واصل المؤتمر التاسع للاتحاد البرلماني العربي
المنعقد في الجزائر اعماله، والقى رؤساء المجالس والوفود كلمات في جلستي بعد ظهر
الاثنين 21/2/2000 وصباح الثلاثاء 22/2/2000 اجمعوا فيها على ادانة الاعتداءات
الاسرائيلية وحيوا لبنان ومقاومته.
وقال رئيس وفد الامارات العربية المتحدة :
" ان ما يحدث اليوم في لبنان من تدمير وتخريب لبنيته
الاساسية بمباركة ضمنية من شريك السلام الاساسي واحد راعييه لهو امر خطير "، داعياً
الى الوقوف مع لبنان. كما اكد على دعم الامارات المطلق لسوريا ومطالبتها بالانسحاب
الكامل من الجولان ". وانتقد " تلكؤ اسرائيل في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالجانب
الفلسطيني ".
ودان برلمان جيبوتي " تعنت اسرائيل وتماديها
في وحشيتها " مؤكداً على استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني وجنوب لبنان والجولان ".
وحيا رئيس الوفد الاردني احمد عبيدات
المقاومة في الجنوب " التي هي الرد علىالعدوان الصهيوني الهمجي الغاشم ".
وندد رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي
بشدة العدوان الاسرائيلي مؤيداً مقاومة لبنان في وجه الاحتلال والعدوان، ومشدداً في
الوقت نفسه على " تعزيز وتوفير الدعم له على مختلف الصعد " واثار موضوع الاسرى
الكويتيين في العراق.
واثار رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي قضية
العراق، مطالباً العرب بكسر الحصار المفروض عليه. واكد "الدعم المبدئي الثابت
لتحرير فلسطين وتثبيت عروبتها " وطالب بالانسحاب الكامل غير المشروط من الجولان
وجنوب لبنان".
وشدد رئيس مجلس الشورى القطري محمد بن مبارك
الخليفي على التضامن العربي. واكد على " الانسحاب الكامل من الجولان وجنوب
لبنان ومن الاراضي الفلسطينية المحتلة ". ودان" بقوة الغارات الاسرائيلية الوحشية
على لبنان "، مطالباً بمؤازرة لبنان، ودعا الى رفع المعاناة عن شعب العراق بسبب
الحظر المفروض عليه.
وشكر رئيس مجلس الشورى العماني عبد الله القتيبي
المؤتمر على قبول عضوية بلاده، داعياً الى التنبه الى خطورة الموقف والتحديات التي
تواجه العرب.
ورأى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون "
ان الاعتداءات الاسرائيلية تهدف الى تركيع لبنان وفرض شروط عليه " مشيراً الى " ما
يشهده المفاوضون الفلسطينيون من تعنت ومحاولات تخلص من الالتزامات من قبل اسرائيل
". واكد " على التضامن التام مع الشعب اللبناني وعلى حقه المشروع في مقاومة
الاحتلال "، مناشداً شعوب وحكومات الامة العربية " تقديم كل اشكال الدعم المعنوي
والمادي للبنان ".
وألقى الرئيس برّي الكامة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
ثم ها نحن في الجزائر التي يشهد الله اننا خفنا
عليها من الوحش الذي كاد ان يفتك بها ويرخي رماده على لهيب احتراقها.
ثم ها نحن في الجزائر، التي مدت غير مرة يدها الى
لبنان الجريح، والتي مددنا لها كفاً متعباً لم يصل.
ها نحن في المكان الذي شببنا على تألقه وعلى وهج دم
المليون من شهدائه وهم يؤسسون لاستقلالهم،
ها نحن لا ننتهي الى الحزن، بل الى الفرح، بأن
الجزائر وفي ظل قانون الوئام المدني تعود الى فصولها.
للجزائر اذن، وهي تلتفت صوب حلمنا وتبادر ذاكرتنا
الى صورها الاولى والى اسمائها الاولى، التي حفظنا عن ظهر قلب دون ان نراها.
