الرئيس نبيه بري افتتح الدورة 46 لمجلس الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في الجزائر 11-12-7-2005
افتتحت في العاصمة الجزائرية الاثنين أعمال الدورة السادسة والأربعين العادية لمجلس الاتحاد البرلماني العربي برئاسة رئيس الاتحاد البرلماني رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري.
الافتتاح
تحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري عبد القادر بن صالح فأكد على دعم لبنان وسوريا في مواجهة التهديدات كما ندد بالإرهاب.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربي عمرو موسى على حراجة الوضع العربي وقال: "ربما وصلنا إلى مرحلة نكون فيها أو لا نكون. وحذر موسى مما يجري في العراق متخوفاً من أن استمرار ما يجري قد يؤدي إلى تقسيمه. ونبه إلى خطورة الوضع في فلسطين المحتلة وسط الضغوط الإسرائيلية، داعياً إلى مواجهة هذا الموضوع بكل قوة وعزم.
ونبذ موسى الإرهاب وقال: " يجب أن تكون مكافحة الإرهاب الدولي ضمن اولويات "أجنداتنا"، ويجب ألا نسمح بأن تلصق هذه الصفة بالعرب والإسلام. وأعلن موسى أن الجامعة العربية بصدد الدعوة الى عقد اجتماع التحضيري للبرلمان الموحد في مقرها في القاهرة قبل نهاية العام الحالي على أن يلي ذلك اجتماع آخر في دولة المقر سوريا.
وألقى وزير العمل الجزائري الطيب لوح كلمة راعي الافتتاح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه، أستهلها بتهنئة الرئيس بري بانتخابه رئيساً للبرلمان اللبناني. وذكر بأن الجزائر لم تتخل عن مسؤوليتها القومية رغم الظروف العصبية التي مرت بها وهي تسير في المصالحة الوطنية. وأكد إدانة الجزائر التعنت الإسرائيلي الرافض للقرارات الدولية ، وأعلن تمسك الجزائر بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، ورفض الضغوط التي تتعرض لها سوريا ولبنان، كما أعلن وقوف الجزائر إلى جانب وحدة السودان والعراق.
وألقى رئيس الاتحاد البرلماني العربي دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كلمة الافتتاح (اضغط لقراءة نص الكلمة كاملاً)
أبرز المواقف أتمنى على المجتمعين الموافقة على إنشاء لجنتين دائمتين للإتحاد: الأول لشؤون المعوقين والثانية لمكافحة الفساد.
أدعو إلى وضع صيغة مشتركة للسوق العربية المشتركة ولشرعة حقوق الإنسان العربي.
أتمنى على لجنة المرأة تعزيز مشاركة المرأة العربية في كل ما يصنع حياة دولنا ومجتمعاتنا.
أدعو النظام السياسي العربي إلى إقرار الإصلاحات من خلال ما يمكن أن نصفه بإعلان الجزائر.
ندعو إلى دعم الشعب الفلسطيني في نضاله لتحقيق أمانيه الوطنية.
ندعو إلى دعم الشعب العراقي في نضاله لإنهاء الاحتلال الأجنبي ونقل السلطة بكل معانيها السياسية والسيادية للعراقيين وإنجاز الدستور.
يجب أن يشكل إعلان الجزائر شبكة أمان برلمانية عربية: دعم لبنان لاستكمال تحرير أرضه وفي الطليعة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. دعم سوريا في نضالها لاستعادة الجولان العربي السوري حتى صدور الرابع من حزيران 1967. دعم السودان في صنع سلامه وإنهاء كل أشكال العنف على أرضه.
إن أبعاد الأمن البشري حتى مطلع الألفية الثالثة لم تركز على الإرهاب وأسبابه ومصادره وبصفة خاصة إرهاب الدول، بل ان هذه الأبعاد أبقت اعتبار إرهاب الدول أمرا فوق الشبهات، باعتبار ان ذلك سيفضح ادوار أجهزة أمنية في الدولة أو أجهزة رسمية تقوم بعمليات عابرة للحدود وللقارات وللقوميات.
