رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري بدأ بزيارة رسمية إلى السودان تستمر خمسة أيام
اليوم الأول: الجمعة 28/11/2003
توجه رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الجمعة 28/11/2003 إلى الخرطوم في زيارة رسمية تستمر إلى الاثنين تلبية لدعوة من رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس المجلس الوطني السوداني أحمد إبراهيم الطاهر.
ويرافق الرئيس بري وفد برلماني يضم النواب عباس هاشم، باسم يموت، جورج نجم، وجان أوغاسبيان، ومدير عام المغتربين هيثم جمعة ورئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الجنوب محمد الزعتري ووفد إداري وإعلامي، وقد رافق الرئيس بري على متن الطائرة وزير الزراعة علي حسن خليل الذي يزور السودان تلبية لدعوة من نظيره السوداني الدكتور مجذوب الخليفة. وقد أقيم للرئيس بري والوفد المرافق استقبال رسمي كبير حيث استقبله رئيس المجلس الوطني السوداني عند سلم الطائرة، وقدم له طفلة وطفلاً من الجالية اللبنانية في السودان باقة من الورد. ثم صافح الرئيس بري نائبي رئيس المجلس الوطني السوداني عبدالله أحمد الخادلو والسيد أنجيلو بيدا رؤساء اللجان النيابية في المجلس والسفير اللبناني في الخرطوم شارل اسطفان والسفير السوداني لدى لبنان. وقدمت له ثلة من حرس الشرف التحية ثم توجه الرئيسان بري والطاهر إلى صالون الشرف. وبعد استراحة قصيرة عقد رئيسا المجلسين مؤتمراً صحفياً قصيراً بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام في السودان. (اضغط للاطلاع على وقائع المؤتمر الصحافي)
وأدلى الرئيس بري بالتصريح الآتي: "بداية أتوجه بالشكر الجزيل للأخ الدكتور أحمد الطاهر رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس المجلس الوطني السوداني لهذه الدعوة الكريمة التي اتاحت لي وزملائي السادة النواب لزيارة السودان الشقيق، أردنا من هذه الزيارة ان ل لا تكون مجرد زيارة بروتوكولية أو زيارة مجاملة فهي من الناحية القومية، تأتي في وقت تتعرض فيه الأمة العربية والأمة الإسلامية لضغوطات عديدة ومتنوعة بدءاً ممن الضغوط والدمار الذي يحصل في فلسطين مروراً إلى ما يحصل في العراق، أيضاً الهجمة الشرسة على الأخوة في سوريا وضد جنوب لبنان، أردنا ان نتباحث إلى أي مدى وإلى متى سيبقى العالم العربي هكذا يتفرج كل قطعة على حدة. أما من النواحي العلاقية بين لبنان والسودان هذه العلاقات لا أشعر انها بمستوى الشقيق وعلاقة الشقيق بشقيق، لذلك كانت زيارة هذا الوفد الذي يضم مدير عام المغتربين ورئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي ورئيس غرفة التجارة في الجنوب اللبناني بالإضافة إلى وزير الزراعة الذي له دعوة خاصة أيضاً من زميله السوداني في سبيل التوصل ليس فقط لإجراء مباحثات وإنما إلى اتفاقات في شتى الميادين ما بين لبنان والسودان وأولها العلاقات بين البرلمان اللبناني والمجلس الوطني السوداني الذي آمل ان تتوج باتفاقية تعاون وأخوة في ما بين البرلمانين يحصل فيها كل التعاون والتآزر سواء كان على المستوى الداخلي أو على المستوى الدولي وفي المحافل البرلمانية العالمية."
ثم أدلى رئيس المجلس الوطني السوداني بالتصريح الآتي: "أرحب بأخي الرئيس بري في زيارته الأولى للسودان وأعتقد ان هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة إذ لم يشهد السودان زيارة رسمية من شخصية قيادية في لبنان لأكثر من عشرين عاماً، بل ان آخر زيارة كانت لرئيس لبناني كانت عام 1967 عندما زار الرئيس شارل حلو السودان وأعتقد ان هذه مبادرة كريمة من الرئيس بري لزيارة السودان، وأعتقد إننا أعددنا لهذه الزيارة كل أسباب النجاح والتوفيق إنشاء الله لكي نربط بها علاقاتنا الثنائية مع مجلس النواب اللبناني ولبنان الشقيق، وأيضاً لنناقش القضايا العربية والإقليمية والعالمية التي تهمنا جميعاً، ونحن نرحب ترحيباً حاراً بدولة الرئيس وبوفده الميمون الذي جاءنا في هذا اليوم عقب عيد الفطر المبارك ونتمنى لهم إقامة طيبة بين أهلهم في السودان ان شاء الله. "
الرئيس بري رعى افتتاح بنك بيبلوس- أفريقيا:
وكان رئيس مجلس إدارة بنك بيبلوس فرانسوا باسيل أقام مأدبة غداء تكريما للرئيس بري والوفد المرافق في فندق هيلتون، أعلن من خلالها عن افتتاح بنك بيبلوس - افريقيا في الخرطوم. وشكر السيد باسيل الرئيس بري رعايته هذا الافتتاح، كما شكر رئيس المجلس الوطني السوداني الذي حضر المأدبة مع عدد من رجال الأعمال السودانيين، وقال: "أدركنا نحن اللبنانيين إن علينا مواكبة أخوتنا في السودان في مسيرتهم النهضوية وخصوصا أن السودان تختزن طاقات بشرية هائلة".
