رعى
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ممثلا بالنائب انور الخليل،الثلاثاء 7/10/2008
ندوة حول "دورالاحزاب في دعم الحوارالوطني وعمل المؤسسات" (تجربة ايرلندا
الشمالية)، بالتعاون مع مؤسسة "وستمنستر" للديموقراطية، ولمناسبة زيارة وفد نيابي
من ايرلندا الشمالية الى لبنان.
ضم
السادة النواب
الإيرلنديين الان ماكفرلند والكس اتوود وايان بايزلي جونيور والوفد المرافق.
وشارك في الندوة النواب: ابراهيم كنعان، ناصر نصرالله، قاسم هاشم ، مروان فارس، عبد
اللطيف الزين، كما حضر عدد من ممثلي الاحزاب وهم: رئيس رابطة الشغيلة النائب السابق
زاهر الخطيب، زياد شويري عن الحزب الديموقراطي اللبناني، رئيس التنظيم القومي
الناصري في لبنان سمير شركس، عن حزب الكتلة الوطنية طارق صقر، عن حركة "امل" محمد
الجباوي، عن "حزب الطاشناق" باروير ارسن، عن حزب البعث العربي الاشتراكي سهيل
القصار، عن الحزب العربي الديموقراطي مهدي مصطفى، عن الحزب الشيوعي اللبناني ماري
ناصيف الدبس، عن الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، عن الحزب الديموقراطي الشعبي
محمد حشيشو، وعن حزب النجادة موسى عمار، عن التنظيم الشعبي الناصري ابراهيم ياسين.
كما حضر عن نقابة المهندسين نزيه زيعور، وعن نقابة الاطباء نبيل الخراط، فضلا عن
ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.
كلمة راعي الندوة الرئيس بري ممثلاً بالنائب انور الخليل
افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى النائب الخليل كلمة قال فيها:
"شرفني دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وكلفني أن أمثله في افتتاح هذه
الندوة صباح اليوم وعنوانها: "دورالاحزاب في دعم الحوار الوطني وعمل المؤسسات"
(تجربة ايرلندا الشمالية)، وان انقل اليكم جميعا تحيات دولته وبشكل خاص ترحيبه
بضيوفنا الكرام نواب ايرلندا الشمالية السادة: الان ماكفرلند، الكس اتوود، ايان
بايزلي جونيور والوفد المرافق.
كذلك أريد أن أشكر "مؤسسة وستمنستر للديموقراطية" بشخص مديرة برامج الشرق الاوسط
الانسة دينا ملحم على تنظيم هذه الندوة بالتعاون مع مجلسنا النيابي.
تهدف الزيارة التي يقوم بها الوفد الايرلندي الى دعم الحوار الوطني ومشاركة الاطراف
اللبنانية الخبرة الواسعة التي تراكمت لدى ايرلندا الشمالية في التفاوض وحل
النزاعات والمشاركة في السلطة وفي مؤسسات البلاد الدستورية كنتيجة لاتفاق بلفاست،
او ما يعرف باتفاق الجمعة العظيمة، الذي تم التوقيع عليه سنة 1989 بين بريطانيا
وايرلندا واحزاب ايرلندا الشمالية. وتأخذ هذه الزيارة بعدا اضافيا اذ انها تأتي في
فترة ينعم لبنان فيها بمصارحات ومصالحات حثيثة بين افرقاء عدة من مختلف التوجهات
السياسية والتكوينات الطائفية في لبنان، هذه المصالحات التي نأمل ان تعمم على جميع
الفئات السياسية في لبنان وتطال جميع طوائفه دون استثناء.
وقد يكون من اهم عناصر النجاح هذه التجربة الرائدة في ايرلندا الشمالية هو ترسيخ
مبدأ الحوار الوطني بين الاحزاب وعدم انقطاعه على مدى سنوات عديدة الى ان تمكن
الأفرقاء المعنيون من الوصول الى الحلول الشاملة التي تضمنتها "اتفاقية بلفاست" عام
1989 والتي كانت تطورا سياسيا اساسيا في عملية السلام في ايرلندا الشمالية.
وقد لعبت الاحزاب السياسية دورا محوريا في فترة لاحقة بعد "اتفاقية الجمعة
العظيمة"، حيث كان لهذه الاحزاب الاثر الاكبر في تحويل السلطة في ايرلندا الشمالية.
