رعى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري حفل تخرج
طلاب دورات صف الكادر المتخصص في حركة "أمل"، وعددهم نحو 400 طالب، في قاعة
الاحتفالات في مجمع نبيه بري الثقافي في المصيلح الأحد
23/11/2008.
حضر الاحتفال، الى الرئيس بري، الوزراء: فوزي صلوخ، غازي زعيتر ومحمد خليفة،
النائبان ايوب حميد وناصر نصر الله، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ
عبد الامير قبلان، المفتي السيد علي مكي، رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل
حايك، رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصر الله، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة
وعلماء وشخصيات وقيادات "أمل" في مختلف الاقاليم والمناطق الحركية وقيادات كشفية.
بعد النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل" وآي من الذكر الحكيم، القى المحامي يوسف
جابر كلمة دائرة الخريجين في الحركة، استعرض فيها اهداف الدورات التي نظمها
مكتب العقيدة والثقافة في الحركة بمشاركة المكتب التربوي، وشدد على "أهمية تكثيف
هذه الدورات من اجل بناء الانسان على مستوى الدور والرسالة"، مبديا "استعداد
الخريجين لاستثمار ما تم تعلمه في الدورات لحماية الوطن والمشروع السياسي الذي
تمثله حركة أمل".
بعدها القى الرئيس بري كلمة قال فيها:
"لابناء امل الذين حملوا ارواحهم على كف الوطن من
اجل ان يتكاثر الامل بردع العدو فيستقر ويزدهر، لابناء امل الذين تعلموا في مدرسة
الامام الصدر ان الوطن للجميع وان الحياة هي لكل، لابناء امل الواضحين المحصنين ضد
اليأس والاحباط الذين لا يقيم داخلهم غريب ولا يلبسون غير وجوههم، للطليعة، شباب
أمل، الخريجين الجامعيين، ابناء الغد الذين تخرجوا ايضا كوادر من جامعة أمل لصناعة
التربية على الحياة، وقرأوا على يد مجاهدي امل ان الوطن مساحة للتعايش ومكان
للحوار، وان الدين هو الدعامة المتينة لتحرير الانسان ولمجده ولوحدة ابنائه، وعرفوا
ان الحاكمين الظالمين هم الذين انتجوا الطائفية، وهم الذين امتدت ايديهم الى الحرية
فعبثوا بحرمتها وصيروها فوضى، فكان هذا حرمانا مضافا الى حرمان.
لشباب امل الذي يفتحون الباب للشمس الصبية، والذين يعطون كلمتهم للفجر بانهم
سيقيمون وطنا على مساحة الصبح، وسيكتبون حكايا مقاومتهم على مساحة الليل، وان
قلوبهم لن تزلزلها سوى ضحكات الاطفال وزقرقة العصافير، وانهم سيدخلون من باب الوطن
حيث يصنع النحل عمل الاحلام لحركة امل روح لبنان النابضة بالحياة وحركة استقلاله
وامواج بحر محبته.
لهذا اليوم المتدثر بعباءة عيد الاستقلال، تحية افواج مقاومتنا التي كانت السباقة
الى حراسة حدود الوطن وصيانة حدود المجتمع وبعد وبعد،
فاني بداية انوه بالجهد المشترك للمكتبين الثقافي المركزي والتربوي المركزي وخصوصا
دائرة الخريجين، على الجهد الذي بذلوه خلال الفترة السابقة لانجاز عدد من الدورات
الثقافية للخريجين الجامعيين، وهو الامر الذي يدخلهم ضمن البنية التنظيمية ويجعلهم
يدخلون حركة امل من باب الوعي للاسباب التي اوجبت نشوء امل واهدافها وادوارها
وتاريخها وسعيها لتكون حركة اللبناني نحو الافضل.
انني اليوم اعبر عن فخري بكم كونكم تشكلون قوة تغيير مضافة الى الدفاع المدني وكشاف
الرسالة الاسلامية، في اللحظة الوطنية المناسبة ونحن نستعد لدخول استحقاق وطني
يتمثل بالانتخابات النيابية، وهو الامر الذي يضعكم امام امتحان التعاطي مع الشأن
العام من باب الديمقراطية الواسع والانخراط في ادارة العملية التنظيمية للانتخابات
وآليتها".
اضاف: "اود بداية ان اوجه انتباهكم في اطار تكليفكم التنظيمي نشر وعي حول المسائل
الوطنية الى انه وبنظرنا لا توجد صعوبة في اقامة مجتمع سليم على ارض لبنان دون
خضات. اننا نعتمد في ما نقول على:
1- المواطن الذي ساهم طويلا في بناء الوطن، هذا الوطن الذي تحمل فئوية وطائفية
ومذهبية لبعض القيادات التي جعلت من المواطنين متاريس واكياس رمل لمصالحها.
2- الجيش الواحد الذي يمتاز برسالة وتربية وطنية واحدة.
3- الاقتصاد الحر المبرمج الذي يتميز في المجتمع بان الدولة راعية لا تاجرة وفي ظل
مصالح المجتمع عند الحرية الاقتصادية الفردية، هذا الاقتصاد الحر- الذي يتميز
بحماية المستهلك ويمنع طغيان راس المال.
4- ثقافة وطنية شاملة تركز على تعريف موحد للوطن والمواطن والمواطنية والعاصمة
والحدود، تضاف اليها الثقافات الاختيارية الاخرى والتي تكون مبنية على ثقافة اصلية
وطنية واحدة، يساعد تنوعها على التبادل والوحدة لا الشقاقات المتعددة التي تخلق
التناقض دون القاعدة الثقافية الاصلية.
