً.
إذا كان قصده أنه "يلتقط على الطاير" فهذا صحيح. أما تآمر فلا تآمر على أحد.
-
ليس تآمراً بل تواطؤ.
-تواطؤ
لا أعرف معناها. إن شاء الله لا نتواطأ على أحد.
-
ماذا عن العلاقة بينك وبين وليد جنبلاط؟
-هي
دائماً علاقة جيدة. والآن كذلك. الآن أنا بحاجة إليه، إذا كنت أريد شيئاً من فخامة
الرئيس فأذهب إلى جنبلاط كي يكون هو واسطتي مع رئيس الجمهورية (يضحك).
-
متى ستعاود الاتصال بلحود؟
-دائماً
هناك اتصال. لم تنقطع الاتصالات بيننا لا الآن ولا من قبل.
-
ماذا عن لقائكم كل أربعاء؟
-هناك
دواع أمنية. أنا لا اذهب الى الجنوب في هذه الأيام.
-
لماذا يهمك ألا تظهر أنك مختلف مع لحود.
- لا.
هذا واقع. لا اذهب كل اربعاء وهذا صحيح. لكن في بقية الامور، وفي اي شيء يحتاج الى
علاقة بين السلطة التشريعية ورئيس الجمهورية فهناك تواصل. اتصل به وبالعكس. اليوم
صباحاً اتصلت به مهنئاً بالسلامة (لعودة لحود من شرم الشيخ).
؟ هل توافق ضمنياً على موضوع العلاقات
الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، بغض النظر عن طاولة الحوار؟
-إذا
بقيت العلاقات بين لبنان وسوريا على هذا الحال، فالعلاقات الدبلوماسية الوحيدة التي
سنراها هي تلك التي جرت بين الولايات المتحدة الاميركية وليبيا، أي من موضع الخضوع
والركوع. وهذا ليس مطلبنا. منذ ما قبل الحوار وفي آخر جلسة للمجلس الأعلى السوري
اللبناني التي انعقدت في دمشق، برئاسة الرئيسين (الأسد ولحود) وبحضور رئيس مجلس
الوزراء آنذاك عمر كرامي، ونائبه عصام فارس ووزير الخارجية محمود حمود وأنا، وكان
أول حضور لوليد المعلم، أنا سألت لماذا ليس هناك علاقات دبلوماسية بين لبنان
وسوريا. وفي تلك الجلسة حصلت موافقة مبدئية بعد نقاش حول سفارات. وهذا يجب أن يكون
مسجلاً في محاضر نصري خوري. وقلت يومها أنني اقرع ناقوس الخطر. وأنا قلت أن من
أبكاك بكى عليك ومن أضحكك ضحك عليك في العلاقات بين الدولتين. لذا نعم، قناعتي كلية
في تبادل سفارات. ألم يقل الرئيس الراحل حافظ الأسد إننا "شعب واحد في دولتين
مستقلتين". بين دولتين مستقلتين هناك سفارات.
