لفرحنا الصبي واقمـارنا الصبية: اشبال وزهرات كشافة الاسلامية.
لأكبادنا وغدنا الذي يمشي على الارض.
للنحل
الذي يجني حلاوتنا والذي يضرس من حصرم مراراتنا.
للشبـاب الـذي يحمل مشعـل ( امل ) وشعـار ( امل ) و ميثاق ( امل ) وقسم ( امل )
وعلم ( امل )، للشبان – الكشاف الذي لا ينكسر من الالم والخوف والتهديد، الذي يسكن
في هوائنا ومائنا وترابنا وبحرنا وبرنا.
لكشافة الرسالة الاسلامية الذين يزينون نهاراتنا ببراءتهم، والذين يحرسون ليلنا
والذين يسعفون جراحنا، والذين يطفؤن حرائقنا.
لعائلة الكشافة: افواج المقاومة اللبنانية ( امل ) ولأسرة الرسالة:
جمعيتي الكشافة والمرشدات وجمعية الرسالة للاسعاف الصحي والجمعية اللبنانية للتنمية
والتأهيل والرعاية ولجمعيتي: جيل الشباب وجيل الرواد.
لكل
هذه الوجوه التي تسطع في عتمة الضوء وهي تشع بأسماء الشهداء.
ولكل
هذه القلوب التي تدق على ابوابنا ساعة الشدة وحين يجن الليل.
ولكل
هذه الايادي التي تحمل قمح الفرح الى خبزنا وملحنا، الف تحية وتحية وبعد:
بداية اقدم التهاني لاسرة كشافة الرسالة الاسلامية على انشطتها المتنوعة، وفي
الطليعة صيفيات الاولاد التي استوعبت اكثر من اربعين الف طفل على مساحة مئتي مدينة
وبلدة وقرية، وعلى تجربة اندية الفتيات والتي ضمت نحو ستة الاف فتاة وركزت برامجها
على رفع القدرة الثقافية وزيادة مهارات المشاركات، وكذلك على برامج وحدة المعلومات
المتنقلة والتي شملت تدريب اكثر من الفي مواطن على الكمبيوتر.
كما اقدم التهاني لكشافة الرسالة الاسلامية بصفة خاصة، على دورها الطليعي في اطار
برنامج التوعية من مخاطر الالغام ضمن المكتب الوطني لنزع الالغام في الجيش
اللبناني، واحيي مساهمات الدفاع المدني في حملات التلقيح ضد شلل الاطفال بالتعاون
مع وزارة الصحة.
واود ان انوه بالدور العربي الذي اضطلعت به جمعية كشافة الرسالة عبر اللقاءات
المتواصلة مع المنظمة الكشفية العربية والتي ركزت على مواضيع التوعية من:
- مخاطر
الادمان
- عدوى
السيدا
- رعاية
ذوي الاحتياجات الخاصة
- عمالة
الاطفال
- محو
الامية
انني
بالمناسبة ادعو الحكومة عامة والوزارة المختصة، الى اعطاء المزيد من الاهتمام
والرعاية للجمعيات الكشفية، من خلال ايجاد مدن كشفية في المحافظات، لأن تحقيق هذا
المطلب يساعد اتحاد كشافة لبنان والمنظمات الكشفية في اطاره على توسيع برامجها
التطوعية والتدريبية والمهنية والمتنوعة.
ايها
الاعزاء
يا
ابنائي الكشافة المجتمعين الى افياء هذا المؤتمر العام ؟
ارى
من المناسب ان اجدد العبارة التي توجهت بها الى مؤتمركم الحادي عشر والثاني عشر
والتي تضمنت القول:
"انكم
وحدكم تقبلون شهادتنا عندما نتكلم بما نعلم، ونشهد بما رأينا لأنكم تعرفون الحق وقد
حررتكم المعرفة".
ايها
الابناء الاعزاء
لا
اكشف سرا" حين اقول ان سبب ثقتي الزائدة بالنفس حين اتطلع الىالامور الوطنية بتفاؤل
رغم الوقائع القلقة والمضطربة والمتوترة، هي انتم في كشافة الرسالة الاسلامية الذين
تشكلون طليعة الحركة الكشفية في لبنان وانا في ذلك لا ابالغ.
وانتم
الاستشهاديون عندما يرتدي الخوف ملابسه ودروعه وطاسته الحربية ويركب عربته المدرعة.
