نص الكلمة التي ألقاها دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في حفل تكريم النقيب زهير عسيران في قصر الأونيسكو   الاثنين 15/5/2006


 

ألقى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كلمة في حفل تكريم نقيب الصحافة الأسبق زهير عسيران الاثنين 15/5/2006 في قصر الأونيسكو.

والتكريم كان بدعوة من رئيس المجلس ومن حركة أمل لشخص النقيب عسيران.

 

غصّت قاعة قصر الأونيسكو بالحضور السياسي والصحافي والثقافي والاجتماعي والديني الذي كان خير دليل على المحبة والتقدير اللذين يكنهما للنقيب عسيران، وكان في طليعتهم الرئيس نبيه بري، الرئيسان رشيد الصلح وسليم الحص وعدد من الوزراء والنواب. وأكاديميون ونقباء وفاعليات سياسية وعسكرية في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة أمل جميل حايك وأعضاء المكتب.

 

توالى على الكلام نقيب الصحافة الحالي محمد البعلبكي، تلاه الوزير السابق جان عبيد وكلمة للمحتفى به.

 

وختاماً كانت كلمة صاحب الدعوة دولة الرئيس نبيه بري الذي قال:

 

في غياب الحرية ومؤسسات الرأي العام الثقافية والإعلامية وفي الطليعة الصحافة، تتحول الأوطان إلى قطار لليل، وتصبح الأيام جسراً لكتل الظلام، ويصبح التاريخ كتاباً للنسيان المتراكم والحزن الشرس.

 

لذلك حتى لا يتكلس في الزهر العطر، وترفرف فوق عيون الناس أجنحة سوداء.

 

نقول كلمة السر التي تفتح الأبواب والعقول والقلوب: الحرية

 

وحدها الحرية تنبثق كالبرعم المتحمس من غصنه.

 

ووحدها تتكاثر في الأمكنة التي يولد فيها الهواء.

 

ووحدها الحرية تمسح الدمع عن وجه المحرومين في أرضهم والمحرومين من أرضهم، لأنها تولد معهم وتنمو في صدورهم، ثم يكون لها أجنحة فتحلق في سماء عيونهم وتأخذ بأيديهم إلى العدل والإنصاف.

 

فالعدل وحده لغة الحرية

والإنصاف صفة الحرية

 

ووحدها الصحافة هي مبدأ الحرية، وهي رذاذ الضوء الذي يفتح نافذة العتم على قلب يخفق بالمحبة.

 

إذن للحرية وللصحافة ولنقيبي الصحافة والمحررين وللمكرم الأستاذ زهير عسيران ألف تحية وتحية وبعد:

 

إن لبنان منذ أن كان ومازال، يقوم كيانه على أسس راسخة هي ميزة وجوده ورسالته الحضارية في العالم العربي وفي العالم اجمع. فهو من جهة كالرئة للمنطقة وكاللسان الذي يخاطب به، فيؤدي قسطه الكبير في خدمة هذه الأمة وفي معركتها ضد الظلم العالمي المتمثل في الاستعمار وضد إسرائيل، ومن جهة أخرى إن لبنان باحترامه للقيم الإنسانية والمذاهب والعقائد والثقافات وصيانته لها ضرورة إنسانية حضارية، لذلك إن الحريات وأخصها حرية الإعلام والصحافة، كذلك رعاية القيم والعقائد، هي الدعامة الأساسية لكيان لبنان وعظمته ولأداء رسالته العربية والحضارية والإنسانية.

 

هذه المقدمة تضمنها بيان صحفي صادر عن الإمام والقائد السيد موسى الصدر مؤسس حركة أمل، التي أتشرف برئاستها وبرعاية احتفالها التكريمي للنقيب زهير عسيران نقيب الصحافة الأسبق واحد رافعي العلم اللبناني على سارية البرلمان، واحد المؤسسين الأوائل للجمعيات الشبابية والكشفية في لبنان والعقائديين المؤسسين للعمل الحزبي في لبنان والمنطقة، والمناضلين بمواجهة الانتداب والوصاية الأجنبية، واحد الطليعيين في دعم قضية الشعب الفلسطيني، حيث اشترك في تأسيس مكتب فلسطين الدائم.

 

استعيد هذه المقدمة الوصية للإمام الصدر الآن ونحن نكرم علما" من إعلام الصحافة في لبنان، لنؤكد على ميثاق الشراكة والالتزام بين حركة أمل والصحافة.

 

واستعيد مواقف للإمام الصدر في مواقع الصحافة، لنؤكد تعميمنا على التزام نهجه وخطه في العمل لإزالة الحرمان خصوصاً مواجهة كل محاولة لحرمان أي مواطن أو مجموعة أو جهة من نعمة الحرية.