- لكن هذا السؤال يكتسب مشروعيته من
الدور الذي حققته سوريا للطائفة الشيعية في لبنان. فقد كانت رافعة للدور الشيعي في
لبنان. وفي العهد السوري في لبنان برز الدور الشيعي في السياسة. ألا تجد أن الخروج
السوري له تأثير على دور الطائفة الشيعية؟
-أريد
ان أسأل، هل الشيعة في لبنان سوريون أو إيرانيون؟ أنا أعتقد صادقاً ان الشيعة لم
يكونوا يوماً غير النسيج اللبناني العربي. والعروبة التي تعني وحدة لبنان ضمن
الإطار العربي. حتى قبل مجيء الرئيس حافظ الأسد كلنا عشنا مراحل أحزاب، كان وقود
الأحزاب من الحزب التقدمي الاشتراكي الى الشيوعي الى البعثيين كان أكثرها من
الطائفة الشيعية التي كان الحرمان فيها أكثر من غيرها. وأتى الإمام موسى الصدر
وأكملت هذه القصة. لو لم يتحول الشيعة بحكم الجغرافيا الى طائفة مقاومة، هل كانوا
أصدقاء للسوريين. ولو كانت سوريا تريد التحالف مع اسرائيل، هل كانت لتكون صديقة
للشيعة؟ أنا أقول لا. شاه إيران كان شيعياً ومن سلالة قديمة، وكان يدعم أناساً
بمئات الآلاف من الليرات اللبنانية التي لا تقاس بالدولار اليوم لأن قيمتها
الشرائية اكبر بكثير وما زلت احفظ أسماء من كانوا يقبضون منه. من قاتل شاه إيران في
لبنان؟ أنا واحد من هؤلاء. في الفينيسيا ظللت اضرب على الطاولة حتى خرج منصور قطب
(سفير إيران سابقاً في لبنان أيام الشاه) من القاعة. وكنت أدافع عن كل من يلاحق
نظام الشاه في المحكمة العسكرية وغيرها. إذن هي ليست علاقة شيعية مع سوريا. هذه
علاقة سياسية ومن حقي أن استفيد منها. أحكي عن فترة الإمام موسى الصدر التي أسست
لحركة أمل وحزب الله.
كانت لنا علاقات مميزة مع سوريا
والجزائر. وقد دربت للمقاومة ضباطاً وغيرهم. وأعطت لي أدوات طبية. ما الذي يجمع
بيننا وبين سوريا والجزائر؟ المقاومة وإسرائيل. هنا العبرة. أي بلد فيه هذه الصفة
نحن مقربون منه. ومن حقي ان استفيد سياسياً ممن هو في خطي السياسي وأنا في خطه. لكن
ليس أنا من أتى بسوريا الى لبنان وليس أنا من أعطى اتفاقيات ضد الجنوب لمصلحة
إسرائيل في لبنان. أنا من دفع ثمن هذا.
-
لكن في الشق السياسي الداخلي اللبناني كيف ترجمت هذه العلاقات المميزة لصالح لبنان
وليس لصالح طائفة بعينها؟
-ما
الذي استفادة الشيعة أكثر من غيرهم؟ السوريون لجمونا. لأنه كان من المفروض ان ننتصر
على إسرائيل ولا نترك الطائفية السياسية في لبنان، مع أنني وعن فعل إيمان، إذا كان
رئيس الجمهورية ليس مسيحياً أطالب بأن يكون مسيحياً لاعتبارات تتعلق ببقاء بلدي
وليس من منطلق طائفي. في الأساس الغلطة الأساسية لمن مشى في الخط الوطني في لبنان
أنهم ابقوا على الموضوع الطائفي ولبنان لا يتقدم والموضوع الطائفي على حاله هذه.
الذين قاتلوا إسرائيل...
بالمئات لا بالآلاف
- إذا كانت المقاومة من طائفة معينة،
فكيف تريد إلغاء الطائفية؟
-كيف
يكون هذا الربط؟ من قاتل إسرائيل لا يعد بالآلاف بل بالمئات من حزب الله وحركة أمل.
ليس كل من يمشي في مرج صار مقاوماً. هذا الكلام سيقرأه السيد حسن نصر الله
والمقاومون في الحزب والحركة. المقاومون بالمئات. استطعنا في فترة أن نجعل الناس
تتحلق حول المقاومة فصار هناك وحدة وطنية.
- أين باتت محاولاتك لاسترداد وليد
جنبلاط؟
-جنبلاط
ليس قاصراً. لكنني اعتقد أن له من التاريخ وأنه من الممكن ان تتعطل معه البوصلة
لكنه لا يضيع الوجهة.
- هل من الممكن ان تسامحه سوريا؟
-
هذا الموضوع بينه وبين السوريين.