ومن ثم تكلم السفير السوداني السابق في باريس رئيس نادي الأمم المتحدة في السودان بشير البكري، فأشاد بزيارة الرئيس بري والخطاب الذي ألقاه أمام المجلس الوطني السوداني، مشيدا بتجربة لبنان ودوره، وقال: "كنا دائما نقول إن عواصمنا العربية تهرول لتكون عواصم ثقافية لكن الثقافة دائما تهرول إلى بيروت لأنها عاصمة الثقافة".
اليوم الثاني السبت 29/11/2003
أجرى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري على رأس وفد نيابي في اليوم الثاني لزيارته الرسمية إلى السودان سلسلة اتصالات ومحادثات مع كبار المسؤولين السودانيين، حيث استهل برنامجها قرابة العاشرة صباحاً بزيارة إلى مقر المجلس الوطني السوداني واستقبله الرئيس الطاهر وقيادة المجلس، ثم عقد جلسة أولى رحب خلالها رئيس المجلس الوطني السوداني بالرئيس بري والوفد المرافق، ورد رئيس المجلس آملاً أن لا تشكل الزيارة مجرد زيارة بروتوكولية مؤكداً على أهمية اتفاق السلام في السودان وإعادة اللحمة إلى شعبه. وقال كلنا في هذا الوطن معرضون لأخطاء الانقسامات. والمؤامرة تلو المؤامرة تنتقل من قطر عربي إلى قطر آخر وعلينا مواجهتها بمزيد من التعاون والتنسيق، وآمل أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير بين لبنان والسودان. ورحب الطاهر بدوره بالاستثمار اللبناني والعربي في شتى المجالات وإعطائهم الأفضلية وكل التشجيع.
· جلسة العمل الصباحية : حضر الجلسة عن الجاني اللبناني الرئيس بري والوفد المرافق، كما حضر عن الجاني السوداني الرئيس الطاهر ونائبان الرئيس ورؤوساء لجان التربية والزراعة والطاقة والدفاع ومسؤولون في الخارجية والمغتربين. وقال الرئيس الطاهر:" نريد في هذه الجلسة أن نبدأ مشوار العلاقة الثنائية، علاقة شراكة حقيقية وبلا سقف، وليس عندنا أي تحفظ أو مانع، وأن المجلس الوطني سيكون عوناً لتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بين بلدينا".
أضاف :" نريد أن نرى لجنة عليا مشتركة برئاسة رئيس الحكومة اللبنانية ونائب رئيس الجمهورية السوداني وعلاقات ثنائية بين الوزارات كافة، وأن يرعى المجلسان هذه العلاقات التي نأمل أن تمتد إلى شعبي بلدينا. وشدد على وقوف السودان الى جانب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، والوقوف الى جانب سوريا لاستعادة الجولان ومجابهة الضغوط والتهديدات الإسرائيلية. كما شدد على الوقوف الى جانب لبنان لاسترجاع مزارع شبعا وباقي الأراضي المحتلة من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وقال :نحن نثمن الدور العظيم الذي قام به الشعب اللبناني من أجل تحرير أرضه المغتصبة من قبل إسرائيل. ولبنان اليوم يرفع رأسه عالياً لأنه استطاع بكفاحه ودمائه تحرير أراضيه. وأضاف: أننا مع لبنان وسوريا الشقيقين في كل ما يستهدفهما من ضغوط أمير كية وإسرائيلية، وأن الإجراءات العقابية ضد سوريا كما حصل للسودان ليست الطريقة المثلي للتعامل بين الدول وأن منطق القوة لا يحل القضايا.
وأشار إلى تطابق وجهات النظر في كل المجالات مع لبنان، وقال:" لم أجد نفسي أختلف معك يا دولة الرئيس في أية قضية فأنت تمثل بلدك كما تمثل السودان".
ورد الرئيس بري بالقول:" أردنا أن لا تكون هذه الزيارة مجرد زيارة مجاملة. نحن نتطابق على الصعيد النيابي مئة بالمئة. فعندنا ركزت على موضوع الجنوب في السودان. ولأنني أعتبر أن السلام هو صمام أمان للتواصل العربي الإفريقي لأن انهيار السلام لا سمح الله في التجربة السودانية وفي تحقيق الوحدة سيؤدي إلى انفصام بين العروبة والافريقانية وسينعكس ذلك على دول المنطقة، وأن محاولات التقسيم هي محاولات استعمارية قديمة.
وأستحضر محاولات إسرائيل لتقسيم لبنان وجعله دويلات طائفية كي تبقى هي الكوكب أمام النجوم في المنطقة إن صح التعبير. وأضاف أن مؤامرة التجزئة والتقسيم مستمرة على مستوى الوطن العربي وهي تشكل خطراً أساسياً على كيانه. وجدد الرئيس بري استغرابه لقرار الكونغرس الاميركي ضد سوريا متسائلاً كيف يحق له أن يشرع ويسري تشريعه على دول أخرى؟ وأضاف:" أن الذي حصل في الكونغرس الاميركي ضد سوريا سبقه ذلك أيضاً ضد السودان وكوبا قبلها وقد سكت العالم سابقاً ضد هذين التشريعين، الأمر الذي شجع تكرار هذه المسألة وأصبحنا على طريقة " أكلتُ حين أكل الثور الأبيض" وقد أصبحت هذه التشريعات عرفاً وعادة وهي تحاصر الآن العرب. فلقد بدأت بسوريا لأنها ساعدت لبنان على استعادة عافيته وتشكل الموقف العربي المقاوم والممانع. ونقول غيضا انه لولا دعم سوريا لما كان هناك انتصار للمقاومة في لبنان، وقبل أن ينتشر ما سمي بقانون محاسبة سوريا بدأ الكونغرس الإعداد لقانون محاسبة السعودية. أضاف الرئيس بري : جئنا إلى هنا وكلنا أمل في توقيع اتفاقية تعاون بين مجلسينا تشمل سبل التعاون في شتى المجالات والتنسيق في المنتديات البرلمانية العربية والدولية.
