بسمه تعالى
اصعب
البوح هو الحب بل هو هو .
فكيف
تراني ابوح بأكثر من الحب لتوأم الروح والانسان والمكان والزمان ، واقصد لبنان
وسوريا وسوريا ولبنان .
لكأنها
الدنيا ، ام تجمع على صدرها طفلين يزهوان كنخلتين على رمال القلب .
وهما
كأنهما الشيء وظله : النهار وليله ، البحر وموجه ، الورد وعبيره .
وهما
البعث الذي يرتقي عليه الامل الى افواهنا ، والامل الذي يعرش كضحكة في بيوتنا .
وهما
لبنان وسوريا ، بيت الشمس وشرفة القمر ، تراب المقاومة المولود عند اعتاب البيوت
في الجنوب والجولان ، عيون الابطال في ايار وتشرين القادمين من ابواب الضوء .
اذن
ما بين لبنان وسوريا هو شغف وعشق اقوى من المحبة الغامرة ، بينهما دفء لا يلمسه
ولا يحس بحميمته الا الذين سلكوا طـريق الـزيتون وحواكير القمح ومعابر التوت ، بين
نوى وجسر بنات يعقوب ، والذي ولدت براعم كثيرة من اذرعهم ، والذين امتلأت عيونهم
بالمواويل الخضر ، والذين رست كلماتهم في بحر الحياة من بيروت الى الشمال والبقاع
والجبل ، الى قاسيون الذي تندلع منه الفصول على الشام ، الى حوران ، وحلب المذهبة
بقصائد المتنبي ، الى الساحل الممتد من صور الى اللاذقية الذي تهمس باسم بحره
المجاذيف .
ايها
الاصدقاء
هذا
الكلام الناضج بالحب هو من اجل تكريم عاشق للبنان من عشق أخر .
ما
نقوله ليس كلاما" منمقا" تستدعيه مناسبة اجتماعنا اليوم ، فنحن لم
تقدمنا من سوريا رغبة ولا رهبة ، فما قدمنا هو اننا آمنا بأن ما صنعه الله لا يفرقه
الانسان ، ولأننا آمنا ان غابة لا تصنع عرينا" فحيث يكون الاسد يقوم العرين
،وفي زمن الاسد واشباله ما خفنا وادركنا ما طلبنا ، ونحن لم نطلب سوى السلام
لبلدنا .
والسلام
في لبنان هو نتاج تضحيات سوريا وعيون سوريا الساهـرة ، مما يستدعي ان نتذكر ما
قاله السيد المسيح عليه السلام : طوبى لفاعلي السلام فإنهم يدعون ابناء الله .
فمنذ
ان اندلعت الحرب الفتنة التي اشعلتها اسرائيل في لبنان ومنذ ان حملنا وحلفاءنا
مسؤولية المقاومة انحازت سوريا الى جانب لبنان الموحد الارض والشعب والمؤسسات .
وبكل
انضباط وامانة قدم ضباط وجنود الجيش العربي السوري التضحيات منذ منتصف السبعينات ،
مرورا" بالاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وخلال مراحل صنع وبناء سلام لبنان ،
وفي معركة المقاومة المستمرة حتى تحرير آخر ذرة تراب وماء ، ملتزمين المهمة التي
اوكلها اليهم القائد الخالد حافظ الاسد ومن بعـده سيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد
، والتي كان عنوانها ولايزال : ان عروبة لبنان وعروبة بيروت امانة بين ايديكم ،
فأحفظوا هذه الامانة ، والعلاقة بين سوريا ولبنان هي انموذج يحتذى ، ونتمنى ان
تكون لها مثيلاتها على الساحة العربية .
ايها
الاصدقاء
نختصر
القول بأن ما تحقق في لبنان من انجازات ، في طليعتها استعادة الدولة واستعادة معظم
الارض التي احتلتها اسرائيل ، واستعادة الثقة بلبنان بعد ان يئس الكثيرون من شفاء
بلدنا وعودته سليما" معافى يشكل رصيدا" لسوريا وللامة العربية ،
وهو امر يتطلب منا من موقع الوفاء ان ننوه بصفة
خاصة بالذين استشهدوا مـن ضباط وجنود الجيش العربي السوري ، بالذين حملوا ارواحهم
على اكفهم وسهروا ولازالوا على حفظ سلامنا وامننا ومقاومتنا ، وفي الطليعة عاشقا
لبنان اخوة السلاح والكفاح.
يبقى
ان نقول ان لبنان سيبقى وفيا" لسوريا ولتضحياتها ولقيادتها وعلى رأسها سيادة
الرئيس الدكتور بشار الاسد ، من منطلق ان سوريا القوية قوة للبنان ، ولبنان القوي
بناسه وبمبادئه قوة لسوريا ، خصوصا" في هذا الواقع الدولي والاقليمي الراهن
الذي يقع فيه العالم وخصوصا" العالم العربي من المحيط الى الخليج على منظار
التصويب ، وفي الوقت الذي يعبر فيه المجتمع الاسرائيلي عبر عن عدوانيته وغطرسته
بالاتجاه الى اقصى اليمين وسلوك التطرف والارهاب ، في الوقت الذي توفر الولايات
المتحـدة الاميركية لاسرائيل من خلال استخدام المسألة العراقية
كغطاء الوقت لاستكمال استعداداتها لارساء مشروع
الشرق اوسطية الذي تستطيع اسرائيل من خلاله التشكل كأسرائيل الكبرى
اقتصاديا" من الفرات الى النيل بينما تمتص
الادارة الاميركية الثروة النفطية للمنطقة .
ان هذا الامر يستدعي الاصطفاف خلف سوريا
وقيادتها الملتزمة بالثوابت والمبادىء القومية لمواجهة ما هو قادم ، بالدراية
والحكمة والالتزام والعزم والتصميم ، دفعا" للضرر عن امتنا وعن شعبنا في
سوريا ولبنان .
عشتم
عاشت سوريا
عاش لبنـان