- جرى تصوير الشيعة وكأنهم خارج الإجماع
الوطني بعد 14 شباط. وفي 8 آذار نزلوا ورفعوا صور الرئيسين حافظ وبشار الأسد. ما
دام الشيعة وضعوا أنفسهم في هذه الخانة وصار هناك استحالة لإقامة نصاب وطني من جديد
قبل ان ينتهي موضوع التحقيق الدولي. ما اتفقتم عليه في الحوار ليس فيه إمكانية
واقعياً ولا موضوعياً ان يكون هناك فصل بين التحقيق والعلاقات بين لبنان وسوريا. ما
زال الشيعة يحكون عن قضية الإمام موسى الصدر. وإذا ما اقترب احد الى موضوع العلاقات
مع ليبيا تقوم القيامة. هل كان هناك إمكانية لمسار آخر للشيعة للتعامل مع 14 شباط
غير المشهد الذي صنعوه في 8 آذار وتصويرهم كأنهم يدافعون عن سوريا ويشكلون رافعة
لها في لبنان؟ وهذا ما يمكن أن يجر إلى فتنة شيعية سنية؟
-هذا
كلام صحيح. كان صعباً بعد 8 آذار أن تنهي هذه الفكرة، ان الرأي العام في البلد صار
مع هذه الفكرة. حاولت التزويج بين 8 آذار و14 آذار ولم أوفق. وحكيت عن 31 آب (تغييب
الصدر) عن آذار واحد. لكن بعد الحوار، وبعدما طلب وليد جنبلاط ان يكون هناك تصويت
في الحوار فقلت له إن هذا يلغي الحوار وأنه يجب ان تتخذ القرارات بالإجماع. لماذا
أردتُ الإجماع؟ لأنه مع الإجماع والناس لا تتوقف عن الكلام. ماذا إذا لم يكن هناك
إجماع. سنجد من يقول انه لم يصوت وغيرها من الأمور. صار الموقف واحداً مع الإجماع.
ولم يعد من يزايد على الآخر فيقول الأول انه لبناني أكثر من الثاني أو انه مع سوريا
أكثر من الثاني. عندما وصلنا الى العلاقات اللبنانية السورية بالشكل الذي اجمعنا
عليه فالمفروض انه لم يعد هناك واحد سوري أكثر من الآخر ولا لبناني أكثر من الآخر.
في التحقيق كلنا يقول مع السوري ان دع التحقيق يأخذ مجراه لنرى الخيط الأبيض من
الأسود. اليوم (22 أيار) قرأت في "السفير" عن ارتياح سوري بالغ الى مسيرة التحقيق
الذي يقوم به برامرتز. هناك فصل كامل لا احد يقدر على القول إن هذا الأمر مرتبط
بذاك الأمر. موضوع البنود الأخرى مستقلة. والشرط كان أنه يمكن الاتفاق على نقطة وأن
نختلف على نقطة اخرى. نحن لسنا في سلة واحدة. لكل بند استقلاله وكيانه. لكن ما نبت
به يصير محسوماً وينتهي. هل سمعت من يقول الآن ان مزارع شبعا ليست لبنانية؟ لا احد.
حتى وليد جنبلاط الذي كان أكثر من يقول إن مزارع شبعا ليست لبنانية لم يعد يقولها.
تثبيت هذه اللبنانية شيء آخر. وهذه أحدى فوائد الحوار. ولن يستمر الحوار إلا لتأكيد
بنوده.
-
قلت انك سعيت للتزويج بين 8 و14 اذر. هل أوحى هذا الأمر للناس بان حركة "أمل" هي
خلف "حزب الله" أو في ظل "حزب الله"؟
-
لقد أثاروا هذا الكلام كثيرا، وقيل إن نبيه بري صار تابعاً. فلأكن صريحا: أنا
تابع... لتابع... لتابع... لتابع... لآخر واحد يقاتل إسرائيل. السيد حسن نصر الله
ونبيه بري أو حزب الله وحركة أمل خرجوا من رحم واحد. لو ان واحداً منهم لم يكن
مقاتلاً لإسرائيل لم يكن ممكناً أن يحصل هذا التحالف. هذا ليس تحالفاً شيعياً. ففي
الانتخابات الجامعية ترانا هنا متفقين وهناك مختلفين وغيرها. هذه أمور مسموحة.
