الرئيس بري التقى في ايران الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013
الرئيس بري سافر الى طهران
الأحد 24 تشرين الثاني 2013

الرئيس بري التقى في ايران آية الله خامنئي ولاريجاني والرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ووزير الخارجية الايراني

home_university_blog_3

حظي الرئيس بري منذ اللحظة الاولى للزيارة الرسمية الى ايران بحفاوة واهتمام من القيادة الايرانية. وشكل لقاؤه في بدايتها مع مرشد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي عنوان هذه الاحاطة الخاصة بزيارته.

 

وقد استغرق اللقاء اكثر من ساعة تخللته خلوة بين المرشد والرئيس بري وسبقها اجتماع معه حضره رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني والوفد النيابي اللبناني المرافق الذي يضم عبداللطيف الزين وقاسم هاشم وآغوب بقرادونيان وغازي زعيتر وعلي فياض. ودار الحديث حول القضايا والمستجدات الراهنة في المنطقة.

 

ثم انتقل الرئيس بري والوفد المرافق الى مجلس الشورى وكان في استقباله عند مدخله رئيس المجلس علي لاريجاني وسط تغطية اعلامية مكثفة. وعقد بري ولاريجاني محادثات في حضور الوفد اللبناني وعدد من اعضاء مجلس الشورى.

 

ورحب لاريجاني بالرئيس بري في مستهل الاجتماع، مشيداً بدوره المميز في لبنان على صعيد ادارة الظروف الحساسة جدا على الساحة اللبنانية بشكل دقيق ومتقن. واعرب عن اعتقاده بأن الزيارة ستكون ناجحة بكل المقاييس، مشيرا الى ان اللقاء الاول مع سماحة الامام القائد هو ابلغ دليل على اهمية المكانة المرموقة التي تتبوؤنها.

 

ورد الرئيس بري شاكراً ومعزيا باستشهاد المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في بيروت خلال الاعتداء المجرم على السفارة وقال بري: اننا حريصون في ما يتعلق بلبنان على المصالحة اللبنانية ـ اللبنانية. وفي ما يتعلق بسوريا على المصالحة السورية ـ السورية، وفي ما يتعلق بفلسطين على المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، ولكن دائما من منطلق دعم المقاومة.

 

واضاف: ان الاتفاق النووي بين ايران والقوى الدولية يسمح لطهران بالعمل ضمن كل هذه الميادين.

 

واعرب لاريجاني عن دهشته لقلق البعض في المنطقة من الاتفاق النووي الايراني ـ الغربي، وقال: ان مفاوضات ايران مع دول ال5+1 يجب ان لا تبعث على القلق لانها لم تشكل ابدا اي مشكلة للبلدان العربية.

 

وعقد الرئيسان بري ولاريجاني مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد الاجتماع في حضور حشد اعلامي كبير، وقامت وسائل الاعلام الايرانية ببث وقائعه مباشرة على الهواء.

 

استهل لاريجاني المؤتمر مكررا ترحيبه بالرئيس بري والوفد المرافق وقال: ان لبنان هو بلد صديق وشقيق للجمهورية الاسلامية الايرانية، ورغم صغر مساحته الا اننا شاهدنا منه امارات التألق في مجالات المقاومة.

وعن زيارة الرئيس بري قال: جاءت الزيارة في توقيت مناسب حيث ان ابناء الجمهورية الاسلامية الايرانية سعداء جدا من مسار ملفات عدة لاسيما فيما خص البرنامج النووي. كما كانت لنا محادثات بناءة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، وكانت وجهات النظر متقاربة جدا لجهة تعزيز طاقات المقاومة والتعاون على مستوى المنطقة.

 

ورد الرئيس بري شاكرا لاريجاني على الدعوة لزيارة ايران، لافتا الى ان انها استهلت بفرصة اللقاء مع مرشد الجمهورية الاسلامية، واضاف: لقد تحدثنا في كل المواضيع المشتركة والعمل البرلماني المشترك اضافة الى المسائل السياسية الساخنة.

 

وقدم التعازي مرة اخرى للقيادة والشعب الايرانيين باستشهاد المستشار الثقافي الايراني، وتابع: ان صفقة العصر التي تمت في الامس كانت فرصة مهمة جدا والجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت بصبرها وشجاعتها وتعبها وحنكتها وقوتها وصمودها ان تصل الى ما وصلت اليه. انها فرصة تغلبت فيها على كثير من الامور. وقد تباحثنا بكل صراحة كما سابحث مع بقية المسؤولين الايرانيين في تتويج هذا الصبر وهذا الانجاز في ميدان آخر هو ميدان التوافقات الداخلية لما تضج به منطقتنا وخصوصا في سوريا، وفي العلاقات العربية بما يعود عليها بالود والخير.

 

وردا على سؤال حول الاعتداء على السفارة الايرانية في بيروت والجهة التي نفذته، قال بري: هذا التفجير كان موضع استنكار من كل الجهات والطوائف والفئات اللبنانية من دون استثناء. وهذا التفجير حصل من ارهابيين ينتمون الى تنظيم القاعدة وتم التعرف اليهما وهما اثنان احدهما لبناني والآخر فلسطيني الاصل.

 

ورداً على اسئلة الصحافيين قال لاريجاني: ما تفضل به الرئيس بري هو رؤية معمقة ويجب اخذها في الحسبان حيث ان لإيران رؤية تقوم على اساس ارساء دعائم الصداقة والود بينها والبلدان العربية والاسلامية. البعض يريد خلق اختلافات بين ايران وهذه الدول وعلينا ان نستغل هذا الوقت كي يكون لدينا تفهم صحيح للقضايا التي تنتاب المنطقة برمتها. وارى ان لدينا امكانات كثيرة متاحة لكي ننعم بعلاقات متينة ومستدامة ولا نسمح بان يتغلغل الآخرون في مثل هذه العلاقات الوطيدة، وايران تفتح احضانها لمثل هذه العلاقات بصدر رحب.

 

وردا على سؤال اجاب الرئيس بري: اكرر كلام دولته على طريقة المحامين.

 

ثم اولم لاريجاني للرئيس بري والوفد المرافق وتبادلا الهدايا الرمزية.

 

وعند الرابعة والنصف استقبل الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني الرئيس بري والوفد المرافق ودار الحديث حول الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي وتطرق الى الإتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي ورحب الرئيس روحاني في مستهل اللقاء برئيس المجلس متمنياً أن تساهم هذه الزيارة بتعزيز العلاقات بين البلدين، وخاطب الرئيس بري قائلاً: ان حضوركم اليوم هو حضور مميز، ونحن نكن للبنان احتراماً ومودة خاصة، ونأمل في تطور علاقاتنا.

 

والجدير بالذكر أن الرئيس بري الى جانب اللقاء الموسع عقد خلوة مع الرئيس روحاني

 

واختتم الرئيس بري اليوم الأول الطويل من محادثاته مع القيادة الإيرانية بلقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف حيث تناول معه التطورات الإقليمية والدولية وتفاصيل الإتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي، وحرص وزير الخارجية الإيراني على تقديم التعازي للشعب اللبناني بضحايا الإعتداء المجرم على السفارة الإيرانية في بيروت وقال ان هذا يدل على أننا جميعاً يمكن أن نكون ضحايا التطرف والإرهاب وعلينا التعاون فيما بيننا. ووصفت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس بري بأن الزيارة واللقاءات التي جرت ناجحة بكل المقاييس وان الإيرانيون أبدوا تجاوباً واضحاً مع طروحات الرئيس بري خصوصاً فيما يتعلق بمواجهة مؤامرة الفتنة والعمل للتلاقي الإيراني العربي.