لجبال الاوراس ووهران، والبليدا وحي القصبة، التي لا تزال تشعر بأنفاس المجاهدين
وهم يرسمون اجسادهم اشجاراً، ويرون باللمس بوح الليل بخطى اعدائهم.
لصراخ مجاهديها المضرج بالصمت، وهم يكتبون الحياة لوطنهم،
للحن حبهم للارض الذي يرفض الفاجعة،
لقامة الشهداء التي تتخطى الردى، وتخرج من رجفة في التراب لتخمد نار الحرائق، وتعلن
انه قد آن اوان ازدهار الحدائق.
للجزائر من لبنان، ومن مقاومتنا الف تحية وبعد،
بداية اتوجه باسم الشعبة البرلمانية اللبنانية بخالص
الشكر للرعاية السامية لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقه رئيس الجمهورية الجزائرية
الشعبية الديموقراطية الشقيقة، التي خص بها انعقاد الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس
الاتحاد والمؤتمر التاسع للاتحاد، كما اتوجه بالشكر الى الاخ السيد عبد القادر بن
صالح رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجزائر، والزملاء اعضاء المجلس، على استضافتهم
لنا، وعلى كل ما لقيناه من حفاوة استقبال وطيب اقامة وحسن تنظيم، ما عدا الوقت.
السيد الرئيس،
زملائي رؤساء الشعب البرلمانية،
الزملاء البرلمانيون،
اود ان اسجل ان انعقاد اجتماعاتنا في الجزائر هو
لتأكيد ثقة البرلمانيين العرب بتمكن الجزائر من استعادة استقرار نظامها العام،
وثقتنا بتصميم الدولة والشعب الجزائري والقوى السياسية المتنوعة استعادة الوئام
المدني، وايجاد الوسائل الديموقراطية لادارة الحياة السياسية، ونبذ العنف ووضع
الجزائر مجدداً على طريق استعادة حيويتها السياسية ودورها العربي والدولي، الذي
نحتاجه اليوم في لبنان وسوريا وفلسطين اكثر من أي وقت مضى، خصوصاً وان الجزائر كانت
على الدوام ظهير المجاهدين والمقاومين والممانعين لقوى الاستعمار والعدوان
والاستيطان، وكانت دائماً خير رافد وداعم للتصدي والصمود العربي بوجه العدوانية
الصهيونية.
وفي البداية، لا بد من ان اتوجه بالشكر الى الاخ
الدكتور احمد فتحي سرور على الجهود التي بذلها خلال فترة رئاسته للاتحاد، وان اتوجه
بالتهنئة الى الرئيس الجديد للاتحاد، مؤكداً باسم الشعبة البرلمانية اللبنانية
تعاوننا الكامل لتحقيق الاهداف التي نصبو اليها سائلين الله له التوفيق في مهمته.
السيد الرئيس،
الزملاء الكرام،
قبـل ان اتناول الشؤون والشجون المتعلقة بإنعقـاد
مجلس ومؤتمر الاتحاد، اسمحوا لي بداية ان انقل لكم رسالة لبنان في محنته الجديدة،
خصوصاً مع استمرار اسرائيل في ضربه على حواسه او على اطرافه، في محاولة لاعمائه او
لمنع نهوضه، منطلقاً بثقة من ان بلدي ومعه سوريا وعاطفتكم ودعمكم سيكون على الدوام
قادراً على اطفاء نـار اسرائيل وحرائقها، ولن تتمكن اسرائيل من اطفاء انواره.
من لبنان حيث الحدث حي نابض، وحيث ضغط صورة الحركة
العدوانية الاسرائيلية مستمر بالتصاعد، اتحدث اليكم بصراحة البرلماني المنتخب من
شعبه ومن زملائه رئيساً لشعبة برلمانية عربية، وانا بهذه الصفة مسؤول امام شعبي
وزملائي وامامكم، لذلك لن اضع منخلاً لكلامي، ولن استعمل كلمات الثورية في مخاطبة
هذا اللقاء البرلماني العربي، حيث يجب ان تسود الصراحة والا يكون الكلام مقنعاً.