تعاطي أمل مع الدولة... أضعفها
-
هل ترى ان "أمل" ما زالت جاذبة لكادرات جديدة أم أنها فقدت من بريقها؟
- السؤال
حلو، إن " حركة أمل" مرت بفترة ضعف لأننا تعاطينا مع الدولة، ومن يتعاطى بأمور
الدولة يفقد الكثير، لأن البعض يفكرون بها على أنها "لحسة عسل"، ومثال ذلك عند
تعيين مدير عام شيعي في الإدارة، يتقدم للمنصب ألف أو ألفا شخص وهو مركز واحد،
فيغضب الباقون، أما عندما تكون هناك امتحانات عبر مجلس الخدمة المدنية أوفر على
نفسي الكثير، حزب الله كان غير مهتم بموضوع الإدارة والتعيينات، أما "أمل" فتبنت
تعيينات الشيعة وقد اثّر عليها هذا الآمر، إلا إني أؤكد انه منذ سنة الى الآن
الماكينة التنظيمية للحركة تعمل كما كانت تعمل في البدايات، في كل القرى، وهذا يظهر
في كل المناطق وبإمكانكم التأكد.
- يعني صرتم معارضة؟
-
لا ليس معارضة. عدت وأعطيت الأولوية للناحية التنظيمية وكان التقدم فيها أكثر مما
كنت متوقعاً.
- هل هو أمر تنظيمي أم يتعلق بالموقف آو
بالسياسة؟
-
أبداً لا شيء سياسياً، الآمر يتعلق بالناحية التنظيمية. وأقصد بالتنظيم بناء الخلية
والشعبة والإقليم.
-
قدمتم خدمات كبيرة للجنوبيين جعلت حزب الله خارج المنافسة؟
- نعم
هم استفادوا من عدم تدخلهم في الموضوع الوظيفي لكن خسروا في موضوع الخدمات، وليس
سراً اننا دخلنا الجنوب وبدأنا الخدمات وكان ياتي اي مواطن من اي قرية مسيحية او
اسلامية، يعرض مشكلات نقص المدارس والطرقات وسوى ذلك،صرت بعد التجربة اسأل انا ماذا
تريدون للبلدة، يأتي الجواب إما كنيسة وإما حسينية تحتاج الى ترميم، وقد بدأت من
هذا المنطلق، وفي الجنوب الآن لا يوجد قرية من دون مدرسة.
- أحيانا زيادة عن الحاجة؟
-نعم
احيانا زيادة عن الحاجة لأننا لا نسطيع في كل وقت ان نحصل على امكانية بناء مدرسة.
وهناك قرى شيدنا فيها مدارس تطالب بمدرسة اخرى. ليس صحيحاً ان العدد زائد. خاصة اذا
عاد الجنوبيون الى قراهم بشكل دائم. لقد وضعنا قاعدة أولية لإعادة بناء كل الكنائس
والمساجد وأحضرنا الترابة من سوريا بقرار من الرئيس الراحل حافظ الأسد، لأن المسجد
والكنيسة يعيدان الناس لقراها بعد التهجير، والمثال ان اكبر نسبة تهجير كانت بعد
جبل لبنان من قرى شرق صيدا، فمن أعاد المهجرين الى المنطقة؟ أنا أعدتهم. وكل ذلك من
مجلس الجنوب الذي وصفوه بمجلس الجيوب، وكل ميزانيته نحو أربعين مليون دولار.
وفي المناسبة، سأقوم قريبا بتدشين خمسة
مشاريع، في جزين، والثاني في رومين والثالث في النبطية والرابع في قانا، والخامس في
مرجعيون، مسلخان ومدرستان وقرية كاملة للعائلة الحيدرية في مرجعيون وهي بالمناسبة
من الطائفة السنية وقد مسحت عن بكرة ابيها وشردت، قرية كاملة مع مفاتيحها وقاعات
وأرصفة ومجاري وسواها. وكل ذلك من هذا المبلغ الزهيد المخصص لمجلس الجنوب.
