أقام
مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، السفير جبران صوفان،
وسفيرة لبنان في سويسرا إنعام عسيران مساء الأربعاء 29/9/2004، حفل استقبال حاشد
في فندق " هيلتون " في جنيف ، تكريماً لرئيس مجلس النواب نبيه بري والوفد المرافق
،حضره رؤساء المجالس والوفود البرلمانية المشاركة في الدورة الـ 111 للاتحاد
البرلماني الدولي ، كما حضر السفراء العرب المعتمدون لدى الأمم المتحدة في جنيف
وعدد من السفراء الأجانب.
بداية ألقى السفير صوفان كلمة ترحيبية.
ثم
ألقى الرئيس بري كلمة هذا نصها:
"
أبدأ بالشكر لسعادة السفير إنعام عسيران وللصديق السفير جبران صوفان ، ليس على هذا
اللقاء الحار فقط ولكن على الجهد الذي بذل في سبيل إنجاح مهمة الوفد اللبناني الذي
أتشرف برئاسته للدورة الـ 111 لاجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف
هذا العام ، ولا سيما أنني فوجئت فعلاً بعدد الجالية اللبنانية الكبير نسبياً في
سويسرا ، وفوجئت أكثر بالعمق الاقتصادي والسياسي والثقافي الذي تلعبه الجالية في
سويسرا، علماً أن مثل هذه الأمور كانت دائماً تصادفني في كل أنحاء المعمورة ، ولكن
في جنيف تحديداً لم أكن أتوقع وجود مثل هذا العدد، خصوصاً أن وفوداً عديدة أتت من
جميع أنحاء سويسرا، بل من ألمانيا، الأمر الذي يؤكد ضرورة أن يكون ضرورة للسفارات
العربية والسفارة اللبنانية خصوصاً في أي بلد من البلدان حيز كبير للاعتناء
بالمغتربين ، ويكون هناك أيضاً عوامل تضافر ومشاركة حقيقية بين المغتربين
اللبنانيين وسفارتنا في الخارج . طبعاً ، جئنا نحمل من لبنان كل العناوين الضاغطة
على الدورة الـ 111 ، ولعلنا نوضح بعض المواقف، ومن الوضع العربي ،من لبنان الى
السودان ومن فلسطين إلى العراق، حيث نواجه بصراحة حرب سيطرة باسم الديموقراطية،
والاحتلال باسم المقاومة الإرهاب. نحن في لبنان كما العرب، لا يمكن أن نواجه سواء
لبنانياً أو عربياً مثل هذه الهجمة التي تتعرض لها بلداننا وأمتنا إلا بالتضامن.
التضامن العربي يحقق الانتصار العربي، كما أن التضامن في لبنان والوحدة اللبنانية
هما اللذان ينتصران دائماً على جميع الأعداء. ليس هناك مقاومة حقيقية لأي عدو،
وخصوصاً العدو الإسرائيلي، إلا بالتضامن العربي، وبالتضامن اللبناني. انطلاقاً من
الأزمة التي حصلت أخيراً في لبنان، أقول من سويسرا، وأكرر الذي قلته في لبنان، أن
المواجهة تبدأ بحكومة وحدة وطنية تضم جميع القوى، سواء كانت سياسية أو متنوعة أو
عددية أو طوائفية، من دون استثناء أحد، حتى يمكن أن نسجل مثل هذا الانتصار في
لبنان. يبقى أنه ليس مصادفة أن يكون عدد اللبنانيين في لبنان زهاء أربعة ملايين
وعددهم في خارج لبنان أكثر من 14 مليوناً، ليس من بال المصادفة ألا أكون رئيس
المجلس النيابي الوحيد أو الأوحد من أصل لبناني، هناك عدد كبير من رؤساء البرلمانات
في العالم من أصل لبناني، لبنان ممثل في 19 برلماناً في العالم، وهو فعلاً طائر
يطير بجناحين هما الجناح المغترب والجناح المقيم، وليس أي شيء آخر. والاغتراب هو
الاقتصاد السري للبنان، القرش الأبيض لليوم الأسود، وأعتقد أن الوضع الاقتصادي في
لبنان الآن في حاجة كبيرة جداً إلى هذا الاقتصاد السري.
