استضاف الرئيس نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، لقاء حاشدا لرؤساء عشائر وعائلات وفاعليات وبلديات ومخاتير البقاع وبعلبك الهرمل، بمشاركة الوزير حسين الحاج حسن ونواب بعلبك الهرمل: غازي زعيتر، عاصم قانصوه، حسين الموسوي، علي المقداد، اميل رحمة، كامل الرفاعي، الوليد سكرية، ومروان فارس، والمفتي خالد صلح والمفتي خليل شقير والمطرانين سمعان عطاالله، والياس رحال. كما حضر اللقاء حشد من رجال الدين ومسؤولين في قيادتي حركة "امل" و"حزب الله" والأحزاب الوطنية والإسلامية.

وفي مستهل مأدبة الغداء التي أقامها تكريما للحضور، ألقى الرئيس بري كلمة جاء فيها:

"بداية اعتذر عن الذين جرى تقصير منا في دعوتهم. أهلا بكم في هذا اللقاء الذي كنت أود أن ينعقد في ساحة القسم في بعلبك او في الهرمل او في اي مكان عزيز من البقاع. لكن اردته لقاء ليس للحاضر بل للمستقبل.
ليس للكلام فحسب بل للعمل. أردته اتفاقا اطمح ان يصبح ميثاق شرف: ليس من باب المجاملة ان اقول ان البقاعيين هم طلائع مناهضة الاستعمار والانتداب وعنوان العروبة.

وان الطفار في جرود السلسلتين الشرقية والغربية وصولا الى وادي فيسان بدأوا مقاومين للاحتلال الاجنبي وليسوا مطلوبين.
واهل البقاع كانوا الاحتياط الاستراتيجي للثورة العربية من الغوطة الى حمص.
فهل ما زلنا على هذا العنوان وذلك المفهوم؟ اني اسأل.

وحديثا يجب ان يكون معلوما ان ابناء البقاع هم من تصدوا على كل خطوط التماس لعمليات الفرز الطائفي في النبعة وسبنيه وحي الغوارنة والكرنتينا وهم طليعة الذين تصدوا لمشروع التقسيم.
والاهم ان البقاع الواعد واهل البقاع هم خزان المقاومة للاحتلال الاسرائيلي ، وطليعة المقاومة الوطنية الاسلامية".

وأضاف: "لقد قاد عدنان حلباوي ابن حركة امل المقاومة للاجتياح الاسرائيلي عام 82 على بوابة خلدة، وقبل ذلك كان البقاع شاهدا على القسم في بعلبك خلف الامام موسى الصدر، وكانت عين البنية شاهدا على انطلاقة افواج المقاومة اللبنانية امل وسميت هذه القاعة باسم شهدائها.
والمقاومة الإسلامية الم تفقد اعز قادتها السيد عباس الموسوي شهيدا ورائدا وقائدا على تراب الجنوب؟ ولما يزل ابناء البقاع الى جانب ابناء الجنوب هم حراس ثغور الوطن
اذا ما الذي حصل ويحصل؟
لماذا لم يعد يسمع عنا في هذا البقاع المنيع سوى جرائم الثأر والخطف والتهريب والإتجار بالممنوعات؟
سامحوني لصراحتي ولكن هذا الوقت كما قلت وقت المصارحة.
وهل كل المسؤولية تقع على عاتقنا هناك؟
الجواب، وبكل صراحة وصدق وتحسس وتلمس، نعم ولا.
لا، لأن البقاع بقي طيلة عهد الإستقلال الى اليوم مساحة انتظار للدولة. وهو ليس مساحة طفار وليس منطق متمردة على الدولة والنظام والقانون.

ابناء البقاع هم احد اهم الموارد الأساسية للجيش اللبناني والقوى الأمنية، والمثل على ذلك بريتال كم من ابنائنا خدم ويخدم في الجيش والقوى الأمنية فهل صحيح تصبح صورة بريتال هي مشهد سارقي السيارات ام صورة المدافعين عن امن الوطن وامن المجتمع.
اني اشهد ان البقاع -ابناء العشائر والعائلات-هم متفوقون في المهن الحرة وفي شتى الجامعات في العالم ،طب - هندسة -قانون.
وهم مع اهل عكار العمود الفقري للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لذلك كله قلت في كلمتي الأخيرة في ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر في النبطية ان الدولة مطلوبة لكم ولستم انتم المطلوبين للدولة. هي الطافرة هي الغائبة".

وتابع: "من ناحية ثانية، الجواب: نعم.
أنا أعرف أن هناك ما يزيد على 32 الف مذكرة توقيف نحو 20 الف منها تحمل عناوين مخالفات هي بحاجة لمعالجة والباقي زراعة وتعاطي وتجارة مخدرات وثأر وخطف.
فهل نترك هذا الجزء من منتصف الليل يتغلب على نهارنا الناصع بالبياض؟ هل نريد ان نحرم من اي استثمار للقطاع الخاص في تلك المناطق الشاسعة مقابل الشمس سميت اهراءات روما وعلى حق؟.