- كيف تقرأ تفاهم حزب الله والتيار
الوطني الحر، هل تحضرون لتفاهم مماثل مع العماد ميشال عون؟
-لا
علاقة لتفاهم عون وحزب الله بما سنقوم به، لكن كل تفاهم بين فريقين لبنانيين انا
اؤيده.
- لكن هذا لا يلزمك؟
-طبعاً
لا يلزمني، ولماذا يلزمني؟ انا مع اي تفاهم.
-ولكن أعطي له تفسير طائفي انه تفاهم
بين اكثريتين شيعية ومارونية.
-(قال
ضاحكاً) إذا مشى الموارنة مع ميشال عون أنا مستعد للدخول في التفاهم.
- يعني ان انطباعك عن عون ليس مطمئناً
كثيراً؟
-
اجاب بجدية: بلى، لماذا. هو على طاولة الحوار منسجم مع تفكيره وهو عاقل وحكيم.
- حكيم؟ (إشارة الى سمير جعجع)
-
قولوا "رزين" بدل حكيم. لا ملاحظة لي عليه هو رجل ايجابي.
- هل تؤيد ترشيحه للرئاسة؟
-
"لمّا نوصل ليها بنصلي عليها"، أنا لي موقف بموضوع الرئاسة لا غيّرت ولا بدّلت.
وحول قانون الانتخاب:
- ألا تعتقد ان قانون الانتخاب الذي
سيأتي من الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب كان يجب وضروري ان يكون أمام طاولة الحوار
باعتباره أمراً تأسيسياً للدولة؟
- لا
اعتقد ذلك، وإلا لكنتم اول من ينتقدني نقداً صارخاً، طاولة الحوار ليست مؤسسة، اذا
وضعت قانون الانتخاب امام طاولة الحوار سنحتاج الى إجماع حوله، بينما في مجلس
الوزراء هناك تصويت وفي مجلس النواب ايضاً تصويت، وهذا التصويت هو لحسن اللعبة
الديموقراطية، لكن اذا وضعنا قانون الانتخاب على طاولة الحوار لا يخرج منها ابداً،
نكون قد عقدناه، اذا خرج واحد وقال لا، يتوقف القانون.
- ألا تعتقد انه لا بد من إقرار قانون
الانتخاب في اقرب وقت ممكن وبأحسن صيغة ممكنة؟
-اليوم
قبل الغد، مئة في المئة، وأنا ساعتها كرئيس للمجلس النيابي علّي واجب ان أساعد في
الموضوع قدر استطاعتي لأجد تفاهماً حوله، لكن الآن اذا وضعناه على طاولة الحوار
نخلق مشكلة، والموضوع ذاته بالموضوع الاقتصادي.
- صرح النائب سعد الحريري بباريس بعد
اجتماعه بالبطريرك صفير انه موافق على القضاء كقاعدة لقانون الانتخاب، ما رايك؟
-اخونا
الشيخ سعد حر بموقفه، لكن شخصيا لا أستطيع ان أقول أني اريد ان أطبق الطائف وأمشي
بالقضاء، أبداً، إضافة الى أشياء اخرى، لكني لا اريد ان استعجل، أمين وخائن غير
ممكن، كنت أتمنى ألا يطرح علي هذا السؤال حتى لا أجيب، لسبب واحد ان الهيئة المكلفة
إنجاز مشروع قانون الانتخاب لم تنجز عملها بعد لننتظر وعندما تعجز اللجنة لكل حادث
حديث.
- ما رأيك بإعتماد النسبية؟
-
اووه، أنا تول من طرحها في محاضرة في الحكمة، وقلت أنني أول من يتضرر من النسبية
لأني اخسر بها أربعة أو خمسة نواب، لكنني اربح لبنان، وأعطيت نموذجاً انه في
الانتخابات الأخيرة ينجح أبو رزق والأسعد وسواهما غصباً عني.
- النسبية تحتاج دائرة كبيرة هل أنت
معها؟
-
طبعاً دائرة كبيرة، خير إن شاء الله.
