كلمة
الرئيس نبيه بري
الوجدانية
في الذكرى الثانية لرحيل الرئيس حافظ الأسد
أدلى رئيس مجلس النواب
الأستاذ نبيه برّي الخميس 6/6/2002 بحديث إلى التلفزيون السوري ووكالة " سانا "
السورية في الذكرى الثانية لرحيل الرئيس حافظ الأسد، تحدث فيه عن استراتيجية الراحل
ومواقفه القومية ودعمه الدائم للبنان.
واستهل حديثه بكلمة وجدانية عن الرئيس الأسد هذا
نصها :
" كما أن هديل الحمام لا يعني السلام، وكما أن
البكاء ليس خاتمة الأحزان، وكما أن السكون لا يعني موت الحركة، وكذلك فان الصمت لا
يعني اندحار الصوت، كذلك فان موت الجسد لا يعني انتفاء الحضور.
ها أنت أيها القائد الخالد تسكن الركن المضيء من
حدائق ذاكرتنا، وتسكن خفق قلوبنا، وها أنت علامة الانتباه في مواقعنا في هذه
اللحظات السياسية الدقيقة، ربما حين أخذ الموت موسم جسدك الى الكفن تسرعنا في
البكاء ولم ننتبه الى ان ميتنا لا يموت وان نجمك سيبقى يهدينا الى الدرب ولعل
أعداءنا اعتقدوا انهم في غياب شمسك سيتمكنون من التسلل في الظلام الى خطوطنا لتمزيق
هوائنا وتكسير أحجارنا وكتم أنفاسنا وإخراس أفواهنا وتهشيم مرايانا. كذلك الموت في
النهاية ليس نهاية العظماء، بل أنه مجرد شجرة جسد تشتهي أمومة التراب. أما المعنى
الذي هو أنت يا سيادة القائد الخالد فهو عصر سيمتد فينا زاخراً بالمقاومة التي لا
تهدأ.
أنت إذن المقاومة وأنت الوقت، أنت المقاومة التي
صنعت مجد تشرين في الجولان، وأنت المقاومة التي صنعت الانتصار في جنوب لبنان. وما
بين الجولان وفلسطين جسر غار تعبر عليه الأجيال الى حقها في فلسطين وها هو بشار على
الطريق ".
|