خطاب الرئيس بري 2005/11/17

وايضا" للاردن، ايقونة المحبة ونهر الطهارة، ومغطس المعمودية وسرير الرؤيا، وسجادة التوبة وشجرة الندم وبحر الانتظار.

للاردن اول وردة في حديقة الحياة الاولى واول فضاء للاحلام، واول حب ناضج، واول نشيد ابيض واول ايقاع للضوء.

للاردن ولراعي الاحتفال، جلالة الملك عبدالله الثاني عاهل المملكة الاردنية الهاشمية، ولكم ايها الزملاء الاعزاء والحضور الكريم تحية البرلمانيين العرب، وتحية واحات الديموقراطية التي تزداد مساحتها على مساحة الامة، حتى نكاد نجزم اننا سنتمكن من رد التصحر والعبور الى الحاضر بكل ثقة بتمكننا من صناعة ديموقراطيتنا محليا"، واثبات ان الاصلاح والتصحيح والتغيير ليس مهمة الاخرين على ارضنا، وبمعنى اوضح ليس مهمة امبريالية.

      وبداية وبإسمكم جميعا"، اتوجه بخالص التحية والتقدير لعاهل الاردن جلالة الملك عبدالله الثاني على رعايته السامية لاعمال مجلس ومؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وهي رعاية تثبت انحياز جلالته الى دور فاعل للاتحاد البرلماني العربي كما للبرلمان العربي، وانحيازه الى مؤسسات العمل العربي المشترك.

وبإسمكم اكرر الشكر الخالص لدولة الاخ المهندس عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب وللمجلس ولادارته البرلمانية، على استضافتهم لهذه التظاهرة البرلمانية ولحسن الاستقبال والوفادة والضيافة والتنظيم.

      صاحب الجلالة

      الزملاء الاعزاء

يشكل انعقاد هذا المؤتمر فرصة من اجل بحث فرص التربية على الديموقراطية وزيادة مساحة الديموقراطية، وتحديث التشريعات على المستوى القطري والعربي، وتطوير الادارة البرلمانية وزيادة علاقة التكنولوجيا بالتشريع.

ابدأ بإقتراح انشاء معهد للتدريب البرلماني في بيروت بإشراف الاتحاد البرلماني العربي، مهمته استقبال الموظفين الاداريين من مختلف البرلمانات العربية وزيادة مهاراتهم وتطوير كفاءاتهم، على ان يهتم هذا المعهد من خلال مركز للدراسات تابع لادارته بتطوير الهيكليات الوظيفية للادارة البرلمانية، بحيث تلبي احتياجات المجالس النيابية في ادوارها التشريعية والرقابية وبحث القضايا الوطنية لما يلبي احتياجات اللجان البرلمانية المختصة، وتساهم الى جانبها في تأمين المعلومات التي تعزز نقاش وبحث مشاريع واقتراحات القوانين.

انني ادعو المؤسسات البرلمانية العربية لممارسة الضغوط من اجل ان تتضمن الخطط والبرامج التربوية تعليم الديموقراطية والتربية عليها، بحيـث تجـاوز مفهـوم الديموقراطية في دولنا ومجتمعاتنا كونها عملية ( انتخابية ) لتكون اسلوب حياة ليست في تشكيل الدولة فحسب بل ايضا" في انتاج حياة مجتمعاتنا.

انني ادعو الى تأسيس اعلام برلماني يهتم بأدوار المؤسسات البرلمانية كما يهتم بنشاط الاتحاد البرلماني العربي، لأن واقع الامر الآن ان وسائل الاعلام تلاحق النائب من موقع السياسي وليس المشرع، من موقع اصطياد تصريح او رد فعل، فيما النشاط التشريعي او الرقابي الاساسي للنائب او للمؤسسة البرلمانية او الاتحاد مغيب تماما".

انني اذ المس تطور كفاءة الاعلام العربي المكتوب والمسموع والمرئي المحلي او الفضائي، فإني ادعو الى اعلام برلماني متخصص يهتم بالقوانين واليات صنعها وتحديثها، والنقاش البرلماني في اطار اللجان والهيئات البرلمانية العامة وصولا" الى اقرارها.