5- تعميم العدالة بمعناها الشامل المتطور في المجالات القانونية والاقتصادية
والسياسية والمعنوية.
6- جعل الولاء للبنان وطنيا لا طائفيا، لان الولاء الوطني هو الحد الادنى من شروط
المواطنية وشرط توفير هذا الولاء ينبع من ضرورة تحسس المواطن بان وطنه حصنه وكرامته
وساحة جهده وصيانة اولاده، كما ان الوطن يجب ان يعطي للمواطن اكثر مما تعطيه
طائفته، وبذلك نعمق مفهوم الولاء ونعطيه بعدا انسانيا.
7- التأكيد ان لا لبنان بدون الحريات السياسية وهذه بدورها تعتمد على حرية الفكر
والرأي.
8- جعل الديمقراطية نهج حياة وليس مجرد عملية روتينية.
9- بناء وعي وطني شامل يركز على ان التعايش الوطني ليس مجرد علاقة حسن جوار، بل هو
اندماج كامل وتعامل وطني يقوم على الاحترام والثقة المتبادلين وتحمل مشترك
للمسؤوليات وتقاسم المصالح. وطالما ان الحديث هو عن الوعي، فاني اوجه انتباهكم كذلك
الى ان الخروج من ذيول الازمة السياسية وتصفية آثار المرحلة الماضية في عمقها
وابعادها، لا يمكن ان يتم الا بالوسائل الديمقراطية ونبذ العنف والاحتكام الى مشروع
الدولة، وضرورة الدولة وادوار الدولة والتأكيد على احلال روح الوفاق التي عبر عنها
اتفاق الدوحة، كذلك على التنفيذ الكامل لاتفاق الطائف دون استنسابية، ورفض منطق
الاستئثار والهيمنة.
اننا انطلاقا مما تقدم ننتظر الانتخابات النيابية التي نأمل ان تجري بكل هدوء، وان
يجري الاحتكام فيها الى ضمير الناخب وليس الى المال الانتخابي والرشوة وزراعة الريح
والوعود التي لن تؤدي سوى الى حصاد الزوابع".
وتابع: "اننا في اطار مهامكم الانخابية ندعوكم الى جعل الناخبين ينحازون دون اي
تردد الى انتخاب تاريخ لبنان المقاوم وجغرافية لبنان العربية ورفض الانعزال، وان
يتذكروا دائما ان لبنان يقع على خط تماس الجغرافيا والتاريخ مع فلسطين ونكبة
فلسطين، ومع اماني الشعب الفلسطينية وحقوقه الوطنية، وخصوصا حقه في التحرير والعودة
وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
كما انني ادعوكم الى ان تحفظوا وان تحثوا ذاكرة المواطنين على الانتباه الدائم
للحقيقة الجغرافية المتمثلة بان اسرائيل من امامنا من جهة الجنوب والبحر من ورائنا
من جهة الغرب وان سورية هي عمق لبنان الاستراتيجي العربي وهي شقيقتنا وشريكتنا في
الجغرافية والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصالح".
وقال الرئيس بري: "عود على بدء ايها الخريجيون، ايها الكوادر، ايها التغيير، ايها
الشباب، فان مهمتكم الاساس هي نشر وعي على مساحة الشباب اللبناني المقيم والمغترب
ودعوتهم الى:
اولا: رفض استمرار استنزاف مواردنا البشرية خصوصا الشبابية على النحو الجاري وان
كانت الهجرة شرا لا بد منه بسبب عدم قدرة سوق العمل اللبناني على استيعاب الاعداد
الكبيرة للخريجين، وبسبب الاختصاصات غير الملائمة الناتجة عن تخلف المناهج
التربوية، وايضا بسبب عدم توفر الوعي الكافي لدى متخذي القرار في القطاعين العام
والخاص لفتح المجال والفرص للشباب لمساعدتهم بالبدء بمشاريعهم الاستثمارية الخاصة،
بما يعني غياب الدعم والتوجيه والتمويل، وايضا وايضا بسبب استمرار الهجرة الداخلية
من الارياف الى المدن نتيجة عدم توفر البنى التحتية والخدماتية وفرص العمل.
ثانيا: العمل على انشاء المجلس الاعلى للتربية- منذ سنوات وسنوات وانا اطالب بهذا
الموضوع- الذي عليه ان ينسق حاجات سوق العمل مع ناتج التربية.
ثالثا: التركيز على اعتماد سياسات جديدة تتعلق بالتخطيط للشباب على كافة الصعد
الاكاديمية والمهنية والثقافية والاجتماعية.
رابعا: الالتزام بزيادة المنابر المتاحة للشباب للتعبير عن رأيهم في الشأن العام،
ونحن في هذا الاطار ندعوكم الى اعتبار هذا المركز الثقافي دائما طاولة حوار شبابية
وطالبية تسهم بالرأي في صنع السياسات العامة، وسيكون على مساحة الجنوب والبقاع خطط
ثقافية كما يجب ان يكون هناك لكل منطقة مستشفى ايضا".
وختم: "اننا ننتظر ان نشعر بلمستكم في تحديث الشعار السياسي وفي الخطاب السياسي
والمطلبي والانمائي. انكم جوابنا على سؤال لبنان غدا، انكم رسالة أمل بمناسبة عيد
استقلال لبنان".
توزيع الشهادات
واختتم الاحتفال بتوزيع الرئيس بري الشهادات والدروع على الاساتذة والطلاب.