ورشة حول الإعلام والحوار في مجلس النواب


 

نظم منتدى الحوار البرلماني الثلاثاء 25/4/2006 بالتعاون مع المديرية العامة للدراسات والمعلومات في مجلس النواب، وفي إطار التعاون مع جمعية الشبان المسيحية، وجريدة "النهار"، والمؤسسة الدولية للإدارة والتدريب، وبدعم من مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية، ورشة عمل في قاعة المكتبة في المجلس النيابي حول: " الإعلام والحوار الوطني في لبنان" وهي الثالثة من سلسلة ورش عمل تتناول محاور عدة منها: الحكم الصالح، الفساد، سيادة القانون، الاحتكار والعولمة.

 

حضر الورشة النواب عبد اللطيف الزين، هادي حبيش، حسن يعقوب، علي بزي، وأربعون مشاركاً من أمناء سر اللجان النيابية والناشطين في مؤسسات المجتمع المدني، ومن ممثلي الهيئات الدولية والجهات الواهبة ومن إعلاميين وخبراء وباحثين.

 

افتتحت الورشة بالترحيب بالمشاركين من قبل حافظ الصايغ ثم تحدث رئيس المنتدى غسان صياح، فأشار الى " أن انطلاق عملية الحوار الوطني اسقط معه وهم الحواجز والممنوعات، إذ جلس الأضداد حول طاولة واحدة كاسرين الجليد في ما بينهم، تحاوروا وتساجلوا ونجحوا في الاتفاق على أمور عدة بينما لا يزال الاختلاف في وجهات. وشدد على " الدور العام الذي تلعبه وسائل الإعلام في الحياة السياسية نظراً لتأثيرها المباشر في شرائح المجتمع وبالتالي في أهمية تحليها بأقصى درجات الوعي والمسؤولية عن طريق توخي الأمانة والموضوعية والحيادية في نقل الخبر".

 

ثم ألقى النائب عبد اللطيف الزين كلمة الرئيس نبيه بري فرحب بالحضور. وقال:" نعيش اليوم زمن مؤتمر الحوار الوطني، وننظر اليه كواحد من تجليات الديموقراطية التبادلية، التي نحرص عليها في لبنان، لأن الديموقراطية التعبيرية والنقاشية، هي من صفات شعبه الذي عرف قيمة الكلمة ودورها وتأثيرها في صناعة القرارات الوطنية الصلبة. زمن الحوار الوطني، هذا نعيشه بتحدياته وارتقاباته، وتوقعاته ومخاوفه ومحاذيره، ونواكبه بحدسنا وحسنا لأننا نراهن على النيات الصريحة، والضمائر الواعية، والطروح الانفتاحية، التي هي من أساسيات بناء لبنان الذي نتطلع الى مستقبله الزاهر. والكلام على الحوار كفعل وطني، وكفن من فنون الديموقراطية الصريحة والصحيحة، يقود الى الكلام عن دور الإعلام في تحصين الحوار، وشرح فلسفة هذا الحوار وانتظاراته. فكيف ينظر الإعلاميون والمتخصصون بالشؤون البرلمانية، الى أعمال مؤتمر الحوار الذي يحتضنه البرلمان ؟"

 

 بعد جلسة الافتتاح بدأت الجلسة الأولى برئاسة النائب هادي حبيش وكانت حول: "عملية الحوار الوطني ومسار بناء الدولة الحديثة" ، وتكلم النائب حبيش فقال: "ان الحوار هو لغة العقل وهو نوع من التشاور بين المتحاورين حول موضوعات مختلفة عليها نتيجة طرح كل فريق وجهة نظره والحجج الداعمة لها توصلا الى قواسم مشتركة ترضي كل الأفرقاء المتحاورين."

 

 ثم تكلم أمين الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة فاقترح " أن نأخذ المبادرة لمركز مماثل، يشكل منتدى الحوار البرلماني القاعدة لتأسيسه من أجل دعم الحوار الوطني المفتوح في مجلس النواب بمبادرة من الرئيس نبيه بري حول قضايا وطنية، وكذلك لأن هناك عناوين وطنية خارج طاولة الحوار تدار حول " قانون اللامركزية الإدارية". كما جزم ان الحوار الوطني المنعقد في مجلس النواب يحتاج الى دعم، وأن السلم الأهلي والوحدة الوطنية يحتاجان الى دعم، وترسيخ وتنفيذ اتفاق الطائف يحتاج الى دعم. وباختصار فإن الانتقال بلبنان من مرحلة السلطة الى مرحلة الدولة يحتاج الى دعم."

 

 ورأى الدكتور جورج كلاس أن الحوار الوطني، هو مدخل الى تسوية الخلافات وحل النزاعات ويجب تحصين الحوار بالإعلام.

 

أما الجلسة الثانية فترأسها النائب علي بزي، وكانت حول " دور الإعلام في مواكبة الحوار الوطني" عرض فيها الدكتور علي رمال ورقة عمل تناولت موضوع ثقافة الحوار الوطني وأسسه الإعلامية. وأشار الى أن الحوار المثمر هو الذي ينطلق من القلوب والعقول، بهذه الطريقة يمكن وضعه في خدمة الأسس المشتركة للإنسانية.

 

وتحدث الصحافي نقولا ناصيف عن دور الإعلام في مواكبة أعمال الحوار. ثم عرض ورقة عمل، وشدد على أن " اقتران دور الإعلام بمؤتمر الحوار الوطني ليس حدثاً، لأن الحوار اللبناني نفسه ليس الحدث إلا بمقدار تحميله وزر محنة لبنانية."

 

 وفي نهاية الورشة، أصدر المنتدون بياناً ختامياً تضمن مجموعة من التوصيات العامة وكلف بموجبها منتدى الحوار البرلماني بمتابعة تنفيذها مع اللجان المختصة والأجهزة المعنية في المجلس النيابي.

وأهم هذه التوصيات:

1- تثمين دور الإعلام في مواكبته لإعمال الحوار الوطني.

2- تشجيع التوجه الى بناء استراتيجية خاصة بإعلام الحوار.

3- التعاون بين وسائل الإعلام، لوضع ميثاق شرف إعلامي، تركز بنوده على فلسفة الحوار ووظيفته وسلوكيات الإعلاميين.

4- وضع مصطلحات وتقنيات خاصة لإعلام الحوار تساعد على فهم المعنى المباشر للكلمات، منعاً لأي تفسير خاطىء للمدلولات.