رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري التقى نظيره الأيطالي بير فيرديناندو كاسيني في جلسة محادثة


 

التقى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الخميس 18/9/2003 نظيره الإيطالي بير فيرديناندو كاسيني وعقد معه جلسة محادثات تناولت التطورات في الشرق الأوسط والعلاقات اللبنانية – الإيطالية.

 

وتلتها جلسة أخرى تخللتها مأدبة غداء أقامها كاسيني للرئيس بري والوفد المرافق.

 

في مستهل اللقاء، رحب الرئيس كاسيني بالرئيس بري والوفد المرافق واصفاً الوضع بالشرق الأوسط بأنه معقد للغاية وقال:

"بلدكم قادر على تأدية دور من أجل السلام " معتبراً أن العمليات الإرهابية وردود الفعل عليها هي مصدر القلق ، ملاحظاً أن السلام يبتعد . وأكد موقف البرلمان الإيطالي الراغب في رؤية دولة إسرائيل آمنة والى جانبها دولة فلسطينية تزيل البؤس واليأس عن الشعب الفلسطيني.

 

ورد الرئيس بري شاكراً الدعوة إلى زيارة إيطاليا ودورها في دعم لبنان . إن على صعيد دعمها للقرار 425 أو مشاركتها في القوة الدولية في الجنوب أو المساعدات المالية والاقتصادية التي قدمتها للبنان.

وأشار الى المساعدة الأخيرة التي قررتها كقرض في إطار باريس – 2  والبالغة 200 مليون دولار ، لافتاً الى وجوب مصادقة مجلس النواب الإيطالي على هذا القرار . ووعد رئيس مجلس النواب الإيطالي بذلك.

 

ثم تحدث الرئيس بري عن التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والصراع العربي- الإسرائيلي والفلسطيني – الإسرائيلي ، وقال : " إذا استثنينا الوضع الاقتصادي الصعب ، فإن لبنان من أكثر الدول استقرارا في المنطقة ، ولكننا لسنا في جزيرة . ولا شك في أن الصراع العربي – الإسرائيلي ، وخصوصاً الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ينعكس على لبنان  ". وأشار إلى الاعتداءات والخروق الإسرائيلية الجوية والبحرية ضد لبنان وقال: "إن الأمور بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعود الى الوراء ، معتبراً أن السبب يعود إلى أن الحلول تطرح دائماً على أساس حل شامل . وإن الحل يجب أن يشمل العناصر السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها".

 

وهنا قال الرئيس كاسيني : " إن خارطة الطريق هي حل طارئ .

 

فرد الرئيس بري: "إن هذا الحل لن ينجح مؤكداً على الحل الشامل الذي يقضي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وزوال الاحتلال الإسرائيلي .

وقال: " أنا متحمس لبداية حل لأن إيطاليا تترأس الإتحاد الأوروبي هذا العام. والأمر الثاني الذي يجب أن يحصل هو أن على أوروبا أن يكون لها دور أكبر في الحل.

أنا لا أقول أنني اريد أن تكون أوروبا على عداء مع اميركا ، إلا أن موقفاً أوروبياً واحداً يستطيع أن يؤمن نظارتين حديديتين للعينين الأميركيتين.فأميركا يا للأسف وخصوصاً إدارة الرئيس بوش لا ترى إلا من خلال المنظار الإسرائيلي ."

 

 ورد كاسيني: "لا أحد يستطيع أن يقول أنه بلا خطيئة . والجميع مسؤولون عن السلام".

وعزا غياب الدور الأوروبي الفاعل إلى سياسة خارجية مشتركة وسياسة دفاع مشتركة، وقال : " إن هذه هي معضلة أوروبا " .

 

ومن ثم تبادل الرئيسان الهدايا قبل أن ينتقلا إلى مائدة الغداء التي أقامها كاسيني للرئيس بري والوفد المرافق.

وتخللها استكمال للمحادثات التي تتناول الوضع العراقي والعلاقات اللبنانية- الإيطالية .

 

وأدلى الرئيس بري بعد الاجتماع بالتصريح الآتي:

" توجهت بالشكر إلى دولة الرئيس لهذه الدعوة التي اتاحت لي فرصة التعبير عن التقارب الدائم الذي قام بين إيطاليا ولبنان والدعم الذي استمر منذ المشاركة في القوة الدولية تنفيذاً للقرار 425 . وكانت مناسبة للبدء بالبحث في أوضاع المنطقة، وخصوصاً موضوع الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة على لبنان وأيضاً على الشعب الفلسطيني ، والكيفية التي يجب الانطلاق منها إذ لا يجوز أن تكون الحلول أمنية فقط ، إنما يجب أن يكون الحل حلاً شاملاً ، ولدينا بعض الاقتراحات سنبحث فيها على طاولة الغداء .

 

وسئل الرئيس بري : "  هل تناولت المحادثات المساعدات الإيطالية ؟

 

فأجاب: " طبعاً شكرنا إيطاليا على ذلك، وتمنينا على المجلس الاقتصادي أن يصادق على قرض 200 مليون دولار أقر في باريس- 2 " .

واستنكر الرئيس بري محاولة الكونغرس الأميركي تحويل سوريا هدفاً في الحرب الأميركية بالوكالة عن إسرائيل التي تدار ضد المنطقة العربية. ورأى في عودة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي إلى مناقشة قانون محاسبة سوريا " أن اللوبي الصهيوني يقف خلف محاولة الكونغرس إقرار ما يسمى محاسبة سوريا لتحقيق فوائد لحساب إسرائيل، من صورة الحركة العسكرية والسياسية والاقتصادية الأميركية في العراق، وعبر العراق وكأنه لا يكفي ما تتخبط به السياسة الأميركية في العراق وفلسطين " .

وأكد أن كسب الولايات المتحدة الرأي العام العربي والدولي يعتمد على ترسيخ قوة القانون الدولي له على قانون القوة والتصرف من موقع احتكارها لهذه القوة وهذا الموقف برز في محطته الأخيرة مع الفيتو الأميركي الأخيرة في مجلس الأمن والذي يشكل غطاءً للقرارات التعسفية الإسرائيلية والتي أوصلت العالم كله الى طريق مسدود .