كلمة الرئيس نبيه
برّي في رعاية مهرجان "اتحاد العاملين في زراعة التبغ والتنباك" في بعلبك
رعى رئيس
مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الأحد 1/7/2001 مهرجان اتحاد نقابات العاملين في
زراعة التبغ والتنباك في لبنان في يوم تكريم مزارع التبغ النموذجي في مرجة رأس
العين في بعلبك بحضور عشرات الآلاف يتقدمهم وزير الزراعة الدكتور علي عبدالله
ممثلاً الرئيس رفيق الحريري، الوزير أسعد دياب، والنواب مروان فارس، سامي الخطيب،
محمود أبو حمدان، غازي زعيتر، انطوان حداد، عاصم قانصوه، ابراهيم بيان، نادر سكر،
قاسم هاشم، فيصل الداوود، محمد علي الميس، محمد يحيى، أيوب حميد، حسين الحاج حسن،
وجيه البعريني، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، محافظ البقاع ميلاد القارح،
ممثل قائد الجيش العقيد أحمد ديب، رئيس اتحاد الفلاحين في سوريا ابراهيم شامية
قائمقامان عمر ياسين ومانع المقداد، والمدراء العامون هيثم جمعة، قبلان قبلان وناصر
نصرالله، ورؤساء بلديات وضباط في قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني ومخاتير
ومزارعون.
وقد احتشد الاف المواطنين على الطريق الدولي من شتورا وصولاً الى مرجة رأس العين في
بعلبك، وتوقف الموكب في أربع عشرة محطة نحرت فيها الخراف ورفعت الاعلام اللبنانية
واعلام حركة أمل وصور الرئيس بري والسيد موسى الصدر وتوقف الرئيس بري في مركز حركة
أمل في شتورا والكرك والحمرا بلازا في زحلة، أبلح، تل العمارة، رياق، تمنين
والحلانية، واستقبله الوزير علي عبدالله على رأس وفد شعبي كبير عند مفرق سرعين،
وتوقف في النبي شيت، حوش النبي، طليا، بريتال، الطيبة، مدينة الامام الصدر، وتفقد
مركز حركة أمل في بعلبك.
وألقى
راعي الاحتفال رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الكلمة الآتي نصها:
بسمه تعالى
حدث ذلك بعد
ايام كثيرة على الطوفان :
كان ظلام
شديد يعّم المعمورة
ومياه الطوفان التي غمرت الارض جعلت كل شيء متشبعاً بالماء
امرأة من اللواتي كنَّ على الفلك صرخت بزوجها : أن البرد شديد والظلام دامس، إشعل
لنا ناراً وأنر لنا ضوءاً .
تحير الرجل في امره فماذا تراه يفعل ؟
وعندما بلغ الارتباك بالرجل حد القلق، انتبهت المدينة التي كانت تنام على سر الضوء
والدفء في بيت بيوتها من نعاسها، فألقت الشمس جمرة لعين الضوء والدفء على جبهة
الصباح، ونثار فضة القمر على ثواب سواد الليل .
تلك المدينة
كانت بعلبك
وعلى خلاف ما هو معتقد فإن البيت الكائن في بعلبك والذي كانت تحتجب فيه الشمس
والقمر زمن الطوفان، لم يكن معبداً بل بيتاً في القلعة يشتعلان فيه حنيناً ويزدادان
فيه تألقاً، حتى اذا ما ارتاحا من عناء الوقت يعودان الى سيرتهما الاولى في لعبة
النهار والليل.
ومنذ ان
صرخت تلك المرأة في برية رجلها لم تعد بعلبك الى سباتها ثانية.
صارت مدينة للشمس التي تطلع من صرخة المحرومين نقية كذهب مصفى.
صارت على ما روى شاعرها : " تقيس الوقت بالرمح " فيزيد الليل علىالنهار او النهار
على الليل بفارق الصبح.