إن مواجهة الإرهاب ركزت على بعض الجماعات وتحميل الشرق الأوسط والمسلمين عموماً، والعرب خصوصاً، المسؤولية عما يجري والاستثمار على هذه الجريمة لشن حرب سيطرة على الموارد البشرية والطبيعية لهذه المنطقة، وقد أغفلت إدارة تحالف الراغبين الإرهاب المتمادي على مساحة الشرق الأوسط الذي تديره إسرائيل، وأغفلت كل الأسباب التي تهدد الأمن البشري على مساحة العالم والشرق الأوسط، ومنها المرض والتلوث والبطالة والمخدرات والجريمة وانتهاكات حقوق الإنسان والتفكك الاجتماعي.
الآن أؤكد أن المطلوب رؤية دولية موحدة لمفهوم الإرهاب، وبداية التوقيع على الاتفاقات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
المطلوب التأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها باستخدام كل الوسائل التي تؤمن لها هذا الحق بما يعني التمييز بين المقاومة لتحرير الأرض وبين الإرهاب.
كان النظام العربي أول من اتخذ المبادرات القطرية والمشتركة بمواجهة الإرهاب، وكان أول من أكد تضامنه مع دول العالم المستهدفة بالإرهاب، وشهدت المملكة العربية السعودية المستهدفة بعمليات الإرهاب أخيراً مؤتمراً دولياً لمكافحة الإرهاب، وسلمت شخصياً باسم مجلس النواب اللبناني ورقة عمل إلى هذا المؤتمر.
إن بناء الأمن والسلام الدوليين وصنعهما يكون بتنفيذ تقريري الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي لعام 1994 و 1995 والمتضمنين خطة للسلام وخطة للتنمية.
جدول أعمال في جدول أعمال الدورة أموراً تنظيمية داخلية فضلاً عن مناقشة الوضع العربي الراهن ومهمات البرلمانيين في :
مساندة كفاح الشعب العربي الفلسطيني وانتفاضته.
دعم الشعب العراقي في نضاله من اجل الاستقلال والوحدة والاستقرار وإعادة الإعمار.
التضامن مع سوريا ولبنان ضد التهديدات والضغوط الخارجية.
دعم السودان لمواجهة الأخطار التي تهدد وحدته الترابية واستقراره.
إسهام البرلمانات العربية في دعم المنظمات غير الحكومية وتوسيع دورها في عملية التنمية وبناء دولة المؤسسات وقد أعدت الشعبة اللبنانية ورقة عما في هذا الإطار، شددت فيها على ان الخطوات التي يفترض اتخاذها، ول سيما منها إقرار التشريعات التي تشجع على نشأة هذه المنظمات ذات الطابع المحلي أو تشجع الأجنبية على العمل داخل أراضي الدول العربية وهذه التشريعات على صنفين: - تشريع عام يتضمن القواعد العامة الناظمة لآلية الترخيص لهذه الجمعيات وضبط الرقابة الحكومية على هذه المنظمات. - تشريع خاص بكل مجال من المجالات التي ستعمل هذه المنظمات غير الحكومية في إطارها.
وتشدد الورقة اللبنانية على ضرورة تسهيل حصول المنظمات غير الحكومية على الوثائق والمساعدات التي تحتاجها، والدعم المادي لها، ومتابعة أعمال المنظمات غير الحكومية عبر المؤتمرات والندوات المشتركة.
مبنى البرلمان العربي
ثمة مسألة يعلق الرئيس نبيه بري عليها أهمية كبرى، تتعلق بإنشاء مبنى البرلمان العربي الذي أنجزت الخرائط والتصاميم الهندسية المتعلقة به من قبل فريق هندسي لبناني مجاناً ومن دون تكاليف. وقد ضم الرئيس بري إلى الوفد المرافق له إلى الجزائر النائب السابق لرئيس مجلس الإنماء والأعمار المهندس هشام ناصر، حيث تولى خلال الاجتماع التمهيدي للدورة الذي عقده رؤساء الوفود برئاسة الرئيس بري، تقديم شرح مفصل للخرائط والتصاميم الهندسية للمقر المفترض ان يشاد في دمشق أو في اللاذقية في سوريا. كما وضع المؤتمرين في حجم كلفة البناء بنحو 45 مليون دولار يتم جمعها من الدول العربية مبلغ( مليوني دولار تقريباً من كل دولة).
يذكر أن الرئيس بري قد أعلن في وقت سابق انه سيقوم شخصياً بجولة عربية من أجل تمويل المشروع. |