يبقى
أننا في لبنان والمنطقة العربية متمسكون بالديموقراطية، ولكن الديموقراطية بالنسبة
إلينا هي ديموقراطية صناعة وطنية وليست صناعة مفروضة من الخارج. فنحن في لبنان
خصوصاً، لا نحتاج إلى دروس في الديموقراطية ، منذ مدرسة الحقوق الأولى في بيروت حيث
قال جوستينيانوس ." أن بيروت هي مرضع القوانين ". لسنا في حاجة إلى دروس في القانون
أو في علاقاتنا العربية – العربية، وخصوصاً في العلاقة المميزة مع كل البلدان
العربية وتحديداً مع سوريا الشقيقة. ولسنا في حاجة إلى دروس للتفرقة بين المقاومة
والإرهاب الذي خرب لبنان ويحاول الآن أن يخربه وعدداً كبيراً من الدول العربية،
وعرفنا المقاومة بعدما يئسنا من أن تعطينا الأمم المتحدة حقوقنا، وقاومنا واستطعنا
بفضل التعاون العربي والوحدة الوطنية اللبنانية أن نحرر غالبية المناطق اللبنانية".
وأضاف الرئيس بري:" لا تزال أمامنا مهمات كثيرة، وإنما نحن نميز. ديننا ما هو ؟
ديننا هو الإسلام، ديننا المسيحية، التعددية، ديننا هو هذه الوحدة الروحية الموجودة
في الشرق والتي هي بطبعها ورسالتها ومنشئيها قامت دائماً ضد الإرهاب، فلسنا في حاجة
إلى دروس في هذا الموضوع. نقول هذا الكلام في سويسرا حيث أكثر المنظمات متمثلة في
هذا البلد ومراكزها الرئيسية هنا، وخصوصاً اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي يعرف
ما عانته الشعوب العربية وما عاناه لبنان وما نعانيه الآن في أكثر من منطقة عربية.
ويبقى دائماً أن أكرر: الوحدة ثم الوحدة ، التضامن ، التنسيق هو خلاصنا".
حوار مع وسائل الإعلام
وفي
حوار مع وسائل الإعلام قال الرئيس بري عن التحديات التي يواجهها العالمان العربي
والإسلامي : أن أحد أسباب مجيئي إلى هذا المؤتمر هو التحديات التي يتعرض لها
العالمان العربي والإسلامي على كل الصعد، لذلك لا بد من مواجهة هذه التحديات.
وأشار إلى أنه كيف تنادي الولايات المتحدة الأميركية بالديموقراطية وتقاطع هذا
المؤتمر.
وقال
رداً على سؤال : أن إسرائيل مثلت دائماً الاستثناء بالنسبة للقرارات الدولية فهذه
القرارات مثلاً تنفذ على إيران وعلى لبنان حتى في قضايا وأمور داخلية ،لماذا يطبق
هذا الأمر هنا ولا يطبق هناك؟ لماذا عدل الدستور الأميركي مرات عديدة؟
إن
تعديل الدستور اللبناني لا يهدد السلام والأمن العالميين ومع ذلك تدفع الولايات
المتحدة الأمم المتحدة لاستصدار القرار 1559 لأن لبنان استطاع أن ينتصر بمقاومته.
لقد تقدمت سوريا بمشروع لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة
الدمار الشامل، وقد عارضت إسرائيل هذا المشروع، والضغط الآن هو على الجمهورية
الإسلامية الإيرانية. إن أسلوب الكيل بمعيارين ومكيالين هو الذي يؤسس لما يسمونه
الإرهاب.