ورقة الإصلاح وهرب الحكومة
- ما رأيك في الورقة الاقتصادية؟
-
جاء من يسألني لماذا لا يوضع الموضوع الاقتصادي على طاولة الحوار، سألت لماذا؟ هذا
الامر مفروض ان يعرض اولا على مجلس الوزراء، ومعلوماتي حتى الآن ان الخطة
الاقتصادية التي تسببت بالتظاهرات والمصيبة كلها التي حصلت وكانت لزوم ما لا يلزم،
لأنها هي التي دفعت الناس الى التحرك، هذه الخطة وُزعت على عدد من الوزراء وليس على
مجلس الوزراء ككل... هذه الخطة الاقتصادية لا وزعت على مجلس الوزراء ولا على مجلس
النواب.
- في بداية الامر لم تكن متحمساً
للتظاهرة؟
-طبعاً،
لأن هناك شيئاً غير منطقي، وسأقول اكثر من ذلك، هذه مسودة الخطة الاقتصادية (عرض
رزمة من الأوراق حول ملخص الخطة) تقول ما هي العوائق امام الخصخصة، وحتى تقوم بها
يجب ان تنفذ العديد من النقاط، في التشريع المجلس النيابي قائم بكل واجباته، بماذا
يطالبونني اذاً؟ لماذا ترمى الحجة على المجلس النيابي بأنه يعرقل؟ هل نريد ان نتصدى
للواقع الاقتصادي كما يجب وهو اكبر هم في البلد، ام نريد ان نرمي الكرة على غيرنا؟
ما يتعلق بالقوانين منجزة كلها ما عدا نقطة واحدة (تتعلق بالمرافئ) لم تصل الى
المجلس بعد.
-
لماذا اذن شارك حزب الله في التظاهرة؟
- أنا
أتكلم عن نفسي. ثانيا لماذا شاركت في التظاهرة؟ لأنني حاولت ان اجمع السنيورة بهيئة
التنسيق النقابية عشية التظاهرة عندي، وكان مسافراً وكنت اظن انه سيعود باكراً،
واتصلت به فقال انه سيعود فجراً، أجبته تكون القصة قد انتهت. كل ما تحدثوا عن انه
اثار مشكلات عُرضت به مشاريع قوانين على مجلس الوزراء ولكنه ارجأ البت بها، مثل
مشروع قانون اقتطاع ثلاثة في المئة من رواتب العاملين في القطاع العام لأجل
التقديمات الاجتماعية، وسواه من مشاريع. لماذا لا يأخذ مجلس الوزراء مواقف
بالمشاريع ويرسلها الى مجلس النواب عندها نتحمل نحن مسؤولية عملنا. لكن هم يؤجلون
ثم يرموا الكرة بملعب الآخرين والمجلس النيابي غير مقصر، ويريدون من الناس ألا
تتظاهر؟
- هل وجهت لك دعوة لزيارة واشنطن؟
-لا
علم لي بالأمر.
- اذا وُجهت لك دعوة هل تلبيها؟
-اجيب
في وقتها.
- ما رأيك بأداء الحكومة هل أنت راض
عنها؟
-صاحبك
مرغم لا بطل، هذه الحكومة موجودة.
- حتى نهاية عهد الرئيس إميل لحود؟
- العلم
عند الله. أنا في الحقيقة أقول ان الحكومة، بغض النظر عن أدائها، أنا خائف من أمر
واحد، وهو ان سقوط هذه الحكومة يعني انه لن يكون في الإمكان تشكيل حكومة غيرها،
يعني الذهاب الى فراغ وأزمة.
- هل سينتقل الحوار من ساحة النجمة الى
عين التينة؟
-
لا اعتقد ذلك؟
- إذا لم تتوصلوا الى صيغة حول سلاح
المقاومة بعد 8 حزيران كيف تتصور المشهد؟
-أنا
حريص على التوصل الى تضامن لبناني ووحدة لبنانية حول الموضوع، لست متشائماً، لا بد
ان نتوصل الى إجماع حول الموضوع لأنه أهم المواضيع وكان يجب بته منذ خمسين سنة.