هل تعلمون أنه نتيجة بعض الارتكابات حتى ابناء البقاع يهربون من اقامة مشاريع انتاجية ومحال تجارية وخدماتية في اراضيهم وبين اهلهم؟
لا والف لا. لن نقبل هذا على الاطلاق، واسمحوا لي ان اخذ المواطنية البقاعية هذه المرة. لذا تباحثنا مع المراجع السياسية وبعد التشاور مع الاخوة في حزب الله ومع فخامة الرئيس ودولة الرئيس والقوى الامنية وخصوصا مع قيادة الجيش بضرورة التواجد في البقاع، ليس لخطة امنية فحسب بل بصورة دائمة. حتى لو ادى ذلك الى سحب قوات من وحداته من الجنوب فبرأيي المتواضع المناعة في الداخل لا يمكن فصلها عن احد اهم الفصول في مقاومة الاحتلال".

وأكد "أن الجريمة في البقاع وفي كل لبنان والمنظمة منها تحديدا، مؤامرة ضد التحرير، لذا وفي القريب العاجل سترون وحدات الجيش والقوى الامنية من ابنائكم ينتشرون في شتى انحاء البقاع من اجل تثبيت الامن والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه اعتبار البقاع خارجا عن الدولة.
سيثبت هذا الجيش الوطني الأبي انكم وبمساعدتكم اولا وآخرا لستم خارجين عن القانون والاهم سيثبت ان الدولة ليست خارجة عن البقاع وعن بعلبك الهرمل تحديدا.

الجيش هذا بحاجة الى مؤازرتكم ودعمكم، فهو منكم وبالتالي لكم، بهذا نزيل احد اسباب الفلتان ولكنه ليس الاهم.
الاهم اننا نحن لا نتطلع الى البقاع كمشكلة أمنية قائمة بحد ذاتها، بل كنتيجة لمعاناة البقاع وحرمانه وغياب فرص العمل وزراعة الريح كزراعة بديلة.
اختصارا، الخطة الامنية وحدها لا تكفي، بل يجب أن تواكب وترافق بالتنمية.
الدولة ليست فقط وسيلة قوة، بل هي ايضا مشاريع وخدمات".

وتابع: "كي لا نكرر دائما ما نسمعه وتسمعونه، هذه المرة "الصبي على الصينية"، لم نعد نقبل وعودا على الطاولة وهذه لائحة بما تقرر بمجلس الوزراء ولم تعد القصة قصة مطالب، بل مشاريع مقررة بدأ وسيبدأ تنفيذها:

في وزارة الاشغال العامة اقرأ بعض الشيء المقرر حسب جداول الوزراء في منطقة البقاع: سرايا بعلبك 3 ملايين دولار. ولكي لا اتكلم عن تفاصيل مشاريع صغيرة عدا عن تزفيت وجدران دعم لمعظم قرى وبلدات البقاع.

في مجلس الإنماء والإعمار، محافظة البقاع: تمديدات خطوط مجاري على بحيرة القرعون بعد انشاء المحطة والتمديدات غير موجودة بنسبة ستين في المئة، ايضا تمديدات خطوط المجاري لمحطة القرعون.

محافظة البقاع في وزارة الصحة العامة: مستشفى البقاع الشمالي بين بعلبك والهرمل، بين العين واللبوة، بقيمة ثلاثة ملايين وخمسمائة الف دولار. مستشفى قرى غرب بعلبك وهو مستشفى آخر.
تطوير مستشفى الهرمل ب700 الف دولار.
مستشفى مشغرة مليون و500 الف دولار.

في وزارة الطاقة: هناك عدد كبير يتجاوز ال22 بندا يتعلق بتأهيل وتركيب شبكات محطات معالجة سواء كان في اليمونة بحدود المليوني دولار، او بمحطة تعقيم في فلاويه بخمسمئة الف دولار ومشاريع في بيت الطشم، الشواكير، البويضة، المنصورة، حوش السيد علي، القصر، الزويتيني، الكواخ، الشربين، السويسة، مراح العين، فيسان، الحرف، جوار الحشيش، الميدان. وهناك مشاريع اخرى في مناطق أخرى مثل الخرايب، وادي فعرة، بعلبك، ايعات، دورس، يونين، مجدلون، حوش بردى، زبود، حوش تل صفية وغيرها، وصولا الى جنتة ويحفوفة وسرعين الغربية وشبكة الهرمل ومحطة الهرمل بحدود عشرة ملايين دولار.

وزارة الزراعة: هناك طرق زراعية، وبرك اصطناعية، وهناك دعم للمزارعين، وأهم هذه الامور على الاطلاق المؤسسة العامة للزراعات البديلة التي هي بقيمة اربعين مليار ليرة سنويا على خمس سنوات، على ان تبدأ برئاسة معالي وزير الزراعة ابتداء من اليوم. ولكي لا اتكلم، وما لك في المدينة في هذا الموضوع، واتمنى على اخي معالي الزراعة ان يباشر بهذا الموضوع لانه الاكثر حيوية بالنسبة لمنطقة البقاع التي عبرنا عنها كما عبر عنها الرومان بانها اهراءات روما".