هنا لا بد من ان نشير الى دور لم يكتمل بعد لاحزابنا السياسية في لبنان، ولان لهذه
الاحزاب دورا كبيرا في ارساء الاستقرار الامني والسياسي، فقد آن الاوان كي نلمس
تطورا نوعيا من احزابنا باتجاه الابتعاد عن توصيفها الطائفي الى توصيف وطني شامل
قادر على محاكاة التحديات التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه
وتنزع منه فتيل التفجير وترسخ الثوابت الوطنية القادرة وحدها على خلق وطن حاضن
وموحد لجميع فئاته عوضا عن الجزر المختنقة بوحول النزاعات المذهبية والمواجهات
الطائفية.
سنترككم اليوم مع تجربة رائدة في ايرلندا الشمالية لدور اساسي قامت به احزابها من
خلال حوارات مستديمة وبناءة فأنتجت امة متلاحمة متماسكة في وجه صراعات كادت ان تطيح
بها في غياهب التاريخ".
كلمة السيدة دينا ملحم
ثم تحدثت دينا ملحم عن "مؤسسة وستمنستر للديموقراطية" عن التجربة الايرلندية في
المجال البرلماني "التي من الممكن ان نستفيد منها في استخلاص العبر والاستفادة من
تلك التجربة من خلال رؤية متنوعة لممثلي الاحزاب في البرلمان الايرلندي".
كلمة النائب الايرلندي ماكفرلند
بعدها، تحدث النائب في المجلس التشريعي في ايرلندا الشمالية آلان ماكفرلند وهو عن
الحزب الوحدوي الديموقراطي، الذي لاحظ اختفاء اللافتات من الشوارع، "وهذا امر
مشجع".
وقال:" اذا ما نظرنا الى التجربة التي سمحت لنا ابرام الاتفاقية فمن الصحيح القول
ان الحكومتين البريطانية والايرلندية اتفقتا على ضرورة ايجاد حل ولكن في لبنان هناك
لاعبون آخرون يؤثرون على الحوار، وبانتظار توافق هؤلاء اللاعبين يتعذر التوصل الى
توافق، ومن السهل صنع السلام مع الاصدقاء ، ولكن من الصعب صنعه مع الاعداء او
الخصوم، نحن نعرف ان الاحزاب السياسية لديها دور للتوصل الى حل سياسي لتبلغوا مرحلة
الحوار مع الاخر، قائلا: عليكم وضع انفسكم مكان الاخر من اجل معرفة ما يمكن اعطاؤه
للاخر".
كلمة النائب الايرلندي جونيور
بعدها تحدث النائب في المجلس التشريعي في ايرلندا الشمالية ايان بايسلي جونيور،
فتناول التجربة البرلمانية بابعادها التشريعية، وركز على اهمية الحوار والتفاوض،
مشددا على "الحس القيادي من اجل الحوار وفي هذه التجربة".
كما تناول ما جرى في ايرلندا، وتحدث عن اتفاقية بلفاست باسهاب وعن المشاركة في
الحكم.
* مبادىء الحوار
ثم تحدث النائب آلان اتوود عن "مبادىء الحوار والمفاوضات وبعض التحديات في التجربة
البرلمانية وكيفية تطبيق مبادىء الحوار الوطني بين الاحزاب السياسية لجهة القواعد
الاساسية ووضعها بشكل سليم"، لافتا الى "ان الثقة مهمة بين المتحاورين".
وشدد على "اهمية التفاوض والحس القيادي وليس التبعية"، معتبرا "ان التفاوض هو امر
مهم لنجاح عملية الحوار"، مشيرا الى "آليات تقاسم السلطة ليست مثالية ، بل قائمة
على التسوية وهي كافية لتتوافق عليها الاطراف"، مشددا على "توخي المرونة في
الحوار"، واعطى امثلة على ذلك.
