انعقدت قبل ظهر اليوم في قاعة المكتبة العامة في المجلس النيابي، ندوة "تنمية محافظة بيروت"، التي تقام بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي، وفي حضور النواب: عاطف مجدلاني، محمد قباني، عماد الحوت، ميشال فرعون، عمار حوري، سيرج طورسركيسيان، ارتور نظريان، رئيس بلدية بيروت بلال حمد وعدد من الاخصائيين في المشاريع والبرامج التنموية، اضافة الى ممثلي المنظمات الدولية العاملة في المحافظة. كما حضر ممثلو الهيئات الاهلية الوطنية.

افتتح الندوة النائب محمد قباني الذي القى كلمة نواب بيروت، وجاء فيها:
"قد يتساءل البعض: وهل بيروت بحاجة إلى إنماء؟ وينطلق المشكك من اعتقاد بأن المطلوب فقط إنماء المناطق النائية، وخصوصا المحرومة منها. الجواب أن المطلوب هو الانماء العادل الذي يعطي كل مدينة أو منطقة حقها وحاجتها. ولكل منها خصوصياتها. فالأرياف مثلا - كالبقاع وعكار، تحتاج إلى تنمية قدراتها الزراعية بالإضافة إلى الخدمات الصحية والتربوية، وما قد يعزز ارتباط الإنسان بأرضه وبقائه فيها دون الهجرة إلى العاصمة أو المدن، فيما البلدات وقرى الاصطياف لها حاجات إنمائية خاصة بها.

اضاف :"بيروت ليست فقط عاصمة لبنان، فهي مع بعض ضواحيها تحتضن النشاطات الأساسية في الحقول الاقتصادية والمالية والتربوية والصحية. ولقد كانت قبيل حرب 1975 المركز الاقليمي الأول للمنظمات الدولية والشركات الكبرى، وهو دور فقدت معظمه أثناء الحرب وبسببها. إلا أن استعادة دورها ممكن من خلال تنمية البنى التحتية الضرورية، وأبرزها ما تحتاجه المؤسسات الناجحة من خدمات في حقول الاتصالات والكهرباء والمياه والنقل البري والبحري والجوي وسواها. إذ أن القطاع الخاص ما زال يؤمن المستوى المتقدم من الخدمات الصحية والتربوية والمصرفية".

وتابع :"لقد انعكست نكبة فلسطين عام 1948، وهجرة النخبة من رجال الأعمال والكفاءات الفلسطينية إلى بيروت إيجابا على دورها الاقتصادي، وكذلك فعلت الانقلابات العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. أما خلال السنوات الثلاثين الماضية فلم تستفد بيروت من فورة أسعار النفط، ولا من الأزمة المالية العالمية عام 2008، كما من الربيع العربي".

ورأى انه "لا يمكن أن تستعيد بيروت الدور المتألق الذي تستحق ما دامت الكهرباء في حال احتضار، والاتصالات سيئة، وخدمة الانترنت بطيئة، وأزمة السير خانقة و...و...و حق بيروت على الوطن وحكومته معالجة كل هذه المشاكل. من هنا كانت الحاجة إلى هذا المؤتمر".

وختم شاكرا باسم نواب بيروت الأمانة العامة في مجلس النواب، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجميع المسؤولين المشاركين والحاضرين، وإلى العمل.

ثم كانت كلمة مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان لوكا ريندا فقال:
"يسعدني ان اكون معكم اليوم لافتتاح ندوة "تنمية محافظة بيروت" المنعقدة في اطار مشروع التعاون بين مجلس النواب اللبناني وبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان، الذي سبق ان نظم سلسلة ندوات انمائية - مناطقية عن قضاء عكار (2000 -2006)، قضاء الشوف (2001)، قضاءي بعبدا - عاليه(2001)، قضاءي مرجعيون - حاصبيا (2002)، قضاءي صور- بنت جبيل (2004)، قضاءي البقاع الغربي - راشيا (2005)، قضاء زحلة (2011)، قضاء بعبدا (2011)، قضاء جبيل (2012) بالتنسيق والتعاون مع نواب هذه الاقضية".

واشار الى ان "هذه الندوات تشكل منصة للحوار والمشاركة للمعنيين كافة بقضايا التنمية لمنطقة او قضاء معين. وهي تجمع، ليس فقط نواب القضاء، بل ايضا ممثلي الوزارات، والمؤسسات العامة والحكومات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية العاملة في المنطقة المعنية، هذا دون ان ننسى الدور المهم لوسائل الاعلام، في اتاحة الفرصة لاجراء مناقشة مستنيرة عن مشاريع التنمية المناطقية. وتتراوح هذه المشاريع من مشاريع انشائية الى مشاريع اقتصادية محلية واجتماعية. وتغطي هذه الندوات طبيعة المشاريع واهميتها كما التحديات التي تعوق تنفيذها"، املا ان "يكون هذا اللقاء ايضا مناسبة لاعادة توجيه الاولويات وايجاد الحلول للتغلب على التحديات وفرصة للتسريع في تنفيذ المشاريع".

