أبرز المواقف في الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مهرجان الوفاء لسماحة الإمام موسى الصدر في الذكرى السابعة والعشرين لتغييبه مع رفيقيه في المدينة الرياضية  بيروت بتاريخ 31/8/2005


 

أقامت حركة أمل كعادتها من كل عام مهرجاناً خطابياً في الذكرى السابعة والعشرين لتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الأستاذ عباس بدر الدين وذلك عصر الاربعاء 31/8/2005 في باحة المدينة الرياضية ببيروت .

 

حضر الاحتفال الرئيس نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، الوزير خالد قباني ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، النائب انطوان غانم ممثلاً الرئيس أمين الجميل، الرئيس رياض الصلح والوزراء فوزي صلوخ، محمد فنيش، محمد جواد خليفة، احمد فتفت، طراد حمادة وطلال الساحلي وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيسها النائب محمد رعد، والنائب ابراهيم كنعان ممثلاً النائب الجنرال ميشال عون وعدد كبير من النواب. كما شارك النواب والوزراء السابقون.

وشارك أيضاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر مثلاً البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير، القاضي الشيخ احمد الكردي ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني سفير إيران مسعود إدريسي، وممثلون لبعثات ديبلوماسية وممثل لبنان في منظمة سيام المحامي هادي راشد، ممثل البطريرك آرام الأول كيشيشيان المطران نواري أشاريان، المطران كيغام ختشاريان، الارشمندريت ميشال أبو حيدر ممثلاً المطران الياس كفوري، ورئيس المحاكم الدرزية الشيخ القاضي مرسل نصر، عائلة الصدر ممثلة بنجله حميد الصدر وفد من مشايخ حاصبيا والبياضة، وحشد من رجال الدين .

كما حضر العميد عباس نصرالله ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان،  رئيس حزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصوه، اللواء نديم لطيف ممثلاً التيار الوطني الحر، الأمين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري، نقيب المحررين ملحم كرم، السيد جعفر فضل الله ممثلاً المرجع السيد محمد حسين فضل الله وفد من الحزب الشيوعي، ممثلون للفصائل الفلسطينية .

وزحف عشرات الآلاف من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ومناطق اخرى، وحضروا حاملين صور الإمام الصدر وشعاراتهم فضلاً عن العلم اللبناني.

وزحفت الجموع الى المدينة الرياضية وسط اجراءات أمنية تولاها عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي بمساعدة شبان حركيين من عناصر الانضباط تولوا التفتيش.

 

استهل المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم تقديم للعريف للشيخ حسن المصري الذي ألقى قصيدة لاهبة زادت حرارة الحضور فوق حرارة الطقس .

 

توالى على الكلام الوزير خالد قباني باسم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي قال:

"... ان الإمام الصدر، كان احد رجالات لبنان التاريخيين الذين بذلوا حياتهم في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية والذود عن قضايا الأمة، لم يكن الإمام الصدر رجلاً عادياً يتولى رئاسة طائفة دينية او حركة سياسية، بل كان رجلاً استثنائياً يصنع التاريخ ويسعى لتوحيد امة وبناء دولة."

وأضاف: "... ان الحكومة عازمة على الوفاء بعهدها الذي قطعته في بيانها الوزاري بأن تولي الاهتمام اللازم لقضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه وبالتزاماتها كما جاء في هذا البيان."

 

ثم ألقى المطران بولس مطر كلمة الكاردينال نصرالله صفير ذكر فيها: "رغبتم في ان ينضم صوت غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير الى الأصوات المدوية فيكم بالحق والتي تعلو اليوم امام الملأ لتنادي بالشجب والاستنكار مرور 27 عاماً على إخفاء السيد العلامة والقائد الملهم سماحة الإمام موسى الصدر من دون ان يوضع حد لهذه المأساة التي تطاول العرب جميعاً، لا بأقطارهم وكرامتهم فحسب، بل بأعز أمانيهم أيضاً في التقدم وحسن المصير".

وتابع: "... ان صلح العالم العربي وسلامه هما أولاً صلح أبنائه في الداخل . وهما في حاجة الى اعادة التركيز للعلاقات الأخوية السمحة بين أهله وأطيافه جميعاً. ولو كان هذا الأمر متوفراً في حينه لما اخفي الإمام أصلاً ولما ابقي من دون مبادرة جدية تضع حداً لتغييبه الجاني".

