عقد
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري عشية عيد الاستقلال وقبيل مغادرته الكويت
مؤتمراً صحافياً أعلن فيه سلسلة مواقف من القضايا والمواضيع المطروحة.
تحدث
الرئيس بري في مستهل المؤتمر عن نتائج زيارته للكويت على الصعيد البرلماني والتعاون
السياسي والاقتصادي، وعلى صعيد تعزيز وضع الجالية اللبنانية في الكويت ودول الخليج
عموماً.
وسئل
عن مشروع الليطاني والمسائل المتعلقة بإقامات اللبنانيين في الكويت؟ وقد جرى نقاشه
على مرحلتين مع سمو الشيخ الصباح ، وكان الموقف النهائي هو ان كل لبناني يأتي الى
هنا للعمل مرحب به في الكويت دون قيد أو شرط، إنما إذا كان هناك أشخاص يريدون ان
يعيشوا هنا من دون ان يكون لديهم أي عمل أو أي ارتباط بالعمل ، فهذا موضوع يحتاج
الى درس وتدقيق، والموضوع الأولى والموضوع المعيشي أساس في هذا الأمر.
ورداً على سؤال عن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبراءة سوريا أو
إدانتها، أجاب:" أن موضوع الحصار على سوريا واستهدافها ليس له أي علاقة بموضوع كشف
الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، لأننا كلنا نعلم ان حصار سوريا كان سببه
مواقفها الممانعة الصامدة، فسوريا ساعدت المقاومة في لبنان وكانت دائماً ضد
الاستسلام في المنطقة. وقبل اغتيال الرئيس الحريري كانت محاولات محاصرتها جارية،
وكذلك قبل القرار 1559 ، بل أن قرار الكونغرس الأميركي معاقبة سوريا صدر قبل ذلك
بكثير وحتى عندما صدر القرار 1559 عقد اجتماع بين دولة الرئيس الحريري وبيني شخصياً
، وقال لي : ان هذا الموضوع خطيراً جداً على سوريا وينعكس على لبنان ، وسأتحرك
شخصياً لمحاولة التخفيف من وطأته. هذا يعني أن الأمر كان موضوع مناقشة بيننا وبين
الرئيس الحريري، لأنه يلحق الضرر بسوريا، وطبعاً سيتأثر لبنان في الموضوع. إذا
سوريا موضوع استهداف بسبب مواقفها وليس بسبب اغتيال الرئيس الحريري. كل الذي أريده
وغيري من اللبنانيين ألا يؤخذ موضوع استشهاد الرئيس الحريري ذريعة، وكأن الهجوم على
سوريا وعزلها ومحاولات الوصول الى المناداة بإسقاط النظام السوري نتيجة ذلك. نحن
نطالب بأن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور".
وسئل
عن سير التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد الحريري وموضوع نزع السلاح المقاومة
، فأجاب :" هذا التحقيق يجري بناء على تكليف من مجلس الأمن الدولي ، ولبنان ليس له
تأثير فيه، وهذه احد الأسباب للسؤال لماذا نتدخل في هذا الموضوع ما دام ليس في
مقدورنا ان نقدم أو نؤخر في ما يتعلق بسير التحقيق ؟ لجنة التحقيق تسير بخطاها،
طبعاً إلا هناك عقدة مكان في ما يتعلق ببعض الإستجوابات ، وهناك حلحلة سياسية،
وهناك محاولات اتصالات سياسية لحلحلة هذه النقطة والسير بالتحقيق من العقدة التي
وصل اليها. أما في ما يتعلق بموضوع سلاح المقاومة، فالمقاومة نتيجة وليست سبباً".
بمعنى آخر الاحتلال الإسرائيلي كان سبب وجود المقاومة. المطلوب ان تزول الأخطار عن
لبنان ويزول الاحتلال وتتوقف إسرائيل عن اعتداءاتها ونطمئن الى أننا في حصن حصين من
الاعتداءات الإسرائيلية التي تحصل كل يوم. يطالبوننا بأن ننزع سلاح المقاومة لكن
المطلوب نزع سلاح العدوان، وهذا الأمر يجب ان يكون واضحاً. أن خرز المقاومة الأزرق
الذي يحمي لبنان لسنا مستعدين للتخلي عنه إلا في مقابل إزالة الاحتلال ووقف العدوان
الإسرائيلي على لبنان وعلى منطقتنا".