 

وأتذكر هنا صورة هذا المشهد:

المكان والتاريخ: مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية بتاريخ الثاني والعشرين من آذار عام 1975.

المناسبة: مأدبة تكريمية يقيمها الإمام الصدر دعماً للصحافة في معركة الحريات التي تخوضها، وذلك اثر إحالة أربع عشرة صحيفة على القضاء بسبب نشرها خبراً بعد أحداث صيدا واستشهاد النائب السابق معروف سعد، وإحالة سبع صحف على القضاء بسبب نشرها كلمة الإمام الصدر في تأبين الشهيد معروف سعد.

 

يومها قال الإمام الصدر: إن تكريم الصحافة هو تكريم لحرية الرأي، تكريم لهذا البعد الشامخ من أبعاد لبنان.

 

في هذا اليوم اسمحوا لي أن اعبر باسمي وباسم حركة المحرومين عن شكرنا لكم بتكريمنا لكم.

إن خدماتكم تفوق الكثير الكثير ونحن لا نكرم لهذا السبب فحسب بل لما تشعر به الحركة من أنكم أصبحتم من المحرومين.

 

في هذا اليوم الذي نكرم فيه علماً من أعلام الشباب في كهولته، وعلماً من أعلام الكشاف في حبه للناس، وعلماً من أعلام الصحافة هو النقيب زهير عسيران، فإننا نحذو حذور الإمام الصدر في تكريم الصحافة ونقابة الصحافة ونقابة المحررين، ومن خلالهما كل العاملين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وخصوصاً المكتوبة.

 

ولأننا نمثل مدرسة الإمام الصدر في سلوك نهجه وخطه، ابدأ من عنوان الحرية والتعايش والمقاومة: الإمام الصدر، لأدعو الإعلام اللبناني إلى استعادة قضية هذا العالم والعلامة والمفكر والقائد والإمام السيد موسى الصدر، وجعلها قضية مركزية لبنانية لأنه يمثل قضية الحرية، وأنا ازعم أن كل حديث وكلام عن الحرية في لبنان هو حديث وكلام ناقص ومشوه ومعاق طالما يستمر تغييب الإمام الصدر في ليبيا ويبقى مصيره  مجهولاً، وطالما لا نخرج على العالم شاهرين صورته وصوته ومواقفه وتاريخه مطالبين بحريته وتحريره.

 

أؤكد على هذه المهمة الوطنية النبيلة للبنان الرسمي والشعبي وللإعلام اللبناني في الطليعة، لأن الإمام الصدر قال في كل مناسبة: إن الصحافة وحرية الرأي هما البعد الحقيقي الباقي من عظمة لبنان، لأن الكثير من أسباب عظمته تعرض للهزات والصعوبات.

 

الحضور الكريم

إن حركة أمل أرادت هذا وهذه المناسبة لثلاثة أسباب:

 

الأولى: كما أشرنا في البدء لنجدد الميثاق بين حركة أمل والصحافة لأن ما تتعرض له الصحافة من اغتيال ومحاولة اغتيال ومراقبة ومحاولة لتفريغها من مضمونها أو شراء ضميرها أو عرقلة مهامها أو تخديرها أو تحذيرها، أو ضرب جدران من الوهم والسرية حول بعض ما يجري وحول الفساد والرشوة وإساءة استعمال السلطة، والتعسف في استخدام السلطة وحول أمور كثيرة كبيرة منها مثلاً ما يطلع علينا بين الفينة والفينة من كلام حول "حزيرة" بنك المدينة، كل ذلك يضع الصحافة والإعلام في موقع الحرمان، ويستدعي تجديد ميثاق الزمالة والمشاركة بين حركة أمل المحرومين والصحافة والإعلام.

 

إننا من موقع الزمالة والمشاركة فيما بيننا ندعو وسائل الإعلام وفي الطليعة الصحافة، إلى توجيه مستقبل لبنان خارج الطائفية السياسية والنظام الطائفي الذي يجمد كل شيء ويمنع التطوير، لأن مرض الطائفية يكاد يفقد لبنان مناعته ضد أورام المذهبية أو الفئوية.

 

إن الإعلام الذي يدخل كل بيت دون استئذان ويتغلغل بعيداً في حياة الأسر ويشارك في تربية الأجيال، ويحدد ألوان وملابس وأنغام كل فصل، ويعيد تشكيل الطعام اليومي ويرتب الأولويات عبر حدود القوميات والدول كما الأولويات الوطنية، إن هذا الإعلام يستطيع أن يؤسس لقيام طائفة لبنان التي تنخرط فيها كل الطوائف والفئات والجهات وتنبذ الطائفية التي كانت ولا تزال نقمة على لبنان.