وأعطى الرئيس بري الكلمة لوزير الزراعة حسين الحاج حسن لعرض بعض المنجزات التي حققتها الحكومة، فقال الوزير الحاج حسن:
"ان البقاع سيبقى بقاع مقاومة وبقاع السيد موسى الصدر والسيد عباس الموسوي، بقاع الشهداء والاسرى والجرحى والمجاهدين، وهو لم يتغير على الاطلاق ولن يتغير، وسيبقى بقاع المتعلمين، وهنا نشير الى نسبة المتفوقين التي التي اظهرتها عمليات التخريج، ولكن يؤلمنا ما وصلت اليه الصورة عن البقاع وعن بعلبك - الهرمل. نعم عانينا الحرمان، ولكن من واجبنا ان نقول انه منذ عام 1992 هناك انجازات، ومن واجبنا ان نعدد ما انجز وما هو مطلوب حتى لا نصور بقاعنا كأنه لا شيء. فكم من الطرق أنجزت هذه السنة فقط. ونحن أفضل من مناطق اخرى في هذا المجال، والطرق التي تعرقل تنفيذها ليس بسبب الدولة، ولن ادخل في التفاصيل".

أضاف: "كم من شبكات مياه للشرب انجزت وكذلك من مجال الصرف الصحي، لكن هناك نقصا نسجله من منطقة بعلبك الهرمل.
وفي موضوع السدود، انني يا دولة الرئيس عملت بجهد كبير لانجاز مشروع الليطاني على منسوب 800 متر، والمتوقف منذ 50 سنة.
وهناك وعد من وزير الطاقة بأن تكون هناك خاتمة لمشروع سد العاصي واعادة العمل في 20 من الجاري بعد التعقيدات الكبيرة التي حصلت.
وفي الكهرباء هناك نواقص، ووضعنا لائحة بكل النواقص في المشروع المطروح.
وفي المنشآت، كما بنينا سرايا الهرمل سنبني سرايا بعلبك، وأنشأنا ملعب بعلبك الاولمبي وسوق بعلبك قيد الانجاز.
وفي الصحة انجز مستشفى الهرمل وكذلك تم تطوير مستشفى بعلبك وحصتنا من الاعتمادات الصحية هي من الاعلى في لبنان وفي المدارس بعدما تم تلزيمه".

وتابع: "ليس هناك نقص لاكثر من اثنين او ثلاث من المدارس، وفي المهنيات لدينا فائض. ونسأل عن الجامعة في بعلبك - الهرمل، لدينا جامعة وفيها ثمانية اختصاصات، بدأنا في العام 2005 وسنتابع.

وفي موضوع النفايات الصلبة، فإن محافظة بعلبك الهرمل من المحافظات القليلة التي أنجزت مشاريع لمعالجة النفايات الصلبة".

واضاف الوزير الحاج حسن "إن المشكلة في بعلبك - الهرمل هي مشكلة اقتصادية، والإقتصاد هو اقتصاد زراعي وقد أهمل في السابق، وكنت أقول دوما ليس هناك زراعات بديلة، هناك سياسات بديلة وقد أنجزتها الحكومة الحالية، فهناك دعم لزراعة الحبوب والمواشي والأعلاف والري، وموازنة الدعم وصلت الى 320 مليارا، منها مئة فقط لبعلبك الهرمل".

وختم: "لدينا مطلبان: الأول أنه عند التعيينات يجب ان يكون هناك تعيين محافظ بعلبك - الهرمل اولوية، ودولتكم تستطيعون ان تقولوا لمن يهمهم الامر ويعنيهم ان هذا الموضوع اساسي. والأمر الثاني في ما يتعلق بمشروع المؤسسة العامة للزراعات البديلة، وقد أنجزت المراسيم التطبيقية لهذه المؤسسة وسترفع الى مجلس الوزراء خلال ايام قليلة لنعلن عن تعيين مجلس ادارة لهذه المؤسسة. معا نتعاون يا دولة الرئيس من اجل البقاع ومن اجل بعلبك- الهرمل ومن اجل لبنان".

ثم أفسح الرئيس بري لمداخلات عدد من الحاضرين وأسئلتهم عن الإنماء والأمن.
وشدد على تلازم الأمرين، مكررأ الدعوة الى تعاون الجميع في اطار تعزيز الأمن والنهوض بالمنطقة، وواعدا ببذل "المزيد من الجهد الشخصي لتنفيذ المشاريع الإنمائية والحيوية لهذه المنطقة المحرومة".
وأكد "التعاون بين الجيش والأهالي لإشاعة اجواء الإستقرار".

هذا وقد استقبل الرئيس بري في عين التينة ظهر اليوم، المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد وعرض معه التطورات.