وعن
تأثير السجالات السياسية في لبنان وتأثيرها في الاستثمار أجاب: " هذه هي طبيعة
اللبنانيين، وهناك جزء كبير من هذا الموضوع قائم أيضاً في الكويت، وهذا دليل صحة
وليس دليل مرض، وهو ليس سبباً لعدم الاستثمار في بيروت من إخواننا الخليجيين
والكويتيين، والجميع يعرفون ان التنوع في لبنان علامة غنى. إن هذا السجال ليس له
علاقة بالاستثمار أو بالموضوع الأمني، فالموضوع الأمني في لبنان أكثر من خط أحمر،
ولا أحد يعتقد ان في الإمكان العودة الى التقاتل في لبنان. هذا أمر انقضى وكل واحد
جرب حظه".
ورداً على سؤال قال :" بين سوريا ولبنان علاقة توأم، فنحن جيران وهم اقرب البلدان
العربية إلينا، وهناك علاقات مميزة مع سوريا، وقد تستطيع ان تزور التاريخ لكنك لا
تستطيع ان تزور الجغرافيا, لا شك انه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حصل
تنافر ونفور وشيء من شد الحبال حتى بين الحكومتين والسلطتين التنفيذيتين.
وكان
رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي أقام مأدبة عشاء حاشدة في مبنى المجلس حضرها
رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح وحشد كبير من الوزراء والنواب
والفاعليات الكويتية.
وأقام
السفير اللبناني في الكويت جودت الحجار حفل استقبال حاشد للرئيس بري والوفد المرافق
حضره حشد كبير من أبناء الجالية.
وألقى
الرئيس بري كلمة شكر فيها الكويت على مساعدتها للبنان. وأكد " أن هناك ورشة وطنية
انطلقت من أجل تأكيد التزام الجميع اتفاق الوثيقة والدستور وأقصد اتفاق الطائف. وأن
الجميع باتوا مقتنعين بأنه ليس في مصلحة لبنان إضاعة المزيد من الوقت والفرص... إن
من حق لبنان التساؤل عن استمرار الأطماع الإسرائيلية في أرضه ومياهه، ومن حق لبنان
الذي لم تحترم سيادته وتعرضت للإجتياحات ان يسأل عن الضمانات الدولية التي ستمنع
إسرائيل من التهديد باستعمال القوة واللجوء اليها. ومن حق لبنان ان يسأل عن مصير
عشرات، بل مئات المفقودين والأسرى الذين اختفوا منذ زمن الاحتلال. ومن حقه السؤال
عن تعويضه جراء حروب إسرائيل على أرضه، والسؤال دائماً عن حق العودة للأخوة
الفلسطينيين والى متى ستبقى العيون الدولية مغمضة عن حقوقهم".
وقال
ان التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مستمرة وستستمر للفترة
اللازمة:" وأجزم بأن الحقيقة باتت ضرورة عربية وسورية كما هي ضرورة لبنانية ان هذه
التحقيقات يجب ألا تثنينا عن الاستمرار في القيام بواجباتنا على كل مستوى.
فالرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي ذروة الأزمات وأمام كل المصاعب، كان لا يتوقف عن
العمل. لقد كنا شركاء الرئيس الحريري، وعندما تعرض لبنان للعدوان الإسرائيلي عام
1996 انتقلنا من مكان الى مكان وصولاً الى دمشق حيث صنع تفاهم نيسان الذي شكل
اعترافاً بالمقاومة وضماناً لحماية المدنيين بعد مجزرة قانا. لقد كان الرئيس
الحريري يحمل دمه على كتفه ولا يتوقف. لذلك فإننا ندعو اللبنانيين الى عدم التوقف
والى استخدام الوقت وكسبه من أجل ترسيخ قيامة وطنهم على قاعدة تأكيد التحول من
السلطة الى الدولة وبناء ادوار الدولة والثقة بها. أعترف بأن الجمهورية الثانية لم
تستطع تحقيق القفزة النوعية في اتجاه الدولة لأسباب معرقلة كثيرة، سياسية وطائفية،
وإن كان قد تحقق خلالها الانتقال السلمي من الحرب الفتنة الى السلم الأهلي، وتحقق
خلالها إنجاز تحرير معظم أرضنا المحتلة من دنس الاحتلال الإسرائيلي، وتحقق إنجاز
تشريعات كثيرة وتحديث الكثير من القوانين".
كما أقام رجل الأعمال الكويتي علي المتروك في ديوانه، استقبالات للرئيس بري والوفد
المرافق حضره عدد من رجال الأعمال والأعيان والمسؤولين الكويتيين.