وشدد أيضا على ضرورة إقامة البرلمان العربي الموحد الذي يساهم في تعزيز على ترجمة مشروع السوق العربية المشتركة إلى حيز التنفيذ. وقال نريد بكل صراحة أن يكون هناك استثمار للبنانيين في السودان، وسنقوم بخطوات عملية في هذا المجال، مشيراً إلى أهمية دور المغتربين اللبنانيين في هذا المجال في العالم.
وأشار إلى الامكانات المتاحة في السودان للاستثمار في المجالات كافة لاسيما في مجالات الطاقة والزراعة والبنى التحتية، وشدد على ضرورة أن يكون للعرب دور في هذه الإستثمارات، معرباً عن إيمانه المطلق بأن للسودان مستقبلاً زاهراً بعد تحقيق السلام فيه وأن الإستثمارات سوف تتدفق عليه. وقال أننا سنضيء هذا الطريق أمام اللبنانيين والعرب، وأننا نريد أن تكون علاقتنا علاقة شراكة ولنا الشرف في أن نساهم بذلك. وختم الرئيس بري: أن وحدة السودان تستحق أن تعطى الجهد والتضحية فكما سبح لبنان عكس التيار وعزز صيغة العيش المشترك وحقق الانتصار من خلال وحدة شعبه، فإن السودان قادر على تحقيق هذا الهدف.
الرئيس بري التقى وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل
وفي الحادية عشرة والنصف بتوقيت السودان، العاشرة والنصف بتوقيت لبنان، استقبل الرئيس بري في مقر إقامته في فندق هيلتون وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي شدد على وجوب أن يواجه العرب التحدي لأن استهداف بعد 11 أيلول أصبح يطاول كل الأمة. ورحب بالاستثمارات العربية، وأشار إلى التنسيق مع الخارج اللبناني لتعيين لبنانيين قناصل فخريين للسودان في بلدان الاغتراب لاسيما في أميركا اللاتينية.
وقال الوزير السوداني بعد الزيارة: " هذه الزيارة التاريخية الهامة جداً لأرفع مسؤول لبنانين يزور السودان منذ أكثر من ثلاثين عاماً حيث كانت آخر زيارة للرئيس اللبناني الأسبق شارل الحلو خلال مشاركته القمة العربية في الخرطوم في مؤتمر اللاءات الثلاث حيث كانت آخر زيارة لمسؤول لبناني يزور السودان، لذلك ننظر لهذه الزيارة في إطار شامل، باعتبار أنها ستبحث انطلاقة في العلاقات بين السودان ولبنان في كافة المجالات الاقتصادية، الزراعية، الثقافية، التعاون التجاري، القضايا الإقليمية، القضايا العربية، القضايا الإفريقية والتعاون العربي الإفريقي ، قضايا العولمة، قضية الإرهاب وقضية فلسطين والعراق وما يجري في المنطقة. كل هذه القضايا ناقشناها ونناقشها مع الرئيس نبيه بري والوفد المرافق له، وقطعاً، وبالتأكيد، العلاقات الثنائية أخذت الحيز الكبير في هذا المجال.
وأضاف الوزير اسماعيل:هذه الزيارة تأتي ونحن في السودان نستغرق اتفاقية سلام توقف الحرب وتفتح السودان واسعاً لمجالات الاستثمارات العربية، وبالتأكيد لبنان واحد من الدول التي يستهدفها السودان في هذا المجال. فلبنان ليس فقط هو الوجود اللبناني بداخله، ولكن معروف ان لبنان منتشر في القارة الإفريقية من خلال الوجود في هذه القارة ومن خلال انتشاره في الغرب وفي القارة الأميركية. فنحن أيضا نستهدف الانتشار اللبناني في مجالات الاستثمار وتنشيط التبادل التجاري بين السودان والمستثمرين العرب والأجانب. وتابع إسماعيل: نحن بعد اتفاقية السلام في السودان سوف ننفتح على المحيط العربي والإفريقي في المجال الثقافي والإعلامي. لذا نرى في زيارة الرئيس بري فرصة لفتح المجال واسعاً للتعاون في هذين المجالين، سيما أننا ننظر للأستاذ نبيه بري ليس فقط كرئيس للبرلمان أو كرئيس لحزب، إنما ننظر إليه كمثقف عربي وكمناضل عربي، كأحد القيادات العربية المستنيرة الواعية وبالتالي نتشاور ونستمع إليه في قضايا العالم العربي أبرزها الإصلاح الذاتي في داخل الوطن العربي فضلاً عن الدور المطلوب لتأسيس وقيام البرلمان العربي الموحد، إصلاح الجامعة العربية، إصلاح الوضع العربي الراهن حتى نستطيع حقاً أن نواجه التحديات التي يواجهها العالم العربي، كل هذه القضايا كانت محل نقاش مستفيض مع دولة الرئيس نبيه بري والوفد المرافق مع القيادات السياسية والتنفيذية في السودان، وأنا سعيد جداً بهذه الزيارة وأنه خاطب البرلمان. وقطعاً أن الرئيس بري سيكون قد استمع لأعضاء البرلمان ولرئيس المجلس الوطني السوداني حول الهموم المشتركة وهموم القضايا العربية والتعاون العربي الإفريقي.