 

ثم كانت كلمة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ألقاها نيابة عنه القاضي الشيخ احمد الكردي جاء فيها:

"... ان إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه مؤامرة كبيرة وإرهاب عظيم لا بد من درئه ودفعه وبيان الحقيقة حول هذه المؤامرة، وعلى المسؤولين في هذه الدولة مخاطبة العالم والأمم المتحدة ودعوتهم لكشف حقيقة وبيان الفاعل ومن كان وراءه وإعادة الحق الى نصابه".

 

وألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان كلمة استهلها بالحديث عن المجازر التي يشهدها العراق وقال: "لست شيعياً أو سنياً، بل أنا مسلم، ونسأل لماذا هذا الوضع في العراق ؟ نحن نريد أن نتشارك ونريد من الآخرين أن يحترموا دورنا وشعوبنا".

أضاف:"... رفض الإمام موسى الصدر التوطين كما رفض الكانتونات وفيدرالية الطوائف. كان يدعو دائماً إلى الوحدة، كان يطالب دائماً باستراتيجيا عربية لمواجهة اسرائيل . إننا لا نزال نعيش الكيديات والخصوصيات التي أغرقتنا في الخصومات والمذهبيات .

فإلى متى نظل على هذه الحال؟."

وختم: "اننا مدعوون جميعاً الى العمل معاً، والتضامن معاً، كل القيادات السياسية والروحية والإعلامية، كل الإمكانات والقدرات والطاقات يجب ان تتوحد من اجل لبنان، ومن اجل الحقيقة في لبنان، حقيقة من ارتكب جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وحقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن ارتكب ويرتكب الجرائم في لبنان، تارة بالاغتيال وتارة بالتفجير، لأن كشف مرتكبي الجريمة النكراء ووضع حد لمدبريها يشكل مرتكزاً حقيقياً لإعادة التلاقي بين اللبنانيين، والانطلاق مجدداً في اتجاه إعادة بناء لبنان الذي يحلم به كل مسلم وكل مسيحي وهو بالتأكيد كما كان يحلم به الإمام موسى الصدر وطن الرسالة والنموذج والعيش المشترك، وهكذا نريده نحن، وسنبقى نعمل بهذا النهج، وبهذا التوجه مع المخلصين الذين يرفضون الفتنة كيفما كان وجهها، وسيكونون بالمرصاد لكل من يحاول إعادة إنتاجها من جديد."

 

ومسك الختام كانت كلمة رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" الأستاذ نبيه بري التي برزت فيها المواقف التالية: (اضغط لقراءة نص الكلمة كاملاً)

 - أدعو إلى طرح قضية الصدر في المحافل العربية وفي الطليعة جامعة الدول العربية، وفي كل اجتماع على مستوى مجلس الجامعة والقمة العربية.

ونقل هذا الملف عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها، والمطالبة بفعل دولي ضاغط  لكشف مصير الإمام ورفيقيه في ليبيا وفي لدن النظام الليبي، وفي داخل الأراضي الليبية.

 - نحن لا نريد شيئاً سوى معرفة الحقيقة ومصير الإمام الصدر ورفيقيه، وللمرة الأخيرة نقول يجب ان نعتبر ان الموضوع لا يخص حركة أمل ولا يخص الشيعة والمسلمين، بل يخص لبنان كل لبنان أي انه يخص العالم أجمع".

 - إننا على المستوى الفكري ندعو إلى تعزيز ثقافة الوحدة، أو على الأقل الانسجام، أو أضعف الإيمان، التنسيق داخل الأقطار العربية والإسلامية مقابل ثقافة الفوضى والفرقة، واعتبار نموذج التعايش اللبناني صالحاً كحل لجميع المشكلات العرقية أو الطائفية أو المذهبية، بدءاً من فلسطين وانتهاء بالعراق.

 - إنني كرئيس "لحركة أمل" إحدى القوى السياسية، وكبرلماني لبناني مسؤول حيال البرلمانات العربية والإسلامية، أدعو القوى الشعبية العربية والإسلامية من أحزاب ونقابات ومؤسسات للرأي العام التصدي لمشاريع التقسيم والفدرالية حتى لو كانت من باب التكتيك من المحيط إلى الخليج، وفي الطليعة في العراق الشقيق، ودعم عروبة ذاك البلد ووحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات.

 - إذا كان العالم والدول القابضة على سلطة القرار الدولي تقبل التعايش مع الأسلحة النووية وأسلحة الدمار والرعب الإسرائيلية، فإن على العالم وعلى تلك الدول ان تقبل من باب أولى بأن تمتلك بقية دول العالم تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية والدفاعية، وعلى تلك الدول ان تقبل بالخيارات الديموقراطية السياسية للشعب الإيراني وغيره.