اني شديد الاهتمام بأن يتمكن الاعلام البرلماني من نقل الوقائع المتصلة بمساءلة الحكومات، وبالرقابة على آليات صرف الموازنات في اقطارنا.

كما اني شديد الاهتمام بتأمين قواعد معلومات للنواب في المجالات المتعلقة بصناعة القوانين كما بالوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية القائمة، لتمكين النائب من القيام بدوره الرقابي كما التشريعي وليسحب الامر نفسه على مستوى المؤسسات البرلمانية.

على مستوى الاتحاد فإني ادعو انشاء لجنة جديدة خاصة بالمعلومات، مهمتها بصفة اساسية العمل على تطوير علاقة التكنولوجيا بالتشريع على المستوى القطري وعلى المستوى العربي، وكذلك للمساهمة في عصرنة وتحديث علاقة اقطارنا بكل ما يتصل بعالم المعلومات والاتصالات.

كما ادعو على مستوى الاتحاد الى انشاء لجنة الى جانب الرئاسة وتكلف من الرئاسة تكون مهمتها الاهتمام :

-  بتطوير العلاقات البرلمانية العربية – الاوروبية ومتابعة آليات عمل لجان الارو – متوسطي.

-  تطوير العلاقات البرلمانية العربية – الافريقية، ونحن في هذا المجال نؤكد على استعداد لبنان لاستضافة اعمال المؤتمر البرلماني الافريقي – العربي الحادي عشر.

-  تطوير العلاقات البرلمانية العربية – اليابانية، ونحن نراهن علىالنتائج المتوقعة من انعقاد المنتدى الثالث للحوار البرلماني العربي – الياباني المتوقع انعقاده في المملكة الاردنية الهاشمية.

-  تطوير العلاقات مع برلماني امريكا اللاتينية وصولا" الى عقد المؤتمر البرلماني – الاميركي اللاتيني.

-  تطوير الاتصالات مع الرابطة البرلمانية – الروسية – العربية لتحديد موعد لزيارة وفد برلماني عربي الى الاتحاد الروسي.

جلالة الملك

الزملاء الاعزاء

مع توليه مسؤولية رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي اعتبر رئيس الاتحاد ورئيس البرلمان الايطالي السيد كازيني ان اولى مهماته هي اصلاح الاتحاد.

نقول ان اتحادنا والحمد الله ليس بحاجة الى اصلاح، ولكنه بحاجة الى اطلاق فعالياته وتمكينه، وكذلك تمكين البرلمان العربي من القيام بدوره الملحوظ في نظامهما الاساسي وفي لوائحهما الداخلية.

ولكن لا بد من التأكيد على اننا يجب ان نبادر الى تحديث مؤسسة الامانة العامة للاتحاد وتطوير دورها.

انني ادعو جمعية الامناء العامين للبرلمانات العربية بالتعاون مع الامانة العامة للاتحاد، الى وضع عناوين ومتطلبات تحديث الامانة العامة للاتحاد البرلماني العربي، واعترف ان الاوضاع الضاغطة على لبنان حالت دون دعوتي الى هذا الاجتماع الذي كان سيضع امام مجلس ومؤتمـر الاتحاد رؤيتنا لتحديث مؤسسة الامانة العامة للاتحاد وتطويرها، مع احترامنا الشديد لشخص الامين العام الاخ نور الدين البوشكوج وكافة العاملين في الامانة العامة وتقديرنا لكفاءتهم وتفانيهم واخلاصهم.

صاحب الجلالة

الزملاء الاعزاء

نجتمع في هذا البلد العزيز وفي هذا المكان السياحي المميز، لنؤكد نحن البرلمانيين العرب ثقتنا الكبيرة بقدرة الاردن على كفح الارهاب، الذي حاول منذ مدة وجيزة توجيه ضربة الى استقرار النظام العام في بلدكم، والى عمليات التطوير الجارية لمختلف القطاعات، والى ما يشهده الاردن من نهضة عمرانية واقتصادية.

اننا بداية نؤكد ان على اقطارنا وعلى مؤسسات الدولة فيها وفي الطليعة البرلمانات، وعلى المؤسسات العربية المشتركة وفي الطليعة الاتحاد البرلماني العربي ان تعتبر ان من اولويات مهامها وضع التشريعات المشتركة المتشددة ضد الارهاب والجريمة المنظمة المتنقلة من قطر الى قطر عربي، والتي تستهدف المواطنين كما النظام العربي بهدف ارباك نظامنا العام وزعزعة استقرارنا.

