استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان والوزير مروان خير الدين ونائب رئيس الحزب النائب السابق مروان أبو فاضل.

 

وقال النائب ارسلان بعد اللقاء:

زيارتنا اليوم لدولة الرئيس بري كالعادة من أجل بحث الأمور المستجدة على الساحة الداخلية وانعكاس الوضع الإقليمي عليه. لأنه مع الأسف شاء البعض أن يربط لبنان باللا والنعم على المستوى الإقليمي وأيضاً على المستوى الدولي، وبالتالي فإن هذا التعطيل للمؤسسات الدستورية، وللحوار الوطني، ولدور المجلس النيابي وانعقاد جلساته، وللحكومة في بحث الأمور الأساسية مثل موضوع النفط.

وكأن هناك جهات لا تريد تفعيل دور المؤسسات الدستورية، وهذا طبعاً ينذر بالخطر على وضع النظام السياسي العام في البلد، لأنه في النهاية كما صرحت أمس أن هناك ثابتتين من المستحيل الهروب منهما: الأولى أن هذه المقاطعة تدل بشكل مطلق على أن هناك جهات اقليمية متدخلة في أدق التفاصيل اللبنانية لمنع الإلتئام والحوار بين اللبنانيين. والثانية هي عقم هذا النظام السياسي الذي فشل على المستويات كافة. هذا النظام بالطريقة التي يتم التعاطي معه يدل على أنه قائم على الفساد وتغذية الروح المذهبية والطائفية والإنقسامات بين اللبنانيين، وهو لم يقدر أن يشكل رافعة أو حد للإلتئام بين اللبنانيين بل على العكس.

أضاف: يمكن أن نبقى على هذه الحال، ولكن ما أريد أن أقوله هو أن هناك تحولات على المستوى الإقليمي والدولي، إن شاء البعض أم أبى فقد حصلت هذه التحولات، وآمل من كل الطبقة السياسية ومن كل الفئات اللبنانية أن تستغل هذه التحولات لتصب في مصلحة قيامة لبنان وفي مصلحة الوصول الى حد أدنى من التفاهمات لإنقاذ ما تبقى من وحدة وطنية في البلد. منذ العام 1975 الى اليوم مع الأسف الشديد جرى ارتباطنا بشكل وثيق بكل ما هو حولنا، ولذلك فإننا لم نقدر أن ننجح بإطلاق أي مبادرة لبنانية صافية للدخول منها الى شط الأمان على المستوى الوطني. ونحن نتمنى أن نستغل هذه التحولات لما فيه مصلحة لبنان، لأنه على هذا الشكل لن يستطيع أحد أن يعطل هذه التحولات.

وإذا اعتبر أحد ان هذه التحولات ليست لصالحه فإننا نقول لا أحد يقرأنا على المستوى الدولي ليراقب التوازنات المحلية في لبنان لصالح من. آمل أن يعي هؤلاء لهذه الحقيقة ونعمل لمصلحة أنفسنا وبلدنا وجمع وطننا بأقل خسائر ممكنة بين اللبنانيين.

وقال ارسلان: هذه دعوتي دائماً من عند الرئيس بري، وهو يشكل دائماً ضمانة للجميع في البلد. وقلت وما زلت أقول صحيح أن الرئيس بري له لون سياسي ولكن لم يسخر يوماً موقعه الوطني الدستوري العام الا لصالح الجميع. وفي الأساس فإن فكرة الحوار أطلقها الرئيس بري، وبالتالي فإنه في مفهومي أن الوسطية يمثلها الرئيس بري أكثر بكثير مما يقال عنها في البلد وما يلبسونه من أثواب فضفاضة على الوسطية. أتمنى على الجميع أن نلتقي حول الرئيس بري ونسخر أنفسنا لحوار وطني جدي وصريح من دون أن نضع قفازات من أجل تقطيع المرحلة بأهون السبل.

 

كما استقبل الرئيس بري النائب السابق كريم الراسي وعرض معه للأوضاع الراهنة والوضع في الشمال.

 

وبعد الظهر استقبل الرئيس بري رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي وعرض معه للاوضاع والتطورات الراهنة.

 

وقال المهندس مخزومي بعد اللقاء:

خلال لقاؤنا مع دولة الرئيس جرى البحث في عدة محاور.

اولاً هنأنا دولته بتحرير المخطوفين، وان شاء الله تستكمل الجهود من اجل تحرير المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي. ومع تحرير المخطوفين فأن اهم شيء بالنسبة لنا هو تحرير الوضع في طرابلس التي تعاني معاناة كبيرة تدمي قلوبنا. واننا في هذه المرحلة الصعبة نتطلع لأن تلتقى كل القوى الى طاولة الحوار من اجل ايجاد حل للأوضاع الامنية التي تمر بها البلد.

اضاف: لقد ابلغت دولة الرئيس انه في ضوء الجولة التي قمنا بها في اوروبا والمحاثات التي اجريناها مع المسؤولين الكبار أكان في بريطانيا او ايطاليا او اسبانيا، نرى ان الجوّ الاوروبي في هذه المرحلة مستعد جداً لمستعدة لبنان في المحنة التي نمر بها. ولكن السؤال الدائم اين الحكومة التي يجب ان نتعاطى معها؟ من هنا كانت تمنياتي على دولة الرئيس بري، الذي كان دائماً ميزان الاعتدال في لبنان، ان يستمر بالتحرك ويبذل المزيد من الجهود لأننا بحاجة الى حل في هذه المرحلة. ويجب ان يشارك الجميع في الحكومة ولا ان يكون هناك فيتو على احد، وعلينا جميعاً ان ندعم هذا التوجه.

وختم مخزومي: كذلك حيينا دولة الرئيس بري ايضاً على طرح موضوع قانون الانتخابات وطلبه من لجنة الادارة والعدل درس القانون في اسرع فترة ممكنة واستعداده لتقصير ولاية المجلس الممددة. ونحن نعرف جميعاً انه منذ العام 1989 وحتى اليوم فأن القانون الموجود فصل على اساس اشخاص وفرز هذا الوضع السياسي الذي اوصلنا الى مرحلة الجمود. وان شاءالله تتكون قناعة من فريقي 8 و 14 آذار لمصلحة المواطن وليس لمصلحة اطراف. ونتمنى على الجميع ان يروا اين مصلحة البلد لأن الخوف من ان يتفجر الوضع في المنطقة والموضوع السوري عندنا في لبنان، ويحدث ازمة انسانية واقتصادية كبيرة عدا عن الوضع الامني. واكرر ان ما نشهده في الشمال يحزننا جداً ونخشى ان يمتد الى مناطق اخرى.

 

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر ايضاً رئيس حركة التجدد الديمقراطي النائب السابق كميل زيادة على رأس اللجنة التنفيذية للحركة وجرى عرض للأوضاع الراهنة.