كلمة الرئيس نبيه
برّي في رعايته حفل تخريج طلاب الحقوق والعلوم السياسية في الفروع الخمسة للجامعة اللبنانية
"- من حق لبنان استكمال تحرير مزارع شبعا
وتلال كفرشوبا والجولان
- من حق لبنان استعادة المعتقلين والحصول على تعويضات
- من حق لبنان أن يكون نظيفاً من الألغام
- من حق لبنان محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين
- ضرورة إنشاء مجلس أعلى للتربية
- إعطاء كلية الهندسة فرصة دراسة مشروعات الدولة
- اقترح إقامة العلاقات المناسبة مع جامعات الخليج لتنسيق حاجات سوق العمل .
- نطالب بإنجاز بناء الجامعة ودعم لجنة المناهج
- ضرورة إحياء الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة كأداة ديمقراطية .
- الخريجون طلائع مقاومة ومهمتهم الحقوقية جمع الوثائق والمستندات وبصمات إرهاب
الدولة في إسرائيل ."
رعى رئيس
مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي وبحضوره شخصياً السبت 28/7/2001 في قاعة الـ ( فوروم
دي بيروت ) حفل توزيع الشهادات على 596 طالباً من متخرجي الفروع الخمسة من كلية
الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية في حضور ممثل رئيس مجلس
الوزراء رفيق الحريري الوزير د . أسعد دياب، الوزير محمد عبد الحميد بيضون، النائب
مروان فارس، نقيب المحامين ميشال ليان، ممثلون عن الجامعات الخاصة وشخصيات سياسية
وعسكرية وحقوقية وحشد من أهالي المتخرجين .
بداية، كلمة
المتخرجين ألقاها الطالب رودي القزي.
ثم تحدث
رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور إبراهيم قبيسي .
وكانت
كلمة الختام لراعي الاحتفال رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي توجه فيها إلى
المتخرجين، هذا نصها :
بسمه تعالى
هذا هو
لبنان، اجيال تتأهب للشباب، قلوبهم مضاءة بالامل تستيقظ وردة صباحهم كل يوم على حلم
يحاول ان يعبر اسوار الاجيال التي سبقته وخذلته واورثته هموماً وديوناً، فهل تراهما
وهي تقف على بوابة الالفية الثالثة تفسر حلماً لوطن لا يعيش على حكايـاته العتيقة،
وطن يدرك المسافة والوقت ليكون في عالم اليوم ؟
هذا هو
لبنان. انتم لبنان اليوم وغداً. انتم الذين تخرجون على ذاكرة المقابر تحملون انفسكم
على الحياة. انتم الذين تتخرجون اليوم تعرفون معنى الحقوق : حق الانسان في الحياة،
وحق الانسان في وطن، وحق الانسان في التعبير، وحق الانسان في الانتماء، وحق الانسان
في الطبابة، وحق الانسان في العمل والوصول الى القوت، وحق الانسان في السكن، وانتم
الذين تعرفـون حـق لبنان في استكمال تحرير مزارع شبعا وتـلال كفر شوبا وحق ابنائنا
المعتقلين في سجــون العدو في الحرية، وحق وطنكم في الحصول على التعويضات جراء حروب
اسرائيل على ارضه، وحق وطنكم في ان يكون نظيفاً من الالغام، وحق لبنان واشقائه في
محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين الذين قتلوا ودمروا وشردوا ولازالوا يجمدون
الحياة.
هذا هو
لبنان. هذا المشهد الساحر لأشجار اكبادنا التي تمشي على الارض. هذا الجيش من طلبة
الحقوق الذين نحتفل اليوم بتخرجهم وهم يحملون ضحكتهم البريئة، ويحملون الماء
لاعمارنا اليابسة، هؤلاء الذين يصعدون الآن الى ذروة فرحهم ليقطفوا نجمة نجاحهم.
اذن، هذا هو
لبنان الذي تتوهج فيه حقول التفاؤل، لبنان الجديد الذي تحاوله الجامعة اللبنانية
بكل تواضع، لبنان الجديد الذي تتجرأ عليه الجامعة اللبنانية بامكاناتها المتواضعة
ورغم ما حمّلناها من اثقال وكوابيس ورغم ما اضعناه من وقت حتى الان ونحن ننتظر
تفسير حلم بجامعة، بمواصفات اكاديمية خارج التعبيرات الطائفية والمناطقية ورغم من
ارادوها صغيرة بحجم حزنهم.
وبعد وبعد،
مرة كل عام،
اختار بنفسي ودون تردد ان اكّرس هذا التقليد برعاية الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من
طلاب الحقوق.
وبداية،
وككل عام، اتقدم من رئاسة الجامعة اللبنانية ومن كلية الحقوق والعلوم السياسية بكل
فروعها، ومن اهالي الخريجات والخريجين بالتهاني القلبية على نجاح هؤلاء الابناء
الاعزاء من الحقوقيين متمنياً لكم كما لمن سبقكم التوفيق في تأسيس مستقبلكم خصوصاً
وانتم ستحاولون الان عبور باب الحياة من ثقب الابرة.
