زيارة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري التاريخية إلى زحلة بدعوة من الوزير ايلي سكاف
زار رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري السبت 4/10/2003، مدينة زحلة البقاعية تلبية لدعوة غداء أقامها على شرفه وزير الصناعة المهندس ايلي سكاف في حضور حشد وزاري ونيابي وشعبي لم تعرفه المدينة من قبل حيث تحولت مأدبة الغداء مهرجاناً سياسياً استحق كلمة " اللقاء التاريخي ".
شريط الزيارة انطلق موكب الرئيس بري في مسيرة مهيبة من البوابة البقاعية حتى مدخل زحلة، حيث ازدانت الطرق في مختلف هذه التجمعات السكنية بلافتات الترحيب وأقواس النصر والأعلام اللبنانية التي رفعتها البلديات والمخاتير والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والهيئات المهنية والثقافية. وفي وادي البردوني انضم نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي إلى المأدبة، ولدى دخول الرئيس بري إلى مدخل الوادي نحرت لقدومه الخراف. تخللت زيارة الرئيس بري الى زحلة محطتان أساسيتان: واحدة إنمائية في الفيضة في خراج مدينة زحلة بدعوة من مجلس الإنماء والاعمار حيث وضع الرئيس بري الحجر الأساس لمحطة تكرير للمياه المبتذلة على بعد كيلومترات قليلة من المدخل الشرقي للمدينة، والثانية تكريمية في وادي البردوني تلبية لدعوة غداء أقامها على شرفه وزير الصناعة المهندس الياس سكاف.
المحطة الأولى: وضع حجر الأساس لمحطة تكرير المياه المبتذلة
المحطة الأولى في زيارة الرئيس بري كانت في الفيضة حيث وضع الحجر الأساس لمحطة تكرير المياه المبتذلة في احتفال أشرفت على تنظيمه بلدية زحلة – المعلقة ووسط حضور رسمي وشعبي حاشد تقدمه الوزير اسعد دياب ممثلاً رئيس الحكومة وصاحب الدعوة الوزير والنائب إيلي سكاف ووزراء ونواباً ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العميد رستم غزالي والوفود الشعبية. توالى على الكلام عريف الاحتفال المهندس إسماعيل مكة ثم رئيس بلدية زحلة المعلقة المهندس اسعد زغيب، فرئيس مجلس الإنماء والاعمار المهندس جمال عيتاني.
كلمة الرئيس بري استهل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري كلمته في الاحتفال بالقول:" بداية اشكر المعارضة لهذا اللقاء الذي حولته من لقاء أصدقاء وانماء الى لقاء تاريخي وبعد الشكر العميق للصديق ايلي سكاف ".
ثم تلا نص الكلمة التالية التي برزت فيها المواقف التالية: (اضغط لقراءة نص الكلمة كاملاً) - آن الأوان لتحصين المواطنين اللبنانيين بالضمانات الاجتماعية والصحية والائتمانات الكافية التي تجعلهم ينغرسون ويصمدون في ارض وطنهم. - أقول انني يوماً بعد يوم المس ان محاولة احلال المصالح مكان الحقائق والمبادىء يلاقي مزيداً من الرفض ، ويعزز قناعة مختلف الافرقاء بأن فرص نجاح مثل تلك السياسات في الابقاء على وضع اسرائيل كاستثناء دولي لا تطبق عليه المعايير الدولية تتضاءل وانه رغم المسايرة الدولية الظاهرة لاتجاهات الادارة الاميركية فرض معاييرها التي تلبي الشروط الامنية الاسرائيلية على مساحة فلسطين التي تلبي الاهداف الاميركية في العراق ، الا ان المناخ الدولي يشير الى تزايد القناعة الدولية بفشل خريطة الطريق والحلول الامنية ، وكذلك تزايد القناعة الدولية بدور مركزي للامم المتحدة في العراق . - انني على ثقة كبيرة باقتراب اللحظة الدولية التي ستفرض العودة الى روح مدريد والى تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشرق الاوسط التي تضع حداً لاحتلال اسرائيل للاراضي العربية وتحقق اماني الشعب الفلسطيني. - نشدد على الدور المركزي للامم المتحدة في ما خص استعادة العراق لسيادته ولدوره في محيطه الاقليمي والعربي. - سوريا تبرهن يوماً بعد يوم انها البوابة الحقيقية لصناعة وبناء السلام والاستقرار الاقليمي والدولي، كما برهنت انها بوابة التصدي والممانعة والمقاومة التي لا يمكن تجاوزها. - ان اعتماد المستوى السياسي العسكري الاسرائيلي على القوة وعلى خطوط الدفاع ابتداءً بخط بارليف وصولاً الى الجدار الفاصل هي امور لا تصنع الامن ولن تكون بديلاً عن تطبيق القرارات الدولية التي تمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق امانيه الوطنية. - إن الحرب ضد الحرب يجب ان تدار في واشنطن. وهذا الامر يتطلب اعادة تخطيط السياسات العربية والتوجه للرأي العام الاميركي والدولي ونقل حقيقة وجهة النظر العربية إلى الرأي العام الأوروبي والاميركي. - ان شيئاً من التوجهات العربية لإنشاء محطات فضائية عربية ناطقة باللغة الحية لم تتحقق في وقت سنواجه فيه قريباً محطة اميركية ناطقة بالعربية. إننا ومن لبنان منبر الحرية المفتوح ومطبعة الشرق ، والنموذج الذي تتاكد فيه امكانية حوار الحضارات وتعايش الاديان ، ومن مدينة زحلة التي تمثل مزهرية تجمع في انائها الكون الذي ينتشر أبناؤها على مساحته حيث صادفتهم اينما ذهبت مطالبون بالمبادرة عبر المؤسسات الرأي العام الاعلامية الفضائية للتوجه بلغات العالم الحية ليس فقط لايصال وجهة النظر اللبنانية والعربية الى الرأي العام الدولي فحسب، بل ايضاً لتغطية مساحة الانتشار اللبناني والعربي عبر العالم . - اجدد الدعوة للجميع للانتباه الى ان المنطقة في خطر والى ان لبنان في خطر والى ان ذلك يقتضي وحدة الخطاب السياسي المعبر عن لبنان والمعبر عن موقف لبنان.
