اليوم الأول لزيارة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري إلى ايطاليا والفاتيكان الاثنين 15/9/2003


 

ابرز المواقف:

 

 - نتائج الانتخابات النيابية الفرعية في دائرة بعبدا – عاليه أوجدت معادلات في حاجة إلى قراءة جديدة ومتأنية وخصوصاً في جبل لبنان.

 - لا شك ان لبنان يعيش وضعاً اقتصادياً دقيقاً للغاية... والمطلوب تكاتف الجهود في سبيل إنقاذ الوضع.

 - المشكلة في لبنان هي ليست الوحدة الوطنية بل الوحدة السياسية اللبنانية. فهي موضع اخذ ورد وتنعكس على مجمل الوضع الاقتصادي.

 - احمل لقداسة البابا من العالم العربي وخصوصاً من لبنان ما يحمله كل عربي بل كل مسلم في العالم. فقداسته أنقذ ما سمي صراع الحضارات وما يسمى الحوار المسيحي – الإسلامي الان ليس في لبنان إنما في العالم يعود الفضل الأول والأخير فيه إلى قداسة البابا.

 - سبق لي ان نبهت ان إسرائيل تريد جعل لبنان رصيف أزمة ترمي عليه ما تريد ان تلفظه كي لا يكون منافساً محتملاً لها في المنطقة.

 - من الطبيعي ان يبقى عرفات في أرضه ونحن نريد ان يبقى. فلبنان طلب دائماً من الأمم المتحدة إعادة اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان والذي يزيد عددهم عن 400 الف نسمة إلى فلسطين.

لماذا لا يسمح لهم بالعودة إلى أرضهم ووطنهم وليس ان تأتي بعدد اضافي إلى لبنان.

 - ايطاليا كانت البلد الأول الذي وضع ثقته بلبنان إبان الأحداث ويجمعها الكثير مع لبنان والعالم العربي، بالإضافة إلى التاريخ الطويل لمواقفها الداعمة للبنان إن في المحافل الدولية وإن في المساعدات التي قدمتها للجنوب.

 

وقائع الحوار: 

في مستهل زيارته الرسمية لإيطاليا والفاتيكان، أدلى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري بحديث إلى راديو الفاتيكان " القسم العربي والإنكليزي ولصحيفة كورييرا دي لاسيرا " تناول فيه نتائج الانتخابات الفرعية في بعبدا _ عاليه وكذلك الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان بالإضافة إلى موقف ايطاليا والفاتيكان من الصراع العربي – الإسرائيلي و المستجدات على الساحتين الفلسطينية والعراقية والتطورات الراهنة على الصعيدين _ الإقليمي والدولي والوضع في لبنان .

 

رداً على سؤال عن نتائج الانتخاب في بعبدا _ عاليه قال :

" ليس لدي معلومات دقيقة عن تفاصيل الفرز. ولكن منذ الآن أقول: ليس المهم في هذه الانتخابات من يكون الفائز، المهم علامات النتائج. لا شك في أن لهذه العلامات تأثيرها الكبير، إن لم يكن على الساحة اللبنانية، فأنها أوجدت معادلات في حاجة إلى قرأة جديدة ومتأنية وخصوصاً في جبل لبنان " .

 - كانت المقاطعة ملموسة وكانت نسبة الاقتراع 20% ؟

 - لم أطلع على التفاصيل. لكن لا يمكنني أن أجاريك. لماذا ؟ إن أكثر الشعب اللبناني مغترب ، وهو في الخارج وعادةً الانتخاب الفرعي لا يكون أكثر من نصف الانتخابات العادية . فحتى في الانتخابات العامة في الجنوب مثلاً الذي لم يقاطع عام 1992 ولا في عام 1996 ولا في عام 2000 كانت نسبة الاقتراع 38 أو 39 % .

فإذا كان الانتخاب الذي حصل الآن فرعياً ووصلت فيه نسبة المشاركة إلى 22 % ، فأعتقد أن هذا الأمر عادي ، لأنه لا يمكن أن يعطي الحماسة نفسها كما الانتخابات العامة .

 

وعن الوضع الاقتصادي، قال : " لا شك في أن لبنان يعيش وضعاً اقتصاديا دقيقاً للغاية يتمثل بدين عام يبلغ زهاء 33 مليار دولار .

والمطلوب أن تتكاتف الجهود في سبيل إنقاذ الوضع، فوضع الخزينة دائماً أشبه بقجة البيت لا يكون فيه أطراف. على الجميع أن يتآزروا في سبيل إنقاذ الوضع المالي. بصراحة أقول أن الوضع دقيق، ولكنه ليس في حال ميؤوس منها . المشكلة في لبنان أن اللبناني كان دائماً أقوى من دولته. هذه علامة جيدة للبناني كفرد، ولكن ليست علامة جيدة للدولة كدولة، كمؤسسة وتشكيل.