ورداً على سؤال حيال العتب السوداني على عدم اهتمام العرب بقضايا السودان الآن على أعتاب التوقيع على إتفاقية السلام وما هو المطلوب من العرب، قال الوزير السوداني أننا ننظر إلى زيارة الرئيس بري من هذا المنظار أيضاً نحن نريد للعالم العربي ان يكون حاضراً أيضاً.لأننا وكما قال الرئيس بري، عندما نوقع اتفاقية السلام يكون العمل قد بدأ ويكون الجهاد الأصغر قد انتهى وبدأنا بالجهاد الأكبر، وهو جهاد تعزيز الوحدة الوطنية والثقة بين الشمال والجنوب والحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره، العمل يبدأ بعد توقيع اتفاقية السلام. مضيفاً : أننا لا نريد حضوراً عربياً فقط، ولا نريد حضوراً أفريقياً فقط، وإنما نريد حضوراً عربياً وإفريقيا ودولياً يسهم في بناء السودان وإعماره وإعادة تأهيل بناه التحتية ، إذاً نأمل أن تكون زيارة الرئيس نبيه بري مفتاحاً لزيارات من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وبعد استقبل الرئيس بري الأمين العام للمؤتمر الوطني السوداني بالإنابة الدكتور نافع علي نافع وتركز الحديث خلال اللقاء حول التنسيق العربي المشترك ودور الأحزاب والإعلام العربي في مواجهة التحديات. وشدد الرئيس بري في هذا المجال على تعزيز النهج الديموقراطي في العالم العربي ودور البرلمانات وتعميم تجربة الأحزاب وتعزيز الديموقراطية في العمل الحزبي.
السفير اللبناني أولم للرئيس بري والوفد المرافق
أقام السفير اللبناني في السودان شربل اسطفان مساء الجمعة 28/11/2003 مأدبة عشاء في فندق الهيلتون تكريماً للرئيس بري والوفد المرافق حضرها رئيس المجلس الوطني السوداني وقيادة المجلس ووزراء ورجال أعمال سودانيون ، وألقى السفير اسطفان كلمة نوَه فيها بالعلاقات بين البلدين وبزيارة الرئيس بري والنتائج المتوقعة منها. ثم ألقى وزير الزراعة علي حسن خليل الذي يزور السودان أيضاً بدعوة من نظيره السوداني والذي رافق الرئيس بري في الطائرة التي أقلته إلى الخرطوم الذي أشاد بدور الرئيس الطاهر بصفته رئيساً للإتحاد البرلماني العربي في دفع العلاقات العربية إلى الأمام رغم هذا الزمن العربي الرديء، وقال بإرادة الرئيسين الطاهر وبري تأتي هذه الزيارة لتتوج علاقة طالما كانت علاقة أخوة وتعاون، وأن إيجاد مناخ الوحدة لا يمكن أن يتم إلا من خلال علاقات ثنائية روحها التضامن العربي.
وتكلم وزير الزراعة السوداني فوصف زيارة الرئيس بري باللقاء التاريخي بين البلدين، وقال أن لبنان لم يغب عن أهل السودان ولم نتأثر بمواقف عارضة مرت لأن لبنان مغروس في قلب وعقول السودانيين . وأكد على التضامن الكلي مع لبنان وسوريا، وأشاد بدور المجالس في تعبيد العلاقات بين الشعوب والدول.
اليوم الثالث ـ الأحد 30/11/2003
إجتماع موسع شهدت قاعة مجلس الوزراء السوداني مساء السبت 29/11/2003 اجتماعاً موسعاً، حضره عن الجانب اللبناني الرئيس بري والوزير علي حسن خليل والنواب: عباس هاشم، باسم يموت، جورج نجم، وجان أوغاسبيان ورئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس ومدير عام المغتربين هيثم جمعة ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الجنوب محمد الزعتري والسفير اللبناني في السودان شربل إسطفان والوفد الإداري والإعلامي. وعن الجانب السوداني الرئيس الطاهر وقيادة المجلس الوطني ووزراء الثقافة والمال والاقتصاد والزراعة، والاستثمار، والسياحة والتراث، ووزير الدولة لوزارتي الصناعة والزراعة وعدد من ممثلي القطاع الخاص في السودان. وتخلله توقيع وزيري الزراعة في البلدين علي حسن خليل ومجذوب الخليفة أحمد على مذكرتي تفاهم للتعاون الزراعي واتفاقية الحجر الزراعي ووقاية النباتات، وقد شهد الرئيسان بري والطاهر حفل التوقيع هذا. وتشمل مذكرة التفاهم والتعاون الزراعي كل المجالات الزراعية من تبادل خبرات واستثمارات وأبحاث وغيرها. كما تشمل المذكرة الثانية روزنامة زراعية في غاية الأهمية خصوصاً في هذه الظروف بالذات لأنها تتيح المجال لتصريف منتجات زراعية لبنانية عديدة وفي مقدمها إنتاج التفاح اللبناني بكميات كبيرة، والزيتون وزيت الزيتون والعنب والتبغ بحيث تصدر إلى السودان من دون رسوم جمركية إضافة إلى أصناف زراعية أخرى. كما تسمح للسودان بتصدير اللحوم الحمراء خصوصاً وان مكتب الأوبئة الدولي قد أعلن خلو الثروة الحيوانية السودانية من الأوبئة، بالإضافة إلى تصدير بعض الثمار والحبوب.
واستهل الوزير في وزارة مجلس الوزراء عبدالله علي صافي النور الاجتماع بكلمة ترحيبية أشاد فيها بالعلاقات الأخوية بين البلدين مشدداً على تعزيز التعاون بينهما.