وحول الموازنة قال الرئيس بري: - الحقيقة انها ليس موازنة، بل عدم توازن، وهي فخ منصوب امام مجلس الوزراء ومجلس النواب. انها موازنة مناكفة ومناقرة. - نحن مع انشاء المشاريع المنتجة التي تدر ارباحاً وتؤمن فرص عمل للمئات من المواطنين. - بصراحة لن تزاد أية ضريبة مهما كلف الامر. ونحن انما نكلنا بباريس 2 ودفناه. - ان ازدهار منطقة البقاع سيؤدي الى ازدهار لبنان .
المحطة الثانية مأدبة الغداء: وبعد انتهاء الاحتفال بوضع حجر الأساس انتقل الرئيس بري إلى المأدبة التكريمية التي أعدها له الوزير سكاف في وادي البردوني السياحي، وعرج الرئيس بري في طريقة على دارة الوزير سكاف في حي الميدان ـ زحلة للاستراحة بعض الوقت قبل ان يكمل الطريق مع الوزير سكاف في موكب واحد إلى وادي البردوني.
كلمة المضيف الوزير سكاف: وألقى الوزير سكاف الكلمة الآتية: اليوم سنتكلم بلغة نابعة من العقل والقلب، بداية نرحب بدولتك.، بالأمس كنت في الفاتيكان عصمة الكثلكة في العالم، واستقبلك قداسة البابا، واليوم أنت في زحلة عاصمة الكثلكة في الشرق. أنت ضيف غال.
دولة الرئيس، نحن رضينا باتفاق الطائف لأنه وضع حداً للحرب ولأنه أسس للسلم الأهلي وللوفاق الوطني وللإصلاح السياسي والدستوري، ولأنه يؤمن المشاركة في السلطة لكل الطوائف.
ان زحلة والبقاع محرومان من إنماء حقيقي. المشاريع أصبحت تعد على الأصابع. الحقيقة تجرح يا دولة الرئيس. زحلة والبقاع لم تنل سوى 2 في المئة من موازنة مجلس الإنماء والإعمار بعد الحرب. نحن نريد حقنا. نريد حقنا في المشاريع والإنماء.
دولة الرئيس، في مهرجان بعلبك قلت:" بقاعاً در. نحن نحيي التفاتتك. أنت الذي جعلت الدولة تهتم بالجنوب قبل التحرير وبعده. أنت ساعدت مع آخرين في محاربة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب والبقاع الغربي وراشيا. إنما أنا وأنت والجميع يعرفون ان التحرير يبقى ناقصاً إذا لم يكن هناك إنماء ريفي في الجنوب والبقاع.
وأضاف:" يجب أن نزيد ميزانية وزارة الزراعة لنستطيع مساعدة المزارع كي ينتج بشكل أفضل والبقاع لا ينال إلا جزءاً من مردود السياحة".
وختم الوزير سكاف:" نحن مع خط الاعتدال، خط الاعتدال عند كل الطوائف، خط الاعتدال الذي دافع عنه الإمام موسى الصدر وخط الاعتدال الذي يمثله البطريرك نصر الله صفير. يجب ان نعطي البطريرك صفير دعماً فعلياً لنعيد جمع شمل العائلة اللبنانية. ونحن نمارس خط الاعتدال بالانفتاح على كل لبنان.
كلمة الرئيس بري في مأدبة البردوني برزت فيها المواقف التالية: (اضغط لقراءة نص الكلمة كاملاً) - أؤكد على " إننا سنكون متعاونين ومؤازرين لك ولجميع نواب وفعاليات المنطقة ". إن زحلة وقضاء زحلة يمثلان بالنسبة لنا حاضن خط الشام، حاضن العلاقات التاريخية بين لبنان وسوريا، تلك العلاقات التي يجب ان تحفظ بأمر من الله والوطن.
- سوريا تمثل في الحاضر والمستقبل كما مثلت في الماضي عمق لبنان الاستراتيجي والإنساني، وعنصر التوازن الضروري بمواجهة التحدي الذي تمثله إسرائيل العنصرية للتعايش القائم في لبنان ".
|