عقدت خلوة بعد الجلسة التشريعية للمجلس النيابي، بين رئيس المجلس نبيه بري ورئيس
مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، استمرت نصف ساعة.
وقال الرئيس السنيورة اثر الخلوة: "نحن نتعاون وسنتعاون أكثر من أجل تأمين كل
الإجراءات التي توصلنا إلى تنفيذ ما اتفق عليه". وعن تعليقه على زيارة "جماعة
الإخوان المسلمين> في سوريا للبنان ولقائهم رئيس "اللقاء الديموقراطي"النائب وليد
جنبلاط، قال: "في هذا الموضوع يجب أن نكون واضحين، ليس همنا ولا تفكيرنا على
الإطلاق أن يستعمل لبنان من قريب ولا من بعيد ليكون موضع أي مشكلة بالنسبة إلى أي
دولة عربية، ولا سيما سوريا. وأعتقد ان ما حصل هو من باب الزيارة، ونحن لا نشكك
فيها، ولا يجوز أن نسمح بأن يشكل هذا الأمر أي مشكلة لسوريا أو أي تهديد لها من أي
جهة كانت".
قيل له: سبق للنائب وليد جنبلاط قبل استقباله "الإخوان المسلمين" أن تحدث عن ضرورة
تغيير النظام السوري؟
أجاب: "دعونا نتحدث في ما يتعلق بنا كلبنانيين. همنا ان ننسج علاقات جيدة مع جميع
أشقائنا وجميع الأصدقاء في العالم، وسوريا هي شقيقتنا وجارتنا وهي على تماس معنا،
وبالتالي لا يمكن على الإطلاق أن نفكر أو نسمح بأن يستعمل لبنان ضدها بأي شكل من
الأشكال، وأنا لم أكن على علم بهذه الزيارة التي أنظر إليها على أنها زيارة عادية،
ولا اعتبرها في أي شكل مخصصة لأي دور من الأدوار. وفي أي حال، الموقف الرسمي
اللبناني والحكومة اللبنانية لا يسمحان بأن يكون هناك أي عمل يؤدي إلى استثارة
الإخوان السوريين أو يشكل تهديدا لهم".
سئل: هل ترى أن تأخير إعطائكم موعدا من سوريا موقف سياسي؟
أجاب: "أنا أتطلع إلى ما نفكر فيه نحن ولا أريد أن ادخل إلى كيفية تفكير الآخرين.
نحن عندنا هدف واضح وصريح هو أن لبنان يجب ان يكون بينه وبين سوريا علاقات جيدة،
وتكون كل الأدوات والوسائل التي ينبغي ان ننظر إليها موضع اهتمام من الفريقين، وأن
نتطلع إلى إزالة هذه الثغر أو الإشكالات من الزاوية الايجابية، وأن ننظر إلى
المستقبل لا إلى الماضي".
سئل: قلت إنك تتطلع إلى أفضل العلاقات مع سوريا، لكن البعض ينتقد خطابكم في واشنطن
واتهامكم سوريا بأنها هددت الرئيس الحريري؟ أجاب: "ليكن واضحاً أنني لم أبحث في هذا
الموضوع مع الرئيس بوش في واشنطن، ثم من على باب البيت الأبيض قلت إن العلاقات بين
لبنان وسوريا يحددها البلدان. إن هذا الكلام أنا قلته، وهذه حقيقة واقعة وهو كلام
سمعته شخصيا من الرئيس الحريري، وبالتالي ردا على سؤال أجبت عن هذا الموضوع الذي لا
يمكن لأي إنسان ان يغير الحقائق فيه، وبالتالي هل المفروض مني أن أغير الحقيقة؟ أنا
سمعته شخصيا بعد ساعتين من المقابلة مع الرئيس الحريري، سمعت هذا التهديد وقلت ما
قيل، ويجب بالتالي وضع هذا الكلام في إطاره".
سئل: ألا تعتبر هذا الكلام من واشنطن استباقاً لعمل لجنة التحقيق الدولية؟
أجاب: "إطلاقاً، هذا الكلام قلته وغيري قاله، وبالتالي هذا الموضوع يجب ألا نستغله،
فالأمر عمره 14 شهراً وليس فيه أي جديد على الإطلاق، والادعاء أن هذا قول من هنا أو
من هناك لا معنى له. نحن ذكرنا بأن القضية هي الآن في يد المحققين، وبالتالي أنا لا
اسمح لنفسي، وقلت ذلك في واشنطن وفي نيويورك، بأن أتدخل في القضاء ولا في سير
القضاء، وهذا الأمر منوط بلجنة التحقيق الدولية، ولا يمكنني ان اتهم أي أحد في هذا
الشأن".
وتعليقاً على وضع السواتر الترابية على الحدود اللبنانية السورية في منطقة عرسال
قال: "هذه أحد الأشياء التي توجب أن يتطلع كل واحد منا إلى أن يزيلها. إن وضع هذه
السواتر الترابية داخل الأراضي اللبنانية ليس بالأمر المخيف، ولا يؤدي إلى أي
إشكال. وإذا افترضنا أن الهدف هو وقف التسلل، ففي الإمكان معالجة هذا الموضوع مع
لجان التنسيق والتعاون المعنية بالموضوع، ولكن لا أعتقد أن هذا أمر مفيد، وقد كلفت
محافظ البقاع ان يتصل بالمعنيين في سوريا ويعالج الموضوع بحكمة وروية". قيل له:
الولايات المتحدة اعتبرت "حزب الله" منظمة إرهابية؟ أجاب: "هذا الموضوع طبيعي، وأنا
لست حاكماً في الولايات المتحدة. أنا أبدي وجهة نظر الحكومة اللبنانية، وكل واحد
يتولى الدفاع عن وجهة نظره ويدافع من مصلحته، ونحن نبدي رأينا. وهل لنا وسيلة ثانية
لنجبر الآخرين على تغيير وجهة نظرهم؟ نحن إذاً ندافع ونبدي وجهة نظرنا وهذا هو موقف
الحكومة اللبنانية. لسنا في حاجة إلى تكرار موقفنا من "حزب الله" كل يوم. لقد قلناه
وكررناه".
ورداً على سؤال عن المبادرة العربية واتصاله بالرئيس السوداني، قال: "ليس هناك من
جديد بالنسبة إلى المبادرة العربية. فقد أجريت اتصالا بالرئيس السوداني ردا على
زيارة قام بها السفير السوداني، ورداً على ما كان جرى من حديث بيني وبين الرئيس
السوداني يوم كنت في الخرطوم، وكان الحديث وديا للغاية والرئيس السوداني كالعادة
أبدى تقديره ودعمه للبنان ورغبته في أن يحافظ على حريته وسيادته، وذكرت له مجمل
التطورات في لبنان بما فيها ما تم التوافق عليه في الحوار الوطني اللبناني، وما نحن
في صدده الآن. ونحن على ثقة بأن الرئيس عمر البشير حريص على أن يقوم بدوره كرئيس
للقمة العربية، ونحن نتجاوب مع كل مسعى يقوم به".