ثم تكلم وزير الزراعة الدكتور الخليفة أحمد الذي قال: لعلها المرة الأولى التي يجتمع فيها في قاعة مجلس الوزراء رئيسا المجلسين والنواب والوزراء وممثلو القطاع الخاص في لقاء يمثل التقارب والتكامل ويؤكد التنسيق بين السلطتين. ثم أفسح المجال للوزراء من أجل الإدلاء بمعلومات مقتضبة عن وزاراتهم والقطاعات التي تمثلها.
وتحدث وزير المال والاقتصاد أحمد المجذوب فأشار إلى تجاوز الاقتصاد السوداني فترة الركود التي سادت في الثمانينيات وبداية التسعينيات، وتجاوز التضخم الذي انخفض في السنوات الخمس الأخيرة من 177% إلى أقل من عشرة بالمئة وقال: ان هذا الوضع الاقتصادي والنمو الحاصل واستقرار النقد تشكل حافزاً قوياً للاستثمار في السودان الذي هو واحد من أول ثلاث دول عربية تستقطب الاستثمارات.
وأكد وزير الاستثمار الشريف أحمد عمر بدر ان المناخ الان في السودان جاهز للاستثمار، مشيراً إلى ان وفداً اقتصادياً لبنانياً سيزور السودان في شباط المقبل وانه يجري التحضير لهذه الزيارة. وأشار إلى قانون الاستثمار المميز في السودان والذي يساوي بين المستثمر الوطني والمستثمر الخارجي.
وتحدث وزير الثروة الحيوانية قلواق قرنق عن استعداد السودان لاستقبال اللبنانيين للاستثمار في الثروة الحيوانية الهائلة في السودان حيث يوجد 135 مليون رأس من الثروة الحيوانية.
وحث وزير السياحة والتراث عبد الجليل الباشا لبنان على تعزيز التعاون مع السودان في المجال السياحي، مرحبا بالمستثمرين اللبنانيين والخبرات اللبنانية لتعزيز السياحة في السودان وإنشاء البنى التحتية في موقع السياحة في مجال الخدمات وبناء المنتجعات والقرى السياحية.
وتحدث وزير الثقافة عبد الباسط عبد الماجد عن دور العلماء والأدباء ورجال الصحافة اللبنانيين في السودان منذ إنشاء أول صحيفة في السودان على يد فارس نمر ويعقوب صروف عام 1903 وإنشاء أول مطبعة لبنانية في السودان في نفس العام، وأشار إلى انه سيزور لبنان الأسبوع المقبل لحضور ملتقى الفكر العربي ولقاء وزير الثقافة اللبناني غازي العريضي للبحث في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وشدد وزير الدولة للصناعة على أحمد عثمان على تشجيع الاستثمارات اللبنانية في مجالات الصناعة على كل المستويات وفي كل القطاعات. وقال: ان السودان يتمتع بأكبر ثالث قاعدة صناعية في أفريقيا بعد مصر وجنوب أفريقيا.
وبعدها أكد وزير الزراعة نيابة عن وزير التجارة على تعزيز التعاون والتبادل التجاري بين البلدين. ثم شكر رئيس المجلس الوطني السوداني مجلس الوزراء على السماح بمخاطبة الوزراء وقال: نحن سعداء لهذا النوع الجديد من العلاقات وعقد جلسات العمل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لكن الرئيس بري لا يقتصر دوره على رئاسة مجلس النواب اللبناني، بل يتجاوز ذلك إلى لبنان والوطن العربي.
ورد الرئيس بري فقال: ان هذا اللقاء التكاملي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لعله فعلا نسيج وحدة في المنطقة العربية لكنه عام وشائع في أغلب الدول الأوروبية والدول الديموقراطية، لأنه يجب ان يكون هناك تكامل بين السلطتين وليس فصل التواصل بينهما.
وأضاف: فور عودتنا إلى لبنان سيكون هناك إجتماع للمغتربين اللبنانيين خصوصاً الجناح الإفريقي منهم، وسيكون أيضاً هناك اجتماع برلماني مع المتحدرين من أصل لبناني، وللمجلس الاقتصادي الاجتماعي، كما نسعى إلى عقد اجتماع لجمعية المصارف واجتماعات أخرى لقطاعات الثقافة والنشر والطباعة.
ومساء السبت 29/11/2003 أقام وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل مأدبة عشاء حاشدة للرئيس بري والوفد المرافق حضرها الرئيس الطاهر وقيادة المجلس الوطني السوداني وعدد من الوزراء، وكانت الجالية اللبنانية قد أقامت غداء للرئيس بري والوفد المرافق بحضور السفير اللبناني في السودان.
واستقبل الرئيس بري في مقر إقامته في فندق هيلتون الخرطوم عند العاشرة من صباح الأحد بتوقيت السودان التاسعة بتوقيت بيروت وزير الثقافة السوداني الدكتور عبد الباسط عبد الماجد ووزير السياحة والتراث عبد الجليل الباشا وأستاذ الحضارة السوداني الدكتور جعفر المرغيني.
وأكد وزير الثقافة السوداني خلال اللقاء ان السودان تعلق أهمية كبيرة على زيارة الرئيس بري، مشيداً بالعلاقات التاريخية بين البلدين والحضارتين، وأشار إلى ان الكوادر السودانية العليا في التربية والثقافة درسوا في الجامعات اللبنانية في الستينيات والسبعينيات. وأشار إلى ان الخرطوم ستكون عام 2005 عاصمة الثقافة وتأمل الاستفادة من التجربة اللبنانية. ثم تحدث وزير السياحة السوداني عن أهمية الزيارة ومجالات التعاون بين لبنان والسودان في القطاع السياحي. ورد الرئيس بري مشدداً مرة أخرى على العمل من أجل توطيد التعاون بين البلدين وزيادة الاستثمارات في السودان، وتحدث عن دور لبنان الحضاري في المنطقة والذي شكل ويشكل نموذجاً للتعايش، وقال: ان إسرائيل استهدفته لضرب هذا النموذج الناجح الذي يشكل إنموذج حل لأكثر مشاكلنا في العالم العربي والعالم.
