احياء الليلة الخامسة للمجالس الحسينية في قاعة ادهم خنجر في المصيلح


 

استمر احياء المجالس العاشورائية في المصيلح التي يقيمها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في قاعة ادهم خنجر، وفي هذا الاطار، تم احياء الليلة الخامسة، شارك فيها مطران صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد، في حضور الرئيس بري والنواب قاسم هاشم انطوان خوري وعبد المجيد صالح، الوزير السابق طلال الساحلي، ممثل عن "التيار الوطني الحر" العميد فوزي ابو فرحات ولفيف من العلماء وقضاة وقيادات امنية وعسكرية ووفد من مشايخ منطقة حاصبيا وفعاليات بلدية واختيارية من قرى مرجعيون وشرق صيدا ومنطقة الزهراني ورؤساء مجالس بلدية واختيارية.

والقى المطران حداد في المناسبة كلمة قال فيها: "تزداد عاشوراء هذا العام دما وألما بمجزرة الاسرائيليين في غزة فكل الفلسطينيين اليوم متحدين امام العنف وامام هدر الدماء وانتهاك حقوق الانسان بل كل العالم يدين ما يحصل في الارض المقدسة، فأية اطلالة للعام الجديد وفي العالم دولة بنيت على الظلم والخوف فتظهر خوفها شراسة ودمارا. اية اطلالة على عالم الحضارات وحوارها وما زالت في خانة الظلام والتقوقع والخوف. لم ينذر التاريخ القاتل الا بالقتل والتاريخ حاكم عادل. نقف اجلالا امام ضحايا غزة، وخصوصا الاطفال منهم فلا دماء ازكى من دم الطفولة البريئة".

اضاف: "ندعو الاخوة الفلسطينيين الى التعالي عن الخصومات لئلا تستفيد اسرائيل من خلافاتكم. حان الوقت للتوحد والتعاون والتخطيط معا، وعلى المجتمع الدولي ان يسهر على تطبيق القرارات المتعلقة بحق الفلسطينيين في العودة لاسيما القرار 194".

وتابع: "عاشوراء الامس البعيد ولبنان بالامس القريب وغزة اليوم والمعنى واحد لا يتجزأ، ذكرى وقيم وتسام في زحمة المحطات فتلتقي عاشوراء مع ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. كلها محطات تجعل من السماء اقرب الى الارض وكأني بالسماء ترسل علامة لبني البشر مفادها ان احبوا بعضكم وتساووا بالعدل والمحبة وعودوا الى الكتب السماوية والنصوص الموحى بها واعطوا وقتا لله ليحول حياتنا الارضية فتصبح مترفعة بدون خطأ. عاشوراء الذكرى الجلل، استشهاد الامام الحسين لمواجهة الظلم والدفاع عن الحق في كل مرة افكر بالشهادة يراودني فكر المستنيرين بالايمان المدافعين عنه حتى الدم".

واردف: "ارفض التعصب المذهبي والطائفي الذي يؤدي الى الارهاب، فالارهاب خطأ في المناهج العلمية ويعيق الانتاج والتسابق الايجابي والمنافسة البناءة. كم من مرة اكتشفت ضعفي في قوة الاخر وكملت نفسي بالآخر. الارهاب اليوم يوصل بنا الى ما نحن عليه من صراعات بين الاخوة يستفيد منها الغريب والعدو".
لن اغفل الطرف اذا كانت المجزرة غزاوية عما يتعرض المجتمع العربي اليوم لاضطهاد الاقليات ولا سيما المسيحيين، فما رأيناه في العراق في الاونة الاخيرة انما هو جهل، وقد دافع مشكورا عن الوجود المسيحي دولة الرئيس نبيه بري ادامه الله في مواقفه ذخرا للبنان وللامة. هذا الوجود المسيحي الذي وكما قال دولته من اصل تأسيس الشرق العربي وليس دخيلا عليه. وجب الحفاظ على من قرروا البقاء في المنطقة لانهم غنى العروبة وللعيش المشترك والقيم البشرية".

وقال: "عاشوراء الدفاع عن الظلم. لقد علمتني المسيحية ما يعلمه الاسلام ان الظلم يغضب الله. عاشوراء التسامح والتعالي فوق الجراح. انه نداء الحوار بين الاديان وبين الحضارات وكل الرسالات تكمل بعضها وان اختلفت بالشكل، فالمضمون واحد: حوار وتوبة الانسان ومخافة الله وخلاص النفس البشرية وقيامة الموتى والذوبان بالله".

اضاف: "الدعوة الحوارية لمن سوف يلتقون حول فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان. كل لبنان يلتقي في بعبدا فقيادة لبنان اعطيت له. كل لبنان امانة في عنق فخامة الرئيس وعنق كل لبناني ومجد لبنان في عنق فخامته ايضا. كان يلزمنا رئيس كهذا عادل مساو للجميع وعلى مسافة واحدة وحكم نزيه فهنيئا للبنان به. فلنكن من نوع الرئيس ولم اقل من حزبه او جماعته، لان لبنان يقف اليوم وكأنه على مفترق طرق، فلا نريد غالبا ومغلوبا لان التجارب علمت فشل هذه المقولة. هكذا قال الامام المغيب السيد موسى الصدر وهكذا قال كل الكبار. وبالرغم من ذلك هناك محاولات للتغلب وأعدكم باسم التاريخ ستبقى فاشلة.
تعالوا نبني مستقبلا افضل، تعالوا نستفيد من فترة الانتخابات لنقول لبعضنا ان مكان كل منا محفوظ ولا تهميش لاحد فمهما اجتهد الفرقاء لن يتخطوا اكثرية الثلثين ولا اقلية الثلث، فقد كتب على الجميع التعاون. هذا ما جاء على لسان دولة الرئيس بري وهذا ما تؤكده الظروف يوما بعد يوم فلننطلق من الدوحة ولا نعود الى ما وراء الدوحة".

وحيا المطران حداد الجيش اللبناني والقوى الامنية "وخصوصا لمواقفه البطولية الى جانب المقاومة في الدفاع عن الوطن ولكن خصوصا في القضاء على الارهاب في الداخل بكل اشكاله".

كما حيا قوات الطوارىء الدولية "الرابضة في الجنوب والمنفذة للقرار 1701".
ودعا الى "بحث موضوع المغتربين اللبنانيين بشكل جدي خصوصا انهم ثروة لبنان ودعامته في وقت الشدة".

وختم: "اعود اخيرا الى نقطة الانطلاق الى غزة, عاشوراء هذا العام واهلنا في غزة يسجلون في كتاب التاريخ صفحة مجلية لقضيتهم لكنها صفحة سوداء تزاد على تاريخ اسرائيل. واضم صوتي الى صوت اتحاد البرلمان العربي الذي دعا دولة الرئيس بري للقاء في صور، خصوصا في غياب قمة عربية، ونتبنى ما صدر عنه من مقررات وتوصيات لا سيما الاسراع في عقد قمة عربية وانشاء صندوق شعبي برئاسة الاتحاد لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني، وكذلك اجراء اتصالات بالبرلمانات الدولية والاسلامية والفرانكوفونية والاورومتوسطية لممارسة الضغوط على اسرائيل لوقف حربها على الفلسطينيين".