بصراحة أقول إن المشكلة في لبنان ليست الوحدة الوطنية . المشكلة في لبنان هي الوحدة السياسية اللبنانية . هذه الوحدة السياسية اللبنانية هي موضع أخذ ورد ، وهي تؤثر ولا شك ، وتنعكس على مجمل الوضع الإقتصادي اللبناني " .

 

لا تغيير حكومياً

·   يحكى عن تغير حكومي ؟

-   ليس الآن ، ولا في المدى المنظور .

 

·   ماذا تحملون لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني من لبنان ؟

-   أسمح لي أن أقول :  أنا لا أحمل لقداسته من لبنان فقط ، إني أحمل لقداسته من العالم العربي ومن كل بلد عربي وخصوصاً من لبنان، من كل أبناء لبنان المسلمين والمسيحيين ، ما يحمله كل عربي ، بل كل مسلم في العالم.

إبان الأزمة العراقية ، وإبان ما حصل في العراق أنقذ قداسة البابا ما سمي صراع الحضارات .لا أبالغ في هذا القول، لأن ما قام به وما صرح به ، والموقف الذي اتخذه من الحرب العراقية كان بمثابة برد وسلام على إبراهيم . كان بمثابة المياه الباردة على النار التي كانت بدأت تشتعل.

ما يسمى الحوار المسيحي – الإسلامي الآن ليس في لبنان ، إنما في العالم يعود الفضل الأول والأخير فيه إلى قداسة البابا .

 

هل تتوقعون أن ينعكس ما يجري في الأراضي المحتلة على لبنان وخصوصاً في حال ألحقت إسرائيل الأذى بياسر عرفات عبر إبعاده أو اغتياله ؟

-   لبنان، كما نعلم ليس جزيرة مستقلة، نحن في المنطقة وفلسطين على حدودنا الجنوبية وقسم من أرضنا لا يزال محتلاً وقسم من مياهنا لا يزال يعتدى عليه ، وقسم من أبنائنا لا يزالون في السجون الإسرائيلية . سبق لي أن نبهت أن إسرائيل تريد جعل لبنان رصيف أزمة ترمي عليه كل ما تريد أن تلفظه كي لا يكون منافساً محتملاً لها في المنطقة.

لا شك في أنه نتيجة طرد الفلسطينيين من  أرضهم  عام 1948 ، أتى قسم كبير منهم إلى لبنان . وإبان الأحداث في لبنان أخطأت قيادة منظمة التحرير لأنها دخلت في النسيج اللبناني. وكان رأينا منذ ذلك التاريخ أن مقاومة إسرائيل تحصل من داخل فلسطين لا من خارجها.

لماذا ؟ لأن لياسر عرفات أرضاً هي فلسطين ، ولا يحق لأحد أن يدعي أنه يجب أن يكون في غيرها . لهذا فإن قرار ( رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون ) أو غير شارون بطرد أي فلسطيني، عرفات أو غير عرفات، هو قرار غير شرعي، ولا يحق للإسرائيليين أن يطردوا عرفات . ولا شك في أن عرفات داخل فلسطين هو قائد لمعظم الشعب الفلسطيني. ولكن عندما سيطرد سيكون قائداً لكل الشعب الفلسطيني. ونحن نرفض طرده إلى أرض أخرى، وهذا الإجراء هو ضد الشعب الفلسطيني.

لبنان طلب دائماً من الأمم المتحدة إعادة اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان والذين يزيد عددهم على 400 ألف نسمة إلى فلسطين. والسؤال لماذا لا يسمح لهم بالعودة إلى أرضهم ووطنهم وليس أن تأتي بعدد إضافي إلى لبنان. وفي اعتقادي إن من الطبيعي أن يبقى عرفات في أرضه ونحن نريد أن يبقى.

 

إيطاليا ولبنان

ورداً على سؤال، أشاد بالعلاقات الإيطالية مع لبنان والعالم العربي، وقال: " إن ايطاليا يجمعها الكثير مع لبنان والعالم العربي، بالإضافة إلى التاريخ الطويل لمواقفها الداعمة للبنان، سواء في دعم تنفيذ القرار 425 أو في المساعدات التي قدمتها للجنوب وسقوط كثير من الشهداء الإيطاليين على أرض الجنوب في سبيل لبنان، كانت البلد الأول الذي وضع ثقته بلبنان إبان الأحداث، وأذكر أنه عندما كنت وزيراً للموارد المائية والكهربائية فإن أول قرض قدم إلى لبنان وبلغ 450 مليون دولار كان من إيطاليا " .