 - ان سوريا التي تمثل عمق لبنان الإستراتيجي والتي لم تقصر في دعم صمود شعبنا ومقاومته، ما زالت تحكمها مع لبنان حاجة مشتركة ملحة إلى استكمال تحرير الأجزاء المحتلة من أراضي البلدين والأراضي العربية المحتلة، وبناء السلام العادل والشامل ارتكازاً على القرارات الدولية.

 - ان أي محاولة للمساس باتفاق التعاون والتنسيق والأخوة بين لبنان وسوريا تكل ضرراً بلبنان وإجحافاً  له لا يمكن إصلاحه، وأذكر ان معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق وغالبية هذه الاتفاقات كان الدافع الأساسي إليها الصديق الشهيد الرئيس رفيق الحريري.

 - إن سوريا تشكل ضرورة لبنانية كما ان لبنان الآمن، والمستقر والمزدهر يشكل ضرورة سورية.

على هذا الأساس ندعو إلى وقف تعكير العلاقات بين البلدين.

 - في موضوع المقاومة وسلاحها، نؤكد على أن المقاومة هي العامل الحاسم لمنع التوطين، ونعيد التأكيد ان المطلوب سحب سلاح العدوان الإسرائيلي وتقديم الضمانات إلى لبنان بعدم لجوء إسرائيل إلى الحرب والعدوان ضد بلدنا أو التلويح بذلك، والانسحاب من الأجزاء العزيزة المحتلة من أرضنا، وفي الطليعة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتحرير الأسرى والمعتقلين، وتقديم التعويضات للبنان من جراء احتلالها وجراء حروبها ضد شعبنا وبلدنا.

 - "... إلى متى لا تدفع التعويضات لأهالي الجنوب ونحتشد عند كل لازمة للإشادة ببطولاته؟ وإلى متى لا تبنى البيوت التي هدمت بفعل الاحتلال؟ وإلى متى لا تدفع التعويضات التي تقررت وقررت مراراً وتكراراً ودورت من عام إلى آخر ومن موازنة إلى أخرى، وتذرعوا بأشرف وأهم مؤسسة قامت بواجبات شعبها، وأقصد مجلس الجنوب لاستهدافه بدلاً من تعليق الأوسمة للقيمين عليه!

الحق الحق أقول لكم، إننا إذا لم ندافع عن حدودنا كما فعلنا سابقاً فسيطرق العدو أبواب عاصمتنا وجهاتنا مجدداً، وليس عام 1982 وشارون ليس بعيداً.

 - واليوم وبإزاء استمرار محاولات تعميم الفوضى في لبنان ومحاولات دفعه إلى فتنة، نؤكد ان حكمة القيادات الروحية والسياسية في لبنان ستمنع الانزلاق في مخطط كهذا، كما إننا في حركة أمل ومعنا كل القوى المقاومة سنكون حراس الوحدة الوطنية ان شاء الله، وسنكون عين لبنان الحارسة، وسنقدم قرابين الدم إذا اقتضت الحاجة لمنع انزلاق لبنان إلى أتون اية فتنة طائفية او مذهبية.

انني على الصعيد السياسي وباسم حركة "أمل" أؤكد على استكمال جميع عناصر المصالحة الوطنية، وأشدد على رفض مبدأ عزل أي اتجاه أو تيار أو حزب أو جماعة ممثلة في مجلس النواب الجديد أو خارجه.

ونقول ان الانتخابات النيابية الأخيرة برهنت ان لبنان قد دخل نهائياً عهد المشروعية الديموقراطية للسلطات العمومية، التي استدعت وتستدعي تفاهمات، ليس في إطار التحالفات الانتخابية فحسب، بل في إطار التوافق العام والحفاظ على صيغة التعايش في لبنان.

 - آمل في أن أفهم جيداً هنا، فمتى نبدأ التحدث عن آذار واحد أحد لبناني؟ ليس فيه تناقض بين 14 آذار و8 آذار؟ ألم يكن العلم اللبناني هو إياه ولا يزال لنا جميعاً؟ ألم نتشارك بعضنا مع بعض في الانتخابات حلفاً هنا وحلفاً هناك؟ ألم يتم انتخاب رئيس مجلس أيضاً من 14 آذار و8 آذار؟ ألم يتم تشكيل الحكومة أيضاً من الاثنين؟