ورأى ان "الندوة المخصصة لمنطقة بيروت لها بالغ الاهمية ، ليس فقط لان بيروت هي عاصمة لبنان ويقطنها اكثر من مليون مواطن، بل ايضا لانها من منظور التخطيط المدني الرابط لعدد من المناطق المجاورة التي تشكل منطقة بيروت الكبرى والتي يقطنها ربما ثلث سكان لبنان. وبما ان معظم المشاريع في طبيعتها محلية وهي تقدم الخدمات لجميع المواطنين، بهذا يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الوطني والرفاه الاجتماعي. علاوة على ذلك، فان بيروت هي اكبر منطقة مدينية لذلك يجب ان يكون هناك بعض التركيز على التخطيط العمراني وابعاده مع الاخذ بالاعتبار اثارها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية".

وقال: "انني انتهز هذه الفرصة ايضا لاتحدث عن التحدي الذي يواجهنا كعاملين في مجال التنمية في كل مكان في لبنان، وبخاصة على المستوى المحلي وعلى مستوى بيروت بما ان التخطيط لعملية التنمية يتطلب احصاءات وبيانات دقيقة وموثوقة، ولبنان وللاسف من بين القلة من الدول التي ليس لديها احصاءات رسمية موثوقة وموحدة في العديد من المجالات. وكما يعلم الجميع، فلبنان لم يجر تعدادا للسكان منذ العام 1932، والدراسات الاستقصائية السكانية الدورية هي غير منتظمة. وبالتالي ينبغي اعطاء الاولوية لتقديم الدعم الكامل لتطوير قدرات ادارة الاحصاء المركزي والمؤسسات الاخرى ذات الصلة في انتاج ونشر الاحصاءات الرسمية في لبنان".

واكد ان "برنامج الامم المتحدة الانمائي ملتزم بمساعدة الحكومة اللبنانية والادارات المحلية لتعزيز قدراتها في التخطيط والتنفيذ وادارة عملية التنمية، سواء على المستوى الوطني المركزي او على المستويين المحلي والاقليمي"، لافتا الى ان برنامج الامم المتحدة الانمائي "اقام شراكات مع وزارات رئيسية ومع مؤسسات عامة، كذلك هو يعمل مع البرلمان اللبناني للمساعدة في السير قدما في جدول اعمال التنمية البشرية المستدامة. كما يعمل مع الادارات المحلية في معظم المناطق اللبنانية، خاصة المناطق الفقيرة في الضواحي التي تحتاج الى مزيد من التنمية، وذلك عن طريق تنفيذ المشاريع مثل التنمية الاقتصادية المحلية، والتدريب المهني، وتحسين الصحة والخدمات التعليمية".

ثم عرضت للمناقشة ورقة عمل عن الخصائص السكانية والاقتصادية والاجتماعية لمحافظة بيروت اعدتها المهندس المدني في الوحدة الانمائية لرئاسة مجلس الوزراء لبرنامج UNDP ماري لوزير ابو جودة، تضمنت الخصائص السكانية والاقتصادية والاجتماعية لمحافظة بيروت التي طغى عليها الطابع العمراني الشرقي وقدرت مساكنها الرئيسية (888813) مبنى، وتناولت الموارد الطبيعية في بيروت والواقع السكني والخصائص المعيشية والقطاع الصحي وقطاع النقل والبيئة.

وخلصت الى ان العاصمة بيروت لكي تعود كلؤلؤة الشرق تحتاج الى تنمية القطاعات التي ذكرت لاحقا.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها النائب تمام سلام، تم تناول مشاريع برنامج مجلس الانماء والاعمار، ومنها قطاع المياه والصرف الصحي والنقل والطرق. وقدم رئيس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد لائحة بالمشاريع التي انجزتها البلدية منها: متحف ذاكرة بيروت ومنها ترميم وادارة محطة شارل حلو وانشاء سوق خضار وفواكه بالمفرق ووضع مخطط توجيهي لتحويل ميدان سباق الخيل الى منتزه عام، وتأهيل المسلخ المؤقت في منطقة الكرنتينا واعمال البنى التحتية والفوقية لتصريف مياه الشتاء والمياه الآسنة وتغيير بلاط الارصفة، واعمدة الانارة والاشجار وتزفيت الشوارع وتأهيل الحدائق العامة.

وقدم الدكتور زاهي نعماني دراسة بمشاريع وبرنامج شركة سوليدير والتي تركز على المساحات الخضراء وعلى الحدائق وتأمين مواقف عامة سفلية للسيارات.