 

إن هذا الإعلام وحده الذي يمكن له أن يربي الأجيال على الديموقراطية وعلى الحوار وثقافة الحوار، والمشاركة وثقافة المشاركة، ومفـاهيم موحده وموحدة للوطن والمواطن والمواطنية والعاصمة والحدود. 

 

إن هذا الإعلام الذي يتأسس على دماء شهداء كبار، كانت طليعتهم الذين علقوا على أعواد المشانق في السادس من أيار نسيب المتني وسليم اللوزي، وكان آخر حبة في عنقود قافلة الشهادة الصارخة الزميل النائب والإعلامي البارز جبران تويني، دون أن ننسى مي شدياق الشاهدة المتألمة والمتأملة بقيامة لبنان، إن هذا الإعلام مطالب بوضع كل القضايا في موضعها الصحيح، دون الأخذ بترتيب جدول الأعمال الذي يضعه السياسيون في الموالاة أو المعارضة، ودون القبول بصرف النظر أو تحويل الانتباه عن أي قضية.

 

أقول ذلك لأنني اعتبر كشف الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريـري ورفاقه وما سبقها وما تلاها ضرورة وحاجة وطنية.

 

كما وإني اعتبر أن التزام جميع الفرقاء باتفاق الطائف هو التزام بترسيخ السلم الأهلي وبانتقال لبنان من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة.

 

وارى أن جعل الحوار الوطني نهج حياة في لبنان مسألة تعزز النظام البرلماني الديموقراطي كما تعزز اتفاق اللبنانيين وإجماعهم على ما استجد وما يستجد من عناوين، وكذلك لأن الحوار يمكنهم من إدارة اختلافاتهم كما اتفاقاتهم بطريقة ديموقراطية.

 

إلا أن كشف الحقيقة والتزام الطائف والاحتكام إلى الحوار يجب أن لا يمنع من المطالبة بحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، ويجب أن يؤسس لإطلاق دور النقابات كما الاعلام إلى مداها الأبعد في مسألة إلغاء الوكالات الحصرية والاحتكار، ومحاربة الفساد وإصلاح الإدارة وتمكين المواطن من توسيع خياراته وتعزيز ضماناته.

 

أقول ذلك لأن السواد الأعظم من اللبنانيين قلقون على حاضرهم وعلى مستقبلهم بل أن القلق يعم الجميع.

 

إننا والحالة هذه لن نقبل بوضع تحرك أي مظلوم أو محروم في موضع الشبهة، واتهامه بصرف الأنظار عن قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

إننا متأكدون أن الإعلام اللبناني لديه القدرة على وضع الأزمات في موضعها الصحيح، واثبات أن أي تحرك ليس له بعد سياسي أو معنى طائفي أو مذهبي.

 

إننا لن نقبل بأن يصبح كل من يتحرك متهما"، أو أن يوصم بأنه من مخلفات النظام الأمني ونظام الوصاية، فيما نحن والإعلام نعرف ونقرأ الوجوه والشفاه والأسماء والمواسم، ونعرف أن النظام مهما كانت صفاته ومواصفاته، فإنه سيجد نفسه مسبوقا" بوجوه تتكرر وتلبس لكل نظام لبوسه طالما لم تنتقل بلبنان إلى مرحلة الدولة وبناء الثقة بالدولة وبأدوارها.

 

السبب الثاني الذي يقف وراء التكريم وهذه المناسبة هو قضية الحرية في لبنان.

 

إن أحداً لا يمكنه الحديث عن حرية الإعلام والصحافة بمعزل عن الحرية الشخصية والحرية الجسمية وحرية العمل والسكن والتنقل، وكذلك دون الالتزام بشروط الحرية الطبيعية والسلوكية والدينية والمدنية والسياسية.

 

إن جعل لبنان حديقة للحرية يحتاج إلى القبول بمبدأ الحرية ومواصفاتها وشروطـها، وهذا الأمر لا يمكن أن ينمو إلا في إطار الدولة، أما في واقع الأمر الراهن فإن الحرية ستكون محكومة إلى الطائفية وستكون مغلولة إلى وقائع شاذة متنوعة .

 

السبب الثالث توقيت المناسبة اليوم في الخامس عشر من أيار يعود لثلاثة أسباب فلسطينية ولبنانية وعربية.

 

أما السبب الفلسطيني فهو الذي يستدعيني أن اذكر الاخوة في جميع الفصائل الفلسطينية، بأنهم يقفون على محاور التوتر والخلاف الداخلي، في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بقيامتها على أنقاض جثث ضحايا ومشردي النكبة عام 1948.