لقد كان لبنان ضحية هذا الارهاب عبر جريمة اغتيال دولة الرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وما سبق وتلا ذلك من جرائم.

وقد كان كل قطر من اقطارنا العربية هدفا" مماثلا" لهذا الارهاب الذي تفجر بكل حقده على مداخل المؤسسات الفندقية الاردنية وقبلها في شرم الشيخ والمملكة العربية السعودية واليمن وعلى مساحة العراق.

ان هذا الارهاب يحتاج الى جهد عربي مشترك، والى تعاون بين جميع مؤسساتنا الرسمية البرلمانية والحكومية والقضائية والامنية، ويحتاج الى نشر وعي على مساحة شعوبنا حول اللبوس الذي يرتديه هذا الارهاب.

نحن لا نكشف سرا" اذا قلنا ان النظام العربي متهم بممارسة الارهاب والجريمة وبإدارة الارهاب والجريمة المنظمة، وان هناك محاولة لجعلنا نعيش حالة من الشك تجاه بعضنا البعض، واننا ننظر الى بعضنا كمتهمين كل منا بما اصاب الاخر، وطبعا" هذا الامر تعمل وتروج له اجهزة ومؤسسات اعلامية كبرى هدفها الوقيعة بيننا.

اننا ندعو الى تعاون عربي يخلص لمواجهة هذا الارهاب الذي لن يوفر احدا"، والذي سيقع على شعوبنا وعلى مصالحنا المشتركة وسيصيب حياتنا ودورة العمل والانتاج في اقطارنا.

ان كشف الحقيقة حول الجرائم الارهابية التي استهدفت وتستهدف اقطارنا هي ضرورة عربية، من شأن اعلانها زيادة الثقة بين اقطارنا وجمع شملنا على المستوى القطري والعام.

واقول بصراحة ان الارهاب والجريمة المنظمة والفوضى التي لن تكون خلاقة، وما يضغط على اقطارنا بالقفازات الدبلوماسية الناعمة او بالتهديدات العسكرية، كل ذلك يمثل خدمات مجانية للعدوانية الاسرائيلية التي تتربص بنا الدوائر.

إنني اسوق مثالا" على ذلك الوقائع اللبنانية، حيث تحاول اسرائيل الاستثمار على حالة القلق والاضطراب والشك التي نعيش، وتحاول ان توسع الشرخ في علاقات لبنان العربية وصولا" الى درجة التعامل بحذر مع كل مبادرة عربية.

انني اود ان اوجه عنايتكم في هذا المجال الى ان رئيس الاركان الاسرائيلي ووزير الامن الاسرائيلي موفاز، لم يتركا مناسبة لتهديد لبنان بالعدوان وضرب البنى التحتية، وكل ذلك لأن الوحدة الوطنية اللبنانية مفككة بعض الشيء، ولأن شبكة الامان العربية غير موصولة تماما" فوق بلدنا.

اننا نرى الارهاب والجريمة المنظمة الموجهة ضد اقطارنا تشكل خدمة مجانية لاسرائيل.

ان تجربة لبنان تؤكد ان كفح الارهاب والجريمة المنظمة مواز لكفح وردع العدوانية الاسرائيلية.

ان ما يهدد حدودنا واقطارنا وسيادتنا بالعدوانية الاسرائيلية يوازي ما يهدد حدود مجتمعاتنا بالارهاب والجريمة المنظمة، وكلا الامرين يحتاجان الى تعاون وتنسيق عربي.

انني على مستوى النظام العربي ادعو الى دراسة السياسات العامة الملائمة التي تؤدي الى اوسع مشاركة شعبية في مقاومة الارهاب والجريمة المنظمة كما في مقاومة العدوانية الاسرائيلية، كذلك فإنني على المستوى البرلماني العربي ادعو رئاسة الاتحاد الجديدة الى العمل لعقد مؤتمر برلماني بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي ومنظمات الامم المتحدة المختصة حول العدوانية الاسرائيلية، التي تمثل اعلى درجات ارهاب الدولة، وحول الارهاب بما يعني ارهاب الجماعات والافراد وحول الجريمة المنظمة.

