تحدث
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في الجلسة الأولى للمؤتمر الثاني لمؤسسة "الفكر
العربي" تحت عنوان "استشراف المستقبل العربي" الخميس 4/12/2003 في فندق فينسيا
ببيروت.
وكان
افتتح المؤتمر صباحاً برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد إميل لحود وحضور رئيس
مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ، الرئيس حسين
الحسيني، الأمين العام للجامعة العربية د. عمرو موسى، رئيس مؤسسة "الفكر العربي"
الأمير خالد الفيصل وحشد من الوزراء والنواب والسفراء العرب والأجانب وممثلي
الأحزاب والنقابات وفعاليات روحية وثقافية واجتماعية.
في
ختام جلسة الافتتاح، أشرف الرئيس لحود والأمير خالد على تسليم الجوائز
الدروع للمكرمين عن فئات الرواد والمبدعين والموهوبين.
ثم
قدمت الدروع باسم المؤسسة للرئيس إميل لحود الذي " يرفع صوت لبنان السيد المقاوم،
لبنان الثقافة والإبداع"، وللرئيس نبيه بري "الشاعر في نثره والمقاوم في مجلس
النواب "، وللرئيس رفيق الحريري " البناء والعامل بجد والشخصية البارزة في لبنان".
وعقدت
الجلسة الأولى عن مراجعة الوضع العربي الراهن تحدث فيها الرئيس بري، الأمين العام
لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى وسفير المملكة العربية السعودية في لندن
الأمير تركي الفيصل، فيما غاب عنها ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة
ووزير خارجية المغرب محمد بن عيسى.
وترأس
الجلسة رئيس تحرير صحيفة " النهار الأستاذ " غسان التويني الذي طرح سؤالاً عن الفرق
بين الواقع العربي الآن وما كان عليه منذ ستين عاماً، وتطرق الى مسألة غياب
الديموقراطية وحقوق الإنسان، وما يتهدد الواقع العربي من مخاطر.
ثم
كانت مداخلة لرئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري،
برزت فيها المواقف التالية:
- إن
التفكك الذي أصاب النظام العربي جعله هدفاً سهلاً محتملاً لحرب السيطرة التي تشن
على المنطقة.
- إن
ما يجري في الواقع هو صراع بين حضارة التكنو- الكترونيك التي تحاول أن تؤسس لنفسها
مشروعاً عقائدياً ومشروعاً سياسياً " تنظيمياً" يخضع للإدارة الاميركية، وبين
الحضارات المبنية على الأديان السماوية.
- هناك
احتلال إسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، وهناك
احتلال أميركي للعراق.
وان كلا الاحتلالين أصبح يتغذى من الآخر ويحاول تبرير الآخر في محاولة لإخضاعنا وفق
مصلحة المحتل ووفق معادلة أمن الاحتلال مقابل السلام.
- إن
قوانين الكونغرس الأميركي تمهد بصفة خاصة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في محاولة
للطغيان على القانون الدولي.
- إن
المنطقة العربية وشمال أفريقيا يقعان على منظار تصويب حرب السيطرة الأميركية
الهادفة لوضع اليد على الموارد البشرية والطبيعية لهذه المنطقة.
- إن
العلة هي في سلطة القرار العربي التي أضاعت فلسطين وأضاعت الوقت داخل أقطارها.
- إن
الحل بالأمس واليوم وغداً هو: وعي مفهوم وخصائص الدولة ومهامها.
- إن
بناء الثقة بالدولة لا يمكن أن يتحقق بالقوة، بل بممارسة المواطنين الكاملة للحقوق
السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
- إن
الاستمرار في تغييب الديموقراطية أو تقطيرها سيؤدي إلى فقدان السلام القطري والسلام
في ما بيننا، وبين جوارنا الإقليمي والعالم.
ثم
فتح الأستاذ غسان التويني باب الحوار بين الرئيس بري الجمهور، فقال الرئيس بري عن
حلم الوحدة العربية:
" انه
حلم راودنا جميعا واقتصر في أواخر هذا الزمن على أغنيات حول الحلم العربي ، ولم يعد
لدي الجرأة لأقول بالوحدة أو التضامن، وبت أطمح الى أن يكون هناك تنسيق عربي، ولكن
حلم الوحدة يجب أن نحافظ عليه لتحققه أجيال عتيدة".
ورداً
على سؤال ربط بين الديموقراطية والإسلام ، اعتبر الرئيس بري أن الديموقراطية " تعني
أن تمثل بواسطة الشعب، والإسلام ليس ضد الديموقراطية ، وكذلك المسيحية، إن الإسلام
والمسيحية واليهودية ليست ضد الديموقراطية. الديموقراطية صناعة وطنية، والحكام هم
الذين سطحوا الشعوب ولم تسطح الشعوب نفسها. إن أول ديموقراطية أنشئت كانت في هذا
البلد، ولكن هناك تركيبة معينة علينا أن نراعيها. لماذا ننتظر الولايات المتحدة
لتعلمنا الديموقراطية؟ هل هي عريقة بالديموقراطية؟ إنها حديثة العهد".
ورأى
أن موضوع المرأة وحقوقها هو من أهم المصائب التي يعانيها المجتمع الذكوري في العالم
العربي". وإذ أشار إلى " نقص التمثيل للمرأة في المجلس النيابي اللبناني مقارنة
بمجالس عربية أخرى" قال إن " الحكام أحياناً هم أكثر تقدمية من المجالس التشريعية
في بعض البلدان العربية فقد طلب الأمير في أحد البلدان إعطاء الحقوق للمرأة، لكن
المجلس النيابي في هذا البلد لم يوافق. وسبق أن قررنا في الاتحاد البرلماني العربي
تشكيل لجنة للمرأة خلال اجتماع الاتحاد في بيروت، وتسلم لبنان رئاسة هذه اللجنة.
ونحاول قدر المستطاع أن نتقدم في هذا المجال، لكن ما زلنا في تأخر كبير".
واعتبر أن " السلطات التشريعية في العالم العربي لم تقم بواجباتها لأنه، كما قلت في
المغرب في اجتماع للاتحاد البرلماني العربي، إني أفتش بينكم عن برلمانات، فلا أجد
إلا حكومات. هناك تعيين أكثر من الانتخاب".
ودعا
الى تحسين الإعلام العربي، عبر إنشاء وسيلة إعلامية تخاطب الأميركيين" بالأميركية"،
لافتاً إلى أن بعض المحطات العربية تدافع عن نظام عربي ضد آخر.