زار رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه
بري الأربعاء 11/8/2004 سماحة المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في دارته في
حارة حريك ، وهي الزيارة الثانية هذا الصيف.
وعقدا اجتماعاً طويلاً استمر ساعة وعشر
دقائق جرى فيه عرض لأوضاع البيت الشيعي في لبنان وصولاً إلى حال أبناء الطائفة في
العالم فضلاً عن الأحداث الدموية في أكثر من بلد عربي وخصوصاً في العراق ، حيث تشهد
العتبات الحيدرية في النجف حمامات دم يومية .
شرح الرئيس بري للسيد فضل الله جسم
البيت الشيعي الداخلي وشدد على ضرورة تحصينه وخصوصاً في ظل العواصف السياسية التي
تهدد أكثر من بلد في المنطقة وفي مقدمها العراق . واجمعا على أن وحدة هذا البيت أمر
يساهم في التخفيف من جراح العراقيين .
وعلى خط مواز، ثمة مشروع يحظى بمباركة
الرئيس بري والسيد فضل الله ويعمل عليه مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين والشيخ
طالب مع مشايخ مستقلين وغايته صون البيت الشيعي بتشكيل نواة هيئة هدفها جمع الشمل
وتذليل العقبات التي تواجه أركان الطائفة . ومن شروطها عدم وضع أي خط أحمر على أي
جهة أو شخصية شيعية سواء كانت سياسية أو دينية. ومن المقرر أن تعقد الهيئة لقاء في
صور في الأيام المقبلة . وليس بعيداً من هذا التحرك ، يحضر لاجتماع يجمع السيد فضل
الله ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في حضور
شخصيات شيعية سياسية ودينية .
وستكون هذه الهيئة أشبه بدفاع مدني
داخل الطائفة وظيفتها إطفاء المشكلات والحساسيات .
وقبيل اختتام الاجتماع قدم السيد فضل
الله لرئيس المجلس ثلاثة كتب هي: "الحركة الإسلامية ما لها وما عليها " المدنس
والمقدس أميركا ورواية الإرهاب العالمي " الاتجاه الروحي في شعر السيد فضل الله "
لمؤلفه علي رفعت مهدي .
وصرح الرئيس بري بعد اللقاء :" تحدثنا
في كل شيء ما عدا الاستحقاق الرئاسي.
أضاف :" في الحقيقية تحدثنا في
الاستحقاقات الداهمة في المنطقة ، حيث لا يبقى أي بلد عربي إلا فيه الكثير من علائم
الأمن أو ما يزعم انه الأمن المشدود، بدءاً باليمن والمملكة العربية السعودية
وفلسطين إلى آخره وفي العراق أيضاً ، وشكل هذا الموضوع جزءاً من هذا اللقاء الكريم
مع سماحة السيد محمد حسين فضل الله ، وطبعاً توقفنا كثيراً وطويلاً عند ما تعانيه
العتبات الحيدرية وفي ما يتعلق بالنجف الاشرف".
وتابع :" إن ما يجري في النجف يستدعي
الانتباه الشديد، لان الأمر خطير للغاية ، وبالتالي كانت هناك نقاط كان فيها
الالتقاء كاملاً ومتطابقاً، وسنسعى جهدنا للمتابعة ، وكما قلنا في المرة الماضية
فإن هذا اللقاء ليس اللقاء الأول ولن يكون الأخير ، وأيضاً نقول الآن أن هذا اللقاء
هو علامة جمع وليس علامة طرح."