للمدينة
التي اطلق منها الامام الصدر صرخته في برية الوطن : منذ الفي سنة كانت بعلبك
وضواحيها تروى عن طريق انشاء سدود، اما اليوم فإن مياه رأس العين لا تروي اهلها، بل
ان اربعين بالمئة من مياهها تذهب هدراً وتغور في الارض، لأن الحكومة تبخل في صرف
بعض الاموال لتوفير الماء لهذا البلد، قلعة البطولة في لبنان .
يقول الامام
الصدر : لماذا هذا الاهمال ؟ ومع هذا يسألون لماذا نغضب ؟ ان مشروع عيون ارغش في
امكانه ان يروي سبعة وعشرين قرية، لكن هذه القرى تعيش الان عطشاً ليس فيها قطرة
ماء، مع ان هذا المشروع جاهز والاعتمادات مرصدة منذ عام 1963، ومشروع العاصي ـ
القاع ـ الهرمل الاعتمادات متوفرة له لكنه لم ينفذ.
ولبعلبك
التي تستنفر افراس الضوء وحدائق النور علىمدى السهل لتحصد المسافات صحو المناجل في
السنبلة، ولتقوم امهات التبغ الى قطاف الاسئلة،
ولبعلبك
التي تحملنا الى ضفة الحنين كلما انكسرت الاشواق في هيكل القلب.
وللبقاع مبتدأ المقاومة وخبرها عندما كانت ولاتزال في مهدها بذرة طيبة في الارض
الطيبة، حين دوى ذلك الانفجار ليكسر الصمت والخوف من الموت في الخامس من تموز عام
1975.
للبقاع
الشاهد على الشهداء الاوائل، الذين كتبوا بدمهم المضيء اعلان ولادة افواج المقاومة
اللبنانية.
للبقاع الراعد الذي يحمل ماءه في سرير الليطاني الى عطش الجنوب الواعد،
للبقاع ولكل جهات الوطن ولكل جهات التبغ وحقول التبغ في عكار والبترون وعلى امتداد
السهل والجنوب، الحقول التي تكتب وعدها بالمواسم فتبرق فيها الحكايات وترعد، وتكتب
سيرة الامهات القريبات الى الله في وحشة ليل وهن يعبرن على زيح الوقت الى القطاف،
حكاية الامهات اللواتي يجمعن موج البر في خيط الغلة، واللواتي يكتبن صحو الصيف
وطفولة الدواري والحساسين.
لرجال التبغ
الذين يكتبون العمر بالعاتول على اسطر اتلام الحقول، ثم يجتمعون سحابة الصيف بين (
المنشر ) و (البندك) وهم يحترقون في القلق والانتظار.
لمزارعي
التبغ اسراً وافراداً في لقائهم السنوي الف تحية وبعد،
كما في كل
عام نلتقي لنقول كلاماً من القلب الى القلب، وهو لقاء يتجدد معكم انتم بالتحديد،
الذين كنتم الاساس الذي يشكل اكبر قوة عمل وانتاج في لبنان، ولأنكم تمثلون اول
تشكيل اجتماعي عبر عن نفسه نقابياً منذ منتصف العشرينات من القرن الماضي، ولأنكم
كنتم اساس الانتفاضة الاولى انطلاقاً من بنت جبيل عام 1936 ضد الانتداب، وروت دماء
شهدائكم : مصطفى العشي ومحمد الجمّال وعقيل الدعبول ارض الوطن، ولأنكم كنتم اساس
الانتفاضة الاولى ضد نظام الاقطاع عام 1973 انطلاقاً من النبطية حيث روت دماء
الشهيدين حسن حايك ونعيم درويش ارض الوطن واسست لعصر وزمن المقاومة اليوم.
نلتقي ايها
الاعزاء ونحن نقع في الشك حول السياسات الحكومية ازاء زراعة التبغ.
ترى هل هناك نية لتصفية هذه الزراعة ؟ اما ان هناك نية لتحويلها الى زراعة صناعية
وتطويرها ؟
اطرح هذين
التساؤلتين، واتذكر عندما انطلقت مرحلة الوفاق الوطني وتغير النهج وتغيرت ادارة
الريجي من ادارة احتكارية الى ادارة ذات منفعة عامة مشتركة لحصر التبغ والتنباك، اذ
حضرت الادارة الجديدة وطلبت وساطة لتأمين سلفة لدفع المعاشات، ثم بعد ذلك وطيلة عشر
سنوات اصبحت ادارة مربحة تعطي لخزينة الدولة بدل ان تأخذ منها، حتى جاءت قرارات
الحكومة السابقة برفع الضرائب علىالتبوغ الاجنبية المستوردة.
يومها حذرنا من عواقب ذلك القرار وطالبنا بالعودة عنه مراراً وتكراراً، خصوصاً وان
ادارة الحصر التي اصبحت ادارة منتجة تجرأت على تقديم مشاريع لتطوير صناعة التبغ
واستغلال الطاقة الممكنة لمعملي بكفيا والغازية، وتطوير زراعة التنباك وصولاً الى
انشاء مصنع سيكار بأجازة كوبية ـ هذه الادارة ـ اصيبت بالاحباط وصارت في شك من ان
الاتجاه يسير الى تصفية الزراعة لأن تقليل الارباح اذا لم نقل وقوعها في العجز يعكس
نفسه علىالاسعار التشجيعية للمزارعين.
اليوم نسمع
من الحكومة الحالية عن اليات لتعزيز الاقتصاد الوطني.
نحن نوجه عناية هذه الحكومة الى ضرورة الاخذ بالعبرة من النتائج العكسية التي ترتبت
على قرارات الحكومة السالفة، كما اننا نؤكد على المطالب التي سنبقى نصر علىتنفيذها
ونعطي الحكومة مهلة اخيرة لموقف تطلقه نقابات المزارعين وهذه المطالب هي :
1 ـ تطبيق
توصية مجلس النواب لجهة زيادة كميات الانتاج شمالاً وجنوباً وبقاعاً.
2 ـ الضمان الصحي لمزارعي التبغ.
3 ـ شراء الزيادات تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء تاريخ 20/ 12 /2000.
4 ـ انشاء معملي فرز للتبوغ في المنطقة المحررة من
الجنوب والبقاع، وذلك بغية التسريع في عملية فرز المواسم وتوفير نفقات في كلفة
الانتاج اضافة الى توفير فرص عمل في تلك المناطق.
5 ـ الشروع في تنفيذ مصنع المعسل في طرابلس سيما بعد ان
تم انشاء البناء اللازم واتخذت كل الترتيبات الادارية.
6 ـ الشروع في تنفيذ اقامة صناعة بموجب اجازة سيما في مؤسسة بكفيا.
7 ـ الرجوع عن قرار زيادة الرسوم والغريب ان رجوعاً حصل
بالنسبة للسيكار ولم يحصل بالنسبة للسيكارة .
ان جزءاً
هاماً من هذه المطالب يتكرر عاماً بعد عام، ونحن لا نريد ان نقف على منبر الايادي
المشتغلة بهذه الزراعة وبينها ايادي امهات واطفال وشيوخ ورجال يؤكلون بعرق جبينهم
لنأكل اسماعهم ورؤوسهم بالكلام، فنحن مسؤولون امامهم لا عنهم، ومن هذا المنطلق اقول
باسم كتلة المقاومة والتحرير النيابية وباسم حركة امل اننا نتبنى هذه المطالب،
وادعو الزملاء النواب في جميع الكتل النيابية، كما ادعو الاحزاب والنقابات ومؤسسات
المجتمع المدني والرأي العام لتبنيها، وادعو الحكومة اولاً واخيراً الى تبنيها،
لأنها جميعاً تصب في تعزيز آليات الاقتصاد الوطني والصمود الشعبي .
اخيراً في
مسألة التبغ اقول : ان تعزيز زراعة التبغ والاسعار التشجيعية في السنوات الاخيرة
المنصرمة لعبت دوراً حاسماً في اسقاط المخططات الاسرائيلية لتحويل ابناء القرى
الحدودية قبل تحريرها الى قوة عمل رخيصة في مستوطنات العدو .
لقد حافظت هذه الزراعة كما زيتون حاصبيا ودير ميماس وعين ابل على كرامة اهلنا الذين
كانوا على الدوام بحر المقاومة.
ايها
الاعزاء
وبالانتقال
الى الوقائع المماثلة اجدد ما قلته في ( تلعباس ) في الاحتفال الذي اقيم تكريماً
لمزارع التبغ الانموذجي العام الفائت : اننا لن نقبل ان تبقى عكار علىالخط الاسود .
ومن بعلبك اقول : اننا لن نقبل ان يبقى البقاع على الخط الاسود.
ولن نقبل ان تبقى جرود جبيل وكسروان ووسطهما على الخط الاسود.
ولن نقبل الا بأن تبقى المنطقة الحدودية المحررة اولوية وطنية على الصعيد التنموي.
اقول ذلك
لأن برنامج الترشيد لزراعات بديلة في البقاع ( على سبيل المثال لا الحصر ) كان
برنامجاً اعلامياً صوتياً دون محتوى حقيقي، يشبه الى حد بعيد برامج التوعية من خطر
الالغام قبل المبادرة الى وضع خطط لنزعها ورسم آليات لتنفيذ ذلك المخطط وتأمين
الاعتمادات والكفـاءات.
ان ما يطالب
به نواب ورؤساء بلديات وفعاليات البقاع اليوم هو ذات المطالب التي رفعها الامام
الصدر وحذر الحكومات من اهمالها في اذار عام 1973.
اننا لن
نقبل بأن تبقى حكاية ابريق الزيت هي حكاية الحكومات والاهالي : الحكومات التي
تتوارث العهود، والاهالي الذي يتوارثون المطالب جيلاً بعد جيل.
نحن لن نقبل بتحريف المشكلة.
نحن نريد موازنات وآليات لتنفيذ المطالب الملحة ونريد خططاً تنموية.
ونقول ان ما التزمت به الحكومة خلال مناقشة الموازنة العامة سيكون موضع عناية
ومتابعة وملاحقة، خصوصاً انه عهد الى مجلس الانماء والاعمار وضع برامج وطنية
ومناطقية وملفات حول المشروعات والاعتمادات المطلوبة ومدة التلزيم.
نحن كسلطة
رقابة علىاعمال الحكومة في مجلس النواب نطلب اطلاق فعاليات برامج لتنفيذ المشروعات
التي توفرت اعتماداتها من صناديق او قروض او موازنة الدولة او الاعتمادات المدورة
من الموزانات السابقة.
واقول ان ما
يسري على البقاع يسرى على عكار والضنية ومختلف انحاء الشمال وجرود ووسط المتن وجبيل
وكسروان والمحرر من الجنوب واولاً ودائماً وبدءاً بمنطقة بعلبك الهرمل.
واقول لاهلي
في البقاع وسائر المناطق : البعض يحاول ان يشوش ويوحـي وكأن الامـوال تحول الى
الجنوب وان الجنوب صار جنة وان نبيه بري وحركة امل يهملان البقاع.
اقول لكم
الجنوب نار للمعتدي، وتلك المنطقة رغم انها تقع على خط المواجهة مع عدو يمتلك احدث
وسائل القتال والتكنولوجيا، فإن نظرة بسيطة عبر الحدود ستظهر ان الجنوب الذي يشقه
الليطاني يقف على باب التصحر مقابل الجليل الاخضر.
والحقيقة ان من يتحمس للجنوب يجب ان يعطي العنـاية الفائقة للبقاع.
ومن يتحمس للجنوب والبقاع يجب ان يعطي العناية الفائقة لعكار وهكذا. فلقد اكلت حين
آكل الثور الابيض يجب ان نخرج من هذه الدوامة ومن يعتقد ان انماء منطقة لا يتم الا
على حساب منطقة اخرى نقول لا يمكن ابداً ان ينتعش القلب على حساب الرئة .. فالشجرة
الواحدة لا ييبس جذعها وتورق اوراقها.
