كرم رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري
عائلات ورجال دين واجتماع في عشاء أقامه في منتزه القلعة في محلة الحوش – صور بحضور
عدد من النواب والفعاليات الدينية والمدنية.
وبعد كلمة ترحيب ألقاها الدكتور غازي
قهوجي شاكراً الرئيس بري "مبادرته الطيبة التي تجمع القلوب كما الأجساد .. بالمحبة
والمودة" .. ألقى الرئيس بري كلمة برزت فيها المواقف التالية:
- اقول
لبعض اللبنانين لا تكونوا حصان طروادة للذين يستهدفون أوطاننا ومجتمعاتنا في هذه
المنطقة ، يستهدفون الشرق عبر بوابة لبنان.. يستهدفون المسيحية في منابعها والإسلام
على حقيقته .
- المسألة
تتجاوز النظام السياسي في لبنان ومسألة تعديل الدستور والتمديد والعلاقات اللبنانية
– السورية الى محاولة هز ثقة كل شرقي بنفسه وكل عربي بوطنه .
- نطالب
بحكومة جمع الشمل تضم كل الفئات السياسية .
كلمة الرئيس بري
ثم تكلم الرئيس وقال :
"دائماً لصور صور الوفية النقية سيدة
مدائن الشاطئ وأم عناوين جبل عامل وأخت الرجال المقاومين ، الصيادين ، الفلاحين ،
ودائماً لصور حجر البر الكريم الذي يتلألأ كحص على خاتم البحر الأبيض الأزرق
المتوسط ولصور ارتعاشة الصيف على مروج الموج والتي يولد الفجر بها ولها ولصور لأنها
حديقة الأمل في مواجهة التصحر ولأنها مدرسة الحرية التي ارتفعت صروحها منذ آلاف
السنين بسواعد المدافعين الحقيقيين عن السيادة الذين اعتقوا أنفسهم من عبودية
الإقطاع أمراء الظلام والطامعين والمتسلطين ، ولصور ولأنها الشجرة المتقدمة في
المحبة والتسامح والتعايش والوحدة ، ودائماً لصور لأنها الشراع الذي يورق في الضوء
ولأنها نسيج تاريخنا ولأنها عرفت وتعرفت على البؤس والظلم والجوع ولأنها ضربت ودمرت
وقامت ولأنها تمثل قيامتنا وقامتنا، يسعدني في هذه الليلة أن التقي على الخبز
والملح هذا الحشد الصوري من الأبناء الذين غرفوا الإيمان من نبع الشيخ موسى زهير
والذين تناسلوا من عدالة بني عقيل والذين كانوا عنوان التضامن وحصن القومية العربية
.
أيها الأعزاء فرداً فرداً لم يكن من
قبيل المصادفة اختيار هذا الوقت لهذا اللقاء الصوري ، حيث إنني عن سابق إصرار
وتصميم أردت أن اقدم للبنان في هذه اللحظة السياسية التي يكثر 65فيها الخطاب عن
الوحدة والديمقراطية والسيادة أنموذجاً خاصاً يشكل بالنسبة إلينا الرد الواقعي ففي
وسط بحر متلاطم من المنابر الذي سلطت عليه الأضواء بقصد الإضرار بلبنان وسوريا في
لبنان ، أردت أن اقدم مشهد صور مدينة المقاومة حيث لا يستطيع أحد مهما بلغت قامته
أن يبلغ أسوارها في المقاومة ومدينة الديمقراطية التي قدمت أول أنموذج للديمقراطية
الفعلية قبل ألف سنة من الميلاد ، ومدينة الحرية التي كانت ولا تزال منبراً حراً
لأقلام المبدعين ولالوانهم ومسرحاً مفتوحاً للفنون وكتاباً للتراث الإنساني ومدينة
العيش والتعايش التي تتآخى فيها اقدم الكاتدرائيات والمطرانيات مع اقدم المساجد،
أردت أن اقدم هذا المشهد من اجل أن أقول لبعض اللبنانيين : لا تكونوا حصان طروادة
للذين يستهدفون الشرق عبر بوابة لبنان . إن الذين يستهدفون الشرق عبر بوابة لبنان ،
إن الذين يستهدفون أوطاننا ومجتماعاتنا في هذه المنطقة يستهدفون المسيحية في
منابعها والإسلام على حقيقته وبراءته ، والمسالة في أبعادها تتجاوز مسألة تعديل
الدستور والتمديد، والمسألة في أبعادها تتجاوز العلاقات اللبنانية السورية إلى
محاولة هز ثقة كل شرقي بنفسه وكل عربي بوطنه وبدولته وبالآخرين من أبناء حارته
وقريته ومدينته ووطنه .
ان الذين يزايدون اليوم باسم
الديمقراطية ويبدون حرصاً شديداً على الديمقراطية والدستور والسيادة يغتصبون منابر
سياسية وإعلامية وثقافية ويحتكرونها منذ عقود وهم يقفون خلف متاريس امتيازاتهم ،
بينما سندافع نحن بكل تأكيد عن حقنا في المشاركة الكاملة في كل ما يصنع حياة
المجتمع والدولة ولن نقبل بأن يكون لفئة أو لطرف الحق في الفيتو على القرار الوطني
.
من هذا المنطلق طالبنا
ونطالب بحكومة لم الشمل تضم كل الفئات السياسية ، وانا على يقين انه يمكن الانطلاق
من أسس وفاقية فيكفي أن يجمعنا لبنان كي نجتمع من اجله ومن اجل إنقاذه وإنقاذ
الإنسان فيه . وأعود إلى هذا المشهد الصوري الرائع ، لأقول لكم يا أهلي نحن سنواصل
العمل من اجل أن تستعيد صور بهاءها وكمالها وتصبح مفتوحة للتاريخ تتعلم منها
الأجيال صناعة المستقبل على النحو الذي نصنعه معاً بمحبتنا بتسامحنا بمقاومتنا
وبوحدتنا بإسلامنا ومسيحيتنا بعروبتنا وبلبنانيتنا ، من اجل أن تكون صور علامة في
حاضر لبنان ."