وبصراحة، فإن تجرؤ اسرائيل على جعل لبنان حقل رماية
لاسلحتها الحديثة خصوصاً الجوية، واستباحة منشآته الحيوية ومدنه وبلداته وقراه، لا
ينبع فقط من تفكك الموقف والخطاب العربي الموحد، بل ينبع ايضاً من تقديم بعض
المصالح القطرية العربية على المصلحة القومية في دعم الاقطار والشعوب العربية التي
يقع عليها الاحتلال والعدوان الاسرائيليين.
اقول ذلك، لأنه وان اعتقدت او لمست بعض الاقطار
العربية ان اقامة صيغ متنوعة للعلاقات مع اسرائيل امر يعكس نفسه ايجابياً على
السياسات الخارجية والداخلية لتلك الاقطار، فإن اسرائيل تستغل هذا الامر وهذه
الصورة الدبلوماسية لتطبيع علاقاتها مع اشقاء لنا لتصعد عدوانها على اشقاء لكم،
ولتضغط على مستقبل التسوية والقاعدة التي انطلقت منها وهي عدالة وشمولية التسوية
ارتكازاً على القرارات الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام.
اصل الى الموقف الذي يستدعيني القول ان لبنان ضرب من
بيت ابيه، فهل نحن في حاجة كعرب الى قانون وئام مدني بيننا تماماً كما تفضل الرئيس
بوتفليقه بالنسبة الى الشعب الجزائري، سمعت وسمعنا خير الكلام في مستهل هذه الدورة
من القرآن الكريم مرتين متتاليتين، " واذكروا نعمة الله عليكم اذا كنتم اعداء فالف
بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخواناً، صدق الله العظيم ". هل اصبحنا فعلاً اخواناً
اما اننا على شفا جرف من نار. صـارحوني كــما اصارحكم ما الذي اقترفه لبنان ؟ هل
قامت صرخة في الكنانة او في المغرب او في فلسطين او في الاردن او في العراق او أي
بلد الا وكان لبنان الصدى والصوت وصدر التصدي ؟ هل اعتقلت جميلة بوحيرد في أي مكان
من العالم العربي وبقيت امواج بيروت في بحورها ؟
ان جلّ ما اطالب به هو زيادة الحرص العربي، وانا لا
اتهم ولا اشكك بمواقف القادة العرب الذين اعلم مدى ارتباطهم ومحبتهم لاخوانهم
اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، واعلم ان بعضهم ينطلق من مقتضيات دوره كدولة من
دول الطوق حاربت وضحت وصمدت، ولكني اتوجه الى العمق العربي في المشرق والمغرب
والخليج، ذلك العمق الذي نستند اليه لكي يتفهموا حساسية الموقف واللحظة السياسية.
تتنكر اسرائيل لاتفاقاتها مع الاخوة الفلسطينيين، وتتنكر لاتفاقات الاتفاقات، ثم
تقدم ايضاً على رفض تعهداتها بالانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران في الجولان
السوري.
اما بالنسبة الى " تفاهم نيسان " فقد ورد في هذا
التفاهم " عدم الاعتداء على المدنيين وورد بالنص الحرفي: عدم الاعتداءات على
المنشآت المدنية وخصوصاً المائية والكهربائية مع ذلك تقصف اسرائيل المنشآت الحيوية
مرة تلو المرة وتقول لنا لقد عكرتم الماء، وانتم الذين تخرقون " تفاهم نيسان ".
واكثر من ذلك فهي تؤلف " ترويكا " لاختصار القرار من اجل تدمير لبنان، ثم تعترض
وتحتج بالامس لان سيادة الرئيس حسني مبارك قام بزيارة لبنان. هل تتصورون ذلك؟ هل
تتصورون ان عتباً اسرائيلياً وغضباً اسرائيلياً ينتاب الحكومة الاسرائيلية الان لان
رئيس اكبر دولة عربية الرئيس حسني مبارك يقوم بزيارة للبنان، هل تصدقون ؟ هذا هو
الواقع.