وانتم
عناصر الدفاع المدني عندما يحاولون تقطيع الاوصال فيما بين المدن والبلدات والقرى،
وعندما يشعلون النار في اطراف منازلنا واشجارنا، ويدمرون البنى التحتية لوسائل
حياتنا اليومية.
واؤكد
ايضا" وايضا" ان سبب ثقتي الزائدة بالنفس وبالوطن وانا اتنقل من بلد آخر حاملا"
لبنان: رسالة المحبة والتسامح وداعيا" الى الاستثمار على لبنان غدا"، هو انتم
الكشافة من كافة الجمعيات خصوصا" كشافة الرسالة، لأنكم اخترتم مهمات استثنائية في
زمن السلم عبرت عنها خطتكم الخمسية في احتفالكم باليوبيل الفضي لجمعيتكم في التاسع
من اذار عام 2002، واكدت خلالها مسؤولياتكم على المستوى الوطني عن:
-
تعزيز
السلم الاهلي
-
تنمية
الموارد اللازمة لنمو الاقتصاد
-
تقوية
النسيج الاجتماعي في اطار ترسيخ التعايش الوطني
-
التربية على الديموقراطية
-
حماية
البيئة
-
بناء
علاقة عصرية بين التكنولوجيا ومؤسساتكم واجيالكم.
ايها
الاعزاء،
اؤكد
لكم اساسا" ان سبب ثقتي الزائدة بالنفس وبالوطن وان احمل لبنان الوطن والمواطن
والمواطنية والعاصمة والحدود من بلد الى بلد هو انتم، الكشافة من كافة العناوين
خصوصا" كشافة الرسالة الاسلامية، لأنكم اثبتم انكم طليعة المقاومة يوم استهدفت
اسرائيل وطنكم انطلاقا" من الجنوب ويوم هددت عاصمتكم، فكنتم خط المقاومة الاول على
ابواب خلده، وكنتم طليعة الاستشهاديين عندما نادى مؤذنكم بلال فحص: حي على الجهاد.
وكنتم عين الوطن الحارسة وانتم تسيرون خلف اسماء العلم من قادتكم: محمد سعد ومرشد
النحاس وزهير شحاده.
وها
انتم اليوم ايها الاعزاء تجتمعون في اطار مؤتمركم الثالث عشر الذي افتتحه بسم الله
الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم، وبسم الله الذي فضل المجاهدين على
القاعدين اجرا" عظيما" وافتتحه بإسم الامام القائد السيد موسى الصدر مؤسس حركتكم
ومؤسس جمعيتكم وافتتح مؤتمركم بدعوتكم بداية الى:
-
الحفاظ على لبنان كضرورة لبنانية لأبنائه المقيمين كما المغتربين وكضرورة عربية
دولية.
-
الحفاظ على صيغة التعايش الوطني لأنها تمثل صيغة لبنان الفريدة ولأنها تجعل من
لبنان انموذجا" لحوار الاديان والحضارات مقابل الدعوة الى صدام الاديان والحضارات.
وافتتح مؤتمركم بدعوتكم لأن تكونوا طليعة التحرك الشبابي في العمل من اجل:
-
صناعة
مستقبل لوطننا لا ينتمي الى ما انتهى اليه الماضي من فتنة داخلية واحتلال اسرائيلي.
-
ان
صناعة هذا المستقبقل يجب ان تتأسس اولا" على استعدادنا جميعا" من اجل الخروج من عصر
السلطات المتخلف الى عصر الدولة ارتكازا" الى اتفاق الطائف.
-
ان
انتاج قانون عصري وحديث للانتخابات النيابية ينص على خفض سن الاقتراع يشكل جسر
العبور الى عصر الدولة، لأنه يؤسس لاطلاق اوسع عملية مشاركة للمواطنين في كل ما
يصنع حياة الدولة والمجتمع في بلدنا.
هنا
اؤكد لكم انني عندما ادعو الى تعزيز وزيادة المشاركة فإنني اعني مشاركة المرأة كما
مشاركة الرجل.