اقول ذلك
ايها الخريجون الاعزاء واصارحكم انكن لن تجدون شيئاً سهلاً، وانكم ستتجلجلون على
الابواب بحثاً عن فرصة لاكتساب الخبرة المطلوبة التي تضعكم على ابواب نقابة
المحامين قبل ان تخضعوا مرة جديدة لامتحان رسمكم محامين، كما ستقفون في طوابير
طويلة عريضة بحثاًعن فرصة عمل خصـوصاً واننا نقع في منطقة تعاني من ركود متصل
بأزمتها، والقلق والشك من انها ستتمكن من صياغة وصناعة وبناء سلامها بسبب المعاناة
المتزايدة الناتجة عن السياسات العدوانية الاسرائيلية التي تضغط على امكانية فتح
باب الاستثمار على المنطقة وفي المنطقة.
الا انني لا
اشك بجدارة طلاب الحقوق في خلق الفرص اضافة الى ان الخريجين من كلية الحقوق اثبتوا
جدارتهم في ان يتولوا الوظائف التي يحتاجها الجسم القضائي، كما ان نسبة عالية من
الذين يتمكنون من عبور امتحانات مجلس الخدمة المدنية الى وظائف القطاع العام هم من
المصدر نفسه شريطة كما قال زملينا الجديد ان تكون الكفاءة، والكفاءة هي المعيار.
الا ان
المشكلة ليست في استيعاب خريجي كلية الحقوق بل علىمختلف الخريجين في فروع
الاختصاصات المتنوعة، بسبب عدم وجود علاقة منظَمة ومنظمة بين ما يعرف بموازين العرض
من ناتج النظام التعليمي بمراحله المختلفة، وبين موازين الطلب على القوى العاملة في
سوق العمل ومختلف الانشطة الاقتصادية والتركيب المهني.
لقد وجهت
عناية وزراء التربية المتعاقبين علىالحكومات المختلفة من عام 1992 حتى اليوم الى
ضرورة انشاء مجلس اعلى للتربية لدرلسة وملاءمة هياكل وطرائق التعليم مع حاجات سوق
العمل اضافة الى تنسيق العلاقة بين مؤسسات الانتاج وبين النظام التربوي .
واقول، ان
التربية والجامعة على وجه الخصوص بفضل ما تيسره من ابحاث ومن اختصاصيين ومن نخبة،
قادرة على توليد بنى اقتصادية جديدة خصوصاً في مجال تطوير الزراعة والصناعة، اضافة
الى ادخال التكنولوجيا الى حياة المجتمع والدولة وبالتالي توليد فرص عمل جديدة.
وفي هذا
المجال، فإنني ارى ان تُناط مهمة دراسة مشروعات الدولة في مجال الطرق والمباني
والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء والهاتف الى كلية الهندسة، مما يعطي لهذه
الكلية فرصة للعطاء في مجال اختصاصها، ويوفر فرص عمل اضافية لاساتذتها الذين هم من
كبار الاختصاصيين ولخريجيها وهي فكرة توفر علىالدولة اموالاً كثيرة في مجال التخطيط
والدراسات.
واني اطرح
ان تنشأ الى جانب كلية الطب مستشفى مما يمكّن الطلاب من اكتساب الخبرة المباشرة
والخريجين من العمل، اضافة الى مواكبة التطورات العلمية في مجال الطبابة والدواء،
وايضاً تتيح للجامعة مورداً جديداً لتغذية صندوقها بما يمكنها من الاستثمار على
تحديث الجامعة وعلى زيادة مهارات وكفاءات الاساتذة وتطوير الواقع الاداري.
ان هذا
الامر ينسحب على كل كلية في مجال اختصاصها.
ان الحقيقة
المّرة هي ان لبنان ولاسباب عديدة ابرزها الوقائع المّرة التي ترتبت على حروب
الاستتباع الداخلية، والانعكاسات المرة للحرب الكونية الاولى والثانية على المنطقة،
وحروب اسرائيل ضد بلدنا، كل ذلك جعل فخر الصناعة الوطنية منذ ما يزيد على مئة
وخمسين عاماً هي تصدير الموارد البشرية، وتحولنا خلال ربع القرن الاخير الى مصدر
للموارد البشرية بشهادات عليا.
ان هذا
الامر يعني اننا على الاقل لن نستغني عن اسواق العمل العربية خصوصاً في الخليج.
انني اقترح
على رئاسة الجامعة اقامة العلاقات المناسبة مع الجامعات الوطنية في دول الخليج
لتنسيق حاجات سوق عملها من الاختصاصات المطلوبة لأن ابناءنا في هذا الحالة سيكونون
علىمسافة قريبة من وطنهم وفي مجتمعات اشقائهم حيث لا يغيرون في لغتهم وعاداتهم
وتقاليدهم.
الحضور
الكريم
ايها الخريجون الاعزاء
قبل ان اجدد
انحيازي الى مطالب الجامعة، اتوجه الى رئاسة الجامعة من اجل الانفتاح بإتجاه بلاد
الاغتراب.