ان الاتحاد البرلماني العربي سوف يؤكد على حرفية
التوصية التي يريدها كل من لبنان وسوريا وفلسطين، اننا اليوم وان كنا بحاجة الى
التأكيد على مواقفكم الثابتة والدائمة تجاه اقطارنا.
فإننا صرنا في حاجة الى اكثر من التأكيد ومن
البيانات. واستشهد هنا بما قاله سيادة الرئيس الجزائري صباح اليوم في ان خطبنا نحو
الاخوة ووحدة المصير لم تجد الا راحة لضمير لا اكثر ولا اقل. لذلك فإننا في لبنان
في حاجة وبصراحة الى تحريك مفاعيل القمم العربية بدعم لبنان مادياً. فان " كان لا
خيل تهديها ولا مال، فليسعد النطق ان لم يسعد الحال " الخيل هي في جنوبكم، في جنوب
لبنان، جنوب العرب، فهل يعترف العرب بهذا الجنوب بانه جنوب العرب ويقدمون الموقف
السياسي والدعم المالي ؟ ولا سيما ان قمما عربية كثيرة قررت هذه المبالغ ولم تدفع
بعد مؤتمر الطائف الذي عقد في المملكة العربية السعودية، وكانت الجزائر احد
العاملين لهذا الاتفاق، كان هناك ايضاً قرار لانشاء صندوق عربي مشترك لمساعدة لبنان
ولوقوفه على قدميه، ولم يحصل أي شيء من ذلك.
ان للبنان في ذمة القمم العربية مبالغ مقررة.
كما ان للبنان في ذمة الموقف العربي وعلى خلفية اتفاق الطائف قراراً بانشاء صندوق
عربي ودولي لمساعدة بلدنا.
اني اطالب البرلمانيين العرب بالعمل لدى حكوماتهم وسلطات القرار في بلدانهم لابراء
ذمة اشقائنا تجاه لبنان. وسوف نتعهد دائماً ان نبرىء ذمتكم بدماء الشهداء.
ان هذا المطلب يقع في صلب مهمات البرلمانيين العرب
في اطار الاتحاد، خصوصاً ان دولا " اوروبية تتسابق لاقامة مشاريع في الجنوب والبقاع
الغربي حتى في الشريط الحدودي الذي تحتله اسرائيل فأين مشاريع العرب او بعض العرب
واين دعم العرب ؟
صدقوني انه جنوب العرب.
اني اثير هذا المطلب الآن ليس بسبب ما سببه العدوان
الاسرائيلي الاخير عبر استهدافه لمحطات التوليد وتوزيع الطاقة في بعض انحاء لبنان،
وانما لأن موارد الخزينة اللبنانية استنزفت على الدوام بفعل العدوان الاسرائيلي
اليومي منذ اثنين وخمسين عاماً، وخصوصاً في الاعوام الاثنين والعشرين الاخيرة، أي
منذ اجتياح الاراضي اللبنانية في 14 اذار 1978.
ان بلدات وقرى ومخيمات ومدناً من جملتها العاصمة
بيروت قد سحقت وحطمت بالنار الاسرائيلية، وضربت كل مظاهر الحياة في محافظتي الجنوب
والبقاع الغربي، ولم تسلم البنى التحتية ولا المساجد ولا الكنائس ولا المدارس ولا
المستشفيات من اثار العدوان.
انني وعلى خلفية كل ما تقدم، اؤكد لكم تصميمنا في
لبنان على استمرار مقاومتنا وصمودنا وعلاقة المصير المشترك مع سوريا.