* الجولة الثانية كلمة مروان فارس عن الحزب القومي السوري الإجتماعي
وفي الجولة الثانية، جرى خلال الندوة حوارات ومداخلات للأحزاب المشاركة، تحدث
فيها النائب مروان فارس عن الحزب القومي السوري الإجتماعي، فتناول "الصراعات
العقائدية والطائفية، ونتائجها وما تركته وراءها من اغتيالات وانفجارات عنيفة، وكان
لا بد من حوار سعى له وعمل عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وانتهى الى التسوية
التي بدأت اليوم وانتهت الى قانون انتخابات جديد، نحن تحفظنا عليه، لأنه يعيد لبنان
الى الوراء، ونرى فيه مقدمة لحرب طائفية جديدة، وبالرغم من هذا سنخوض الإنتخابات
المقبلة ونعتبر ان اتفاق الطائف واتفاق الدوحة هما محطة للقفز الى بحيرة السلام
الأهلي والوحدة الوطنية".
وسأل: "هل يستطيع اللبنانيون الخروج الى سلام حقيقي طالما إن إسرائيل موجودة على
الحدود؟ فلا سلام ولا وفاق.. نحن مع السلام في المنطقة وعلى الأعداء ان يسلموا في
حقنا بالحياة، أنتم في إيرلندا عانيتم الكثير وتوصلتم الى سلام".
كلمة سهيل قصار عن حزب البعث العربي الإشتراكي
وقال سهيل قصار عن حزب البعث العربي الإشتراكي: "نحن في لبنان نتعرض لهزات سياسية
نتيجة التدخل الغربي الأجنبي وعلى رأسها الولايات المتحدة بدءاً من حلف
بغداد-ايزنهاور، وصولا الى إتفاق 17 أيار المذل، الذي أعطى الحق لإسرائيل بقصف
لبنان وإذلال شعبه".
ولفت الى انه "منذ الاستقلال اللبناني 1943 لا تزال المنطقة تتعرض لمخططات اميركية،
والعديد من اللبنانيين يقفون مع هذا التدخل ولا تزال الأجواء اللبنانية تتعرض
لإنتهاكات يومية من قبل طيران العدو الإسرائيلي ولا من حسيب، ونحن نحيي الوحدة
الأوروبية التي جمعت القوميات المتعددة، ونتمنى ان نخطو كعرب خطاها".
كلمة الدكتور غربية عن حركة "أمل
وقال الدكتور حسين غربية ": "ان معظم اللبنانيين لا يعتبرون الأميركيين أعداء إنما
إسرائيل. وهناك الكثير من المشاكل تبدأ بالملف النووي المطروح اليوم، والأحزاب
اللبنانية منقسمة اليوم حول ما تقوم به إسرائيل وحول ما إذا كانت إسرائيل عدوة أم
صديقة، علما انها تستعمل أسلحتها لقتل شعبنا وأطفالنا، ومن هنا دور الشعب والمقاومة
في ردع هذا العدو".
كلمة السيدة عواضة
وقالت هلا عواضة: "يجب إستخدام التقنيات لإنجاح الحوارات وبناء الثقة". ورأت ان
"العديد من جلسات الحوار كانت لتقاسم السلطة، ولم نقل ولا مرة أي لبنان نريد؟ وأي
وطن؟".
كلمة النائب السابق زاهر الخطيب
وقال النائب السابق زاهر الخطيب: "كيف نقبل الآخر الذي ذبحنا وذبح أطفالنا، كيف
نقبل بهذا الحوار في البعد الإنساني؟ ربما تطلبون منا ان نكون كالأنبياء والقديسين،
قد نقبل بالحوار مع من ذبحنا في لبنان، نحن على إستعداد لذلك، ويبقى السؤال المطروح
مع مقولة العنف التي لم نختلقها نحن ولا أنتم في ايرلندا. ونحن لسنا مخيرين بين
العنف او اللاعنف، أنما مخيرون مع عنف المقاومة ان نرد الضربات عن لبنان. نحن نختار
ان نكون مع عنف المقاومة".
وتابع: "جردوا المقاومة التي ردت على العنف الاسرائيلي الإرهابي، ونجدهم لا يرون
سوى هذا السلاح الذي لا يريدون إلا ان يكون مع الحوار ورئيس مجلس النواب هو رأس
المقاومة".
كلمة طارق صقر عن الكتلة الوطنية
وقال طارق صقر: "128 نائبا في المجلس النيابي يتمثلون في الحوار، علما ان الحوار
يدور بين سبعة أشخاص، والحوار انتهى الى تسوية ومصالحة، والجميع يطلب المصالحة،
إنما ما نريده هو الإعتراف بالحقائق".