قد يكون آن
الاوان في لبنان لكي نقول لبضعنا البعض : كفى لعباً وكفى تبادلاً للاتهامات وكفى
القاء للمسؤوليات على الماضي، فالماضي دفناه ولا نريد الرجوع الى ذكرياته المؤملة.
اقول ذلك
لأنه من المعيب ان يقف لبنان مطلع الالفية الثالثة على باب الحاجات وليس الرغبات.
اننا في لبنان نتحدث للاسف عن الحاجة الى الغذاء والكساء والمأوى والطبابة والعمل،
نتحدث عن مناطق ومواطنين يعيشون تحت خط الفقر، نتحدث عن الحد الادنى وعن حد الكفاف
وليس عن الرغبات وازدهار الانسان.
ايها
الاعزاء
رغم كل ما
تقدم في اطار المعاناة الوطنية المتنوعة التي تعكس نفسها اقتصادياً واجتماعياً الا
انني وانا اتحدث الى مزارعي التبغ، واعرف موقعهم من قضية لبنان الاساسية قضية
استكمال التحرير وازالة اثار الاحتلال الاسرائيلي ـ لا بد لي ـ من ان اوجه عنايتكم
كقوة مقاومة الى ان لبنان لازال يقع على اول سلم اولويات شارون وحكومته.
فقد كان شارون وزيراً للدفاع عندما اقصي عن متابعة جرائمه ومخططه في لبنان، واليوم
شارون في موقع القرار الذي يمكنه من خلاله اعطاء الدروس والعبر التي يجب ان
يستخلصها من غزو لبنان.
واود هنا ان
اذكر الجميع ان شارون وحكومة بيغن مارست ضغوطاً بالنار وضغوطاً دبلوماسية لاخراج
منظمة التحرير من بيروت مقابل عدم التغلغل داخل العاصمة، فكان ان استغل الاتفاق
الذي تضمن ارسال قوات متعددة الجنسيات واقتحم بيروت واقترف المجازر.
اليوم يعاود
شارون ومن موقع القرار محاولة تكرار نفس التجربة فهو يسعى الى اخماد الانتفاضة
واحتوائها وتجريدها من سلاحها وسجن نشاطاتها.
ومن ثم فإنه سينقض على الشعب الفلسطيني ويستكمل تشريده.
ان ما يجب
النظر اليه بدقة، هو ان شارون ينفذ خطة رسمت بدقة مطلع السبعينات ولكن حرب تشرين
التحريرية ونتائجها جمدتها.
اني ادعو العرب جميعاً الى التعامل مع حقيقة ان شارون يسعى الى تهجير الفلسطينيين
من الضفة والقطاع في اطار عمليات منظمة ومتدرجة للتطهير العرقي، تتضمن عمليات
اغتيال وتصفية، وعمليات تدمير ممنهج وتفجير، واطلاق ايدي الجيش والمستوطنين.
انني اتمنى
ان تتفهم الادارة الاميركية ودول الغرب هذه الحقيقة وان لا يتـم التعامل مع الوقائع
الجارية وكأنها احداث عنف وافعال وردود افعال، وان بالامكان ضبطها او السيطرة عليها
او فصل الوقائع الامنية عن الوقائع السياسية.
ان بذل
الجهود في هذا الاطار سيكون مضيعة للوقت.
ان الجهود الدولية يجب ان تنصب لكبح جماح شارون وافشال خطته الهادفة " لجعل ارض
اسرائيل الكاملة نقية ومستيقظة في العقل ".
ان اي سياسي
منتبه ومتتبع سيكتشف ان حكومة شارون ليس لديها اي خطط سياسية اواجتماعية، وان لهذه
الحكومة خطة واحدة هي خطة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين .
اني انبه
الاشقاء الفلسطينيين خصوصاً والاشقاء العرب عموماً الىان شارون نجح في ابعاد
الاضواء عن ممارسات الجيش الاسرائيلي، وعن استراتيجيته الهادئة البسيطة التي تريد
الوصول الى هدفه عبر عمليات ابادة وجرف الطابع الفلسطيني بشكل مقسط، لأن عالم
الاتصالات الراهن سينتبه الى اية عمليات تتجاوز حدود المحتمل، والرأي العام العالمي
لن يقبل بتكرار تلك المشاهد المعروفة المماثلة لدير ياسين او قانا .
لذلك فإن مخطط شارون يعتمد زرع الموت والعنصرية بطرق ملتوية، الا ان المطلوب واحد.
وفي اطار مخطط شارون انبه اللبنانيين الى ان بلدنا لن يكون بمنأى عن النتائج التي
يسعى اليها شارون، هذه النتائج التي ستعكس نفسها على كل دول الجوار خصوصاً الاردن .
كما ان
سوريا ستبقى هي الهدف الدائم على منظار التصويب الاسرائيلي لأنها قلعة الممانعة
والبلد الذي يقف عن ثوابته ومبادئه القومية وما التحرك الاستيطاني الاخير في
الجولان الا في اطار الضغط على مواقف سوريا .
انه اذا كانت الانتفاضة الفلسطينية الان هي خط للدفاع عن اماني الشعب الفلسطيني
وحقوقه فإن سوريا هي التي ابقت هذه الاماني والمشاعر والوجدان الفلسطيني متجذراً
وحياً في ضمير ابناء فلسطين والعرب .
ولأن لبنان
وسوريا هما هدف العدوانية الاسرائيلية المتصاعدة فإنني ومن بعلبك اؤكد اننا سنبقى
سوياً ومعاً مؤكدين على وحدة المصير والمسار من اجل بناء السلام الذي نريده شاملاً
وعادلاً يحرر الارض ويستعيد الحقوق ويؤسس لمستقبل عربي مشرق .
انني ازاء
تجربتنا الوطنية بمواجهة الاحتلال اجدد الدعوة التي اطلقتها من صور لتشكيل جبهة
وطنية من كل قوة وعناصر المقاومة ومن كل القوى السياسية الحية، من اجل اتخاذ الاهبة
الوطنية لمواجهة اي استحقاق يترتب على زيادة التوتر في الشرق الاوسط وتهديدات
اسرائيل للبنان، وكذلك لتحصين جبهتنا الوطنية والمساهمة في ترتيب الاولويات الوطنية
علىالمستوى الانمائي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
ايها
الاعزاء
بالعودة الى
لقائنا اليوم فإنه لا يسعني سوى تقديم الشكر لاتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ
والتنباك في لبنان على تشريفي برعاية هذا اللقاء وكذلك الشكر لرئيس ومجلس ادارة
ومديرعام ادارة حصر التبغ والتنباك والشكر كذلك على الانجازين الهامين اللذين
حققتهما ادارة الحصر المتمثلان باقامة مستودعات اضافية بمساحة عشرة الاف متر مربع،
والثاني تركيب سلسلة تعبئة للصناعة الوطنية، الامر الذي ادى الى زيادة انتاج
السيجارة الوطنية مئة بالمئة .
وبالعودة
الى بعلبك فإنه لا يسعني وانا في رحابها وفي ضيافة تاريخها وحضارتها وحضارها، وهي
التي بايعت الامام الصدر ورددت قسمه بأننا سنبقى في طريق العمل لازالة الحرمان،
نطالب ونصر ونستمر دون خوف او وجل ولا تراجع ولا مساومة، وسنقف مع كل مظلوم ومع كل
ضعيف ولا نرجع عن ذلك ولا نضعف ولا نتوانى .
عهدنا لكم
ان نكون اوفياء لتعبكم، لاياديكم الخضراء التي تعدو فيها افراس الانهر وينابيع
العيون بالحقيقة الخالصة للفرح، الذي لن يخذلنا ونحن نزاحم اليه الحياة ونكتب وعدنا
بمواسم مزدهرة من اجل لبنان .
عشتـــــــــــــم
عاش لبنــــــان
|