ثم زار الرئيس بري ووزيرا الثقافة والسياحة السودانيين وأستاذ الحضارة السودانية والوفد اللبناني المرافق متحف الخرطوم. وبعد ان جال في أرجائه دوّن في سجل الشرف العبارة الآتية: " ما أظن اديم الأرض إلا من هذه الأجساد ". بمناسبة زيارتي والوفد اللبناني إلى الخرطوم العاصمة الحضارية وأعتقد راسخاً انها مستقبلية.
ثم زار مشروع مجمع أفرا التجاري وانتقل بعدها إلى مدينة جياد الصناعية.
اليوم الرابع ـ 1/12/2003
توج رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري زيارته الرسمية إلى السودان بلقاء الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير الأثنين 1/12/2003 في القصر الرئاسي في الخرطوم في حضور رئيس المجلس الوطني السوداني أحمد إبراهيم الطاهر والوفد النيابي والاقتصادي والإعلامي المرافق.
وقال الرئيس بري على الأثر: "كانت جولة أفق ليس فقط حول الزيارة ولبنان، إنما الجولة من جنوب السودان إلى جنوب لبنان وما تمر به الأمة العربية والأمة الإسلامية. وكنت سعيداً جداً. ونقلت إلى سيادته تحيات رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود والشعب اللبناني وتقديره للقيادة السودانية. وكان هناك توافق في الآراء بل تطابق في الرؤية."
وفي هذا السياق، علم ان الرئيس السوداني أبدى تقديره للبنان ودوره في العالم العربي، مشيداً بمقاومته وشعبه. وكان بحث أيضاً "في ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي مستمر وفي الدعم الأميركي لإسرائيل والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على سوريا ولبنان والانتهاكات الإسرائيلية اليومية ضد لبنان. وكان تأكيد لوحدة الصف الوطني والعربي في مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة".
الرئيس بري يزور المجلس الوطني السوداني زار رئيس مجلس النواب لأستاذ نبيه بري الأثنين 1/12/2003 المجلس الوطني السوداني حيث كانت تعقد جلسة عامة. واستقبله الطاهر وتحولت الجلسة جلسة مخصصة لزيارة رئيس المجلس. حيث ألقى خطاباً في المجلس. ورحب رئيس مجلس الشعب السوداني إبراهيم الطاهر بالرئيس بري، ثم قال في كلمته الترحيبية متوجهاً إلى الوفد اللبناني "أنهم فتية لبنان يمثلون الشعب اللبناني تمثيلاً شرعياً عبر مجلس النواب اللبناني الشهير، رائد الديموقراطية في شرقنا الجميل، وحامل لواء الصمود والمقاومة ومشترع القانون اللبناني والمتصرف في الشأن السياسي في الساحل الشرقي للمتوسط أردنا بهذه الزيارة أن نضيف صداقة دولة شقيقة لدولتنا يتبادل فيها السودانيون واللبنانيون المواقع والمنافع والمواقف والمعارف ويزداد بها الشعبان قوة ومتانة في العلاقات والمصالح". وأضاف "نتطلع إلى اليوم الذي يكتمل فيه النصر باسترجاع أراضي مزارع شبعا لتكتمل فرحة لبنان وباسترجاع أراضي الجولان لتكتمل فرحة سوريا وبقيام الدولة الفلسطينية في أرضها المغتصبة. ونتطلع بالمقدار نفسه إلى ان تعود للشعب العراقي سيادته على أرضه". وتطرق إلى مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" وقال: " نستعد الآن لمرحلة السلام بكل أثقالها وأعبائها حتى نمهد لدولة مستقرة وعصرية تقوم على العلم والمعرفة وتوثق صلاتها بدول العالم على قاعدة الاحترام والحقوق والمواثيق والموادعة والصداقة والتسامح. نستعد لنهضة علمية واقتصادية واجتماعية ولدولة تقوم على حكم القانون واحترام الدستور وضبط النظام وإشاعة الحرية والاستقلال وبناء المؤسسات والاعتماد على التخطيط السليم إننا نفتح صدورنا لأخواننا في لبنان من دون تحفظ".