واؤكد لكم اننا لن نقبل بأقل من تنفيذ الحكم الصادر
عن اعلى مؤسسة دولية المتمثل بالقرار 425، واقصد مجلس الامن الدولي، مشددين على
تصميمنا عدم الانخراط في أي مفاوضات الا بعد ان نلمس ثقة المفاوض السوري بأن
اسرائيل ستنسحب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران 1967.
وفي اطار المهمات البرلمانية، وطالما الحديث عن
الوقائع المترتبة على العدوان الاسرائيلي على لبنان وعن التسوية، فإنني لا بد هنا
من التأكيد على ان الحقوق العربية المتضمنة للابعاد الانسانية والمائية
والاستراتيجية المتعلقة بالحدود والسيادة، وخصوصاً قضية اللاجئين من ابناء الشعب
الفلسطيني، هي مسؤولية برلمانية عربية كما هي مسؤولية حكومية تقتضي : استنهاض
دبلوماسية برلمانية عربية لانشاء وعي عام دولي حولها، انطلاقاً من علاقات وموقع
اتحادنا البرلماني العربي مع الاتحاد البرلماني الدولي، ومجلس دول منظمة المؤتمر
الاسلامي، وعبر لجان المتابعة والحوار مع البرلمان الاوروبي ولجنة المتابعة للحوار
البرلماني العربي الافريقي، والجمعية الدولية للبرلمانيين الناطقين بالفرنسية،
وبرلمانات دول امريكا اللاتينية التي تضم عشرات البرلمانيين من اصل عربي ولبناني.
كذلك وفي اطار الجهد البرلماني العربي في هذا
المجال، فإني اطالب بإنجاز تنفيذ الفقرة التاسعة من القرار الثاني عشر الصادر عن
مجلس الاتحاد البرلماني العربي الرابع والثلاثين القاضي : بتشيكل لجنة برلمانية
عربية، مهمتها كشف الحقائق المتعلقة بالجرائم الاسرائيلية ضد المدنيين العرب،
وضمناً عملية اقتلاع السكان والاستيلاء على الاراضي والاستيطان، وواقع المعتقلين
العرب في السجون الاسرائيلية.
انني اتمنى على الشعب البرلمانية العربية التي لم
تسم ممثليها الى هذه اللجنة، اتخاذ هذا القـرار لتتمكن من اطلاق المهمة الملحة
لهـذه اللجنة في مهلة اقصاها الثامن عشر من نيسان ( ابريل ) الذي يصادف الذكرى
الرابعة لمجزرة قانا. وسأدعو الىاجتماع قبل هذا التاريخ.
ان عمل هذه اللجنة من شأنه ان يوفر مادة هامة لتشكيل
رأي عام عالمي حـول الحقـوق العربية وحول البعد الانساني لقضايا الصراع العربي
الاسرائيلي. واعتقد ان هذه اللجنة ودورها يغني عن تشكيل لجنة تقص برلمانية استناداً
الى ما تقدم به الاخ الدكتور احمد فتحي سرور مع الاشارة الى تبنينا لاقتراحه
الثاني.
السيد الرئيس،
الزملاء الكرام،
لقد دققت تماماً في برنامج عمل الدورة الحالية لمجلس
الاتحاد وفي خطة عمله للعام 2000 ( الفين ) وفي جدول اعمال مؤتمرنا وفي التقارير
والوثائق.
واود في هذا المجال ان انوه بأن الدورة الرابعة
والثلاثين لمجلس الاتحاد التي انعقدت في دمشق شكلت محطة هامة لاعادة اطلاق فعاليات
هذا الاتحاد ومهماته القومية، وقد لمست مذ ذاك جدية مميزة في متابعة القرارات
والتوصيات خصوصاً وان الامانة العامة للاتحاد لم تأل جهداً في تنظيم المبادرات في
هذا المجال.
