استمرت جولة الحوار من الحادية عشرة ولغاية الثالثة والنصف بعد الظهر، وعقد الرئيس
بري إثرها مؤتمرا صحافيا استهله بالقول:
"منذ انطلاقة الحوار قلنا انه قام لا ليفشل بل لينجح، ولا يزال هذا الجو يخيم عليه.
وتعلمون النتائج الجيدة التي توصل إليها الحواريون في المرات السابقة، وقد أرجئت
الجلسة كما يعلم الجميع إلى اليوم لمناقشة الموضوعين المتبقيين على جدول الأعمال،
وهما رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، وبدأنا صبيحة هذا النهار بمناقشة موضوع رئاسة
الجمهورية. صدقوني ان الكلام كان بمنتهى الصراحة، لا بل بلغ حد الصراحة أكثر من أي
مرة أخرى، ولعل ذلك سببه حساسية الموضوع، ولكن هذا الواقع تمتع به جميع الإخوة
الحاضرين. "
أضاف:
"لقد
كان النقاش عميقا من كل الجوانب التي يتطلبها موضوع رئاسة الجمهورية. وبالنتيجة
وجدنا إن البحث في حاجة إلى درس أكثر، وربما إلى بعض الدراسات الأخرى غير السياسية
والسياسية، لذلك اتفق الجميع على ان ترجأ الجلسة إلى تمام الساعة الحادية عشرة من
نهار الاثنين المقبل لمزيد من المشاورات، وبالتالي خابت توقعات الكثيرين الذين
كانوا يعتبرون ان هناك طريقا مسدودا بالنسبة الى هذا الأمر، وبالتالي أفل فألهم".
سئل: من هو الذي يرفض تنحي رئيس الجمهورية؟
أجاب:
"ما
رأيك لو أتيت وجلست معنا إلى طاولة الحوار؟ أليس ذلك أفضل؟ مبدأ النقاش في هذا
الموضوع اتخذ قبل الآن ولا احد يزايد على احد في هذا الموضوع، ولا احد ضد احد. كلنا
نرى أين مصحلة لبنان. انتم الإعلاميين من مشاكلنا المحببة، وتحاولون ان تأخذونا
بالمفرق. خذونا بالجملة، وعندما أقول إن النقاش جدي فليس معنى ذلك إننا نتقاتل".
وعما إذا كان الحل للموضوع الرئاسي تحت
الطاولة وليس فوقها.. أجاب:
"الموضوع
يحل فوق وتحت وتحت وفوق. المهم إن يحل".
سئل: البعض يقول إن تأجيل الحوار هو لانتظار
موضوع القمة؟
أجاب:
"القمة
العربية ستعقد الثلاثاء المقبل، ونحن سنعقد جلستنا صباح الاثنين".
سئل: ربما ستؤجلون مرة أخرى وتكون العملية مجرد
مماطلة؟
أجاب:
"السادة
الذين يشاركون في الحوار يخاطرون امنيا ويعطون وقتهم، وكان هناك شيء من التأخير
يحصل بالنسبة إلى جلسات مجلس النواب، وكذلك بالنسة إلى مجلس الوزراء. فهل تعتقدون
ان كل ذلك في سبيل لا شيء؟ حرام الظن إلى هذه الدرجة".
سئل: هل موضوع رئاسة الجمهورية سيكون بالتوافق؟
أجاب:
"بالتأكيد،
يجب أن يكون هناك توافق على هذا الموضوع لان قراراتنا ليست تصويتية، والقرارات التي
تؤخذ كلها يجب إن تكون بالإجماع. لا يستطيع احد أن يفرض رأيه على الآخر، وطاولة
الحوار ليست مؤسسة. هنا، ثمة نقاش وطني على طاولة مستديرة، وبالتأكيد يجب أن يكون
هناك إجماع".
سئل: البعض اعتبر إن أزمة الحكم هي أزمة رئاسة
الجمهورية؟
أجاب: "قلت في كلامي بهذا الموضوع، ان هناك جدول
أعمال مطروحا وهذا الجدول وضع قبل كل المناقشات طبعا هو ليس قرآنا كريما وليس
إنجيلاً مقدسا، ولكن بعد ان وافق المتحاورون على الطاولة عليه بالإجماع أصبح
بالنسبة لي واللبنانيين مقدسا، ولذلك أريد أن امشي بموجبه، البند الأول في القرار
1559 فقرة أ مكتوب فيه رئاسة الجمهورية، لذلك أقول رئاسة الجمهورية".
وردا على سؤال قال:
"ما
أريد أن أقوله إن كل المبادرات العربية لمؤازرة ومساعدة لبنان هي مبادرات مشكورة
ومطلوبة، ونحن أبداً لا نجافيها على الإطلاق، بالعكس نحن نرحب بها ونعرف كم إن
الأخوة العرب محبون للبنان، ونعرف كم هو حرصهم على لبنان وعلى مستقبله وازدهاره،
وهذا الأمر سيظهر غدا في بيروت 1 كما ظهر في باريس 2".
#
سئل: هناك من هدد بالعودة إلى الشارع إذا توافقوا على تنحية الرئيس لحود؟
أجاب:
"الطرح
في الشارع أو غير الشارع أقول لكم انه عندما يكون هناك موقف قبل الموقف على طاولة
الحوار، فكل واحد حر أن يقول ما يريد أنا حر أن آخذ الموقف الذي أريده وغيري كذلك،
وطالما إن هذا الموقف هو ضمن الطريقة الديمقراطية وضمن المعايير الشعبية فانه غير
مستهجن، ولكن عندما يؤخذ موقف على طاولة الحوار وتحصل مواقف أخرى متناقضة فهذا
الشيء الذي نقف ضده، لذلك عليكم أن تحاسبوا بعد هذا الأمر".