وألقى الرئيس بري كلمة برزت فيها المواقف التالية: (اضغط لقراءة نص الكلمة كاملاً)
ـ ان لبنان كاد ان يتقسم ويتشرذم ويتحول إسرائيلات لو لم تمد سوريا لنا يدها البيضاء في ليلنا الأسود" ـ ولولا شجاعة اللبنانيين الذين تمكنوا بفضل الإجماع العربي من صوغ إتفاق مكننا من صنع السلم الأهلي وبنائه على قاعدة مشاركة اللبنانيين كلهم في ما يصنع حياة المجتمع والدولة". ـ أحمل إلى بلدكم تجربة التعايش الوطني في لبنان تجربة فريدة لإندماج 18 طائفة. ـ السلام يمثل مصلحة سودانية وعربية في آن. ومصلحة أفريقية أيضاً. ـ يستطيع السودان ان يلعب دوراً في محيطه العربي والإفريقي من أجل تشكيل رأي عام دولي مناهض للحرب الإسرائيلية العدوانية على فلسطين وسوريا ولبنان". ـ ان تغيير واقعنا ليس مهمة إمبريالية، بل مهمة شعوبنا وقوانا الحية وقياداتنا. ـ ان السودان يمثل جسر العلاقات الإنسانية والجغرافية والتاريخية والحضارية بين أفريقيا والعرب بمواجهة حروب السيطرة المستمرة على مواردنا الطبيعية والبشرية. ـ أدعو البرلمانيين العرب إلى حماية الديموقراطية في كل وطن من طغيان الكونغرس الأميركي. ـ إننا مطالبون برفع الصوت من أجل استعادة العراق سيادته واستقلاله واختيار نظامه بنفسه. ـ إنني إذ أنوه بالمبادرة السودانية إلى تحرير الاقتصاد أدعوكم كما أدعو لبنان إلى إصدار تشريعات فعالة مضادة للاحتكار وحماية المنافسة والمستهلكين، وإلى عدم الاستعجال إلى أقصى الحدود في إقصاء دور الدولة الاقتصادي نهائياً عبر عمليات تصفية بالجملة للمؤسسات العامة، والانتباه إلى ان الخصخصة ليست فقط مجرد عملية تكنوقراطية، بل هي أيضاً عملية سياسية. ـ أنبه إلى أنه ليس من قبيل المصادفة ان ترتفع وتيرة هذه الحرب متجاوزة الحدود باتجاه سوريا عبر الإعتداء الجوي الذي طال موقعاً مدنياً في قرية عين الصاحب، وعبر العدوان والانتهاكات للمجال الجوي وحرمة المياه الإقليمية اللبنانية كل يوم. وان يترافق ذلك مع إصدار الكونغرس الأميركي ما سمي بقانون محاسبة سوريا، ومع مساع مبذولة في الكونغرس من أجل إقرار قانون لتوطين الفلسطنيين ومنعهم من العودة إلى ديارهم، ومع إقرار الإدارة الأميركية مبلغاً يتجاوز الملياري دولار لمساعدات عسكرية لإسرائيل وأيضاً وأيضاً بالترافق مع قرار الإدارة الأميركية تمديد العمل بما يسمى قانون " السلام في السودان" الصادر عن الكونغرس، ومع محاولة توسيع دائرة القلق والاضطراب لتطال كل مساحة العالمين العربي والإسلامي.. ـ سأهتم شخصياً بالطلب إلى وزير التربية والتعليم العالي وإلى رئيس الجامعة اللبنانية البحث في توقيع اتفاق تعاون بين جامعتنا الوطنية والجامعات السودانية، وكذلك لبناء علاقة بين المؤسسات البحثية في البلدين. كما أنني وبمناسبة هذه الزيارة أنقل إليكم استعداد مؤسسات الرأي الثقافية في لبنان لتقديم كل الدعم بمناسبة إعلان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005.
· الرئيس بري إلتقى نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه التقى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الأثنين 1/12/2003 نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في حضور الوفد المرافق ثم عقدا خلوة، قال بعدها طه: "كانت فرصة طيبة وممتازة ان أتيح لنا لقاء دولة الرئيس بري في زيارة تاريخية للسودان في هذا الظرف الذي يشهد فيه بلدنا تحولات إيجابية نحو السلام. وقد عرضنا مع الرئيس بري سبل التعاون السياسي والبرلماني والاقتصادي والتجاري".
ثم أولم طه للوفد اللبناني في حديقة القصر في حضور الطاهر ووزير الثقافة عبد الباسط عبد الماجد وعدد من الوزراء وأعضاء المجلس الوطني. وتخللت العشاء قصائد لوزير الدولة في وزارة الثقافة الصديق المشتبه والشاعرة روضة الحاج عن الواقع العربي، ولوحات فنية غنائية تراثية.
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري اختتم زيارته إلى السودان الثلاثاء 2/12/2003 بتوقيع اتفاق تعاون بين البرلمانين اللبناني والسوداني
أنهى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الثلاثاء 2/12/2003 زيارته الرسمية إلى السودان التي استمرت خمسة أيام كللت بتوقيع اتفاق تعاون بين مجلس النواب اللبناني والمجلس الوطني السوداني. واختتمت الزيارة ببيان مشترك عن اجتماع أركان البرلمانيين ونتائج المحادثات التي أجراها الوفد اللبناني في السودان.
نص البيان: " في إطار العلاقات المتميزة بين الجمهورية اللبنانية وجمهورية السودان، وتوثيقاً لروابط الأخوة العربية التي تجمع البلدين، واستجابة للدعوة الكريمة التي وجهها فخامة الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني في جمهورية السودان إلى شقيقه دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، زار السودان في الفترة من 28 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول 2003 دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني يرافقه وفد رفيع المستوى من قيادات البرلمان اللبناني والجهاز التنفيذي في الجمهورية اللبنانية.
رحب الجانب السوداني بهذه الزيارة التاريخية، معرباً عن تقديره لتلبية دولة الرئيس نبيه بري ووفده الكريم للدعوة، مؤكداً انها تمثل خطوة مهمة وبادرة إيجابية لدفع مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين.
تشرف الوفد في الزيارة بمقابلة فخامة الفريق الركن عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية. وتطرق اللقاء إلى أهمية تفعيل العلاقات السودانية ـ اللبنانية وسبل دعمها وتطويرها. ونقل الوفد لسيادته تحيات أخيه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود.
تضمنت الزيارة لقاءات مهمة بحيث التقى دولة رئيس مجلس النواب اللبناني والوفد المرافق له سعادة الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، وشملت الزيارة أيضاً لقاءً موسعاً بوزراء القطاع الاقتصادي في مقر مجلس الوزراء والسيد وزير الخارجية. والتقى سيادته أيضاً الأمين العام للمؤتمر الوطني ووزيري السياحة والثقافة. وعقد الجانبان جلسة مباحثات برلمانية ثنائية وحضر الوفد جانباً من جلسة المجلس الوطني حيث خاطبها دولة الرئيس بري. وفي ختام الزيارة وقع إتفاق تعاون بين الجانبين يتضمن الآتي: 1 ـ أكد الجانبان متانة العلاقات السودانية ـ اللبنانية وعمق التعاون والأخاء المشترك، ودعوا إلى تأسيس شركة حقيقية تجسد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية العميقة بين الشعبين الشقيقين.