      جلالة الملك

      الزملاء الاعزاء

ان لبنان في هذه اللحظة السياسية ينتظر انطلاق حوار وطني دعونا اليه بإسم المؤسسة الاكثر استقرارا" في نظامنا السياسي واقصد مجلس النواب.

ان هذا الحوار سيغطي كل العناوين التي استجدت بعد اتفاق الطائف الذي يؤكد الجميع في لبنان التزامهم الدستوري بمندرجاته.

ان هذا الحوار سيتركز على الحقيقة واستتباعاتها فيما يختص بجريمة اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وما سبقها ها وتلاها، حيث ان جميع اللبنانيين يعتبرون ان الحقيقة تشكل جامعا" مشتركا" لهم، وان العدالة يجب ان تتحقق من اجل ان تشكل درسا" لكل من يستخدم الارهاب والجريمة المنظمة اسلوبا".

كما ان هذا الحوار سيركز على القرار 1559 وملحقاته وعلى عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا.

انني بإسم المجلس النيابي اللبناني اتمنى علىجلالة الملك عبدالله الثاني دعم هذا الحوار، كما اني اتمنى علىمؤتمر الاتحاد دعم هذا الحوار الوطني اللبناني وتشكيل لجنة برلمانية اذا لزم الامر لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، رغم اننا نتمنى ان نتمكن من صياغة توافقنا ومن توحيد كلمتنا دون ان نشغل اشقاءنا العرب وبما يعبر عن ان لبنان يشكل قوة للموقف العربي.

ومن لبنان الى فلسطين، فإني ادعو الاتحاد البرلماني العربي الى دعم النتائج التي ترتبت على الانتخابات التشريعية الفلسطينية، بما يعني رفض كل محاولة لعزل الحكومة الفلسطينية او قطع المساعدات عنها، وتأكيد التعاون والتنسيق الكاملين مع المجلسين التشريعي والوطني الفلسطيني في كل ما يعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني الشقيق.

انني على المستوى البرلماني اجدد الدعوة للعمل الى جعل تحرير الخمسة عشر برلمانيا" فلسطينيا" من السجون الاسرائيلية النقطة الاضافية على جدول اعمال الاجتماع ( 114 ) للاتحاد البرلماني الدولي.

وعلى مستوى المسألة العراقية، فإني ادعو الى تقديم العون للمجلس الوطني العراقي في بناء ادارته البرلمانية وفي آليات صنع القوانين، وفي تعزيزه بالخبرات اللازمة، مؤكدين على المستوى السياسي على ان العراق وبجميع اطيافه وبكل فئاته السياسية سيؤكد على عروبته وعلى دوره العربي كما على وحدة ارضه وشعبه ومؤسساته.

يبقى ايها الاخوة الاعزاء اننا مدعوون الى لعب دور في مسألة حوار الحضارات بمواجهة كل ما يتهدد امتنا، جراء المسعى المستمر لتأجيج صراع حوارات يستهدف في ابعاده دين الرحمة والتسامح دين الاسلام.

أن آخر مظاهر الاستفزاز التي تموه نيتها تحت ستار حرية التعبير هي الرسوم التي اساءت الى نبي الرحمة النبي محمد (صلعم)، وقد اظهرت شعوبنا وبرلماناتنا وحكوماتنا رفضها وشجبها لهذا المسلك المشين في استخدام الاعلام ضد الاسلام.

اننا ندعو الى العمل من اجـل ان يتضمـن جـدول اعمال الدورة (114) للاتحاد البرلماني الدولي في  (نيروبي) نقطة هي الحفاظ على الاديان كقيمة انسانية وايدولوجية وثقافية واخلاقية.

      جلالة الملك

      الزملاء الاعزاء

      لقد اطلت عليكم ولكن كان لا بد من التأكيد على بعض المهام التشريعية والسياسية لاتحادنا خلال المرحلة القادمة، مؤكدا" بإسمي وبإسم مجلس النواب اللبناني على وضع امكانياتنا وطاقاتنا في خدمة اهداف الاتحاد وكل القرارات والتوصيات التي تصدر عن مؤتمركم.

                                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته