رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمد الأبرش زار لبنان بدعوة رسمية من نظيره الأستاذ نبيه بري

والتقى الرؤساء الثلاثة ومسؤولين لتفعيل التعاون بين البلدين


 

اليوم الأول ـ الجمعة 9/1/2004

 

وصل بعد ظهر الجمعة 9/1/2004 رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الأبرش إلى بيروت ترافقه زوجته السيدة زهرة مترئساً وفداً نيابياً كبيراً من 22 عضواً ضم نائب رئيس مجلس الشعب ناصر قدور، إنعام عباس، أحمد الشامي، محمد الحبش، حنين نمر، الدكتور فيصل كلثوم، رمضان عطية، هدى حمصي، معن بركات، الدكتور عدنان السخن، محمد زعال العلي، عمار بكداش، عبدالله الأطرش، عبود الصالح، عمار دراق السبيعي، إسماعيل عبيد، عاطف النداف، عبد الرزاق القطب، شمس الدين العجلاني، محمد ناصر الواوي ومحمد الجمال

في زيارة رسمية تستمر إلى الاثنين تلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي كان وزوجته السيدة رندة في استقباله في فندق بالم بيتش في حضور نائب رئيس المجلس الأستاذ ايلي الفرزلي الذي رافق الأبرش من المصنع، والنواب مخايل ضاهر وعلي الخليل، ووليد عيدو وعبد الرحمن عبد الرحمن ونادر سكر، ومحمد علي الميس وسامي الخطيب، وفيصل الداوود، وسيرج طورسركيسيان وغازي زعيتر وعضوي الجانب اللبناني في لجنة التفاهم بلال شرارة وحافظ الصايغ.

 

وفي تصريحاته إلى الصحافيين قال الرئيس الأبرش:

"نحن صامدون ومستمرون في وجه التهديدات التي توجه ضد لبنان وسوريا".

 

ورداً على سؤال عن الترسانة العسكرية التي تملكها إسرائيل من أسلحة دمار شامل قال:

"نحن نتكلم على سوريا، وهي الدولة الأولى التي طالبت بإزالة أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط. وبحكم موقعها في مجلس الأمن طلبت وأصرت على إزالة أسلحة الدمار من المنطقة، وهي متلزمة قرارات الأمم المتحدة وإسرائيل دوماً هي دولة عاصية بكل عرف دولي وأخلاق دولية". وآمل "ان تقيس الولايات المتحدة الأميركية بمقياس واحد بالنسبة إلى العرب وإسرائيل".

 

وعن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لتركيا قال: "كانت رائعة وأينما يذهب الرئيس يذهب معه السلام والحب والانتاج".

 

وبعدما رحب الرئيس بري بضيفه، قال "أن المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري يقوم بواجباته. الا اننا نريد تعزيزاً أكثر للعمل وتطبيقاً لما اتفق عليه. إذ يصير اتفاق على أمور لا نرى ترجمة حقيقية لها ميدانياً. لذا، على المجلسين النيابيين ان يراقبا هذا الأمر ويحاسبا الحكومات في سبيل ترجمة الأقوال أفعالاً."

 

من جهته، أكد الرئيس الأبرش "التلاحم المصيري بين القطرين" وقال:

"نؤكد أيضاً ان شعبنا واحد، والمسيرة المتلاحمة السورية ـ اللبنانية كانت ولا تزال أحد معالم المسيرة العربية". وشدد على العمل الجماعي، مشيداً بالعلاقات اللبنانية ـ السورية ـ وقال: "إننا هنا من أجل تفعيل التعاون القائم".

 

ورد الرئيس بري: "لا فرق بين العلاقات البرلمانية أو الحكومية او الشعبية في ما يتعلق بالعلاقات بين سوريا ولبنان. إنما لأجل ترجمة هذه العلاقات عملاً جدياً يعكس نفسه ليس فقط على مستوى الشعب الواحد في سوريا ولبنان، بل ليتعدى ذلك إلى تنسيق على المستوى العربي والعالمي وخصوصاً في المؤتمرات الدولية إضافة إلى "بحث كيفية تنظيم العمل البرلماني والتقنية البرلمانية بين المجلسين. هذه أحد أهداف الزيارة التي كان لنا الشرف بدعوة كريمة من دولة الرئيس لزيارة دمشق ووقعنا هناك اتفاقاً في هذا الصدد، نحن الآن في بداية ترجمته".

 

ورداً على سؤال قال: "ان كل بند من هذا الاتفاق سوف نترجمه، وإذا اقتضى الأمر ان يكون هناك ملحق فلا بأس".

 

ولاحقاً أقام الرئيس بري مأدبة غداء تكريماً لرئيس مجلس الشعب السوري والوفد المرافق.

 

الرئيس الأبرش زار قصر بعبدا والتقى فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود

 

استقبل رئيس الجمهورية العماد إميل لحود مساء الجمعة 9/1/2004 رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الأبرش الذي يزور لبنان، بدعوة رسمية على رأس وفد نيابي كبير.

 

حضر اللقاء مستشار رئيس الجمهورية لشؤون السياسة الخارجية الدكتور جورج ديب.

وأفادت المعلومات الرسمية ان الرئيس لحود أكد خلال اللقاء "ان العلاقات المميزة التي تجمع بين لبنان وسوريا، هي نموذج يحتذى لما يجب أن يقوم بين الدول العربية من تعاون ووحدة موقف في مواجهة التطورات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي".

 

واعتبر الرئيس لحود ان الأوضاع التي تمر بها المنطقة، تحتم المزيد من التنسيق في المواقف بين الدول العربية كافة لأن الوحدة قوة. وأضاف:" ان الاستراتيجية الواحدة التي اعتمدها لبنان وسوريا، أعطت قوة يوظفها البلدان من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة والذي يقوم على تطبيق قرارات الشرعية الدولية. كما مكّنت هذه الاستراتيجية لبنان من تحرير القسم الأكبر من أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، وأمّنت استقراراً يمكن البناء عليه من أجل النهوض بالبلاد اقتصادياً واجتماعياً.

 

ورحب بالتنسيق القائم بين مجلسي النواب والشعب في كل من البلدين، معتبراً ان هذا التعاون يكمّل ما هو قائم حالياً بين الوزارات اللبنانية والسورية في مجالات إنمائية واقتصادية وتربوية واجتماعية تنفيذاً لمعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق القائمة بين البلدين.

 

وأشار الرئيس لحود إلى "ان السياسة السورية تجاه لبنان والتي أرسى قواعدها الرئيس الراحل حافظ الأسد، مستمرة بالزخم والتصميم إياه مع الرئيس الدكتور بشار الأسد، وقد أثبتت الأيام صوابية الخيارات القومية والداخلية لكلا البلدين".

 

وجدد رفض لبنان وسوريا للإرهاب، معتبراً ان الأعمال الإرهابية المدانة شيء، والنضال من أجل استعادة الحقوق المسلوبة شيء آخر. ورأى "أن التهيدات التي تستهدف كلاً من البلدين "هي وسائل ضغط لدفع لبنان وسوريا إلى تبديل مواقفهما القومية التي لن تتغير مهما اشتدت الضغوط وتشعبت لأنها مستندة إلى قوة الحق التي لا قوة قادرة على التغلب عليها".

 

ودعا إلى تحرك إعلامي لبناني ـ سوري مشترك لمواجهة الحملات التي تستهدف البلدين، مشيراً إلى ان قلة الإمكانات لا يجوز ان تكون عائقاً دون هذا التحرك. كذلك دعا إلى الاستفادة من قوة الاغتراب اللبناني والسوري وانتشاره في دول العالم، مؤكداً ان الجاليات اللبنانية والسورية في دول الاغتراب قادرة على تشكيل نواة قوة ضاغطة في مواجهة اللوبي الصهيوني، الذي يعمل على زرع الخلافات والحد من الفاعلية الاغترابية، وقال: علينا أن نواجه هذه المحاولات من خلال تعزيز التواصل مع المغتربين، وإيجاد الأطر القانونية المناسبة لتأمين تفاعلهم مع المجتمعات في أوطانهم الأم".

 

ورد الرئيس لحود على أسئلة أعضاء الوفد النيابي السوري، فعرض لتاريخ العلاقات اللبنانية ـ السورية ولأهمية الخيارات المشتركة لكلا البلدين، معتبراً ان وحدة الموقف بينهما كفيلة بمواجهة كل المؤامرات التي تستهدف كرامة الأمة العربية وحقوقها المشروعة، وقال:

"المهم الا يتنازل العرب عن حقهم، والا يسلموا بأي حلول جزئية أو مشبوهة، لأنهم إذا تنازلوا في أمر واحد فإن السبحة قد تكر، ولن يكون في الإمكان وقفها. لقد اخترنا التمسك بحقوقنا وبمواثيق الأمم المتحدة وقراراتها، ولن نتراجع مهما كلفنا ذلك من ثمن. الا اننا في الوقت نفسه، ندعو الأمم المتحدة إلى ان تعزز الثقة بنفسها وبدورها وبقدرتها، وتستفيد من دعم الدول المحبة للسلام والعدالة لها، فتستعيد دورها من دون تردد ولا تتساهل في ما هو حق لها".

 

وكان الرئيس الأبرش استهل اللقاء شاكراً للرئيس لحود استقباله، معرباً عن سعادته لوجوده والوفد المرافق في بيروت تلبية لدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني، للتشاور في عدد من المواضيع المشتركة، ولاستكمال التنسيق في العمل التشريعي والإطلاع على ما حققه لبنان من إنجازات عززت النظام البرلماني الديموقراطي الذي ارتضاه اللبنانيون.

 

وأشاد الرئيس الأبرش "بمواقف الرئيس لحود الوطنية والقومية والتي تلتقي مع مواقف الرئيس الأسد والقيادة السورية" وقال:

"كنا نتمنى لو ان هذا التوافق بين القائدين اللبناني والسوري، يعمم على كل الدول العربية لأن الوضع سيكون مختلفاً ولصالح وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات المرتقبة في المنطقة".

وأضاف: "ما سمعناه منكم يا فخامة الرئيس من التزام ووطنية، يزرع الارتياح في نفوسنا لأننا أمام قائد عربي واضح المواقف والتوجهات، مدرك حقيقة الأمور ومصمم على مواجهتها لمصلحة بلده وشعبه وأمته، ونأمل ان تستمر مسيرتكم الظافرة وان ينضم إليها أخوة عرب آخرون لأن التماسك العربي يريح كل من لبنان وسوريا والشعبين الشقيقين الحريصين على ترجمة الشعار الخالد الذي أطلقه الرئيس الراحل حافظ الأسد "شعب واحد في بلدين"، وهذه المسيرة التي بدأها الرئيس الخالد مستمرة مع الرئيس الدكتور بشار الأسد لما فيه خير البلدين ومصلحة الشعبين".

 

وقد تحدث عدد من النواب السوريين عارضين لوجهات نظرهم من الأحداث، ورد الرئيس لحود على أسئلتهم.

 

وفي نهاية اللقاء، حمّل رئيس الجمهورية رئيس مجلس الشعب السوري تحياته إلى الرئيس السوري بشار الأسد، متمنياً ان تحقق زيارة الوفد إلى لبنان الأهداف التي أعدت من أجلها.

وحضر اللقاء أيضاً النائب غازي زعيتر، والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري وأعضاء الوفد وعددهم 17 نائباً.

 

رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الأبرش زار رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري

 

زار رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الأبرش مساء الجمعة 9/1/2004 رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري في دارته في قريطم في حضور وزير الاقتصاد مروان حمادة والنائب غازي زعيتر والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري.

 

أثر اللقاء قال الرئيس الأبرش:

" كنا سعداء باللقاء مع السيد رئيس الوزراء اللبناني، وكان حديثاً معمقاً وطويلاً حول وسائل التكامل الاقتصادي بين لبنان وسوريا، والموضوع كان في منتهى الجدية وطرح على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأبدى الرئيس الحريري استعداداً أكثر من منفتح في اتجاه أي تكامل للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وهو الوضع الطبيعي لشعب واحد في أرضين. نحن سعداء جداً باللقاء وقد ازدادت الصورة ترسيخاً لدينا حول دور الرئيس رفيق الحريري في إعادة بناء لبنان اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً."

 

ومن ناحيته، قال الرئيس الحريري رداً على سؤال حول موعد اجتماع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية المشتركة اللبنانية ـ السورية:

"إن هذا الأمر كان من المواضيع التي بحثناها مع سيادة الرئيس والوفد المرافق. وفي البداية أود الترحيب بسيادة الرئيس وجميع النواب أعضاء الوفد المرافق، لقد كان النقاش جدياً حول ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا لتصبح في مستوى العلاقات السياسية والأمنية الموجودة في أعلى مستوى، وهذا الأمر نحن ندعو له دائماً، وأنا أضع آمالاً كبيرة على الاجتماع المقبل في 14 كانون الثاني الحالي في دمشق من أجل وضع الأسس لتطوير العلاقات مع الحكومة الجديدة في سوريا.

نحن في لبنان مستعدون وكذلك الأخوان في سوريا، رئيس مجلس الشعب ورؤساء اللجان أبدوا كل استعداد لدعم الحكومتين في أي توجه من أجل التكامل الاقتصادي على أوسع مدى في الظروف الراهنة". 

 

اليوم الثاني ـ السبت 10/1/2004

 

وصل رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الابرش والوفد المرافق عند الأولى والنصف من بعد ظهر السبت 10/1/2004 إلى مجلس النواب واستقبله رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ـ صاحب الدعوة ـ في الباحة الخارجية أمام مبنى المجلس، ثم عزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي النشيدين السوري واللبناني، واستعرض الرئيسان على وقع موسيقى قوى الأمن ثلة من شرطة المجلس، وصافح الرئيس الضيف والوفد المرافق أعضاء هيئة مكتب المجلس والأمين العام عدنان ضاهر.

وانتقل الجميع إلى القاعة العامة للمجلس حيث شرح الرئيس بري للرئيس الابرش بشكل عام آلية انعقاد الجلسات العامة التشريعية والرقابية.

 

 بعد ذلك عقد الرئيسان بري والأبرش اجتماعاً ثنائياً في مكتب رئيس مجلس النواب، قبل عقد جلسة موسعة بين الجانبين اللبناني والسوري.

وحضر عن الجانب السوري الرئيس محمود الابرش ونائب الرئيس ناصر قدور، وأعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية النواب: أحمد الشامي، انعام عباس، محمد الجش، فيصل كلثوم، محمد الحلاق، حنين نمر، رمضان عطية، هدى الحمصي، عدنان السخني، عاطف النداف، عمار بكداش، عبدالله الأطرش، عبود الصالح، دراق السباعي، معن بركات، محمد زعال العلي، والأمين العام للمجلس عبد الرزاق القطيني، ومدير العلاقات العامة ناصر الواوي ومدير المكتب الإعلامي شمس الدين العجلاني، ومدير مكتب الرئيس محمد عيد الحمال.

وعن الجانب اللبناني: الرئيس نبيه بري، نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، رئيس الجانب اللبناني في لجنة التفاهم البرلماني اللبناني ـ السوري رئيس لجنة الإدارة والعدل مخايل ضاهر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية الدكتور علي الخليل، أعضاء هيئة مكتب مجلس النواب: أنطوان حداد، فريد الخازن، عبد الرحمن عبد الرحمن، أيمن شقير، وسيرج طورسركيسيان، وأعضاء لجنة التفاهم النواب: غازي زعيتر، وليد عيدو، الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، والأمين العام للشؤون الخارجية بلال شرارة، وحضر أيضاً الأمين العام للمجلس الأعلى.

 

بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة خرج الرئيسان بري والأبرش وتحدثا للصحافيين عن نتائج المحادثات. فبدأ الرئيس الابرش بالقول:

"ان المحادثات تنصب في نفس القالب الدائم بين سوريا ولبنان،وحدة المصير، وحدة المسار، وحدة الدرب، ونخطو خطوات مستمرة في اتجاه التكامل بين القطرين لأننا شعب واحد في بلدين، ونستمر في هذا الاتجاه، ونعمق ما أمكن هذه الصلات التاريخية بين الشعب العربي في سوريا وفي لبنان.

 

وسئل: هل حان أوان التحضير لانعقاد المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري؟

أجاب: مما لا شك فيه نحن نحاول ان نضع أداة لتفعيل القرارات التي صدرت بين لبنان وسوريا، وإذا وجدنا ان هذه القرارات يتوجب تفعيلها فسنطرح اقتراحنا بأن يعقد اجتماع للجنة العليا اللبنانية ـ السورية. وهذا واقع وننطلق من قضايا ندرسها الآن بالاشتراك مع البرلمان اللبناني، وسنرى بنتيجتها ما يمكن ان يحدث.

 

وسئل عن التهديدات الأميركية الأخيرة والحديث عن وجود شبكة إرهاب في منطقة البقاع اللبناني؟

أجاب: كنا نتمنى ان تنظر أميركا لنا ولو يوماً بمنظار سليم، فالمنظار الأميركي هو منظار متحيز دائماً ضدنا، ومهما عملنا من إيجابيات تقول إننا مخربون ومتمردون، وحتى العمليات الاستشهادية تسميها إرهاباً.

أضاف: في الحقيقة نحن نحتاج ان تنظر الولايات المتحدة الأميركية نظرة طبيعية باتجاه سوريا ولبنان، وبأن تنظر إلى هذه العلاقات بمقياس عقلاني محايد وعادل، ونتمنى من زملائنا في الكونغرس الأميركي ان ينظروا إلى الحقائق بصورة أفضل بكثير مما ينظرون إليها الآن، وان يحكموا على الأمور بمعطيات طبيعية وصلبة وسليمة، ولكن يبدو للبنان ان هذه المعطيات للأسف تنبع من النبع الإسرائيلي وان هنالك مكيالين: مكيال إسرائيلي ومكيال باتجاه الدول الأخرى في المنطقة.

 

وقيل له ان شارون يقول ان إسرائيل لن تفاوض سوريا قبل وقف دعمها للإرهاب والمقصود المقاومة؟

 فقال الرئيس الابرش: شارون يعرف ونحن نعرف ان سوريا لا تدعم الإرهاب. وهو يعرف ونحن نعرف ان المقاومة ليست فعلاً سياسياً إنما المقاومة هي رد شعبي وإرادة شعبية، وهذا واقع، وليس هنالك إرادة سياسية تقف أمام مشروع وطني قائم من أجل تحرير الأرض والبلد، وان ما يسمى عنده بالعمليات الإرهابية نحن نسميها عمليات استشهادية، ونحن لا نستطيع ان نقول، أو ان ندين هذه العمليات لأنها أمر واقع ناجم عن الرغبة الطبيعية لدى العربي الفلسطيني لتحرير أرضه، ونحن نمّيز تماماً كما ميزنا بين الفعل الإرهابي وبين العمليات الاستشهادية. نحن ضد الإرهاب وسوريا هي أول بلد تعرض للإرهاب في المنطقة وراح آلاف القتلى والجرحى لسوريا في الثمانينيات. وفي ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الأميركية تعرف ان هناك عمليات إرهابية مشجعة من قبل الولايات المتحدة بالذات، وقد أشار الرئيس الخالد حافظ الأسد في ذلك الوقت وقال: للمسؤولين في البنتاغون الأميركي إننا نحن نود ان نضع تعريفاً واضحاً للإرهاب وللمنظمات الإرهابية، وطلبنا التدخل العالمي لإيقاف الإرهاب في المنطقة، وفي كل المناطق، وتقوم سوريا الآن بجهد واضح لمكافحة الإرهاب، وتتعاون مع كل المنظمات الدولية لأنها دولة بالفعل ضد الإرهاب، لكنها أبداً ليست ضد المقاومة.

 

ورداً على سؤال آخر، قال الرئيس الابرش:

اليوم كنا نفعل مسارات محددة بين البرلمانيين في سوريا ولبنان، نحن الآن نبحث عن توحيد الهيكلية الإدارية من أجل القيام بعمل مشترك قائم ومواز وكنا نضع القواعد من أجل العمل الدبلوماسي كما أطلق عليها دولة الرئيس بري تسمية: "الدبلوماسية البرلمانية المشتركة" والتي وضعت قواعدها، وسيكون هنالك وفود مشتركة بين البرلمانين اللبناني ـ والسوري لعرض قضايانا المصيرية الواحدة دائماً، وسيكون هنالك محاولات في الجو العربي الذي لا يوحي بالثقة الآن من أجل نقل فكرة صمود هذين البلدين، لبنان وسوريا، والبحث عمن يسمع بصورة أفضل إلى ان هذه التهديدات الموجهة إلى سوريا ولبنان هي بالنتيجة موجهة ضد العرب، وانه إذا لم يستيقظ العرب الآن، فلن يستيقظوا أبداً، وان الموضوع السوري اللبناني هو شأن عربي واضح.

 

وصرح الرئيس بري فقال: بداية، مرة أخرى، وعبر وسائل الإعلام، نتقدم بالترحاب وبالشكر لدولة الرئيس الأخ محمود الابرش والوفد المرافق الكريم من نائب الرئيس ورؤساء اللجان البرلمانية وأمناء السر بزيارة لبنان، هذه الزيارة التي هي أولى التطبيقات الحقيقية لما تم الاتفاق عليه في اتفاق التفاهم الذي وقع بين مجلس الشعب السوري والمجلس النيابي اللبناني. أردنا اليوم في هذا الاجتماع ان نضع النقاط على الحروف وأن لا نكتفي بالأقوال خاصة ان الكثير من الاتفاقات، مرة أخرى نكررها، وقعت في ما بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وفي كثير من الحالات كانت الحكومة اللبنانية مقصرة عن تنفيذ مثل هذه الاتفاقات، على سبيل المثال مصانع التبغ والنسيج وبعض السدود المائية في منطقتي البقاع وعكار أي المناطق الأكثر حرماناً في لبنان. أردنا ان لا تتدخل السلطات التشريعية بموضوع السلطات التنفيذية، ان يكون التنفيذ مباشراً بالنسبة لهذا الأمر، وتم الاتفاق على انه كل شهرين تنعقد اللجنة المشتركة البرلمانية اللبنانية السورية دورياً أما في دمشق وأما في بيروت وتقرر ان يكون الاجتماع الأول في الرابع من نيسان المقبل. الأمر الثاني أيضاً هو حول التحرك الدبلوماسي وهناك رغبة سورية أكيدة في العودة أو استعادة مقعدها في الفرانكوفونية ويمكن للبنان ان يلعب دوراً في هذا المجال خصوصاً وان هناك اجتماعاً للمنطقة في 19 الجاري، وسوف يقدم لبنان كل مؤازرة لاستعادة سوريا مكانها ضمن الفرانكوفونية.

 

أضاف: تم الاتفاق كما تفضل دولة الرئيس، في كثير من الحالات يوجد مصلحة مشتركة ان يكون الوفد مشتركاً بين لبنان وسوريا.

 ولعل أول هذا الأمر ان يتوجه وفد كان قد قرر ان يكون عربياً شاملاً أو لبنانياً سورياً بالنسبة للكونغرس الأميركي لبحث مواضيع عديدة وخصوصاً هذا القانون الجائر الذي أسميناه القانون العابر للقارات الذي أقدم عليه الكونغرس الأميركي والذي هو من أول بديهيات القانون لأنه ليس هناك من مجلس يحق له ان يشرع في ما يعود للشعب الاميركي ولا يحق له ان يشرع خارج إطار تمثيله. الكونغرس الاميركي كما نعلم انتخب من الشعب الأميركي ويحق له ان يشرع على شعوب العالم كل.إلا إذا كانت عادت أفكار الإمبراطورية الرومانية القديمة كما عبرنا عدة مرات. المهم ان هذا الاجتماع كان أكثر من مثمر في سبيل وضع مذكرة التفاهم التي وقعناها في دمشق سابقاً، ونشكر دولة الرئيس على استعجال في ان يتم هذا اللقاء حتى نبدأ بالتنفيذ بشكل أكثر صلابة وأكثر استعجالاً لأن "خير البر عاجله".

 

سئل: وحول قضية التوطين؟

أجاب تماماً .. تماماً الوفود المشتركة أحد أكبر همومها هو قضية التوطين وتكلمنا عن هذا الموضوع.

 

سئل: إلا ترون ان قيام الاتحاد البرلماني الموحد ضرورة في هذه المرحلة؟

أجاب هذا الموضوع تم نقاشه في الاجتماع الآن، فكرة البرلمان العربي الموحد، كانت فكرة مطروحة على أساس ان تطرح الشهر المقبل في اجتماع البحرين، يوجد اقتراح لدى الجامعة العربية في ان يكون البرلمان العربي جزء من مكونات الجامعة العربية، هذا الموضوع طرأ جديداً علينا، وهناك اقتراحات من الشعبة البرلمانية المصرية بهذا الصدد، وهناك أفكار لدى مجلس الشعب السوري وهناك أفكار لدينا سوف نحاول ان نلم شمل هذه الاقتراحات إذا صح التعبير في اقتراح موحد، وهذه أحد الأعمال المشتركة التي سيقوم بها الأخوة في سوريا ونحن معاً في سبيل تبني موقف واحد حتى لو أدى الامر الى تأجيل اجتماع الاتحاد البرلماني العربي أياماً معدودة.

 

وسئل عن تهديدات وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد واتهامه بوجود تدريبات في البقاع؟

فأجاب: الم يشبع بعد من العراق لكي يكمل؟ حقيقة ان قسماً من الإدارة الأميركية، ليس كل الإدارة الأميركية، له معتقدات الإرهاب وبالتالي يرى بهذه العين. ان البقاع هذه المنطقة من لبنان وكلكم تعرفون انه كان يوجد فيها زراعة تعتاش الناس من ورائها وهي زراعة الأفيون، زراعة المخدرات، وعندما قيل انه يجب وقف هذه الزراعة وصدر كلام في هذا الصدد عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية فإن سوريا كانت أكثر الدول المتضامنة والمساعدة والمؤازرة للسلطات الأمنية اللبنانية على قطع دابر هذه الزراعة علماً ان الأميركيين في بعض البلدان مثل تركيا والمغرب دفعوا مئات الملايين من الدولارات وصلت أحياناً إلى مليارات الدولارات وصلت أحياناً في سبيل قطع هذه الزراعة ولم يوفقوا، بينما في لبنان بفضل مساعدة سوريا حصل هذا الأمر وتوقفت هذه الزراعة نهائياً. ولقد كان هذا الأمر يعتبرونه من الأعمال الإرهابية فلم نر أية مساعدة أو مؤازرة أو أي مدح لسوريا أو للبنان بالنسبة لهذا الموضوع. وطبعاً كلنا نعرف انه لا يوجد مراكز تدريب في البقاع ونعرف ان هذه التهم باطلة وغير صادقة حتى لا استعمل تعبيراً آخر، ولكن عند الاميركي "غزة لو طارت" فلو خضعت لإسرائيل يصبح كل شيء عندك غير إرهابي، هم يخوضون عن إسرائيل حروبها.                               

 

وكان رئيس مجلس الشعب السوري استقبل عند العاشرة من صباح الجمعة 9/1/2004 في مقر فندق بالم بيتش بحضور الوفد النيابي والإداري والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري والأمين العام للشؤون الخارجية لمجلس النواب الأستاذ بلال شرارة .

ثم التقى رئيس منتدى الحوار البرلماني الذي شرح دور المنظمات والجمعيات الأهلية في لبنان والتي يبلغ عددها نحو 15 الف جمعية .

 

وبعدها التقى الدكتور الابرش ممثل جامعة الباني – نيورك في لبنان الدكتور محمود البتلوني الذي تحدث عن تجربة الجامعة مع المجلس النيابي اللبناني منذ البداية مع المرحوم الدكتور عبدو بعقليني وعمل هذا المركز في الدراسات التشريعية في عدد من بلدان العالم في أميركا اللاتينية ومصر وأوروبا الشرقية واليمن وغيرها .

 

واستقبل بعدها رئيس المجلس الدستوري القاضي أمين نصار الذي عرض العمل ودور المجلس في لبنان ، وقدم له كتاب أصدره المجلس الدستوري يحتوي على امور عديدة يحتاجها المجلس ومن يريد ان يطلع على كل ما يتعلق بالمجلس من هيكلته وإنشائه ودوره وما قام به حتى الان .

 

كما استقبل وفد المجلس الاقتصادي الاجتماعي برئاسة روجيه نسنانس الذي شرح عمل المجلس ودوره .

 

ثم عقد اجتماعاً مع لجنة الشؤون الخارجية برئاسة النائب الدكتور علي الخليل وحضور الوفد النيابي المرافق للدكتور الابرش .

 

اليوم الثالث الأحد 10/1/2004

 

واصل رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الابرش زيارته الرسمية الى لبنان تلبية لدعوة نظيره اللبناني الرئيس نبيه بري ، حيث زار صباح الأحد 11/1/2004 الجنوب مستهلاً زيارته في بلدة قانا ، متفقداً مكان وقوع المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي إبان عدوان عناقيد الغضب في نيسان عام 1996 ، وكان في استقبال الرئيس الابرش والوفد النيابي السوري المرافق النواب : علي خريس ، علي بزي ، قاسم هاشم ، وغازي زعيتر ، الذي رافق الوفد من بيروت ، وأمين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة ، قيادة حركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية في إقليم جبل عامل ، رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني ، وأعضاء مجلس بلدية قانا ورئيس لجنة تخليد شهداء قانا والجنوب عبد المجيد صالح واسر شهداء مجزرة قانا .

 

وبعد عزف لحن الموتى وضع الرئيس الابرش إكليلا من الزهر على أضرحة الشهداء ، ثم انتقل الى متحف قانا الذي شيد بدعم من الشعب السوري. وقد ألقى الرئيس الضيف كلمة وفيها :" يشرفني ان احمل إليكم باقات الزهور تكريماً لشهدائنا ومقاومتنا ونحن نقول، نحن شعب واحد، ارض واحدة ، امة واحدة، من المحيط الى الخليج، نقاتل من اجل رفعة الأمة العربية دون هوادة او استسلام ولا ضعف ، نعزيكم ونحييكم ونشد على أياديكم ، نحمل إليكم صمودنا وقدرتنا وإصرارنا على الاستمرار في المقاومة بكل الوسائل والطرق. ونحن نقف أمام العدوان الاسرائيلي المستمر ، نحيي شهداءنا ونؤكد صمودنا ونقول : لا بد لإرادة الشعوب الحرة ان تنتصر .

وأضاف :" من جديد أنقل تحيات قائدنا الرئيس بشار الأسد إليكم والسلام عليكم .

 

كما ألقى رئيس لجنة تخليد شهداء قانا والجنوب عبد المجيد صالح كلمة شكر فيها ودعم سوريا للبنان شعباً ومقاومة .

 

كلمة بلدية قانا ألقاها علي طيبا شكر فيها سوريا حكومة وشعباً وقوفها الى جانب لبنان .

 

بعدها جال الرئيس الابرش والوفد المرافق على معالم صور الأثرية ، كما زار مجمع باسل الأسد الثقافي وكان في استقباله وزير الدولة لشؤون مجلس النواب الدكتور ميشال موسى والنواب : ياسين جابر ، أنطوان خوري ، ومدير المجمع باسم عباس وأعضاء الحركة الثقافية في لبنان وفعاليات اجتماعية وتربوية .

 

بعد الزيارة، قال الرئيس الابرش رداً على أسئلة الصحافيين: قلنا دائماً الإرهاب شيء والمقاومة شيء أخر . ان سوريا دائماً كانت ضد الإرهاب، وسوريا أول دولة دعت الى إنشاء منظمة لمكافحة الإرهاب العالمي . سوريا نادت وأميركا لم تستجب الى إنشاء منظمة لمكافحة الإرهاب العالمي ، الإرهاب عملية مؤسفة بحق الإنسان ، لكن الدفاع عن الأرض والوطن والعملية الاستشهادية لا تسمى بأي حال من الأحوال عملية إرهابية ونحن نحتاج الى تعريف جديد  الإرهاب .

وأضاف:" ان إسرائيل تمارس إرهاب الدولة والقمع وقتل الأبرياء في كل يوم . نحن العرب في سوريا نقول ان المقاومة عملية سلمية وصحيحة ولا يمكن بأي حال من الأحوال لاي قوة في العالم ان تقف أمام المقاومة الشرعية والطبيعية لشعب يقاتل من اجل أرضه ولكننا ضد الإرهاب بأشكاله، وقدمنا تعاوناً بكل الاتجاهات في العالم وقدمنا المشتبهين بتفجيرات تركيا وما نزال نقدم ونتعاون في أي مجال ضد الإرهاب العالمي.

 

مأدبة تكريمية

 

وبعد الزيارة أقام الرئيس بري ممثلاً برئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب علي الخليل مأدبة غداء تكريمية على شرف الرئيس الابرش والوفد النيابي المرافق في استراحة صور السياحية حضرها الوزراء أيوب حميد ، ميشال موسى والنواب ، علي بزي ، علي خريس ، قاسم هاشم ، عبدالله قصير ، جورج نجم ، ياسين جابر ، وأنطوان خوري ، ومفتي صور للطائفة المارونية شكر الله الحاج ، الارشمندريت جوزيف جبيلي ، الشيخ عصام كساب ،مطران صور للروم الكاثوليك يوحنا حداد وحشد من رؤساء المجالس البلدية في منطقة صور وفعاليات .

وألقى الدكتور علي الخليل كلمة رحب فيها بالزائر الضيف والوفد المرافق باسم الرئيس بري على ارض الجنوب والمقاوم ، معتبراً ان الزيارة التي تأتي في الوقت الذي تتعرض فيها المنطقة لحملة الضغوط من قبل إسرائيل والمتصهينين الجدد في الإدارة الأميركية ، ان هذا الحملة تهدف الى دفعنا للتخلي عن مواقفنا وثوابتنا ، واصفاً قانون محاسبة سوريا بالقانون الكيدي وهرطقة في مجال القانون الدولي .

ووصف النائب الخليل المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان المتواجدة بشكل موقت انه تدخل سافر في شؤون لبنان الداخلية ، معتبراً المطالبة بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل اذا تواجدت في وقت تمتلك إسرائيل ترسانة نووية يدلل على الإمعان في الازدواجية في المعايير الدولية .

وختم الدكتور الخليل : نحن نرفض الخضوع للضغوطات ، متمسكون بثوابتنا الوطنية والقومية .

 

ورد الرئيس الابرش بكلمة شكر فيها الدعوة لزيارة الجنوب ، معتبراً ان زيارته للبنان هي لتعميق التعاون بين البلدين في شتى المجالات لا سيما في المجال التشريعي ، متمنياً الوصول الى تشريع واحد ، ناقلاً باسم الوفد تحيات الرئيس بشار الأسد .