وقدم مدير الاستثمار في وزارة الطاقة والمياه غسان بيضون دراسة عن مشاريع وزارة الطاقة وقطاع المياه والصرف الصحي وقطاع الاتصالات.

الجلسة الثالثة

اما الجلسة الثالثة فترأسها النائب نبيل دي فريج وقد نوقشت خلالها ورقة عمل اعدتها رئيسة مصلحة التوجيه البيئي المهندسة لينا يموت حول مشاريع وزارة البيئة لمحافظة بيروت لمعالجة موضوع النفايات الصحية والمنزلية والنفطية وتلوث الهواء.

وفي نهاية الندوة وزع البيان الاتي:
"بتاريخ 17 تشرين الاول 2012، عقدت الامانة العامة لمجلس النواب بالتعاون مع مشروع برنامج الامم المتحدة الانمائي في المجلس ندوة بعنوان "تنمية محافظة بيروت"، شارك في الندوة السادة النواب: تمام سلام، عماد الحوت، محمد قباني، عاطف مجدلاني، عمار حوري، ميشال فرعون، ارتور ناظاريان، سيرج طورسركيسيان، وممثلو الوزارات والادارات العامة ومنظمات دولية ومحلية وبلدية بيروت والمخاتير.

افتتحت الجلسة بكلمة لنواب بيروت القاها النائب محمد قباني اشار فيها الى ان بيروت التي فقدت دورها الاقليمي الاول للمنظمات الدولية والشركات الكبرى خلال الحرب هي بحاجة الى استعادة هذا الدور، من خلال تنمية البنى التحتية الضرورية كما تطوير المؤسسات التي تقدم خدمات الاتصالات والكهرباء والمياه والنقل البري والبحري والجوي.

كذلك تكلم مدير مشروع الامم المتحدة الانمائي لوكا ريندا، مشيرا الى ان لهذه الندوة بالغ الاهمية ليس فقط لانها عاصمة لبنان ويقطنها اكثر من مليون مواطن، بل لانها الرابط لعدد من المناطق المجاورة التي تشمل بيروت الكبرى والتي يقطنها حوالي ثلث سكان لبنان، ان لتنمية بيروت تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الوطني والرفاء الاجتماعي.

كذلك اشار ريندا الى التحديات التي تواجه العاملون في مجال التنمية واهمها احصاءات دقيقة وموثوقة، ومطالبا باعطاء الدعم الكامل لتطوير قدرات الاحصاء المركزي والمؤسسات ذات الصلة في انتاج ونشر الاحصاءات الرسمية في لبنان.

كذلك قدمت خلال الجلسة الافتتاحية ورقة عمل عن الخصائص السكانية والاقتصادية والاجتماعية لمحافظة بيروت قدمتها المهندس المدني في الوحدة الانمائية لرئاسة مجلس الوزراء التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي الاستاذة ماري لويز ابو جودة.

وبدأت الجلسة الاولى عند الساعة 10,30 ادارها النائب الاستاذ تمام سلام عن المشاريع الانشائية لمحافظة بيروت، وقدمت خلالها عروض للمشاريع الانمائية بدأت بمشاريع بلدية بيروت عرضها رئيس بلدية بيروت الاستاذ بلال حمد، ثم مشاريع وبرامج مجلس الانماء والاعمار عرضها الاستاذ عاصم فيداوي عن قطاع المياه والصرف الصحي، ثم قطاع النقل والطرق عرضه الاستاذ ايلي حلو، ثم عرض لمشاريع وبرامج شركة سوليدير عرضها الدكتور زاهي نعماني، وقد تغيبت وزارة الطاقة والمياه ووزارة الاتصالات عن المشاركة دون ابداء الاسباب.

وعند الساعة 12,15 استكملت جلسة العمل الاولى بادارة النائب ميشال فرعون وقدمت خلالها العروض التالية:

ورقة عمل وزارة البيئة قدمتها رئيس مصلحة التوجيه البيئي الاستاذة لينا يموت، ثم عرض لقطاع النقل البري والبحري الاستاذ عبد الحفيظ القيسي والاستاذ حسن قريطم وعرض لقطاع الطيران المدني قدمه مدير عام الطيران المدني الاستاذ دانيال الهيبي.
ثم ورقة عمل وزارة الزراعة قدمها رئيس مصلحة التخطيط والتوثيق في وزارة الزراعة الاستاذ علي ياسين.

اختتمت الجلسة عند الساعة الثانية من بعد الظهر، على ان تستكمل هذه الندوة نهار الاربعاء المقبل، والتي سوف تتضمن عروضا عن البرامج الصحية والاجتماعية والثقافية والسياحية للوزارات المعنية".