كلمة الرئيس نبيه بري في حفل الأفطار الرمضاني الذي أقامه في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة

 تكريماً لرؤساء الطوائف في لبنان بتاريخ 3/12/2002 الموافق 28 رمضان 1423 هجري


 

أصحاب السماحة والغبطة والسيادة والفضيلة

رؤساء الطوائف اللبنانية المحترمين

العلماء والآباء الأجلاء الحاضرون

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أتشرف باستقبالكم اليوم في هذا الإفطار الرمضاني ، الذي يؤكد اجتماع شمل العائلة الروحية اللبنانية تحت العنوان الذي رسمه سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر ، والذي أكد أن الطوائف في لبنان نعمة ، وان الطائفية هي نقمة ، والذي أكد أن انموذج لبنان التعايش هو نقيض لبنان العنصرية .

 

لقد سبق واجتمع شمل العائلة السياسية اللبنانية من الموالاة ومن المعارضة ومن كل جهات وفئات لبنان في يوم الوزاني ، والذي أكد أن الوحدة الوطنية اللبنانية السياسية والروحية قـادرة على إعادة الميـاه إلى مجاريها على مساحة الوطن ، وان توحد لبنان في موقع المقاومة انطلاقا" من الجنوب ، الذي أكد أن أي شعب مهما كان صغيرا" يستطيع بسلام الإيمان بالله وبالوطن ، أن يثبت عجز القوة مهما كانت عاتية ومسلحة عن كسر أرادته بتحرير أرضه ومياهه وإنسانه .

  

            إن هذه الوحدة هي سر قوة مقاومة لبنان ، وهي اليوم تلقي على عاتق رؤساء الطوائف وعلى أصحاب الفضيلة والآباء الأفاضل مهمة التأسيس والبناء عليها من اجل تعميها وترسيخها ، بما لا يعطي الفرصة لأحد للاستثمار على إمكانية تهديد استقرار النظام ، خصوصا" وان المنطقة كلها تقع على منظار التصويب ، وهناك الكثير من المساعي لتفخيخ الساحة اللبنانية بعناصر الأزمات والتوترات .

 

             إن ترسيخ هذه الوحدة مثلما هي مهمة المؤسسات الروحية هي مهمة النظام التربوي ، وهي مهمة القوى السياسية والنقابية والمنظمات الشعبية ومؤسسات الرأي العام الثقافية والإعلامية ، خصوصا" وان تجسيد الوحدة مهد السبل من اجل تأكيد الثقة بلبنان كضرورة لبنانية وعربية وإسلامية ومسيحية ودولية من خلال القمة الفرنكوفونية ومؤتمر باريس2- 

 

            إن هذه الوحدة هي التعبير عن أن لبنان بالفعل هو واحة الديموقراطية وحديقة الحرية وانموذج السلطة العادلة ، ونقصد الديموقراطية التي تعبر عن منهج حياة وليس عن حدث ، والحرية المتضمنة لحق الانتماء وإبداء الرأي والاجتماع المكفولة ضمن دائرة القانون والسلطة المتجسدة في مؤسساتها في إطار النظام البرلماني الديموقراطي .

 

      هذه الوحدة التي تمثلون ، قوتها الروحية تعني المحبة والتسامح ، وهي معنى رمضان ورسالة رمضان ، وهي معنى لبنان ورسالة لبنان . 

 

                                    عشتم

                                    عاش لبنان