أجرى
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري على هامش أعمال الاتحاد البرلماني العربي الذي
اختتم أعماله الثلاثاء 12/7/2005 في الجزائر حواراً مع وسائل الإعلام الجزائرية
والعربية.
وقال الرئيس بري في حديثه:
"نحن
في بلد المليون شهيد، لا بد أن نخرج بشرعة الجزائر في ما يتعلق بالتطورات في فلسطين
وسوريا ولبنان لجهة الاحتلال الصهيوني، وفي العراق لجهة الإصلاح والفساد".
وسئل
إلى أين يسير لبنان اليوم،
أجاب:
"يسير إلى ديموقراطية لعلها تكون نموذجاً لتلك التي تصنع وطنياً، والتي تعبر عن
أرضها وهوائها وعما يكنه شعبها نتيجة انتخاباتها الحرة النزيهة والشفافة".
ما رأيك في التدخل الأجنبي في لبنان وتصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك الأخيرة؟
ـ
نعتبر هذا الكلام تمنياً من صديق للبنان، وعندما نعتبر الأمر تدخلاً يكون الموقف
مختلفاً. بالنسبة إلى الرئيس جاك شيراك، كنا دائماً ننظر إليه في وقوفه مع القضايا
العربية والقرار 425 وتفاهم نيسان عندما ارتكبت إسرائيل مجزرة قانا، ونرفض أن نصدق
انه ينظر إلى لبنان بغير هذه النظرة.
كيف
تنظر إلى العلاقات اللبنانية ـ السورية على خلفية الأحداث الأخيرة؟
ـ
بعد صدور القرار 1559 الذي هو تدخل سافر في شؤون لبنان ويضغط على لبنان وسوريا،
ارتأى الأخوة في سوريا أن ينسحبوا من لبنان، فإذا كان لبنان لا يحكم من سوريا، فهو
بالتأكيد أيضاً لا يحكم بحرب مع سوريا. يجب ان نعزز اتفاق التعاون والأخوة والتنسيق
بين لبنان وسوريا، ونسير قدماً كشقيقين توأمين وجارين لا يمكن أن يستغني أحدهما عن
الآخر.
حظيت
بشرف أحداث هذه النقلة النوعية في الاتحاد البرلماني العربي، هل تعتقد أن البرلمان
العربي سينجح حيث فشل الحكام العرب؟
ـ
أشكرك على ما وصفتني به، ولكن هذا لا يكفي على الإطلاق، أريد التذكير بأن السوق
العربية المشتركة أسست قبل السوق الأوروبية المشتركة عام 1954، فلننظر أين أصبحت
السوق الأوروبية المشتركة وأين نحن منها الآن. إن البرلمان الأوروبي أثبت وجوده
الآن، وأثبت حضوره على كل المستويات الأوروبية. بالأمس، وبفضل الجزائر والقمة
العربية التي عقدت في الجزائر، خطت القمة العربية خطوة قصوى بعد التنسيق بين أمانة
الاتحاد البرلماني العربي والأمانة العامة للجامعة العربية، وتقرر المضي في
البرلمان العربي الذي نطالب به منذ زمن قديم. نحبو الآن لأننا اخترنا السير قليلً
قليلاً، وسيعين أعضاء من مجالس الشورى والمجالس النيابية متساوي العدد، أي أربعة
أعضاء لكل برلمان، وسيعقد اجتماع للبرلمان العربي، كما أعلن الأمين العام للجامعة
العربية عمرو موسى قبل نهاية هذه السنة، ونتمنى ألا نقف عند هذه الحدود ونسير سير
السلحفاة كم حصل معنا في السوق العربية المشتركة. إن الشعب العربي تواق إلى الوحدة
العربية والتضامن، وعلى الأقل إذا كان للحكام ضروراتهم، فليس للمجالس النيابية مثل
هذه الضرورات.
هل
تعتقد أن البرلمان العربي سيكون مرآة للبرلمانات القومية العربية؟
لا
أعتقد ذلك، اعتقد انه يجب أن يكون مرآة للشعب العربي، وفي الوقت نفسه يجب التعبير
عن مصالح كل الدول العربية.
كيف
هي العلاقة بين المجلس النيابي ورئيس الجمهورية إميل لحود؟
ـ
في لبنان، ثمة فصل للسلطات، وضمن هذا الفصل فالعلاقات جيدة بين المجلس وفخامة
الرئيس.