2 ـ أكد الجانبان تطابق وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية وخصوصاً قضية فلسطين، قضية العرب المركزية. وعبرا عن استنكارهما التام لأعمال الإبادة والقمع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني. وأكدا حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بالسبل والوسائل كلها من أجل التحرر من الاحتلال الصهيوني.
3 ـ أكد الجانبان رفضهما المطلق للمشاريع التي تهدف إلى طمس القضية الفلسطينية من طريق محاولة فرض توطين اللاجئين من أشقائنا أبناء الشعب الفلسطيني وأماني الشعب الفلسطيني وفي طليعتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
4 ـ عبر الجانبان عن إشادتهما بالجهاد البطولي الذي تقوده فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، وأكدا حق لبنان المشروع في استعادة أرضه المحتلة في مزارع شبعا وفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وحقه في اتخاذ كل الوسائل التي تمكنه من تحرير تلك البقعة الغالية من أرض لبنان.
5 ـ ندد الجانبان وعبرا عن رفضهما بكل قوة لما يسمى قانون معاقبة سوريا بحسبانه سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، واتفقا على اتخاذ تدابير لمناصرة الشعب السوري الشقيق في وجه الاستهداف الصهيوني الأميركي، وتأكيد حقه في الدفاع عن أرضه وشعبه وأكدا حق سوريا في التصدي لأي عدوان قد يواجهها.
6 ـ ناشد الجانبان الحكومات العربية اتخاذ خطوات عملية للتقارب العربي ـ العربي عبر توحيد السياسات بغية الوصول إلى وحدة القرار العربي من أجل توحيد الصف وتقوية العمل المشترك.
7 ـ أعرب الجانبان عن تضامنهما ووقوفهما مع الشعب العراقي الشقيق في ظروف الاحتلال الذي يتعرض له، وأكدا الدعوة إلى تأمين وحدة أرض العراق وتمكين شعبه من التحرر من الاحتلال واستعادة سيادته على أرضه وحقه في إقامة نظامه السياسي الذي يرتضيه.
8 ـ أكد الجانبان أهمية دفع التعاون المثمر والبناء وفقاً للبيان المشترك الذي وقعه الجانبان وما يلحقه من اتفاقات وترتيبات تهدف إلى وضعه موضوع التنفيذ.
نص اتفاق التعاون بين البرلمانين اللبناني والسوداني : وقع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ونظيره السوداني أحمد إبراهيم الطاهر اتفاق تعاون بين البرلمانين، جاء فيه: " تمتينا لأواصر الأخوة والعلاقات الراسخة التي تربط الجمهورية اللبنانية وجمهورية السودان والمرتكزة على وشائج القربى والمصلحة المشتركة، وإدراكاً من مجلس النواب اللبناني والمجلس الوطني السوداني واقع الأمة والتحديات التي تواجهها والتي تتطلب المزيد من التنسيق وتوحيد الأهداف، ورغبة منهما في رفع التعاون البرلماني بينهما إلى مستويات متجددة بما يخدم العمل العربي المشترك ويعززه، وسعياً إلى الاستفادة المتبادلة من الخبرات البرلمانية والإدارية المتوفرة في المجلس، اتفق رئيسا المجلسين على الآتي: 1 ـ تبادل الخبرات البرلمانية والإدارية عبر تنظيم الزيارات المتبادلة، بهدف تحقيق تعاون أوثق في مجال صنع القوانين وتطوير القدرات الإدارية، وتحسين أداء الأطر العاملة في المجلسين. 2 ـ تشجيع إقامة علاقة بين التكنولوجيا والتشريع، وتفعيل درجة المشاركة في نقاش السياسات العامة، وكل ما يساهم في تطوير المجتمع في البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل وخصوصية كل بلد. 3 ـ تنسيق جهود المجلسين ورفع درجة التشاور والتعاون بينهما وصولاً إلى وحدة الموقف في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية في القضايا العربية ذات الاهتمامات المشتركة. 4 ـ تبادل المنشورات والمطبوعات والأقراص الممغنطة التي تصدر عن المجلسين والتي تساهم في تعميم الثقافة التشريعية وسيادة حكم القانون. 5 ـ تبادل المشورة في القضايا التشريعية والرقابية وفي مجال الدراسات الدستورية والقانونية. 6 ـ حض الأجهزة المختصة في البلدين على تطوير التعاون بينهما في ميادين السياسة والتجارة والاقتصاد والعلوم والتقنية والثقافة. 7 ـ دعم عقد الاتفاقات بين البلدين لتشجيع التبادل والتعاون الاقتصادي والإجتماعي والثقافي. 8 ـ تنسيق الجهود المشتركة لإنشاء البرلمان العربي وإزالة العقبات التي تحول دون قيامه مع تشجيع إقامة مؤسسات التعاون البرلماني المشترك. 9 ـ التحرك المشترك لإقامة علاقات وروابط وثيقة مع برلمانات الدول الإفريقية لترقية التفاهم والتعاون معها بما يخدم مصالح البلدين ورعاياها في تلك الدول. 10 ـ تشكيل لجنة أخوة برلمانية دائمة في المجلسين وأمانة سر خاصة بها للإشراف على تنفيذ بنود هذا الاتفاق واقتراح ميادين تطويره.
|