ومن نافل القول ان اجتماع الهيئة البرلمانية لتطوير
صيغ التضامن العربي، والندوة البرلمانية السابعة حول البرلمان العربي الموحد
المنعقد في بيروت، وانعقاد اللجنة القانونية حول التعديلات المقترحة على ميثاق
الاتحاد في دمشق، تشكل علامات مضيئة في اطار الجهد البرلماني المبذول والذي ستعرض
خلاصاته ووثائقه على مؤتمركم الكريم.
ومن احد ابرز تلك العلاقات :
1 ـ اقرار نظام الهيئة البرلمانية لتطوير صيغ
التضامن العربي.
2 ـ الموافقة على مبدأ اقامة برلمان عربي موحد، ويحمل وفد الشعبة البرلمانية
اللبنانية الى هذا الاجتماع مشروع نظام اساسي لهذا البرلمان نأمل في ان يلقى
عنايتكم.
3 ـ تطرق اجتماع بيروت بكل جرأة الى موقع المرأة في النظام العربي، واسجل بفخر هنا
مبادرة المجلس الشعبي الوطني في الجزائر انسجاماً مع التوصيات التي اتخذت في بيروت
دعوته الى تنظيم اجتماع للنساء البرلمانيات العربيات بالترافق مع اعمال هذا
المؤتمر.
انني في ما خص المرأة العربية، اعود الى ما جاء في
كلمتي في هذا المجال من اجل اغناء موضوع مشاركة المرأة العربية في كل ما ينتج حياة
دولنا ومجتمعاتها، آملاً سماع هذه الصرخة في برية الامة حرصاً على مستقبلها وحاضرها
ومصالحها.
والا فان الاسئلة ستسبقنا ويكون اولها لماذا نشكك في
امهاتنا، وهي تحملنا وترضعنا وتعلمنا وتشارك في صنع عقولنا، وتأخذنا الى صناديق
الاقتراع ولمن نقترع ثم ترانا نقطع يدها عن المشاركة في الاقتراع.
اما بالنسبة الى ملاحظاتي على ما احتواه ملف الوثائق
الخاصة بانعقاد مجلس الاتحاد ومؤتمره فأود ان اسجل ما يأتي :
بالنسبة للاعلام :
1 ـ الطلب الى وسائل الاعلام الرسمية العربية اعداد
برامج حول النشاطات القطرية لمؤسسات التشريع العربية، وآليات تطبيق القوانين
وتنفيذها، وادوارها في الرقابة والمحاسبة على اعمال الحكومات، وبرامج حول النشاطات
المشتركة في اطار الاتحاد البرلماني العربي.
2 ـ تحديد موقع على الانترنت للتعريف بالاتحاد
البرلماني العربي واهدافه وانشطته، باللغـات العربية والانكليزية والفرنسية
والاسبانية والبورتغالية.
بالنسبة للوضع المالي :
لاحظت بأسف ان هناك مبالغ كبيرة من بعض الشعب
البرلمانية غير مسددة لصندوق الاتحاد خصوصاً بالنسبة الى بناء مبنى البرلمان العربي
الموحد.
ان متابعة التوصيات والقرارات الصادرة عن مؤسستنا
البرلمانية لا يمكن ان تتم دون الالتزام الثابت للشعب البرلمانية بتسديد مساهماتها
المالية.
بالنسبة للحوار البرلماني العربي ـ الافريقي:
ادراج موضوع الجاليات العربية وشؤونها وشجونها في
اطار العناوين المطروحة للحوار، خصوصاً وان الجاليات اللبنانية التي لها دور في
تنمية وبناء عدد كبير من الدول الافريقية تدفع في كل مرة ثمن الاضطرابات والتحولات
السياسية في تلك البلدان. ولا اخفي جميع الزملاء القول ان هذه الجاليات لعبت
ولاتزال دوراً في صمود لبنان وجنوبه، وفي توثيق عرى العلاقات العربية - الافريقية
الاقتصادية والثقافية والسياسية والمتنوعة.
بالنسبة للحوار البرلماني العربي ـ الاوروبي:
الدفع الى الامام بمشروع المتوسطية الذي يعطي مواقع
متوازنة للاطراف المشاركة فيه.