 

إنني هنا أجدد القول انه إذا كانت السلطة ضيقة ولا تتسع لجميع الفصائل،

وإذا كـانت حماس لا تريد المبادرة إلى مساعدة فتح على خسارتها، إذا كانت فتح لا تريد المبادرة إلى مساعدة حماس على إدارة شؤون السلطة،إن الثورة والانتفاضة تتسع للجميع، وعلى محاور الالتزام الفلسطيني بالأماني الوطنية في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، يمكن للجميع إنشاء التعاون والتنسيق وزيادة روابط النضال المشترك.

 

أما السبب اللبناني فهو تذكير اللبنانيين بالوقائع المتصلة باتفاق السابع عشر من أيار على خلفية الاجتياح الإسرائيلي لبلدنا عام 1982.

 

إننا في هذا المجال نقول أن مشروع المقاومة الذي تأسس بمواجهة محاولة إخضاع لبنان قد تمكن من هزيمة إسرائيل ودحرها عن معظم أرضنا، وسنمضي بالتمسك بمشروع المقاومة وصولاً إلى مجتمع المقاومة بمواجهة العدوانية التي تمثلها إسرائيل والأطماع الإسرائيلية في أرضنا ومياهنا.

 

إننا لن ننسى رفاق الدرب في مقاومة هذا الاتفاق من كل القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية، ولا يلتبس علينا موقع أحد اليوم، ونحن متأكدون أن الجميع سيأخذون مواقعهم مجدداً عندما ينكشف أن إدخال لبنان في الفوضى والتوتر الطائفي والسياسي والمذهبي كان في إطار محاولة الانتقام من لبنان على انتصاره في معارك المقاومة، وتسجيله الانتصارات في دحر الاحتلال عن مناطق صيدا النبطية صور، ثم عن حاصبيا جـزين بنت جبيل ومرجعيون وغداً عن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.

 

السبب العربي هو انه وبالرغم من ضعف النظام العربي، فإنه في الخامس عشر من أيار عام 1948 تشكل جيش الإنقاذ الذي دخل إلى فلسطين، ورغم أن هذا الجيش قد انفرط عقده فيما بعد، إلا أن تلك التجربة تشير إلى إمكانية تحسس النظام العربي للمشكلات العربية الكبرى والنهوض ومحاولة النهوض بمسؤولياته.

 

نقول ذلك لأن على العـرب أولا" المبادرة إلى إدارة حوار فلسطيني – فلسطيني جامع، والى تمكين الشعب الفلسطيني من التصدي للحصار الإسرائيلي والعربي للسلطة الفلسطينية المنتخبة، والى مساعدة الفصائل الفلسطينية على إعادة إنتاج منظمة التحرير الفلسطينية ودورها ومهمتها.

 

الحضور الكريم

 

بالعودة إلى المناسبة، فإننا نفتح بهذا التكريم وفي هذا الوقت ومن هذا المكان الذي كان أكثر استهدافاً للغارات الجوية والقصف المدفعي خلال حصار إسرائيل لعاصمتنا عام 1982، نفتح الأنشطة والفعاليات الوطنية للاحتفال بعيد المقاومة والتحرير الذي يصادف في الخامس والعشرين من أيار.

 

إننا ندعو كل لبنان إلى الجنوب ليرى ويلمس فرحة العيد والاعتزاز بالمقاومة التي ستبقى ضرورة وطنية حتى بناء استراتيجية دفاعية عن لبنان.

 

وبالعودة إلى المناسبة ولأن المكرم الأستاذ زهير عسيران شخصية لها أبعادها العربية المترامية قومياً، فإننا نؤكد أن لبنان يحتاج إلى تمتين علاقاته بأشقائه وتعزيزها في مختلف المجالات.

 

إن لبنان يحتاج إلى تأكيد انه يمثل ضرورة عربية مستمرة، والى تعزيز ثقة أشقائه بنظامه واستقراره وانتمائه، وذلك من اجل توليد المزيد من الاستثمارات والودائع العربية، ومن اجل استعادة موقعه كواجهة للعالم العربي ولمشروع السوق العربية المشتركة.

 

أخيراً اشكر لحركة أمل هذا الانتباه المميز إلى الصحافة ودورها بشخص نقيبها الأسبق الأستاذ زهير عسيران، وسيكون لنا مواعيد مع النقيبين محمد بعلبكي وملحم كرم ومع مبدعين واعلام، كانوا صوت لبنان وقلمه الصارخ في برية العالم ورفعوا عالياً اسم لبنان.

 

                                  عشتم

                                  عاشت نقابة الصحافة ونقابة المحررين

                                  عاشت الحرية

                                  المجد للبنان

                                  عاش لبنــان