كلمة رامي الريس عن الحزب التقدمي الإشتراكي
وقال رامي الريس: "نحن لا نوافق على القول بأن اسرائيل ليست عدوا لدى البعض إنما
إسرائيل هي عدو لجميع اللبنانيين".
كلمة ماري الدبس عن الحزب الشيوعي اللبناني
وقالت السيدة ماري الدبس: "ان السنة الخمسين على أول حرب أهلية مرت 1958 من قبل
الفلاحين المظلومين وسعت لتحويل لبنان الى مجموعات طائفية متقاتلة". ورأت ان
"الطائفية تأتي بوجبات من الخارج تؤدي الى إستقواء طائفة على أخرى ما ادى الى
إستمرار التناحر". وحملت مسؤولية إستمرار الطائفية على "نواب الأمة".
وقالت: "حاولنا منذ بداية السلم الأهلي ان لا ننساها وإنما نقول طالما ان الوضع
الطائفي معشعش في الأذهان والذي يقسم البلاد فستبقى الإنقسامات والعنف". ودعت الى
"ضرورة تحويل المجتمع المدني والحفاظ على النوع والآراء المختلفة"، وقالت: "نحن لا
نتمثل بالحوار لأننا لسنا طائفيين ولا نمثل طائفة معينة".
كلمة ابراهيم ياسين عن التنظيم الشعبي الناصري
وسأل ابراهيم ياسين عن أسباب تعثر اتفاقية 1998. وعن سبب رفض الحزب الوحدوي
الديمقراطي الإيرلندي لهذه الإتفاقية.
كلمة الدكتور موسى عمار عن حزب النجادة
الدكتور موسى عمار قال: "نحن أمام معضلة إنسانية عالمية وليست لبنانية، فالحاكم
العالمي الذي لا يتوخى العدل بينما نتحدث عن الديموقراطية والمشاكل الحاصلة، علينا
إيجاد الطبيب الذي يحد من المرض". وسأل: "أين نحن من الديموقراطية وأين تطبق
الديموقراطية اليوم والعالم كله تحت رحمة حاكم غير عادل؟".
ولفت الى ان "المقاومة الأساسية هي بتعاون دول العالم لإدارة هذا الصراع وإيجاد
عالم أفضل وأكثر عدالة".
مداخلات
وسأل النائب الإيرلندي الان اتوود: "هل ان لبنان دولة ديموقراطية؟ وإذا كان
لبنان فلنقفل مجلس النواب ونذهب الى بيوتنا، ولنترك للشعب اللبناني الفرصة للتصالح
والحوار ومناقشة المشاكل التي يعاني منها؟".
وقال ايان بايسلي جونيور: "ان موضوع السلاح والحاجة اليه في الدفاع عن الوطن،
فلنترك الشعب يختار الحوار ويترك السلاح جانبا وإعتماد طرق بعيدة عن العنف وإعتماد
الوسائل الديموقراطية لحل الصراعات والنزاعات بالسياسة وبالحوار".
وقال رئيس الوفد ايلان ماكفرلند: "ان الصراع في ايرلندا إستمر مئات السنوات ولا
نستطيع نسيانها ونسيان الماضي الأليم، لكن لا يمكن الإستمرار في النزاع الدامي وقتل
الآخرين". ودعا الى "عدم اللجوء الى العنف لحل المشاكل، بل بالبحث عن الحلول
بالتوافق على الأشياء والإبتعاد عن الطائفية وعدم الإتكال على المساعدات التي تأتي
من الخارج وان يكون الحل لبنان، وينطلق من إرادة اللبنانيين، وعلى الجميع دعم الجيش
اللبناني والوقوف الى جانبه لمواجهة التحديات وبإرادة الجميع"، مذكرا بالتجربة
"المريرة" التي عاشتها ايرلندا طيلة ثلاثين عاما"، وقال: "توصلنا بنتيجتها الى
قناعة بأن لا حل الا بالحوار وقيام تسوية أساسها القناعات المشتركة التي وضعت
الحروب الاهلية جانبا والتأسيس لقيام دولة وان نعالج كل مشاكلنا بالحوار".