أصحاب السماحة والغبطة والسيادة والفضيلة
رؤساء الطوائف اللبنانية المحترمين
العلماء والآباء الأجلاء الحاضرون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف باستقبالكم اليوم في هذا الإفطار الرمضاني
، الذي يؤكد اجتماع شمل العائلة الروحية اللبنانية تحت العنوان الذي رسمه سماحة الإمام
المغيب السيد موسى الصدر ، والذي أكد أن الطوائف في لبنان نعمة ، وان الطائفية هي
نقمة ، والذي أكد أن انموذج لبنان التعايش هو نقيض لبنان العنصرية .
لقد
سبق واجتمع شمل العائلة السياسية اللبنانية من الموالاة ومن المعارضة ومن كل جهات
وفئات لبنان في يوم الوزاني ، والذي أكد أن الوحدة الوطنية اللبنانية السياسية
والروحية قـادرة على إعادة الميـاه إلى مجاريها على مساحة الوطن ، وان توحد لبنان
في موقع المقاومة انطلاقا" من الجنوب ، الذي أكد أن أي شعب مهما كان
صغيرا" يستطيع بسلام الإيمان بالله وبالوطن ، أن يثبت عجز القوة مهما كانت
عاتية ومسلحة عن كسر أرادته بتحرير أرضه ومياهه وإنسانه .
إن هذه الوحدة هي
سر قوة مقاومة لبنان ، وهي اليوم تلقي على عاتق رؤساء الطوائف وعلى أصحاب الفضيلة والآباء
الأفاضل مهمة التأسيس والبناء عليها من اجل تعميها وترسيخها ، بما لا يعطي الفرصة لأحد
للاستثمار على إمكانية تهديد استقرار النظام ، خصوصا" وان المنطقة كلها تقع
على منظار التصويب ، وهناك الكثير من المساعي لتفخيخ الساحة اللبنانية بعناصر الأزمات
والتوترات .
إن ترسيخ هذه الوحدة مثلما هي مهمة المؤسسات
الروحية هي مهمة النظام التربوي ، وهي مهمة القوى السياسية والنقابية والمنظمات
الشعبية ومؤسسات الرأي العام الثقافية والإعلامية ، خصوصا" وان تجسيد الوحدة
مهد السبل من اجل تأكيد الثقة بلبنان كضرورة لبنانية وعربية وإسلامية ومسيحية
ودولية من خلال القمة الفرنكوفونية ومؤتمر باريس2-
إن هذه الوحدة هي
التعبير عن أن لبنان بالفعل هو واحة الديموقراطية وحديقة الحرية وانموذج السلطة
العادلة ، ونقصد الديموقراطية التي تعبر عن منهج حياة وليس عن حدث ، والحرية
المتضمنة لحق الانتماء وإبداء الرأي والاجتماع المكفولة ضمن دائرة القانون والسلطة
المتجسدة في مؤسساتها في إطار النظام البرلماني الديموقراطي .
هذه
الوحدة التي تمثلون ، قوتها الروحية تعني المحبة والتسامح ، وهي معنى رمضان ورسالة
رمضان ، وهي معنى لبنان ورسالة لبنان .
عشتم
عاش لبنان