وبالنسبة الى العلاقة مع البرلمانات والمنظمات
الاخرى، فإنني ادعو الى المبادرة في خلال هذا المؤتمر لتشكيل وفد برلماني عربي
لزيارة دول امريكا اللاتينية.
اني ارى ان الاتحاد معني بإيجاد الوسائل لتبادل
الخبرات بين البرلمانات العربية، ولا يكفي انشاء صيغة او اطار للتهامس بين الامناء
العامين.
انني في هذا المجال اشدد على انشاء مركز برلماني
عربي ينطلق من التجربة التي اسسها البرلمان اللبناني، وينطلق من التجارب التي
انشأها اكثر من برلمان عربي بين التكنولوجيا والتشريع والادارة، وكذلك تنفيذ الفقرة
التاسعة من القرار (23) الثالث والعشرين الصادر عن الدورة 34 لمجلس الاتحاد في ما
خص انشاء مركز للدراسات في اطار الامانة العامة للاتحاد، بغرض اعداد الدراسات
وتحليل المعلومات.
على مستوى ادارة الاتحاد
لا بد من الملاحظة انه كما تم تشكيل هيئة برلمانية
حول احد العناوين، فإن رئاسة هذه الهيئة تناط برئيس الاتحاد كما حصل في تشكيل
الهيئة البرلمانية العربية لمشروع السوق العربية المشتركة والهيئة البرلمانية
لتطوير صيغ التضامن والعمل العربي المشترك.
اني ارى ان القاء الكثير من المسؤوليات على رئاسة
الاتحاد امر يجعلها عاجزة عن ادارة مهمتها الاساسية، اضافة الى ان رئيس الاتحاد
لديه مشاغله القطرية كرئيس لبرلمان بلاده.
لذلك اقترح الاجازة لرئيس الاتحاد ان يكلف من يراه
ليترأس لجنة ما لتحريكها واعطائها الفعالية اللازمة.
مجدداً، جئت اليكم من لبنان احمل هموماً وشجوناً،
ولكني احمل آمال المقاومين، وشعبنا الصامد بمواجهة ارهاب الدولة الذي تمثله
اسرائيل، وهذه الآمال تنطلق اولاً ودائماً من ان حسكم بالانتماء الى تاريخ امتنا
المجيد ومسؤوليتنا عن الحاضر تقتضي تعزيز الحريات وترسيخ الديموقراطية كنمط حياة،
وبناء سلامنا القومي الذي يرتكز على سلامنا القطري، وادارة اختلافاتنا بوسائل
حضارية تعزز ثقتنا بأنفسنا وببعضنا وتزيل العراقيل من امام تنسيق وتعاون اقطارنا
وتخدم اليات العمل المشترك،وكذلك اطلاق خطط النهوض الاقتصادي التي تتصل بآمالنا
بإنشاء سوق عربية مشتركة، واساساً وضع خطط للتنمية تدور حول الجوهر الذي هو
الانسان.
ان آمال شعبنا وتعاوننا معلقة كذلك على بناء ممانعة
عربية لكل اشكال التطبيع مع اسرائيل، طالما ان اسرائيل لا تقدم الدلائل على اتخاذها
الخطوات الضرورية للتوصل الى سلام عادل وشامل، وفي طليعة تلك الخطوات الانسحاب من
الاراضي العربية المحتلة، واقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وازالة اسلحة
الدمار الشامل وفي الطليعة التهديد النووي الذي تشكله على الامن والسلام الدوليين.
املي في ان نتمكن من ازالة شعورنا بالغبن، بأننا
مجرد ضاحية عربية وهامش محروم، بعدما اثبتنا اننا حراس الثغور العربية، وبعد ان
اصبحنا فخر العرب بمقاومتنا وبرسالة المحبة والتعايش التي يمثلها لبنان.
عشتم
عاش الاتحاد البرلماني العربي
عاشت الجزائر
عاش لبنان