ان
المستقبل الذي يجب ان نسعى لصناعته هو كما اكدنا في مؤتمركم الثاني عشر، وكما نؤكد
اليوم هو المستقبل الذي يتمكن الوطن فيه من الوقوف بوجه اطماع ونوايا اسرائيل
المبيتة تجاه لبنان، والمستقبل الذي نتمكن فيه من تحرير الاجزاء العزيزة من ارضنا
وفي الطليعة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
ان
هذا المستقبل يستدعي نشر وعي وطني حول الاخطار المحدقة بوطننا ويستدعي بناء رأي عام
لبناني مقتنع بأن الحفاظ على صيغة لبنان وعلى سيـادة لبنان، وعلى حرية لبنـان وعلى
النظام الديموقراطي في لبن ـان، وردع أي تهديد تمثله اسرائيل، يحتاج الى بناء:
مجتمع المقاومة.
ان
دعوتنا الى بناء مجتمع المقاومة تتأسس انطلاقا" بمواجهة الخطر الذي تمثله اسرائيل
على وطننا لأنه يمثل نقيضها العنصري، ولأنه يمثل المنافس الحقيقي لاسرائيل في نظام
المنطقة على مستويات مختلفة خصوصا:
-
المصرفية والتجارية والسياسية والثقافية والعلمية.
ان
دعوتي في هذه اللحظة السياسية الى بناء مجتمع المقاومة تنطلق من أن اسرائيل تبيت
نوايا خبيثة ضد لبنان، فليس من قبيل الصدفة ان تعبر قذائف المناورات العسكرية
الاخيرة للجيش الاسرائيلي ما يسمى بالخطر الازرق، وليس من قبيل الصدفة تصاعد عمليات
المسح الجوي للاراضي اللبنانية، وليس من قبيل الصدفة تكثيف الخروقات المتنوعة
للسيادة اللبنانية.
انني
ومن الجنوب احذر من جعل لبنان موقعا" لتحويل الانتباه عن اعادة انتاج الوقائع
الحزبية في اسرائيل واجراء انتخابات مبكرة.
ان
اسرائيل باتت تسعى للاستفادة من المناخات الدولية التي انتجت القرار 1559، ذلك
القرار الذي عبر عن انقلاب على الوقائع بحيث بات سلاح المقاومة مستهدفا" بدلا" من
سلاح العدوان.
انني
ادعو ابناء حركة امل عامة وكشافة الرسالة الاسلامية بشكل خاص، الى الاستعداد من اجل
مواجهة الاخطار القادمة والمترتبة على الخطط العدوانية الاسرائيلية.
ايها الاعزاء
امامكم مهام كبيرة اساسها خلق اجيال كشفية مؤمنة بلبنان الوطني الرسالي لا الوطن
الطائفي ولا الوطن المذهبي، وتربية اجيال تسهم في ترسيخ النظام البرلماني
الديموقراطي، الذي يضمن الحرية والثقة المتبادلة والعدالة بمعناها الشامل المتطور
في جميع المجالات القانونية والاقتصادية والسياسية والثقافية وحتى المعنوية.
ان
رسالتكم الكشفية يجب ان تركز على بناء اجيال مؤمنة بتحرير الانسان من الغبن
والحرمان كما من الهواجس والمخاوف، أجيال تثق بنفسها وتعترف بالاخر.
ان
جمعيتكم يجب ان تتحول في خططها وبرامجها وآليات عملها الى مدرسة للحوار ومدرسة
للتربية على الديموقراطية.
ان
جمعيتكم يجب ان تقدم الخطط والدراسات للسلطات المحلية التي تعبر عنها البلديات.
ان
جمعيتكم يجب ان تسهم في بناء شبكة امان صحية وشبكة امان اجتماعية وشبكة امان بيئية.
ايها الاعزاء،
ان
جمعيتكم يجب ان تركز في ثقافة المنتمين اليها على ان وقوع لبنان على خط تماس
التاريخ والجغرافيا مع قضية فلسطين، يستدعي من لبنان موقفا" اخويا" واخلاقيا"
ملتزما" بصورة دائمة بالعمل علىدعم الشعب الفلسطيني لتحقيق امانيه الوطنية وفي
الطليعة تحرير ارضه وعودة اللاجئين من ابنائه وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة
وعاصمتها القدس.
