بداية
أجدد شكري لأخي دولة الرئيس جاسم الخرافي ولمجلس الأمة الكويتي على إتاحة الفرصة لي
والوفد المرافق لزيارة هذا البلد الشقيق والعزيز.
وفي
البداية اشكر للأخ العزيز حسن حجيج، انه جمعنا الليلة مع نخبة من أبناء الجالية
اللبنانية في الكويت على الخبز والملح، وأود من تجديد الشكر الخالص إلى الصديق
الأعز السيد ناصر الخرافي على عاطفته النبيلة وصدق مشاعره تجاه لبنان واللبنانيين،
وكذلك على رهانه القوي على لبنان وثقته بقيامة بلدنا وقدرته على تجاوز كل محنة، وهو
الأمر الذي يستدعي أن أتوجه إلى لبنان المغترب والمنتشر، والى لبنان الذي يحظى
بالرعاية الكريمة والنبيلة من الدول العربية الشقيقة وفي الطليعة الكويت، أن يؤكدوا
ثقتهم بلبنان بنفس القدر الذي يعبر عنه رجال الأعمال في الكويت وفي الطليعة الأخ
ناصر الخرافي.
أيها
الأعزاء،
احمل
إليكم من لبنان التحية والأمل المتجدد بأننا سنستطيع تجاوز كل المحن بوحدتنا
الوطنية الرائعة، وبإصرار اللبنانيين وتصميمهم على تعويض ما فاتنا في مراحل سابقة .
إن
لبنان كل لبنان كان شديد الانتباه للتأكيد في الذكرى السادسة عشرة لاتفاق الوفاق
الوطني في الطائف على تنفيذ هذا الاتفاق بشقيه الدستوري والإصلاحي.
إن
هذا الإجماع يأتي مترافقاً مع إجماع كامل على الوصول إلى الحقيقة في الجريمة
الإرهابية التي استهدفت لبنان عبر اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
إن
تأكيد التزام لبنان بهذه الحقيقة، يجب أن يعبر عنه باعتبار وثيقة الطائف أو دستور
الطائف برنامجاً للإرادة الوطنية، وان يوضع جدول استحقاقات زمني يتناول كافة
العناوين.
إن
مجلس النواب اللبناني فتح منذ بدء ولايته الجديدة الأبواب لمناقشة مفتوحة حول قانون
الأحزاب وقانون اللامركزية الإدارية، فيما تسعى الحكومة لصياغة اقتراح قانون عصري
حول الانتخابات.
إن
الأسابيع المقبلة ستشهد انطلاق قطار الحوار الوطني على مستـوى مؤسسات المجتمع
المدني، انطلاقاً من عاصمة الشمال طرابلس، بالترافق مع ورش عمل وندوات ومؤتمرات
ستعقد في مجلس النواب حول مختلف العناوين.
إلا
أن الأساس الذي نتعهد به هو جذب الانتباه من اجل الاتفاق على مفهوم موحد للدولة،
لأن المشكلة الأساس هي غياب مفهوم الدولة في الحوار والممارسة السياسية.
إننا
ملزمون بناء وصنع الدولة تأسيساً على اتفاق الوفاق الوطني.
إنني
من الكويت، من هذا البلد الشقيق العزيز، ومن موقع الجالية اللبنانية في هذا البلد،
أدعو الجميع في لبنان إلى الخروج من عقلية السلطات، أو السلطات التي كانت ولا تزال
تعبر عن الطائفية والمذهبية والفئوية والجهوية، إلى الدولة التي يجب أن تكون فوق
الجميع وتعبر وحدها عن مصالح الجميع طوائف ومذاهب وفئات وجهات.
وأقول
للبنان المقيم كما للبنان المنتشر، إنني متفائل بأننا سنتمكن من الانتصار لمشروع
الدولة، وبأننا سنتمكن من الخروج من الواقع الراهن المضطرب والقلق الذي نعيشه على
خلفية الضغوط المتنوعة التي يتعرض لها لبنان والمنطقة.
وأقول
أن لبنان إذ يعبر عن التزامه باتفاق الطائف، فإنه يعبر عن التزامه بعروبته وبكل
قضايا أمته، وإننا انطلاقاً من ذلك لن نقبل بجعل لبنان حقل اختبار، أو بجعل لبنان
موقعاً لاستهداف سوريا أو لإضعاف نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته.
إننا
وبعكس ما يجري التخطيط له لإخراج لبنان من معادلة الممانعة والمقاومة، نؤكد أكثر من
أي وقت مضى التزامنا بمشروع مجتمع المقاومة، لأننا إزاء التحدي الذي تمثله إسرائيل
لامتنا ولبلدنا، ولأن إسرائيل جعلت من لبنان موقعا" للمناورة بالذخيرة الحية خلال
اعتداءاتها واجتياحاتها منذ عام 1948 وحتى أيار 2000 المحطة الثانية لاندحار جيش
الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
أيها
الأعزاء،
مما
لا شك فيه ان لبنان أمام مرحلة من الاختبارات العديدة، وانه يتعرض للامتحان
والتجربة في مختلف العناوين، إلا أننا متأكدون أننا سنعبر بنجاح هذه الاختبارات
والامتحانات، وان لبنان محصن تجاه كل تجربة بخرز المقاومة الأزرق.
وأقول
بكل ثقة انني متأكد أننا جميعاً سننتصر لمشروع الدولة ولبنان الثقة بالدولة
وأدوارها.
كما
إنني متأكد أن المنطقة ستتمكن من الانتصار في مواجهة حرب السيطرة على مواردها
البشرية والطبيعية.
إنني
ادعوكم في هذه المرحلة وانتم قرش لبنان الأبيض في الأيام السوداء، وانتم احتياط
لبنان البشري والمعنوي، إلى زيادة دعمكم لعوائلكم ومناطقكم لمواجهة قلة الموارد
وفرص العمل والمتطلبات الراهنة، إلا ان الأساس الذي ندعوكم للالتزام به هو زيادة
استثماراتكم فـي المشاريع التشغيلية لأنها تؤمن فرصا" لقوى العمل والإنتاج في
بلدكم.
في
هذا المجال لا اخفي عليكم أني حملت إلى دولة الكويت كما إلى دولة قطر طلباً لزيادة
فرص العمل أمام الشباب اللبناني الذي لا نشعر انه في غربة عندما يكون في محيطه
العربي.
إن في
لبنان أربعة وأربعين جامعة ومعهداً للتعليم العالي، تضخ سنوياً مئات الخريجين الذين
يحملون اجازات وشهادات عليا ويبحثون عن فرص العمل.
إننا
في الوقت الذي نعتبر فيه توليد فرص العمل مسؤولية حكومية لبنانية فإننا سنسعى من
اجل إيجاد حلول لا نجعل أبناءنا يغتربون إلى ما وراء البحار.
أيها
الأعزاء
أعود
واكرر شكري للأخ حسن ولكم على
هذا
اللقاء الحميم العائلي، وعلى الإطراء الذي تضمنه كلمة الترحيب.
كما
انني في هذه اللحظة ودائماً اكرر شكري الموصول لدولة الكويت بشخص صاحب السمو أمير
البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح وولـي العهد سمو الشيخ سعد الصباح عافاه الله،
والحكومة ومجلس الأمة، على كل ما قدموه للبنان وهو ما لا يتسع له كتاب المحبة
الصادق بين الكويت ولبنان.
عشتم
عاشت الكويت
عاش لبنــان