ورداً
على سؤال، أعرب عن ارتياحه للموقف البرلماني العربي الموحد في المؤتمر وقال " أن
كلا في واحد والواحد في كل".
الضغوط الأميركية
وعن
الإستراتيجية الأميركية في سياستها تجاه المنطقة قال الرئيس بري : مع الأسف لا توجد
إستراتيجية أميركية، بل توجد إستراتيجية إسرائيلية تنفذ بواسطة الولايات المتحدة ،
ونأمل أن تتغير هذه الإستراتيجية المستوحاة بعد الانتخابات الأميركية.
وقال
:" أ، الحل أولاً وعاشراً بالعودة إلى روحية مدريد والعودة إلى الأمم المتحدة وليس
فرض القوة على الأمم المتحدة ، وعندئذ لا حل على الإطلاق.
ورداً على سؤال قال الرئيس بري : الضغوط مستمرة على لبنان بدليل انه بعد غد سيصدر
الأمين العام للأمم المتحدة تقريره إلى مجلس الأمن لمتابعة الضغوط على لبنان ، ولكن
نقول أن هذا الأمر شأن داخلي، ولا يمكن أن نسمح بأن تمس سيادتنا مهما كلف الأمر.
وبغض النظر عن وجهات النظر من موضوع التمديد للرئيس لحود نقول هل يحق للكونغرس
الأميركي أن يفرض إرادته وتشريعاته على أوطان أخرى؟ هل يحق له أن يتخذ قراراً
بمحاسبة سوريا أو إيران أو لبنان أو أي دولة. عندما انتخب الشعب الأميركي نوابه
فوضهم لأجل مصالحه في الداخل وليس لفرض سياسات في العالم. هل ينصب أحد أميركا أن
تكون روما العصر. هل نصب أحد الكونغرس برلماناً على العالم؟ لقد خاطبت الكونغرس
الأميركي عندما صدر القرار 1559 وقلت أننا عدنا إلى شريعة الغاب؟
العلاقات مع فرنسا
وعن
الموقف الفرنسي والعلاقات اللبنانية الفرنسية قال الرئيس بري : لن نسمح لهذه
المؤامرة أن تصل بأنيابها إلى العلاقات اللبنانية _ الفرنسية. وللبنان وفرنسا
علاقات مميزة منذ القدم، وأن فرنسا ديغول وفرنسا شيراك قدمت الكثير في سبيل لبنان
لاستعادة سيادته. ووقفت إلى جانبي شخصياً وجانب لبنان في قضية مياه الوزاني، ولا
ننسى أنها خاضت معركة إلى جانب لبنان وسوريا إبان العدوان الإسرائيلي عام 1996
بالاعتراف بالمقاومة كل ذلك يجعلنا ، كما عبرت سابقاً ، ألا نترك صديقنا أمام خطأ
غير مقصود عند أول مفترق ، وسنحرص على استعادة صداقتنا مع فرنسا.
إعادة الانتشار
وحول
إعادة الانتشار السوري في لبنان، وهل تخلت سوريا عن إستراتيجيتها في لبنان قال
الرئيس بري: من المستحيل القول أن سوريا تخلت عن إستراتيجيتها في لبنان. إن ما
بين لبنان وسوريا هو أمر يتعلق بالتاريخ وبالشعبين اللبناني والسوري، ونحن شعب واحد
في دولتين كما قال الرئيس حافظ الأسد. عندما كان لبنان في الشدة ، من وقف مع لبنان؟
فليقرءوا اتفاق الطائف جيداً فقد تكلم عن إعادة الانتشار وليس عن انسحاب. فليقرءوا
جيداً تاريخنا واتفاق الطائف ، أما إعادة الانتشار فقد حصلت عمليات إعادة انتشار
للقوات السورية عديدة، ليس المهم إعادة انتشار القوات السورية، المهم إعادة انتشار
مبادئ الأمم المتحدة في عقول الدول الكبرى وعندئذ تأتي كل الحلول.