ان
جمعيتكم يجب ان تعمل على توسيع قاعدة الوعي والمعرفة على مساحة اتحاد كشاف لبنان،
وعلى مساحة المنظمات الشبابية حول الحقوق الاساسية للمواطن، وحول تمكين المواطن من
المساهمة في صنع السياسات العامة والرقابة على اعمال السلطات، وسبل مكافحة الفساد
والهدر والاحتكار، والتأكيد على الشفافية في تطبيق القانون ورفض كل تعسف او اساءة
لاستخدام السلطة.
ايها الاعزاء،
خلال
المرحلة الفاصلة بين مؤتمرين حصلت جملة تطورات على مساحة الامة وعلى مساحة لبنان
عكست نفسها سلبا" او ايجابا" على واقعنا السياسي.
فقد
اقرت قمة الدول الصناعية في حزيران 2004 مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي وضع نظام
المنطقة على منظار التصويب، وتفاعلت المسألة العراقية لتترك بصماتها على واقع
المنطقة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وحاولت اسرائيل ان تكسب الوقت
لزيادة ضغوطها وصولا" الى محاولة تطويع الموقف الفلسطيني وتطبيعه على حساب اللاجئين
من ابناء هذا الشعب الشقيق.
كما
استهدفت سوريا وايران لأكبر حملة ضغوط عبرت نفسها من خلال اطلاق الكونغرس الاميركي
لقانون محاسبة سوريا، ووضعها على منظار التصويب على خلفية احتضانها لمنظمات
المقاومة، كما استهدفت الجمهورية الاسلامية الايرانية لاوسع حملة ضغوط على خلفية
ملفها النووي.
لقد
تعرض لبنان وسط هذه الاجواء لاقسى امتحان سياسي وطني عبر الزلزال الذي استهدفه
بجريمة اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ان جمعية كشافة الرسالة معنية ببناء وعي يهدف الى جعل الشرق الاوسط الكبير منطقة
خالية من الاستعمار والاحتلال واسلحة الدمار الشامل.
ان جمعيتكم معنية بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل تحقيق امانيه الوطنية في
تحرير ارضه وعودة اللاجئين من ابنائه وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها
القدس.
ان جمعيتكم معنية بالتأكيد على رفض حصار أي بلد عربي او اسلامي، ومعنية بتعزيز حالة
المقاومة والممانعة على مساحة الامة لكل محاولة تستهدف السيطرة علىمواردنا البشرية
الطبيعية.
ان جمعيتكم معنية بالحفاظ على علاقة الاخوة والتنسيق والتعاون مع سوريا التي تشكل
عمق لبنان العربي، والتي يربطها مع لبنان في الماضي والحاضر والمستقبل علاقة كفاح
مشترك من اجل صنع وبناء السلام العادل والشامل.
ان جمعية كشافة الرسالة الاسلامية معنية بصفة اساسية بكشف الحقيقة المتعلقة بجريمة
اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتوقيع العدالة على الجناة.
ان الانتصار للحقيقة والعدالة في هذه القضية الوطنية الكبرى امر يشكل ضمانة لترسيخ
الوحدة الوطنية وحفظ صيغة العيش المشترك وحفظ مشروع المقاومة، ويعطي دفعا" كبيرا"
لمشروع الدولة وبناء دورها وبناء الثقة بالدولة في لبنان ارتكازا" الى اتفاق
الطائف.
ايها الاعزاء،
انني اذ اتمنى النجاح لمؤتمركم في تحديد برامج العمل المتنوعة لمؤسسات اسرة الرسالة
وخصوصا" كشافة الرسالة الاسلامية، فإنني بإسم حركة امل اؤكد لكم ان اولوياتنا
الحركية ستنطلق من الاستثمار على تعزيز مؤسساتكم، وعلى افساح المجال امام جيلكم
الرسالي لأخذ موقعه على مستوى مشاركة الحركة في كل ما يصنع حياة الوطن السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي الختام فإنني بإسمكم وبإسم مؤتمركم، اجدد العهد لمؤسس جمعيتنا سماحة الامام
القائد السيد موسى الصدر بأن نستمر في اخذ مواقعنا على حدود الوطن وعلى حدود
المجتمع لحمايتهما من أي عدوان ومن أي استئثار.
كونوا ايها الكشافة حملة رسالة التسامح والمحبة والتعايش والمقاومة والحرية
والعدالة التي هي رسالة لبنان.
عشتم عاشت كشافة الرسالة الاسلامية
عاش الامام القائد السيد موسى الصدر
عاش لبنــــان