ان بإمكان
الجامعة الوطنية ان تكون اداة وصل اساسية بين لبنان والمنتشرين في انحاء مختلفة من
العالم اولاً عبر التعليم عن بعد للغة العربية وثانياً عبر الاتفاقيات بينها وبين
الجامعات الاساسية في اماكن الانتشار.
كمـا ان
الجامعة اللبنانية وكلية السياحة على وجه الخصوص، وبالتعاون مع وزارة السياحة
بإمكانها وضع وتسويق برامج سياحية في اماكن الانتشار اللبناني وايضاً لدى المؤسسات
الجاذبة للسياح الاجانب والمصطافين العرب.
وبالعودة
الى حاجات الجامعة فإنني في البداية اذ اؤكد انحيازي الى جانب رسم هيكلية عصرية على
المستويين الاداري والتعليمي، وملء الشواغر بالاختصاصات المناسبة وكذلك في جانب
تطبيق قانون التفرغ.
هذا من جهة،
ومن جهة ثانية فإني اؤكد على ضرورة :
اولاً
: الاسراع في انجاز مشروع بناء الجامعة وايجاد الابنية اللائقة للكليات في المناطق
وتزويد ما يلزم منها بالمختبرات الحديثة .
ثانياً
: اعتماد مشروع التعليم المستمر وبمعنى اوضح ان التطور العلمي المتسارع
والتطوير المستمر لوسائل التعليم والادارة تفرض التأهيل المستمر للاساتذة
والاداريين والطلاب وزيادة كفاءتهم واغناء معلوماتهم وزيادة معارفهم .
ثالثاً
: دعم مهمة لجنة المناهج في الجامعة مع التأكيد على تطوير مهمتها الى تنمية
مهمة التعليم العالي للاستجابة الى متطلبات سوق العمل وللحاجات الاقتصاديـة
والاجتماعية، ولمطالب المتغيرات التكنولوجية .
رابعاً
: ضرورة احياء الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية كآداة ديموقراطية تعبر
عن الطلاب وتفتح الباب امامهم للمشاركة في كل ما ينتج حياة الجامعة وحياة المجتمع
والدولة .
الحضور
الكريم
ايها الخريجون الاعزاء
انني كفرد
منكم طلائع الخريجين من كلية الحقوق افخر مثلكم بأن اجيال الخريجين من كليتنا كانوا
حاضرين ناظرين في حياة لبنان السياسية موالاة ومعارضة، وفي ادارة الاختلاف او
الاتفاق حول السياسات الوطنية، وفي تثبيت دعائم النظام البرلماني الديموقراطي، ومنع
محاولات اعادة انتاج انماط متخلفة من السلطات التي اسقطت لبنان في السابق في آتون
الفتن.
انني متأكد
ان اجيال الخريجين من هذه الكلية سيبقون طلائع مقاومة شعبهم بمواجهة التحدي
والعدوانية التي تمثلها اسرائيل، وانتم ستكونون رواد حركة المقاومة المستمرة لشعبنا
حتى تحقيق التحرير الكامل، وحتى التأسيس لسلام شامل وعادل يرتكز علىاستعادة الحقوق
الوطنية لاشقائنا ابناء الشعب الفلسطيني وحتى محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، وهذه
مهمة ( حقوقية ) اخذها لبنان على عاتقه امام البرلمانيين العرب وهي تستدعي من كل
منكم جمع الوثائق والمستندات وبصمات ارهاب الدولة في اسرائيل ووقائع حفلات الاعدام
الجماعية للمدنيين العرب بيد جنود الاحتلال الاسرائيليين عن سابق اصرار وتصميم.
واخيراً لا
يفوتني ان انوه بالجهد الذي بذلته كلية الحقوق في اطار اختصاصها لجمع محاضر مجلس
النواب بطريقة علمية عصرية بإستخدام التكنولوجيا المعاصرة واتباعها الطريق ذاته
لجمع تاريخ التشريع في لبنان وهو امر اضافة الى اهميته التوثيقية والتأريخية، اثبت
ان الجامعة ليست مؤسسة مستهلكة وان بإمكانها ان تكون مؤسسة وطنية انتاجية.
كما لا
يفوتني ان اجدد التنويه بالاتفاقيات الموقعة مع عدد من الجامعات العربية لانشاء
معهد التحكيم للتجارة الدولية وبشبكة العلاقات مع جامعات مختلفة لاستقبال طلاب
لبنانيين.
ايها
الخريجون الاعزاء
ها نحن
نرسلكم لتكرزوا في القرى والبلدات فاي مكان تدخلون فلا تقعوا في التجربة وتكونوا
محامي الشيطان.
دافعوا عن
الحق والحقيقة
دافعوا عن حقوق الاوطان
دافعوا عن حقوق الانسان الذي هو رأسمال لبنان
عشتم
عاش لبنان
وفي الختام
وزع الرئيس برّي والدكتور قبيسي الشهادات على الخريجين.
|